مسقط- الرؤية

قدمت وزارة التربية والتعليم مجموعة من التسهيلات للدارسين في صفوف محو الأمية ومنها: توفير مناهج الأول والثاني والثالث، والتي تم إعدادها خصيصا لهذه الفئة، بالإضافة إلى إعداد وتأهيل القائمين بالتدريس من خريجي دبلوم التعليم العام فأعلى من العمانيين للقيام بالتدريس في صفوف محو الأمية، ومنح شهادة التحرر من الأمية للدارسين؛ تؤهلهم للالتحاق بنظام الدراسة في تعليم الكبار، وفتح فصول دراسية والإشراف على سيرها من قبل مشرفين مختصين، وتسجيل الدارسين إلكترونيا في نظام محو الأمية عن طريق البوابة التعليمية.

ونفذت الوزارة عددا من البرامج والمشاريع في مجال محو الأمية مثل: برنامج القرى المتعلمة، وبرنامج المدارس المتعاونة، ومشروع محو أمية الأميين العاملين بالوزارة، ومشروع محو أمية الأميين العمانيين العاملين في القطاع الخاص، ومشروع محو أمية القاطنين في الجزر والقرى البحرية، ومشروع محو أمية الأميين العمانيين (ذوي الإعاقة).

ويعد مشروع القرية المتعلمة إحدى الصيغ المبتكرة للتغلب على الأمية بأنواعها المختلفة، ويهدف إلى مساهمة وتضافر جهود المجتمع المحلي بكل شرائحه؛ للإسهام في محو الأمية عن قناعة راسخة، ويتم ذلك من خلال تحديد قرية محدودة الجغرافيا ليس لها أطراف خارج محيطها ذات ارتفاع في نسبة الأمية، وتوجد بها أو بالقرب منها المؤسسات الخدمية، ويتم ذلك من قبل المديرية العامة للتربية والتعليم بالمحافظة التعليمية بالتعاون مع مكتب والي الولاية التي تقع فيها القرية، والقيام بدراسات مسحية شاملة لمختلف الجوانب المتعلقة بالقرية.

وانطلق البرنامج في عام 2004، وبلغ إجمالي عدد القرى المتعلمة (30) قرية متعلمة في (203) شعبة دراسية، وبلغ عدد الدارسين في هذه القرى منذ انطلاق البرنامج (2438) دارسا في مختلف المديريات التعليمية بمحافظات سلطنة عمان.

ومن ضمن برامج محو الأمية التي تعمل عليها الوزارة، مشروع المدرسة المتعاونة، والذي يهدف إلى الاستفادة من المدارس المنتشرة في ربوع محافظات سلطنة عمان؛ وذلك من خلال تبني بعض المدارس مجموعة من شعب محو الأمية (سواء داخل المدرسة، أو خارجها) من حيث الإشراف على إدارتها، أو تطوع المعلمين بالتدريس فيها أو بالإشراف عليها، وتدريب أحد مخرجات دبلوم التعليم العام للتدريس في هذه الشعب التي تشرف عليها المدرسة، وقد طبق المشروع كتجربة في العام الدراسي (2003/2004م)، وفي العام الدراسي (2006/2007م) تم تعميم تطبيق المشروع في المحافظات التعليمية للاستفادة من هذه التجربة الرائدة في مجال محو الأمية، وبلغ عدد المدارس المتعاونة في العام الدراسي (2023 / 2024م) حوالي (50) مدرسة متعاونة.

وتشارك سلطنة عمان دول العالم ومنظمة اليونسكو في الاحتفال باليوم الدّولي لمحو الأمية، والذي يصادف 8 من سبتمبر من كل عام؛ ففي هذا اليوم تسعى سلطنة عمان ممثلة بوزارة التربية والتعليم إلى تسليط الضوء على أهم الجهود وإبراز المشاريع والبرامج الداعمة لها التي تبذلها في سبيل القضاء على الأمية.

ويأتي الاحتفال بهذا اليوم في العام الحالي تحت شعار "تعزيز التعليم متعدد اللغات: محو الأمية من أجل التفاهم المتبادل والسلام"، ويهدف هذا الشعار إلى تسليط الضوء على أهمية التعليم متعدد اللغات في تعزيز التواصل، والحوار بين الثقافات المختلفة، وبناء مجتمعات أكثر سلمية وتسامحًا. 

كما تسعى الوزارة كذلك إلى توضيح نسب الأميّة والقرائية التي تم الوصول إليها في سلطنة عمان خلال الفترات السابقة، فسلطنة عمان عملت جاهدة منذ العام الدراسي (1973/1974م) على مكافحة الأمية، والقضاء عليها بجميع أشكالها القرائية، والكتابية، والثقافية، والحضارية.

 

 

 

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

النجد.. سلة الاكتفاء الغذائي في سلطنة عمان

أكد الدكتور خالد بن سالم المشيخي المدير العام المساعد لشؤون السدود، المكلف بتسيير أعمال مكتب تطوير منطقة "النجد الزراعية" أن قيمة الأصول التراكمية في منطقة النجد تبلغ حوالي 190 مليون ريال عماني. موضحا أن العقود الاستثمارية الجديدة بلغت 50.5 مليون ريال عماني بما يشير إلى الثقة المتزايدة للمستثمرين.

وقال المشيخي لـ"عمان": إن البيانات المالية للموسم الزراعي 2023/ 2024 في المنطقة تشير إلى تحقيق قيمة تقديرية تتجاوز 66 مليون ريال عماني لمختلف المحاصيل الزراعية الرئيسية، واحتلت الثروة الحيوانية المرتبة الأولى بقيمة 40 مليون ريال عماني، وسجل إنتاج القمح قيمة تُقدر بـ4.1 مليون ريال عماني، كما ساهمت الحشائش بقيمة 7.97 مليون ريال عماني، مما يدل على الطلب المتزايد على هذا المحصول ودوره في تغذية الحيوانات.

وأشار إلى أن قيمة إنتاج الخضار بلغت 12.5 مليون ريال عماني، مما يُظهر تنوع الإنتاج الزراعي في المنطقة واهتمام المزارعين بزراعة الخضراوات. من ناحية أخرى، حقق إنتاج التمور قيمة تُقدّر بـ2 مليون ريال عماني. وشهدت "منطقة النجد الزراعية" في الفترة الأخيرة زيادة ملحوظة في إنتاج المحاصيل الزراعية، حيث ارتفع إنتاج التمور في المنطقة من 502 طن في عام 2022 إلى 1.880 طن في عام 2024. بنسبة نمو 274.5 ،% كما شهد إنتاج القمح في المنطقة ارتفاعًا كبيرًا، حيث زاد من 1.500 طن في عام 2022 إلى 10.510 طن في عام 2024. بنسبة نمو تتجاوز 600 %.

وأوضح أن البيانات الحديثة أظهرت أن وزارة الإسكان والتخطيط العمراني قد شكلت لجنة مشتركة سابقة لملف الحيازات، حيث تم توقيع عقود حق الانتفاع. وحتى 1 مايو 2024، تم توقيع ما نسبته31% من مجموع الحيازات المحولة، مع اعتماد 1196 حيازة، منها 555 مزرعة بمساحة 10 أفدنة، و234 حيازة أقل من 10 أفدنة، و220 حيازة أكبر من 10 أفدنة، و187 حيازة أكبر من 50 فدانًا.

مشروعات البنى الأساسية

وبين الدكتور خالد المشيخي أن المنطقة طرحت عددا من مشاريع البنية الأساسية ضمن خطتها لعام 2024 بتكلفة 5.4 مليون ريال عماني، منها مناقصة لإنشاء طريق سيح الخيرات - شصر، الذي يمتد بطول 44 كم، ما يسهم في تحسين حركة النقل والتواصل بين المناطق. ومشروع إنشاء مركز متكامل لتجميع وفرز وتسويق المنتجات الزراعية في سيح الخيرات، مما يرفع من كفاءة تسويق المحاصيل ويدعم المزارعين المحليين.

كما تم الانتهاء من دراسة مشروع النمذجة للمياه الجوفية لتقييم حوض النجد، وهو ما يعد خطوة مهمة في إدارة الموارد المائية واستدامتها. وتتضمن المشاريع أيضًا إنشاء برجين للاتصالات، حيث تم اعتماد موقع برج في سيح الخيرات بارتفاع 50 مترًا، بينما الآخر لا يزال في مرحلة الإجراءات. كما سيتم إنشاء محطة أرصاد جوية، حيث تم اعتماد الموقع، ومن المتوقع استكمال أعمالها بنهاية عام 2024.

توزيع الأراضي

وكشف المشيخي عن توزيع 89 أرضًا في النطاقات الزراعية بمنطقة النجد، وتتضمن مجموعة متنوعة من الاستخدامات، حيث تم تخصيص 18 أرضًا لدواجن وبيوت محمية، وتخصيص 44 أرضًا للحقول المكشوفة بهدف تنويع المحاصيل الزراعية المزروعة في المنطقة، وتخصيص 2 أرض لتربية الماشية والأعلاف. كما تم تخصيص 16 أرضًا لزراعة اللبان، وهو محصول ذو قيمة اقتصادية كبيرة. وتخصيص 4 أراضٍ لإنشاء مجمع للأسمدة، وتتواجد أيضًا أرضان في المنطقة اللوجستية، مما يسهل عمليات النقل والتوزيع للمنتجات الزراعية. وأخيرًا، تم تخصيص 3 أراضٍ لتربية الحيوانات بدون زراعة.

إنتاج الخضار

وأشار إلى أن إجمالي إنتاج الخضار خلال موسم 2023/ 2024 في المنطقة بلغ 89.3 ألف طن، مردفا أن هذه الأرقام تعكس إمكانيات المنطقة في تحسين الأمن الغذائي وقدرتها على تلبية احتياجات المجتمع. مشيرا إلى أن محصول الجح تصدرت الأصناف المنتجة بحجم إنتاج 46.2 ألف طن، كما تم إنتاج 22.2 ألف طن من شمام، و7.800 طن من الطماطم، و1.755 طن من الفلفل، وتسجيل إنتاج 1.236 طن من الباذنجان، و2.560 طن من الكوسة، و2.568 طن من الخيار. وبلغ إنتاج القرع 2.880 طن، بينما تم إنتاج 1.890 طن من البصل.

تاريخ المنطقة

وقال إن "منطقة النجد" تُعرف بأنها واحدة من المناطق الزراعية الواعدة في سلطنة عمان، حيث تقع شمال سلسلة جبال ظفار وتضم الحدود الإدارية لأربع ولايات (المزيونة، ثمريت، شليم وجزر الحلانيات، مقشن). وتغطي حوالي 80% من مساحة محافظة ظفار، وتُعتبر من المناطق القابلة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من المحاصيل الزراعية الاستراتيجية.

وبين أن المنطقة تتميز بتضاريسها المنبسطة وتربتها الخصبة القابلة للاستصلاح، حيث تصل مساحتها إلى حوالي 40 ألف كيلومتر مربع. بالإضافة إلى ذلك، توفر المنطقة المياه الجوفية الصالحة للزراعة، مما يجعلها موقعًا مثاليًا لتلبية الطلب المحلي على المحاصيل الزراعية المتنوعة.

وأشار إلى أن الإنتاج الزراعي في منطقة النجد بدأ منذ مطلع الثمانينات بعدد محدود من المزارع في (هيلة الراكة)، حيث اعتمدت في البداية على الآبار المفتوحة. ومع تطور التقنيات المتعلقة بحفر الآبار وإدخال خدمات الكهرباء والطرق، وشهدت الزراعة في المنطقة نموًا ملحوظًا. وفي الوقت الراهن، تتركز معظم الأراضي المزروعة في مثلث (حنفيت - شعر - هيلة الراكة)، بينما تنتشر مجموعات متفرقة من المزارع في مناطق مثل دوكه، قتبيت، بن خوطار، مرمول، ومضي، المزيونه، وبيثنه.

وأوضح أنه تُزرع في المنطقة مجموعة واسعة من الفواكه والخضروات، كنخيل التمور، البطيخ، الشمام، الليمون، الجوافة، الرمان، التين، المانجو، والعنب، بالإضافة إلى الطماطم، البصل، الثوم، الفلفل، البطاطس، الكوسة، والباميا. كما تُزرع محاصيل الحبوب كالقمح والذرة.

وقال إنه في سياق تعزيز الأمن الغذائي، نصت التوجيهات السامية لصاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه ـ في 22 فبراير 2021 على ضرورة الاستعجال في الانتهاء من ملف الحيازات بالمنطقة، حيث قامت وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بوضع الضوابط والقوانين لاستغلال هذه الأراضي. وفي 14 يوليو 2021، بارك مجلس الوزراء الخطة التطويرية لمنطقة النجد، مع التأكيد على أهمية المقترحات والضوابط التنظيمية الجديدة التي تبنتها وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه لدعم الاستثمارات الزراعية، حيث كانت هذه الخطوة ردًا على الوثيقة التي رفعتها الوزارة تحت عنوان "آفاق الاستثمار في "منطقة النجد"".

مقالات مشابهة

  • البرلمان العربي يشيد بالجهود والإنجازات التي حققتها سلطنة عمان في مجال حقوق الإنسان تحت قيادة السلطان هيثم
  • الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية: سلطنة عمان رائدة في مجالات متعددة من حقوق الإنسان
  • كلمة سلطنة عمان أمام لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان
  • تأثُّر أجواء سلطنة عُمان بموجة غبار قادمة من إيران
  • التضخم في سلطنة عمان من بين أدنى المعدلات عالميًا
  • التضخم في سلطنة عمان من بين أدنى المعدلات عالميا
  • موجز أخبار أسوان فى 24ساعة..احتفالات متنوعة للتصنيع الأفريقي.. وتنفيذ أنشطة تعليمية وشبابية
  • عُمان تشهد حراكا دبلوماسيا واقتصاديا كبيرا
  • النجد.. سلة الاكتفاء الغذائي في سلطنة عمان
  • رئيس جمهورية بيلاروس يصل سلطنة عمان