الخليل- ما إن انقشع غبار الإجراءات الإسرائيلية، وخفّت حدّة الإغلاقات عن محافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية بعد أسبوع من فرضها، حيث تمكن مزارعون من الوصول إلى أراضيهم، حتى تكشّف للسكان حجم عمليات الهدم التي نفذها جيش الاحتلال والمستوطنون واستهدفت منازل وعُرشًا، أغلبها زراعية بشمال غربي المدينة.

وكشف مسؤول محلي -للجزيرة نت- عن هدم واسع في منطقة "الطيبة" من أراضي بلدة ترقوميا، شمل منازل وعرشا زراعية يستخدمها السكان خلال وجودهم في أراضيهم لرعايتها.

والأحد الماضي، قُتل 3 من عناصر شرطة الاحتلال قرب معبر ترقوميا بشمال غربي الخليل. ورغم استشهاد منفذ العملية في اليوم ذاته، واصل الاحتلال إغلاقه لجميع الطرق التي تعد شرايين حياة رئيسة في المحافظة، ليحرم كثيرين -بينهم مزارعين- من الوصول إلى أراضيهم.

الاحتلال هدم 18 منزلا مبنيا وشنّ هجوما أوسع على العرش الزراعية (مواقع التواصل) هدم 18 منزلا

وقال رئيس بلدية ترقوميا محمد فطافطة -للجزيرة نت- إن المعطيات المتوفرة لديه، حتى ظهر السبت، تؤكد هدم 18 منزلا مبنيا من الإسمنت والطوب، أغلبها متصل بشبكة كهرباء بلدة تفوح المجاورة، مقدرا وجود عمليات هدم أوسع للعرش الزراعية في المنطقة نفسها.

وأوضح أن قوات الاحتلال أغلقت كل الطرق والشوارع ومنعت حركة السكان منذ عملية إطلاق النار قرب حاجز ترقوميا قبل نحو أسبوع، "فحال ذلك دون وصول المزارعين إلى حقولهم وأراضيهم". وأضاف أنه مع تخفيف حدة الإجراءات وتمكّن بعض المواطنين من الوصول إلى أراضيهم بدأ يتكشف حجم الجريمة، لكن عدم القدرة على الوصول إلى المنطقة كاملة يجعل من الصعب توفير معطيات دقيقة، "لكنها بالعشرات".

تغطية صحفية: مجزرة هدم.. الاحتلال يهدم عدة منازل ومنشآت في منطقة الطيبة ببلدة ترقوميا شمال غرب الخليل. pic.twitter.com/SDVjy4bRKA

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) September 7, 2024

وحسب فطافطة، فإن نحو 10 آلاف دونم من الأراضي الزراعية -أغلبها مزروعة باللوزيات والعنب- تقع في منطقة أعلنها الاحتلال منطقة عسكرية مغلقة مع بدء عدوانه على غزة في7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما جعل من الصعوبة وصول أصحابها إليها فتُركت دون عناية، خاصة مع وجود مستوطنتي أدورا وتيلم في المنطقة ذاتها.

ووفقا له، فإنه "لا يمكن التأكد على وجه الدقة إن كان الجيش أو المستوطنون من نفذ عملية الهدم، والفرق ليس كبيرا. لكن المنطقة تحت حكم جيش الاحتلال ومسؤوليته".

وأشار إلى تعرض المنطقة 4 مرات للحرائق في الشهور الأخيرة من قبل المستوطنين بهدف إعادتها منطقة جرداء، والزعم بأنها غير مستغلة لتسهيل الاستيلاء عليها "بمساعدة قوانينهم". وعدّ ما يجري "شكلا من أشكال الهيمنة، لتفريغ الأرض في ظل حكومة إسرائيلية عنصرية متطرفة".

 عنف المستوطنين

من جهته، قال محمد طنينة، أحد ضحايا عملية الهدم الإسرائيلية، إن الهدم شمل منزله في منطقة الطيبة حيث يملك قطعة أرض زراعية. وأضاف -للجزيرة نت- أن البيت مأهول ومبني منذ عشرات السنين، ولديه قرار بعد معركة قضائية سابقة في المحاكم الإسرائيلية بعدم هدمه.

وأشار إلى أنه يستخدم منزله -البالغة مساحته نحو 60 مترا مربعا- باستمرار ويوجد فيه بشكل دائم 4 شهور في السنة وقت جني ثمار العنب، مبينا أن المنزل "متصل بشبكة الكهرباء وفيه ثلاجة وغسالة وكل احتياجات السكن، ومع ذلك هُدم، وقد تمكن من معرفة ذلك اليوم".

ورجح طنينة أن يكون مستوطنون من نفذوا عملية الهدم، مذكرا بسلسلة اعتداءات لهم في المنطقة؛ بينها قطع الأشجار وحرق الأراضي ومهاجمة المزارعين. وقال إن الهدم امتد إلى عشرات العُرش والمنازل الأخرى و"بينها منازل حديثة فخمة، بناها أصحابها على مدى سنوات".

استغلال

ومنذ بدء العدوان على غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي حتى نهاية أغسطس/آب الماضي، هدم الاحتلال في الخليل 155 منشأة، منها 90 منشأة مأهولة بما في ذلك المساكن الثابتة والمنقولة، وفق معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية.

كما أدت اعتداءات المستوطنين المتواصلة منذ مطلع العام الجاري في عموم الضفة إلى تهجير أكثر من 28 تجمعا بدويا كانت تقيم فيها 311 عائلة من أماكن سكنها إلى أماكن أخرى، وفق المصدر نفسه.

ومنذ بدء عام 2024، رصدت الهيئة قرابة 1760 اعتداء نفذها مستوطنون، أدت إلى استشهاد 9 مواطنين في مناطق متفرقة من الأراضي الفلسطينية.

ووفق تقديرات حركة "السلام" الإسرائيلية، يعيش في الضفة الغربية -بما فيها القدس- نحو 700 ألف مستوطن.

وفي تقرير نشرته في يوليو/تموز الماضي، قالت إن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "استغلت الظروف منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لخلق وقائع جديدة على الأرض في الضفة، وسرّعت عمليات مصادرة وضم الأراضي، وأنشأت أكثر من 25 بؤرة استيطانية جديدة هناك".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الوصول إلى فی منطقة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يغتال في غزة أسيرا محررا من الخليل

غزة - صفا

اغتال جيش الاحتلال الإسرائيلي، ظهر يوم الجمعة، الأسير المحرر في صفقة وفاء الأحرار والمبعد إلى غزة، مراد عوض الرجوب من دورا جنوب الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة.

وأكدت عائلة الشهيد الرجوب نبأ اغتياله في قصف إسرائيلي استهدفه في شارع النصر غرب مدينة غزة، حيث قضى في القصف الذي نفذته طائرة مسيرة إسرائيلية ثلاثة مواطنين آخرين.


واعتقل الرجوب عام 2001، بعد مشاركته في تنفيذ عملية في بئر السبع، تبنتها كتائب القسام في حينه، وحكم عليه بالسجن 38 عاما، قضى منها 10 أعوام، وتحرر بصفقة وفاء الأحرار عام 2011.


ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ترتكب جيش الاحتلال بدعم أمريكي مطلق إبادة جماعية بقطاع غزة، خلفت أكثر من 145 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يقتحم الخليل
  • دماء ودمار.. «برج أبو حيدر» ببيروت بعد تدميرها على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي
  • الاحتلال يغتال في غزة أسيرا محررا من الخليل
  • صفارات الإنذار تدوي في منطقة البحر الميت وعدد من المستوطنات جنوب الخليل وبيت لحم
  • لبنان.. عشرات القتلى بغارات إسرائيلية على بعلبك
  • برلماني: قرار اعتقال نتنياهو يأتي تتويجًا لدور مصر الفعال في دعم القضية الفلسطينية
  • استشهاد 3 مواطنين وإصابة أخرين في قصف مدينة رفح الفلسطينية
  • 3 شهداء في قصف للاحتلال استهدف منطقة ميراج في رفح الفلسطينية
  • حماس: عمليات الهدم القسري بالقدس جرائم تطهير عرقي
  • سقوط 3 شهداء.. الاحتلال يقصف منطقة ميراج في رفح الفلسطينية