قوى إعلان الحرية والتغيير هي تحالف سياسي مدني تشكل في الأول من يناير/كانون الثاني 2019، وقاد الاحتجاجات التي طالبت بتنحي رئيس السودان السابق عمر البشير ونظامه وتشكيل حكومة انتقالية من كفاءات وطنية.

دخل التحالف عقب سقوط نظام البشير في مفاوضات مع المجلس العسكري انتهت بتوقيع الاتفاق السياسي والوثيقة الدستورية في أغسطس/آب 2019، وبدأت بموجبها مرحلة انتقالية تهدف إلى إقامة حكم مدني.

في ظل تصاعد الأزمة السياسية، ضربت التحالف موجة من الانقسامات وظهرت تحالفات تطالب بتغيير حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، انتهت باتخاذ الجيش السوداني إجراءات في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021 أبرزها حل الحكومة القائمة آنذاك.

ومع استمرار الاحتقان السياسي والأمني، اندلع قتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في 15 أبريل/نيسان 2023.

وفي هذه الظروف دعت قوى الحرية والتغيير إلى إيقاف الحرب والعودة للمسار الديمقراطي، وسعت إلى تشكيل جبهة مدنية واسعة بهدف وقف الحرب وإعادة الحكم المدني للبلاد.

النشأة والتأسيس

شهد السودان أزمة اقتصادية بلغت ذروتها عام 2018، إذ واجهت البلاد نقصا حادا في العملة المحلية والنقد الأجنبي، وارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية، فاندلعت احتجاجات شعبية تطالب بإسقاط نظام الرئيس عمر البشير.

قادت تلك الاحتجاجات -التي انطلقت في ديسمبر/كانون الأول 2018- قوى سياسية إضافة إلى تجمع المهنيين السودانيين، وهو كيان يضم عددا من النقابات المهنية.

في الأول من يناير/كانون الثاني 2019 أطلقت مجموعة من القوى السياسية والمدنية "إعلان الحرية والتغيير"، وطالبت بالتنحي الفوري للبشير وتشكيل حكومة انتقالية من كفاءات وطنية تحكم البلاد 4 سنوات.

وقعت على الإعلان 18 قوة سياسية ومدنية، أبرزها تجمع المهنيين السودانيين وتحالف قوى الإجماع الوطني وقوى نداء السودان والتجمع الاتحادي المعارض.

وأكدت قوى إعلان الحرية والتغيير تمسكها بمطالب الشارع السوداني عبر الأشكال السلمية كافة، ودعت القوات النظامية للانحياز إلى الشعب ومصلحة الوطن.

الفكر والأيديولوجيا

يضم تحالف "قوى إعلان الحرية والتغيير" مجموعة من الأحزاب والتنظيمات المدنية السودانية من توجهات فكرية وسياسية متعددة.

ومن أبرز الكيانات النقابية فيه "تجمع المهنيين السودانيين"، إضافة إلى أحزاب ذات توجهات اشتراكية منها "التجمع الاتحادي"، وماركسية مثل "الحزب الشيوعي السوداني"، وأخرى إسلامية مثل "حزب المؤتمر الشعبي"، فضلا عن عدد من الكيانات التي تمثل توجهات فكرية أخرى.

مشهد من اجتماع عقدته قوى الحرية والتغيير في مصر في يوليو/تموز 2023 (الصحافة المصرية) الهيكل التنظيمي

تتكون قوى إعلان الحرية والتغيير، وفق ما أعلنت عنه خلال مؤتمر صحفي في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني 2019، من:

المجلس المركزي: هو القيادة السياسية العليا للتحالف، ويتكون من 5 ممثلين عن تجمع المهنيين السودانيين ونداء السودان وقوى الإجماع و3 ممثلين عن التجمع الاتحادي وتجمع القوى المدنية، وممثل عن تيار الوسط والحزب الجمهوري ومقاعد أخرى للجبهة الثورية.

التنسيقية المركزية: هي الجهاز التنفيذي للتحالف، وتتكون من ممثلين عن تجمع المهنيين ونداء السودان وقوى الإجماع والتجمع الاتحادي وتجمع القوى المدنية وتيار الوسط والحزب الجمهوري والجبهة الثورية.

المجلس الاستشاري العام: يقوم بالمهام الاستشارية والرقابية على المجلس المركزي، إذ يتابع ويراقب أداء قوى الحرية والتغيير، ويتكون من كل القوى الموقعة على "إعلان الحرية والتغيير".

التنسيقيات بالولايات: وهي هيئات محلية تمثل الحرية والتغيير في ولايات السودان المختلفة.

الأعلام والرموز

الصادق المهدي

الصادق الصديق المهدي سياسي ومفكر سوداني، ولد في 25 ديسمبر/كانون الأول 1935 في أم درمان، وتزعم حزب الأمة وكيان الأنصار خلفا لوالده.

شغل منصب رئيس الوزراء قبل تولّي عمر البشير السلطة في 30 يونيو/حزيران 1989 وعانى من السجن والنفي طوال سنوات.

قاد مع آخرين قوى إعلان الحرية والتغيير حتى وفاته في 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 إثر إصابته بفيروس كورونا.

عمر الدقير

سياسي من مواليد عام 1962، متزوج وأب لـ3 أبناء، درس في العاصمة الخرطوم وحصل على بكالوريوس في الهندسة الميكانيكية في جامعة الخرطوم، ثم انتقل إلى الخارج فحصل على الماجستير في إدارة المشاريع الهندسية من جامعة غلامورغان بالمملكة المتحدة.

خلال دراسته الجامعية تولى رئاسة اتحاد طلاب جامعة الخرطوم عام 1985 وأصبح عضوا بالأمانة العامة للتجمع النقابي السوداني، وانضم إلى حزب المؤتمر السوداني قبل أن يتولى رئاسته عام 2016. وقاد مع آخرين تحالف قوى الحرية والتغيير.

محمد ناجي الأصم

سياسي ولد عام 1991، نشأ وترعرع في مدينة الأبيض بشمال كردفان من أسرة تنتمي سياسيا لحزب الأمة القومي، غير أنه انتمى للحزب الاتحادي الديمقراطي.

ابتعد عن العمل الحزبي وأسهم في تأسيس تجمع المهنيين السودانيين الذي قاد الانتفاضة ضد نظام البشير.

يعد من أبرز رموز الثورة السودانية، وأسهم مع آخرين في تأسيس تحالف قوى الحرية والتغيير.

أبرز المحطات

عقب سقوط نظام البشير في 11 أبريل/نيسان 2019 واستمرار الاحتجاجات ضد بقايا النظام، بدأت مفاوضات بين المدنيين الذين يمثلهم تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير والعسكريين الذين يمثلهم المجلس العسكري.

وقد اتفق التحالف مع المجلس العسكري في مايو/أيار 2019 على فترة انتقالية مدتها 3 سنوات، تنتقل بعدها إدارة البلاد إلى سلطة مدنية، غير أن الاتفاق ألغي عقب فض قوات عسكرية اعتصام المدنيين أمام مبنى القيادة العامة للجيش السوداني في الثالث من يونيو/حزيران 2019.

أعلنت قوى إعلان الحرية والتغيير عقب فضّ الاعتصام "العصيان المدني"، حتى توسط رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بين الطرفين، في خطوة أدت إلى رفع العصيان وبدء التفاوض من جديد.

عقب مفاوضات استمرت بضعة أسابيع، وقع الطرفان بالأحرف الأولى في 17 يوليو/تموز 2019 على وثيقة الاتفاق السياسي، كما وقعا الوثيقة الدستورية في أغسطس/آب 2019، ومهّدا بذلك لمرحلة انتقالية تنتهي بحكم مدني.

وبموجب الاتفاق، أصبح تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير الائتلاف الحاكم، وشكل مع العسكريين مجلس السيادة الانتقالي ومجلس الوزراء، إذ اختار التحالف المرشحين المدنيين لتولّي المناصب.

ومع بدء المرحلة الانتقالية وتصاعد الأزمة السياسية، شهدت قوى إعلان الحرية والتغيير موجة من الانسحابات والانشقاقات، أبرزها انسحاب تجمع المهنيين السودانيين وتجمع القوى المدنية والحزب الشيوعي السوداني.

وأعلنت أحزاب وحركات مسلحة في أكتوبر/تشرين الأول 2021 انشقاقها وشكلت تحالفا باسم "قوى الحرية والتغيير/التوافق الوطني"، وطالبت بتوسيع المظلة السياسية.

نفذت قوى الحرية والتغيير/التوافق الوطني اعتصاما أمام القصر الجمهوري وطالبت بحل حكومة حمدوك، وانتهى ذلك بتنفيذ الجيش السوداني إجراءات فضّ بموجبها الشراكة بين المدنيين والعسكريين.

وبتصاعد المظاهرات الرافضة للإجراءات، وقعت قوى الحرية والتغيير -المجلس المركزي- وأحزاب أخرى مع العسكريين اتفاقا عرف "بالاتفاق الإطاري" ودعا إلى إكمال المرحلة الانتقالية حتى إجراء الانتخابات العامة.

ومع استمرار الإجراءات العسكرية اندلع القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في 15 أبريل/نيسان 2023، فأدى ذلك إلى مزيد من الاضطرابات السياسية والأمنية في البلاد.

ودعت قوى الحرية والتغيير/المجلس المركزي إلى إيقاف الحرب والعودة للمسار السياسي، كما سعت لتشكيل أكبر جبهة مدنية لوقف الحرب أفضت إلى تشكيل تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) التي تهدف لوقف الحرب وإعادة الحكم المدني في السودان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات تجمع المهنیین السودانیین قوى الحریة والتغییر المجلس المرکزی تحالف قوى

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يعلن عن انتصارات جديدة و يستعيد بلدة التروس في الفاشر أخبار السبت 15 مارس 2025

وأفادت مصادر ميدانية وشهود عيان بأن قوات الجيش استعادت بلدة التروس الواقعة بين ولايتي النيل الأبيض وسنار، وأعلن الجيش في بيان، اليوم (الجمعة)، أنه يتقدم بمحور منطقة التروس بعد هزيمة الدعم السريع.

ولفتت المصادر إلى أن قوات الدعم السريع كانت تتخذ من بلدة التروس الحدودية مع جنوب السودان منطلقا لشن هجماتها على الجيش في سنار والنيل الأبيض.

وذكرت أن قوات الدعم السريع قصفت مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان لليوم السادس على التوالي، مؤكدة أن القصف تزامن مع وقت الإفطار واستهدف وسط المدينة.

وأفاد إعلام الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني بمدينة الفاشر بأن الجيش مستمر في التقدم بالميدان بجميع محاور القتال.

وذكر أن الجيش نصب كمينا محكما بالمحور الشرقي للمدينة، تمكن خلاله من قتل 30 عنصرا من المليشيات.

وقال إن قواته دمرت 4 مركبات للدعم وقتلت عناصرها التي كانت بها. وأضاف أن الجيش بالتنسيق مع القوات المشتركة والشرطة والمخابرات وقوات العمل الخاص واصلوا عمليات التمشيط والهجوم المباغت على أوكار العدو في المحاور الجنوبية الشرقية والغربية للفاشر، التي أسفرت عن الاستيلاء على كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر.

وحسب البيان، فإن طيران الجيش شن غارات استهدفت مطار نِيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور وعدة مواقع إستراتيجية للعدو مكبداً إياه خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وفق البيان.

من جانبها، اتهمت مجموعة «محامو الطوارئ» قوات الدعم السريع بقتل 8 مدنيين بينهم سيدتان في أحياء بري اللاماب والجريف غرب، شرقي الخرطوم.

وأضافت المجموعة الحقوقية في بيان أمس أن قوات الدعم السريع نفذت خلال الأسبوع الماضي مداهمات واسعة لمنازل المدنيين في هذه الأحياء، وفرضت حصارا خانقا على أحياء البراري وامتداد ناصر ومنعت المدنيين من الخروج وسط نقص حاد في الغذاء والدواء وانقطاع الاتصالات، وهذا أدى لوفاة عدد من الأطفال جراء الجوع وانعدام الرعاية الصحية.

ودانت هذه الجرائم وطالبت بمحاسبة المسؤولين عنها وفتح ممرات إنسانية آمنة لإيصال الغذاء والدواء للمدنيين المحاصرين.

في غضون ذلك، حذرت مديرة برامج الطوارئ باليونيسيف لوشيا المي من أن أطفال السودان يمثلون واحدة من أسوأ المآسي الإنسانية على وجه الأرض، مؤكدة أن الصراع والنزوح والجوع دمروا حياة الكثيرين.

وكشفت أن نحو 16 مليون طفل في السودان في حاجة للمساعدات، وأن 17 مليونا خارج مقاعد الدراسة لعامين، في حين يعاني 3.2 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد هذا العام، من بينهم 770 ألفا من الأطفال يواجهون سوء التغذية الحاد الوخيم، وهو أشد أشكال الجوع فتكاً

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية السوداني: بلادي تواجه ظروفًا معقدة وأطماعًا خارجية في مواردها
  • البعث السوداني يرفض ويعارض حكومه الأمر الواقع والحكومه الموازيه
  • الجيش السوداني يسيطر على أهم مستشفيات الخرطوم.. والقصر الرئاسي مسألة وقت
  • عاجل | وزير الخارجية السوداني للجزيرة نت: الحكومة الموازية وُلدت ميتة ولن يكون لها دور في مستقبل السودان
  • الجيش السوداني: سيطرنا على موقف شرونى المؤدى للقصر الجمهورى وسط الخرطوم
  • رئيس المجلس القومي للمرأة: إعلان ومنهاج عمل بيجين يمثل خارطة طريق
  • فك الخلاف ما بين تحالف السودان التأسيسي و”الديمقراطيين السودانيين” والدعم السريع
  • الهادي إدريس يحدد موعد إعلان الحكومة الموازية
  • الجيش السوداني يعلن عن انتصارات جديدة و يستعيد بلدة التروس في الفاشر أخبار السبت 15 مارس 2025
  • الجيش السوداني يتقدم بالفاشر والدعم السريع يقتل 8 مدنيين بالخرطوم