كيف يتحول النمل الأبيض إلى انتحاري سامّ على طريقة الكوبرا؟
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
كشف الباحثون أخيرًا كيف يفجر النمل الأبيض "الانتحاري" نفسه، ويسمم أعداءه، فعند مهاجمته، يضحي النمل الأبيض من نوع Neocapritermes taracua بنفسه عن طريق إحداث تفاعل كيميائي متفجر، وتكون النتيجة سائلاً ساماً يشلّ حركة خصمه عبر السمّ.
هذا ما كشف عنه، باحثون من معهد أبحاث النمل الأبيض في براغ، بالتعاون مع زملاء من كلية علوم الزراعة الاستوائية بجامعة العلوم الحيوية التشيكية، وهو شيء من أسرار حياة النمل الأبيض، وفق "إنترستينغ إنجينيرينغ".
وتلك آلية دفاع غريبة لا مثيل لها في عالم الحشرات، حيث تتميز مستعمرات نوع Neocapritermes taracua بنوع فريد من الدفاع، والذي يوفره النمل الأبيض العامل في نهاية حياته.
وتمكن الباحثون من وصف الآلية التي يعمل بها الإنزيم الغامض، الذي يحمله النمل الأبيض على ظهره بالتفصيل، فخلال حياته، يجمع النمل الأبيض تدريجيًا إنزيمًا معينًا، وهو اللاكاز الأزرق BP76، في جيوب خاصة على ظهره.
تمزيق "حقيبة الظهر"
ويقوم النمل الأكبر سنًا بتمزيق "حقيبة الظهر" هذه أثناء الهجوم وفقًا للباحثين، عندما تجد مستعمرتهم نفسها في خطر، ويتم خلط الإنزيم على الفور تقريبًا بمادة أخرى مخزنة في جسم النمل الأبيض، والتي كانت حتى هذه النقطة غير ضارة نسبيًا، مما يخلق سائلًا لزجًا يحتوي على بنزوكينونات شديدة السمية، وعلى الرغم من أن هذا يقتل النمل الأبيض الانتحاري نفسه، إلا أنه أيضًا يشل حركة المهاجم أو يقتله، وفقًا للدراسة المنشورة في مجلة Structure.
وقالت بافلينا ريزاتشوفا، رئيسة المختبر الذي نشأ منه البحث، "إن اكتشافنا هو توضيح ممتاز للدور الذي لا يمكن الاستغناء عنه لعلم الأحياء البنيوي، تمامًا كما أن المعرفة بالمكونات الفردية للأداة تلقي الضوء على كيفية عملها، فإن معرفة البنية ثلاثية الأبعاد (أي مواضع الذرات الفردية) للجزيء تساعدنا على فهم عملية بيولوجية. في هذه الحالة، إنها آلية دفاع فريدة من نوعها للنمل الأبيض".
آخر خدمة
ولاحظ الباحثون لأول مرة في غيانا الفرنسية منذ بضع سنوات حقيقة أن النمل الأبيض Neocapritermes taracua لديه عبوات صلبة من إنزيم نشط مخبأة في جيوب معاطف المطر الخاصة بهم، والتي لا يترددون في استخدامها كسلاح في حالات الطوارئ،
ويمكن أن يعيش النمل الأبيض من نوع Neocapritermes taracua طوال حياته بهذا الحمل الانتحاري. والأفراد الصغار، الذين لا يزالون قادرين على القيام بالكثير من العمل لمستعمرتهم، يحملون كميات صغيرة فقط من الإنزيم في جيوبهم الخلفية.
وتنمو "حقيبة الظهر" الزرقاء، التي تتراكم فيها المواد المتفجرة، بمرور الوقت مع فقدان الحشرة لقوتها، وآخر خدمة تقدمها لتل النمل الأبيض هي أنها مستعدة للتضحية بنفسها من أجل مصلحة المستعمرة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية التشيك النمل الأبیض
إقرأ أيضاً:
آخر لحظات حياته.. نجل هاني الناظر: كان نفسه يرد على تساؤلات المرضى قبل رحيله
تحدث الدكتور محمد هاني الناظر، أخصائي الأمراض الجلدية، عن ذكرياته مع والده الراحل الدكتور هاني الناظر، مشيرًا إلى اهتمامه الكبير بمظهره وصحته وتفانيه في مساعدة المرضى حتى اللحظات الأخيرة من حياته.
وفي لقاء مع الإعلامي شريف نور الدين في برنامج «أنا وهو وهي» على قناة “صدى البلد”، أوضح الدكتور محمد أن والده كان يدير صفحته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي بنفسه حتى قبل وفاته بأسبوعين، رغم تدهور حالته الصحية.
وقال: "كان بيقول لي إنه نفسه يبقى كويس عشان يقدر يرد على تساؤلات المرضى".
وأضاف أن الدكتور هاني الناظر كان يخصص وقتًا كبيرًا للتواصل مع المرضى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يفوق الوقت الذي يقضيه في عيادته.
وبعد وفاته، قرر الدكتور محمد الاستمرار في إدارة الصفحة للرد على استفسارات المرضى، تكريمًا لوالده ودوره الإنساني.
وعن الجانب الإنساني للراحل، كشف الدكتور محمد أن والده لم يكن يحتفظ بالمال ولم يترك أي ثروة مادية لعائلته، مشيرًا إلى أن إرثه الحقيقي كان علمه ومبادئه. وعلق قائلاً: "كان سايبها على ربنا".
أما عن اللحظات الأخيرة في حياة الدكتور هاني الناظر، أفاد نجله بأن آخر كلمة قالها قبل وفاته كانت: "كل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا".