للعام الثاني.. أطفال غزة بلا مدارس والحرب تُلقنهم دروس البقاء
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
في وقت يستعد فيه الأطفال في أنحاء العالم للعودة إلى المدارس مع بدء العام الدراسي الجديد، يواجه أطفال غزة واقعا مروعا بعيدا عن مقاعد الدراسة.
وبدلا من التهيؤ للعام الدراسي، يكرس هؤلاء الأطفال وقتهم في إزالة الأنقاض والبحث عن مأوى وسط أصوات الصواريخ والدمار، مما يحرمهم من التفكير في مستقبلهم أو حتى الحلم به.
تجسد حالة أطفال عائلة قديح معاناة الأطفال في غزة بوضوح. فبدلا من التحضير للمدرسة، ينهمك هؤلاء الأطفال في حمل أكوام الأنقاض التي جمعوها من مبان مدمرة، ليس لبيعها فحسب، بل لاستخدامها في بناء قبور في المقبرة التي أصبحت ملاذهم المؤقت في جنوب غزة.
عز الدين قديح، البالغ من العمر 14 عاما، تحدث عن معاناته هو وإخوته الثلاثة، أصغرهم في الرابعة من عمره، قائلا بعد انتهائهم من نقل قطع الخرسانة: "في أعمارنا، الأطفال في دول أخرى يدرسون ويتعلمون، بينما نحن محرومون من ذلك. نحن مضطرون للعمل في ظروف تفوق قدرتنا من أجل تأمين لقمة العيش".
مجبرون على مساعدة أسرهممع استمرار الحرب، يدخل قطاع غزة عامه الدراسي الثاني بدون مدارس. في ظل الظروف الحالية، يضطر معظم الأطفال لمساعدة أسرهم للبقاء على قيد الحياة وسط النزاع المستمر منذ قرابة العام.
يسير الأطفال حفاة على الطرق الترابية حاملين المياه في أوعية بلاستيكية من نقاط التوزيع إلى عائلاتهم التي تعيش في مخيمات مكتظة، بينما يقف آخرون في طوابير الجمعيات الخيرية بانتظار الحصول على الطعام.
تحذر المنظمات الإنسانية من أن حرمان الأطفال في غزة من التعليم لفترة طويلة قد يتسبب بأضرار دائمة.
وتقول تيس إنغرام، المتحدثة الإقليمية لليونيسيف، إن الأطفال الصغار يعانون من تأخر في النمو العقلي والاجتماعي والعاطفي، بينما يواجه الأطفال الأكبر سنا خطر الانزلاق نحو العمل المبكر أو الزواج المبكر.
"كلما طال بقاء الطفل خارج المدرسة، زادت احتمالات عدم عودته إلى الدراسة بشكل دائم".تيس إنغرام المتحدثة باسم اليونيسف
فقد حوالي 625 ألف طفل في غزة عاما كاملا من التعليم بعد أن أغلقت المدارس إثر بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع، والتي جاءت بعد الهجوم المباغت لحركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
ومع تعثر المفاوضات لوقف القتال، لا يعرف متى سيتمكن هؤلاء الأطفال من العودة إلى فصولهم الدراسية.
وتضررت أكثر من 90% من مدارس غزة جراء القصف الإسرائيلي، وفقا لتقرير صادر عن مجموعة "Global Education Cluster"، التي تديرها اليونيسيف وSave the Children.
Related"أرقام صادمة".. عدد أطفال غزة الذين قتلوا خلال أشهر يفوق عددهم خلال 4 أعوام من النزاعات بالعالم"طفلي حُرم من كل شيء".. أطفال غزة يموتون ببطء والمناشدات تتعالى لإنهاء المعاناةأطفال غزة يتضورون جوعا حتى الموت.. فادي الزنط يتحول إلى هيكل عظمي ووالدته تناشد لانقاذهوأشار التقرير إلى أن نحو 85% من هذه المدارس دمرت بشكل يتطلب إعادة بناء كاملة، ما قد يستغرق سنوات. كما تضررت جامعات غزة أيضا.
تم تهجير حوالي 1.9 مليون شخص من أصل 2.3 مليون نسمة في غزة من منازلهم، وجمعوا في مخيمات خيام تفتقر إلى أنظمة المياه والصرف الصحي، أو في مدارس الأمم المتحدة والحكومة التي تحولت إلى ملاجئ.
قال مؤمن قديح إن أطفاله كانوا يستمتعون بالمدرسة قبل اندلاع الحرب، وأضاف: "كانوا طلابا متفوقين، وقد ربيناهم بشكل جيد".
لكن الآن، يعيش هو وأبناؤه الأربعة وابنته في خيمة بمقبرة في خان يونس بعد أن اضطروا للفرار من منزلهم. وأوضح قديح أن الأطفال يشعرون بالخوف من النوم بجانب القبور، ولكنهم ليس لديهم خيار آخر.
تقتات العائلة من خلال جمع الحطام الناتج عن الغارات الجوية والقصف، وتحويله إلى مسحوق يباع لبناء قبور جديدة.
ويبدأ قديح وأطفاله يومهم عند الساعة السابعة صباحا بالبحث بين الأنقاض، ويعملون بجد لتحويل الخرسانة إلى مسحوق يبيعونه. وعندما يكون نهارهم جيد، يكسبون حوالي 15 شيكل (4 دولارات) من بيع المسحوق.
قال قديح، الذي أصيب في حرب غزة عام 2014، إنه لا يستطيع القيام بالعمل بمفرده، وأضاف: "أبكي عليهم عندما أراهم بأيديهم الممزقة. إنهم لا يستطيعون النوم في الليل بسبب الآلام، ويرقدون على فراشهم كما لو كانوا موتى".
وفي ظل هذه الظروف الصعبة، تسعى مجموعات الإغاثة لتوفير بدائل تعليمية، رغم أن الجهود محدودة بسبب تزايد الاحتياجات الأخرى.
تدير اليونيسف ووكالات الإغاثة الأخرى حاليا 175 مركزا تعليميا مؤقتا، قدمت الدعم لحوالي 30 ألف طالب بفضل 1200 مدرس متطوع. تقدم هذه المراكز دروسا في القراءة والكتابة والحساب، بالإضافة إلى أنشطة لدعم الصحة العقلية والتنمية العاطفية.
لكن هذه المراكز تواجه صعوبات في الحصول على الإمدادات الأساسية مثل الأقلام والورق والكتب، حيث تعتبر الإغاثة من الغذاء والدواء أكثر إلحاحا.
في أغسطس/آب، أطلقت الأونروا برنامج "العودة إلى التعلم" في 45 من مدارسها التي تحولت إلى ملاجئ، لتقديم أنشطة للأطفال مثل الألعاب والفنون والموسيقى.
لطالما كان التعليم من أولويات الفلسطينيين، حيث كان معدل الإلمام بالقراءة والكتابة في غزة مرتفعا، ويبلغ حوالي 98%. ومع ذلك، تواصل الأزمات تعميق معاناة الأطفال، حيث يفتقدون التعليم والاستقرار، مما يتركهم في حالة من عدم اليقين تجاه المستقبل.
المصادر الإضافية • أ ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية خطة تطعيم عاجلة ضد شلل الأطفال في غزة: 640 ألف طفل و1.3 مليون جرعة في 72 ساعة غزة: ما ظل فينا حيل.. صرخة فلسطيني لا يجد شربة ماء ولا يعرف لمن يشكو مآسيه ومن يصغي لشكواه ويجديه تقرير: أرقام "صادمة".. أوضاع أطفال غزة والضفة الغربية "مأساوية".. إسرائيل تقتل أربعة أطفال كل ساعة اليونسيف تعليم حركة حماس غزة أطفال الصراع الإسرائيلي الفلسطينيالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الاتحاد الأوروبي إسرائيل غزة أوروبا روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الاتحاد الأوروبي إسرائيل غزة أوروبا روسيا اليونسيف تعليم حركة حماس غزة أطفال الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الاتحاد الأوروبي إسرائيل غزة أوروبا روسيا الضفة الغربية الصين المجر السيارات فلسطين بنيامين نتنياهو السياسة الأوروبية یعرض الآن Next الأطفال فی أطفال غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
المهرجان المسرحي لشباب الجنوب يدخل البهجة على أطفال مركز أورام قنا
نظّمت إدارة المهرجان المسرحى الدولى لشباب الجنوب، برئاسة الناقد الفني هيثم الهواري، مجموعة من العروض الفنية والترفيهية للأطفال المرضى بمركز الأورام بمحافظة قنا، ضمن فعاليات الدورة التاسعة للمهرجان، وذلك بحضور الدكتور أحمد جمال، مدير المعهد، والنائب محمد الجبلاوي عضو مجلس النواب.
تضمنت الفعاليات عروض الأراجوز التي قدمها فريق صندوق التنمية الثقافية، بمشاركة الفنانين صابر شيكو وخليل عواد، حيث قدّما حكايات شعبية مستوحاة من التراث المصري مثل "عم عثمان الكسول" و"فلفل وفلفلة"، كما قُدمت فقرات غنائية متنوعة منها "الأقصر بلدنا"، و"طلع الفجر"، و"لسه فاكر"، و"يا أغلى اسم في الوجود"، و"قمرٌ".
كما شاركت فرقة أطفال الفنون الشعبية التابعة لقصور الثقافة بقيادة المدرب محمد برقع، بعدد من العروض الاستعراضية منها "عظمة على عظمة"، "صعيدي"، "التنورة"، "البحر بيضحك ليه"، "حلاوة شمسنا"، "من قلب الدنيا"، و"علشان نكون مع بعض".
وشهدت الفعاليات عروض "المكتبة المتنقلة" التي يقدمها الفنان ربيع زين، أخصائي مشروع المكتبة المتنقلة بمؤسسة مصر الخير، حيث شملت جلسات حكي تربوي، وألعابًا تعليمية، وقراءة حرة، بهدف تعزيز ثقافة القراءة وتنمية القدرات الإبداعية لدى الأطفال، مع التركيز على دعم حرية التعبير.
وفي ختام الفعالية، تم توزيع الهدايا من ألعاب ومجلات على الأطفال، وسط أجواء من البهجة والتفاعل الكبير من جانبهم.
يُذكر أن الدورة التاسعة من مهرجان شباب الجنوب، والمقامة بمحافظة قنا وتستمر حتى 20 أبريل الجاري، تُقام تحت اسم الراحلة د. عايدة علام، وتحتفي بالمسرح الفلسطيني هذا العام، تحت شعار "المسرح مقاومة"، وبرعاية وزارات الثقافة، والشباب والرياضة، ومحافظة قنا، ومؤسسة مصر الخير.