“بلومبرغ”: أمريكا تخسر معركة البحر الأحمر
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
الثورة نت/..
أشارت شبكة “بلومبرغ” الأخبارية الأميركية، إلى أنّ العام الفائت كان مليئاً بالمفاجآت، إذ أدى هجوم مفاجئ شنّته حماس إلى تسجيل أعنف يوم للإسرائيليين، استمرت الحرب، بعده، بين كيان العدو الصهيوني وحماس في غزة لفترة أطول مما تصوره أي شخص تقريباً.
ولكن المفاجأة الأكبر، بحسب “بلومبرغ”، كانت “في الهجوم اليمني الذي شكّل أخطر تحد لحرية البحار منذ عقود من الزمن، ويمكن القول إنه هزم قوة عظمى منهكة على طول الطريق”.
وقالت “بلومبرغ” إنّ “الحملة اليمنية ضد الشحن عبر باب المندب، الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن، بدأت في أواخر عام 2023، حينها نجح الحوثيون في خفض حركة المرور في قناة السويس بأكثر من النصف، كما تسببوا في إفلاس ميناء إيلات الإسرائيلي في خليج العقبة”.
تجمع هذه الملحمة، كما تعبّر “بلومبرغ”، بين الديناميكيات القديمة والجديدة، إذ “كان باب المندب منذ فترة طويلة مركزاً للصراع، تحيط به حالة من عدم الاستقرار في جنوب شبه الجزيرة العربية والقرن الأفريقي، ما أدى إلى نشوب صراعات وتدخلات أجنبية لوقت طويل، ولكن حملة اليمنيين كشفت أيضاً عن مشكلات عالمية أحدث”.
وإحدى هذه المشكلات “هي انخفاض تكلفة فرض القوة، فحكومة صنعاء لا تملك قوة عسكرية تقليدية؛ وهي لا تسيطر حتى على اليمن بالكامل، ومع ذلك فقد استخدمت قواتها المسلحة الطائرات من دون طيار والصواريخ للسيطرة على الوصول إلى البحار الحيوية”.
والميزة الثانية، بحسب الشبكة الإخبارية الأميركية، “هي التآزر الاستراتيجي بين أعداء الولايات المتحدة، إذ سمح اليمن، منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، لمعظم سفن الشحن الصينية بالمرور من دون ضرر، كما تلقى اليمنيون التشجيع، من روسيا الحريصة على الانتقام من واشنطن”.
أما العامل الثالث الذي يزيد من تأجيج الأمور، بحسب “بلومبرغ”، فهو “نفور أميركا من التصعيد، والذي ينبع من الإفراط في التوسع العسكري، الذي حوّل قوة عظمى عالمية إلى مجرد قوة مواجَهة غير حاسمة مع مجموعة من المتطرفين اليمنيين”.
وتخلص “بلومبرغ” إلى أنه “ربما لا يكون التصحيح الجذري للمسار من جانب الولايات المتحدة وشيكاً، ولا يزال الرئيس جو بايدن يطارد وقف إطلاق النار المراوغ بين إسرائيل وحماس، الذي من شأنه، على الأقل، أن يسحب من اليمنيين وغيرهم من حلفاء إيران ذريعة الحرب، حتى لو لم يكن أحد متأكداً حقاً ما إذا كان هذا من شأنه أن ينهي هجمات الشحن في البحر الأحمر، بل إن أكثر ما يأمله بايدن يتمثّل في اجتياز الانتخابات الرئاسية من دون المزيد من المتاعب مع طهران”.
ولكن هذا النهج المتخبط قد لا يدوم طويلاً بعد ذلك، “فأيّاً كان من سيتولى الرئاسة في عام 2025 سوف يضطر إلى مواجهة حقيقة مفادها أن أميركا تخسر الصراع على البحر الأحمر، مع كل العواقب العالمية التي قد تترتب على ذلك”.
وفي سياق متصل، رأى موقع “ريسبونسيبل ستيتكرافت” الأميركي، في 30 آب/أغسطس الفائت، أنّ نهج واشنطن تجاه اليمن هو تجسيد للإهمال الاستراتيجي، مؤكداً أنه “لن ينجح”، وأنه “يكلّف الكثير، ويعرّض حياة الجنود الأميركيين المتمركزين في المنطقة للخطر”.
وشدّد الموقع على أنّ ما ينبغي لواشنطن فعله، هو إنهاء نشاطها العسكري ضد اليمن على الفور، والضغط على الدول الأوروبية والآسيوية كي تتولى دوراً أكبر في حماية سفن الشحن الخاصة بها، والتوقف عن دعم حرب “إسرائيل” على غزة، على أمل أن يسهم ذلك في تهدئة التوترات المتصاعدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
صحيفة عبرية: الحوثيون خلقوا مخاوف كبيرة في النظام الاقتصادي الإسرائيلي (ترجمة خاصة)
قالت صحيفة عبرية إن هجمات جماعة الحوثي على سفن الشحن في البحر الأحمر وإسرائيل خلقت مخاوف كبيرة في النظام الاقتصادي الإسرائيلي.
وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن هجمات الجماعة على السفن التجارية وسيطرتها على خليج عدن ومضيق باب المندب أحد طرق الشحن الرئيسية لإسرائيل عبر البحر الأحمر وقناة السويس، أدت إلى تحويل الشحن الدولي إلى طريق أطول، يدور حول أفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح.
وأضافت "في إسرائيل، كانت هناك مخاوف من التأثيرات الدرامية على تجارتنا العالمية والتي من شأنها أن تؤدي إلى ارتفاع أسعار العديد من المنتجات".
تتابع "كان هذا القلق مبررًا بالتأكيد. كانت تكاليف الشحن المتزايدة أثناء أزمة كوفيد-19 عاملاً رئيسيًا في الزيادة العالمية في أسعار المنتجات الاستهلاكية. كما تسبب إغلاق قناة السويس بين عامي 1967 و1975 في إلحاق أضرار كبيرة بالتجارة الدولية والنمو الاقتصادي لإسرائيل".
ومع ذلك، تظهر دراسة جديدة أجراها بنك إسرائيل، أجراها هاجاي إتكيس ونيتسان فيلدمان، أن تأثير الحوثيين كان محدودًا نسبيًا. منذ البداية، يتم شحن حوالي 5٪ فقط من الصادرات الإسرائيلية عن طريق البحر إلى آسيا وأوقيانوسيا، وحوالي 20٪ من الواردات المدنية إلى إسرائيل. و
وكشفت الدراسة أن إجمالي الواردات الإسرائيلية من آسيا وأوقيانوسيا لم ينخفض بشكل غير عادي في أعقاب هجمات الحوثيين. كما لم ترتفع أسعار الواردات إلى إسرائيل بشكل كبير، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن تكاليف الشحن البحري تشكل جزءًا صغيرًا من سعر البضائع، وبالتالي فإن تأثيرها على السعر النهائي ضئيل.
وحسب التقرير فإن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر لم تؤثر على السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى إسرائيل فحسب، بل أثرت أيضًا على النقل البحري العالمي في جميع أنحاء العالم. وشعرت دول أخرى في البحر الأبيض المتوسط بتأثير هذه الهجمات بقوة أكبر.
وقالت الصحيفة العبرية "إن الواردات في دول مثل اليونان وتركيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا لمدة ستة أشهر انخفضت بسبب هجمات الحوثيين، لكنها تمكنت من التعافي بحلول ربيع عام 2024.
وأشارت إلى أن تحويل طرق الشحن أدت في البداية إلى زيادة تكاليف النقل، لكن هذه الزيادة تباطأت في غضون عدة أشهر. ومن عجيب المفارقات أن إسرائيل، التي كانت الهدف المعلن لهجمات الحوثيين، أظهرت تأثيرًا أقل مقارنة بدول ساحلية أخرى على البحر الأبيض المتوسط.
وقالت "لا عجب أن الحوثيين أنفسهم بدأوا يشعرون بالقلق. فالمحور الشيعي ينهار في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ونفوذهم الضار على طريق التجارة البحرية الرئيسي يضعف مع إيجاد العالم لحلول بديلة وإظهار المرونة في طرق الشحن".
وخلصت الصحيفة العبرية بالقول "يظل الحوثيون وحدهم في الحملة الإيرانية الأوسع، حيث لم يكونوا اللاعب الأقوى في البداية. فهذا الأسبوع، هاجمت الولايات المتحدة وبريطانيا منشأة للحوثيين في صنعاء، وفي وقت لاحق، ضربت إسرائيل أيضًا عدة أهداف في اليمن، في حين لا يُتوقع أن تعاملهم إدارة ترامب الناشئة بشكل إيجابي".