التدخل المبكر للحكومة
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
خلفان الطوقي
العالم يتغيَّر من حولنا، يتطور بشكل هائل وبسرعة جنونية، ولابد لنا أن نكون بنفس السرعة، ولابد لمواردنا البشرية الحكومية أن تكون مؤهلة لهذا السباق المحموم، وعلى قوانينيا وأنظمتنا وإجراءاتنا مواكبة ذلك، ولا حل يكمن إلا المهنية العالية والسرعة الهائلة والتقييم المستمر والرصد المبكر والتدخل السريع.
مهما كانت الجهود الحكومية حثيثة، إلّا أنها لن تكون مقبولة من بعض أفراد المجتمع، والسبب يعود إلى أن تطلعات الأفراد أصبحت عالية، والمقارنات كثيرة وسهلة، ومطالبات المجتمع أصبحت منوعة وعديدة.
عليه.. فيجب على الحكومة أن تكون أقرب للناس مما مضى، وقارئة دقيقة للمشهد المحلي والإقليمي، راصدة لتحدياتهم وهمومهم، مبتكرة للأفكار الرائدة والحلول الاستباقية، سريعة في تدخلها، تتسم بالمرونة الممزوجة بالسرعة الفائقة.
التدخل السريع والمبكر للحكومة جوهري وفي غاية الأهمية لأنه يعزز من ثقة الناس، ويقلل من اللغط والسخط الحاصل بين فترة وأخرى، ويحفز المواطنين على التفاعل الإيجابي، وأن يكونوا شركاء حقيقيين فاعلين بأقوالهم وأفعالهم وأفكارهم الإيجابية التي سوف تصب في مصلحة الوطن وأفراده.
وأي بطء أو إهمال أو تكاسل في التدخل السريع والاستباقي سوف يبعث رسائل سلبية داخل المحيط العماني وخارجه، ومعالجة هذه الرسائل لن يكون سهلًا؛ بل مكلفا ومعقدا، والتوصية الوحيدة هي جعل موضوع "التدخل المبكر" في قمة أولويات الحكومة من خلال فريق مختص ومؤهل ومحنك وذي صلاحيات تمكينية يَعرِفُ تمامًا: متى ولماذا وكيف يتدخل؟ لسد الثغرات أينما وُجِدَتْ، والحكومة لديها المعلومات والإحصائيات والحيثيات وكافة الأدوات اللازمة، ولا يوجد ما يمنعها من ذلك.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
اختبار التوحد الذي يستغرق 10 دقائق للكشف المبكر عن المرض
تقدر منظمة الصحة العالمية أن حوالي واحد من كل 100 طفل في جميع أنحاء العالم مصاب بالتوحد. ومع ذلك، قد لا يتم تشخيص التوحد إلا في مراحل متأخرة من الطفولة أو حتى في مراحل البلوغ. ويعزى ذلك أحيانا إلى فترات الانتظار الطويلة للحصول على التشخيص، مما يسبب تحديات كبيرة للأسر ومقدمي الرعاية الصحية في تحديد الحاجة إلى تدخل مبكر.
وطوّر العلماء اختبار "إيه كيو 10" (AQ-10)، الذي يعد أداة مساعدة للكشف المبكر عن التوحد، حيث يساعد على تحديد الحاجة لإجراء فحوصات إضافية، وبالتالي ضمان تقديم الدعم المناسب في الوقت المناسب، وفقا لصحيفة الديلي ميل البريطانية.
ما التوحد؟عرّفت منظمة الصحة العالمية التوحد، أو ما يُعرف باضطراب طيف التوحد، بأنه اضطراب عصبي يؤثر في تطور الدماغ ويتميز بصعوبات في التفاعل الاجتماعي والتواصل، بالإضافة إلى أنماط سلوكية واهتمامات محدودة ومتكررة. وهو ليس مرضا قابلا للعلاج.
ويختلف تأثير التوحد من شخص لآخر، إذ يمكن لبعض الأشخاص المصابين به أن يعيشوا حياة طبيعية دون الحاجة إلى دعم مستمر، بينما يحتاج آخرون إلى مساعدة دائمة في العديد من جوانب حياتهم اليومية. كما أن بعضا منهم يمتلكون مهارات وقدرات فريدة تميزهم عن غيرهم، لدرجة أنهم قد يحققون نجاحات كبيرة مع الدعم المناسب.
إعلانوتتعدد أعراض التوحد وتختلف حسب شدة الحالة، ولكن هناك بعض العلامات المشتركة التي قد تشير إلى وجود اضطراب في الطيف التوحدي، ومنها:
صعوبة في التواصل مع الآخرين وفهم مشاعرهم. التفاعل المحدود مع الأشخاص ممن حولهم. التصرفات المتكررة مثل تكرار الأفعال أو الكلمات. حساسية مفرطة للأصوات أو الأضواء أو اللمس. صعوبة في فهم النوايا والمشاعر من خلال تعبيرات الوجه أو لغة الجسد.مقياس طيف التوحد "إيه كيو 10" هو استبيان يمكن للأطباء استخدامه لتحديد ما إذا كان الشخص بحاجة إلى فحوصات إضافية لتقييم التوحد. ويُعد هذا الاختبار أداة مساعدة على تسريع التشخيص وتوجيه الأفراد إلى الفحوصات المتخصصة، أي أنّ نتيجته لا تعني التشخيص النهائي، بل هي خطوة مساعدة نحو تقديم الرعاية المناسبة في وقت مبكر.
ويتكون هذا الاختبار من 10 أسئلة بسيطة، تهدف إلى قياس قدرة الطفل على التفاعل الاجتماعي، والتعامل مع المشاعر والمواقف الاجتماعية بطريقة تمكن الأطباء من تحديد إذا كان يحتاج إلى فحوصات إضافية، إذا حصل على 6 نقاط أو أكثر في هذا الاختبار.
وتتناول الأسئلة مجموعة من المواضيع مثل:
مدى قدرة الطفل على التركيز على التفاصيل الدقيقة. فهم نوايا الآخرين من خلال تعبيرات وجوههم. التفاعل الاجتماعي والشعور بالملل أو التوتر في المواقف الاجتماعية. قدرة الطفل على إدارة التحديات اليومية والضغوطات. قدرة الطفل على التركيز على المهام لفترة طويلة. الاهتمام بمجموعة متنوعة من الأنشطة بدلاً من التركيز على موضوع واحد فقط.يُعد الكشف المبكر عن التوحد أمرا مهما لتوفير الدعم والعلاج المناسبين في الوقت الذي يكون فيه تأثير هذا الدعم أكبر. كلما تم التعرف على اضطراب التوحد مبكرا، زادت الفرص للأطفال للاستفادة من التدخلات التي يمكن أن تحسن مهاراتهم الاجتماعية والتواصلية، مما يعزز قدرتهم على التكيف مع محيطهم ومواكبة تطور أقرانهم.
إعلانويشمل هذا الدعم العلاج السلوكي، والدعم التعليمي، والتوجيه الأسري، مما يساعد الأطفال على التكيف مع تحديات الحياة اليومية بشكل أكثر فعالية.