خيّم الحزن على الوسط الثقافي والفني في مصر والوطن العربي برحيل الفنان التشكيلي حلمي التوني عن عمر يناهز الـ90 عاما، وتم تشييع الجنازة من مسجد مصطفى محمود بالقاهرة.

ونعاه وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو، في بيان على صفحة الوزارة بالفيسبوك، وقال إن "الراحل كان أحد حراس الهوية المصرية، وشكّل وجدان جيل بأكمله بأعماله الخالدة".

وتابع البيان: رحل تاركًا بصمات لن تمحى على الساحة الفنية من خلال أعماله المتميزة، والتي أسهمت في إثراء الثقافة البصرية على مدار عقود، وقدم التعازي لأسرته وكل محبيه وتلامذته.

ونعاه وزير الثقافة السابق والفنان التشكيلي فاروق حسني عبر حسابه على فيسبوك داعيا له بالرحمة والمغفرة، وكتب: "أنعى بمشاعر الحزن والأسى الفنان الكبير حلمي التوني الذي أثرى الحركة الفنية التشكيلية بإبداعاته المتميزة، سائلاً الله أن يتغمده بواسع رحمته ويؤنسه برحابه ويسكنه فسيح جناته ويلهم أسرته وأصدقاءه ومحبيه وتلامذته الصبر والسلوان".

وكتب الكاتب الروائي إبراهيم عبد المجيد على فيسبوك: "ألف رحمة للفنان العظيم حلمي التوني. خالص العزاء للعائلة وللفن والفنانين والوطن".

وعبرت أميرة سيد مكاوي عن حزنها لرحيله وقالت: "غاب الأستاذ الكبير حلمي التوني، واحد من أعاظم وأكابر الفن التشكيلي المصري..".

المبدع الراحل حلمي عبد الحميد أحمد التوني المولود عام 1934، يعد أحد أعمدة الفن التشكيلي المصري، شكلت أعماله ركيزة رسمت ملامح الهوية المصرية، حيث تأثر بنشأته في صعيد مصر بمحافظة بني سويف قبل أن ينتقل إلى القاهرة.

درس الفنون الجميلة وتخصص في الديكور المسرحي، إلى جانب دراسته لفنون الزخرفة، حيث أصر على تحقيق حلمه رغم رفض أسرته التحاقه بالفن.

ولم يكن الراحل مجرد رسام لكن امتدت إسهاماته كصاحب رؤيا وإبداع متفرد، فتميز أسلوبه بالمزج بين التراث والحداثة بأسلوب بصري عبّر من خلاله عن الروح والحياة المصرية بأسلوب أصيل، كان يقرأ الماضي بلغة جديدة وألوان خاصة تميز أسلوبه.

واستخدم الرموز والأفكار الشعبية ذات الدلالة في رسوماته، مثل التعبير عن الخصوبة بالسمك، والحب بالورد، والعدالة بالسيف، كما كان مشغولا في أعماله بالتراث الشعبي المصري بتنوعاته الإسلامي والقبطي والفرعوني.

واستحوذت المرأة على جزء كبير من أعماله، فلا تكاد تخلو أعماله من وجود المرأة والمزج بينها وبين الطبيعة، معبرا كذلك عن قوة المرأة المصرية من خلال لوحات استوحاها من المرأة الفرعونية دلالة على قوتها على مدار التاريخ.

ولم ينس الأطفال من أعماله، فقدم أعمالا في مسرح العرائس وصمم العديد من الشخصيات، وتعاون مرات عديدة مع الراحل صلاح السقا.

وعلى مدار أكثر من نصف قرن أثرى التوني الفن التشكيلي المصري بإبداعاته ورسوماته، إلى جانب أغلفة الكتب وصفحات المجلات التي أدخل القراء من خلالها إلى عوالم مختلفة.

وخلال مسيرته عمل "التوني" في مؤسسة دار الهلال المصرية مشرفا على المجلات، كما شارك برسوماته في مجلات "سمير" و"ميكي" للأطفال، وعمل مخرجا صحفيا في مجلة "المسرح والسينما".

إلى جانب تعاونه في تصميم أغلفة الكتب وأشهرها مؤلفات الأديب المصري الراحل نجيب محفوظ، فكانت أول رواية يقوم برسمها هي "زقاق المدق"، كما أبدع لوحات ثلاثية لسيدة الغناء العربي أم كلثوم.

وأقام العديد من المعارض على المستوى المحلي والدولي، آخرها معرض "يحيا الحب" بجاليري "بيكاسو" في الزمالك في مارس/آذار 2024، ويقتني متحف الفن المصري الحديث بالقاهرة عددا من لوحاته.

وإلى جانب المناصب التي شغلها خلال مسيرته حصل التوني على العديد من الجوائز منها جائزة منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" عن ملصقه للعام الدولي للطفل عام 1979، وجائزة معرض بيروت الدولي للكتاب لمدة 3 سنوات متتالية أعوام 1977، 1998، 1979.

كما حصل الفنان الكبير التوني على جائزة معرض بولونيا لكتب الأطفال عام 2002، وفاز بميدالية معرض (ليبرج الدولي لفن الكتاب) الذي يقام مرة كل 6 سنوات.

وكان الفنان الراحل قبل وفاته تحدث في لقاء تلفزيوني له عن البهجة في حياته وقال: "اللوحات تفيض بالحب لأنني أتبع شعار البهجة، بصحى (أصحو) أغني وأرسم".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات التشکیلی المصری حلمی التونی إلى جانب

إقرأ أيضاً:

مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح يحتفي بـ جلال الشرقاوي

خصص مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، برئاسة الفنان والمخرج مازن الغرباوي ندوة للاحتفاء باسم الفنان الراحل جلال الشرقاوي،، وحفل توقيع لكتاب أعده الدكتور مدحت الكاشف ضمن إصدارات المهرجان بالتعاون مع دار حابي للنشر ، وأدارت اللقاء الدكتورة عبير فوزي أحد تلامذة المخرج الكبير جلال الشرقاوي .

ةقالت الدكتورة عبير فوزي: "الفنان الراحل جلال الشرقاوي مدرسة مسرحية كبيرة، تخرج منها العديد من التلاميذ،  ومهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يهتم بتكريم رموز المسرح العربي، واليوم نحتفي برمز من رموز مسرحنا المصري، وبحضور الدكتور مدحت الكاشف الذي جمعته علاقة قوية بالشرقاوي، ولذلك قام بعمل كتاب عن الراحل في الدورة التاسعة بالمهرجان يحمل عنوان "ومضات ومواقف"، فهو خير من يحدثنا عن مشواره الفني".


وأضاف الدكتور مدحت الكاشف العميد السابق للمعهد العالي للفنون المسرحية: "أحب أن أذكر في بداية حديثي عن المخرج الراحل جلال الشرقاوي الذي جمعني به مشوار طويل امتد لـ 40 عاما، وأنني لدي معه مواقف كثيرة، وأتذكر منها موقف كان فيه المخرج الراحل يوسف شاهين منذ سنوات عديدة، وأخبرني ( جو ) وقتها أنني سوف أكتب في مذكرات في المستقبل عن  علاقتي القوية بالمخرج الراحل جلال الشرقاوي، وفي الحقيقة، وتحقق ما قاله يوسف شاهين.

وتابع : أريد التحدث عن الشرقاوي الإنسان قبل كل شئ لأن مظهره الخارجي بأنه شخصية قوية وقاسية ومتجهمة دائما غير حقيقي ، ولكن ما بدخله كرم إنساني غير مسبوق ورقه، وهو إنسان يسمح باختلاف الرأي لمن حوله، والكوميديا لديه حاضرة، وهو دائما لديه دور مهم جدا ومؤثر في حياة كل من جمعه به علاقة مهنية أو إنسانية، فهو صاحب بصمة خاصة، لأنه تاريخ كبير من الإبداع المسرحي، فهو أخرج كم كبير من المسرحيات الناجحة، وهو جزء في حياة الراحل لا يعرفه أحد فهو  كان طفلا غير عادي، في مرحلة الطفولة أصيب بمرض "التيفود" وتم عزله في هذه المرحلة في خيمة هو ووالدته التي رفضت أن تتركه، وشقيقه حلمي الشرقاوي وكان عاشقا للمسرح، ولكن والده كان رافضا دخوله في المجال، وعندما أحب جلال الشرقاوي المسرح كان على علم أن والده سيرفض، مثل ما فعله مع شقيقه، ولكن في المدرسة في مرحلة الابتدائي اختاره مدرس اللغة العربية أن يجسد دور مهم خلال مسرحية تقيمها بالمدرسة، وبعد تخرجه من الثانوية العامة قدم في كلية العلوم، لأنه على علم أن والده هيرفض دخوله الأكاديمية، كل ذلك شكل شخصية الشرقاوي فنيا، ثم ذهب في بعثه إلي روسيا، ووقتها عمل العديد من الأعمال خارج المسرح لكي يصرف علي نفسه .

وقال الفنان والمخرج مازن الغرباوي: "جلال الشرقاوي يمتلك كاريزما وحضور كبير، وتعلمت منه كثيرا خلال دراستي في المعهد العالي للفنون المسرحية، وكنت حريص جدا أن أتعلم منه الكثير، لأنه قيمة فنية، واستفدت منه كثيرا فكان لدي فرصة كبيرة بالاحتراف أثناء تواجدي معه، وفي رحلة مهمة في عمر العلاقة الإنسانية بالراحل وخاصة عندما كان  مسرحه مهددا بالغلق، لأنه كان يعتبرني مثل ابنه، وقدمت معه من قبل العرض المسرحي "دنيا أراجوزات" على مسرح جلال الشرقاوي".

وقدم عدد من الحضور مداخلات كثيرة تحدثوا فيها عن مواقف وذكريات ودروس مستفادة مع الراحل جلال الشرقاوي منهم الفنان خالد الذهبي والدكتور سيد خاطر والفنان السوري ثامر العربيد، والكاتب الصحفي والمخرج جمال عبد الناصر ، والكاتب الصحفي محمد طعيمة، والمخرج الكبير عصام السيد، وعقب ذلك قام عدد من الحضور بتوقيع الكتاب الخاص بالمخرج الراحل جلال الشرقاوي من قبل معده الدكتور مدحت العدل .  


مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي تقام دورته التاسعة برئاسة الفنان والمخرج مازن الغرباوي، وتستمر فعالياته حتى 20 نوفمبر، وتحمل الدورة اسم المخرج الكبير الراحل جلال الشرقاوي، وتدير المهرجان الدكتورة إنجي البستاوي، ورئيس اللجنة العليا للمهرجان المنتج هشام سليمان، ويرأس المهرجان شرفيا سيدة المسرح العربي سميحة أيوب،  ويقام تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، وسيادة اللواء خالد مبارك محافظ جنوب سيناء وبدعم من وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة.

مقالات مشابهة

  • اثنتان وعشرون لوحة للفنان التشكيلي محمد الحسن داغستاني في معرضه الفردي الخامس والعشرين بحمص
  • «صرخ وكسر التليفزيون».. سر فيلم للفنان أحمد زكي أشعل غضبه
  • عيد ميلاد أحمد حلمي: رحلة فنية ملهمة وعلاقة مميزة
  • محمد سعد ينتهي من تصوير أحدث أعماله السينمائية "الدشاش"
  • "المصري الديمقراطي" ينظم تدريبًا لعضوات الحزب بعنوان "القيادة السياسية الفاعلة للمرأة المصرية"
  • مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح يحتفي بـ جلال الشرقاوي
  • الأربعاء.. تأبين الفنان التشكيلي مصطفى الفقي بجاليري ضي الزمالك
  • أكرم حسني يكشف عن موعد طرح أحدث أعماله
  • «يا خراشي».. أكرم حسني يكشف عن موعد طرح أحدث أعماله
  • ستيفان روستي.. محطات الرحلة الفنية بين النشأة في فيينا والانتقال إلى شبرا