رئيس COP28: بعد أسخن شهر في التاريخ.. نحتاج لبذل المزيد
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
دعا سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي الرئيس المعيَّن لمؤتمر الأطراف COP28، في مقال على مجلة "تايم" الأميركية نشر الخميس، دول العالم إلى بذل مزيد من الجهود لمكافحة التغير المناخي، وذلك بعدما شهد العالم في يوليو أعلى درجات حرارة تسجل في التاريخ.
الجابر ناقش أبرز المشاكل المناخية التي يعاني منها كوكب الأرض اليوم، وعرض عددا من الخطوات المهمة، التي يجب على العالم أن يتخذها متحدا، من أجل محاربة تغير المناخ.
هنا نص المقال لمجلة "تايم":
كوكبنا يزداد سخونة. تشهد الأرض درجات حرارة لم نشهدها منذ 125 ألف عام وتأثير ذلك واضح: حرائق الغابات من البحر الأبيض المتوسط إلى كندا، وهي حرائق تسببت في إطلاق مليار طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
أما طقسنا فأصبح أكثر عنفا. لا تزال باكستان تتعافى من فيضانات مدمرة العام الماضي، أودت بحياة الآلاف وألحقت أضرارا أو دمرت 2.2 مليون منزل. أما أوروبا، فعانت وحدها بما يقدر بنحو 60 ألف حالة وفاة مرتبطة بالحرارة في عام 2022.
يجب على المجتمع الدولي بأسره أن يتحد ويلتزم بالإجراءات التصحيحية. في أواخر يوليو، التقيت في الهند بوزراء من مجموعة العشرين للدول المتقدمة والنامية الكبرى. تنتج هذه البلدان مجتمعة 85 بالمئة من الناتج الاقتصادي العالمي و80 بالمئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مما يعني أن هذه الدول هي التي عليها قيادة استجابتنا الجماعية لتغير المناخ. بدون القيادة الجماعية لمجموعة العشرين، سيظل العالم رهينة التراخي المناخي.
مع ما يزيد قليلا عن 100 يوم حتى اجتماع COP28 هذا العام في الإمارات العربية المتحدة، نحتاج جميعا إلى تكثيف الجهود والالتزام بالالتزامات الضرورية وتوحيد الجهود المتضافرة.
دعني أكون صادقا: لم أتوقع أن يكون COP28 سهلا. لكننا نعلم جميعا أنه كلما تأخرنا في الاتفاق والعمل، زادت صعوبة إزالة الكربون عن اقتصاداتنا وتبني الابتكارات والفرص الخضراء التي ستقود الوظائف وازدهار المستقبل.
لا يمكننا تحمل أي مزيد من التأخير. في غضون أسابيع قليلة، سيكون التقييم العالمي الأول، للبلدان، لمعرفة أين يحرزون بشكل جماعي تقدما نحو تحقيق أهداف اتفاقية باريس لتغير المناخ. لكننا لا نحتاج إلى تقرير لإخبارنا بأننا خرجنا عن المسار الصحيح.
ومع ذلك، أنا متفائل بأننا، معا، لا يزال بإمكاننا اغتنام الفرصة والحفاظ على هدف الحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية في متناول اليد، إذا تصرفنا بوحدة وتضامن غير مسبوقين.
يعد احتواء تغير المناخ تحديا سياسيا وتكنولوجيا وهندسيا، وهذا يتطلب استجابة سياسية وتكنولوجية وهندسية.
أولا، نحتاج إلى إسراع عملية تحول نظام الطاقة في العالم، بطريقة عادلة ومنظمة، مع زيادة سريعة في الطاقة المتجددة، بينما نعمل نحو نظام طاقة خال من جميع أنواع الوقود الأحفوري، من الآن وحتى عام 2030.يعني ذلك مضاعفة الطاقة المتجددة العالمية بمقدار ثلاثة أضعاف لتصل إلى 11 ألف غيغاواط، أي أكثر من 8 أضعاف القدرة التوليدية الإجمالية للولايات المتحدة.
يجب على شركات النفط والغاز العمل نحو القضاء على انبعاثات الميثان بحلول عام 2030 ومواءمة نفسها مع صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050 أو قبل ذلك.
في موازاة ذلك، نحتاج إلى مضاعفة إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون، وهو وقود مهم لإزالة الكربون من القطاعات التي يصعب تخفيفها مثل الأسمنت والصلب والألمنيوم.
ثانيا، نحن بحاجة إلى تحديث بنية تمويل المناخ لدينا، لإطلاق رأس المال العام والخاص المطلوب لعملية الانتقال، العالم النامي كمثال، يتطلب تريليونات الدولارات من الاستثمار السنوي من أجل هذا الانتقال المناخي.يجب أن تكون نقطة البداية هي استعادة الثقة في نظام متعدد الأطراف. نحن بحاجة إلى جلب رأس المال الخاص على نطاق واسع من خلال حلول التمويل المبتكرة الجديدة في العالم النامي.
أنا واثق، بينما أواصل التحدث إلى الزملاء في جميع أنحاء العالم، أنه يمكننا الوفاء بالتزامات التمويل التاريخية البالغة 100 مليار دولار للبلدان النامية هذا العام، والاستمرار في الحصول على تمويل كبير يتدفق إلى العالم الناشئ والنامي.
ثالثا، نحتاج إلى إعادة التفكير في الطريقة التي ننتج بها الطعام ونستهلكه. حاليا، نظامنا الغذائي بالكامل مسؤول عن ثلث انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. نحتاج إلى التحول إلى الزراعة التي تعمل مع الطبيعة، وليس ضدها، والتي تخزن الكربون، لا تبعثه، والتي تجدد التربة، لا تحللها. وكل ذلك مع توفير ما يكفي من الطعام لنا جميعا.يعتمد النجاح في كل مجال على الاستفادة من كل أداة تحت تصرفنا، ويجب قطع البيروقراطية عن كل شيء، من الطاقة الشمسية على الأسطح إلى مزارع الرياح في البحار، وتحديث شبكات الطاقة لجعلها أكثر ذكاء وترابطا ومرونة، ونشر طاقة منخفضة الكربون مثل الطاقة النووية، وبناء أسواق عالية الجودة للكربون، وتشجيع استخدام الأسمدة العضوية.
مثل هذه الخطوات الهائلة ستدفع حدود ما هو ممكن ماديا وسياسيا. ولكن بالإرادة الجماعية للحكومات والقطاع الخاص وكل واحد منا، يمكننا تحقيق ذلك.
يجب أن نتحد
آمل أن نتوصل إلى اتفاق خلال الأشهر القادمة. فنحن نتشارك نفس الهدف: حماية عالم نرغب جميعا في العيش فيه. عالم يموت فيه عدد أقل من الناس بسبب الإجهاد الحراري، وحيث تتسبب الكوارث الطبيعية في عدد أقل من الضحايا، وحيث تتحمل المحاصيل الجفاف، وحيث تكون البنية التحتية مقاومة للمناخ، وحيث يكون التمويل المتعلق بالمناخ متاحا وبأسعار معقولة للجميع.
الأولويات واضحة. علينا أن نسرع في انتقال عادل ومنظم للطاقة، وإصلاح تمويل المناخ، والتركيز على الحياة وسبل العيش، وحشد مؤتمر الأطراف الأكثر شمولا. إنني أحث زملائي القادة على تنحية خلافاتهم جانبا، والعمل معا من أجل الصالح الجماعي والالتزام بدورة تجعل 1.5 درجة مئوية في متناول اليد.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات أوروبا ثاني أكسيد الكربون الطاقة سلطان الجابر أوروبا ثاني أكسيد الكربون الطاقة مناخ نحتاج إلى
إقرأ أيضاً:
سلطان الجابر: 109 ملايين برميل يومياً الطلب على النفط بحلول 2035
هيوستن (الاتحاد)
أكد معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب، الرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، الرئيس التنفيذي لشركة «XRG»، أن دولة الإمارات وبفضل رؤية القيادة، مستمرة في جهودها لتعزيز التعاون الدولي وبناء مستقبل أفضل للبشرية، مشدداً على حاجة العالم إلى تبنّي نظرة إيجابية وشاملة لقطاع الطاقة، واتخاذ الخطوات العملية اللازمة لتمكين نمو الاقتصاد العالمي ودعم تطور وتقدم حلول وأدوات الذكاء الاصطناعي.
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها ضمن فعاليات أسبوع «سيرا» للطاقة المُنعقد في مدينة هيوستن الأميركية، والتي دعا فيها إلى تطبيق سياسات مستقرة وطويلة الأمد لتلبية الطلب العالمي المتنامي على الطاقة، موضحاً أن العالم أصبح يدرك أن الطاقة هي مفتاح الحل، والمحرك الرئيس لنمو الاقتصادات وتحقيق الازدهار ودعم جميع جوانب التطور البشري، مؤكِّداً أهمية اتخاذ خطوات عملية لتشجيع النمو والاستثمار وتطوير سياسات داعمة لقطاع الطاقة بما يسهم في تمكين الأفراد والمجتمعات من النمو والتقدم.
وشدد معاليه على حاجة العالم إلى كل خيارات الطاقة، وضرورة تنويع مزيج مصادرها لتلبية النمو السريع في الطلب العالمي عليها.
وقال: بحلول عام 2035، سيصل عدد سكان العالم إلى نحو 9 مليارات شخص، وتماشياً مع هذا النمو، سيرتفع الطلب على النفط من 103 إلى 109 ملايين برميل على الأقل يومياً، كما سيزيد الطلب على الغاز الطبيعي المسال والمواد الكيمياوية بأكثر من 40%، وسيرتفع الطلب الإجمالي على الكهرباء من 9000 غيغاواط إلى 15000 غيغاواط، وهو ما يمثل زيادة كبيرة بنسبة 70%، لذا، سنحتاج إلى المزيد من الغاز الطبيعي المسال، والنفط منخفض الكربون، والطاقة النووية السِلمية، والمزيد من مصادر الطاقة المتجددة القابلة للنشر والتطبيق على نطاق واسع.
وأوضح أنه بفضل الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة، كانت دولة الإمارات سبّاقةً منذ عقود في تبنّي نظرة إيجابية وشاملة لقطاع الطاقة، مما ساهم في ترسيخ دورها في مختلف مصادر الطاقة، بما فيها النفط والغاز، والطاقة المتجددة، والطاقة النووية السلمية، والكيماويات، والطاقة المستقبلية منخفضة الكربون.
وأشار إلى أن دولة الإمارات، بناءً على خبرتها الممتدة لسبعة عقود كمُنتجٍ مسؤول للنفط والغاز، قامت في عام 2006 بتأسيس شركة «مصدر»، التي تبلغ قدرتها الإنتاجية الحالية من الطاقة النظيفة والمتجددة القابلة للنشر والتطبيق على نطاق واسع عالمياً 51 غيغاواط، لتقطع نصف الطريق نحو هدفها للوصول إلى 100 غيغاواط بحلول عام 2030، كما أضافت دولة الإمارات الطاقة النووية السِلمية إلى مزيج الطاقة لديها عبر أربعة مفاعلات تولِّد حالياً 5.6 غيغاواط من الكهرباء لتوفر 25% من احتياجاتها من الطاقة.وأضاف أن دولة الإمارات نجحت في نقل منهجيتها الواقعية والعملية من قطاع الطاقة إلى منظومة العمل المناخي العالمي خلال استضافتها لمؤتمر COP28، مما ساهم في التوصل إلى «اتفاق الإمارات» التاريخي الذي شكّل أهم إنجاز مناخي واقعي في السنوات الأخيرة، ونجح في توحيد جهود المجتمع الدولي لاعتماد منهجية عملية تراعي متطلبات السوق بدلاً من التركيز على تبني قرارات غير قابلة للتنفيذ، كما أكد الاتفاق أهمية ضمان أمن الطاقة وتوفيرها بتكلفة ميسّرة من مصادر موثوقة لتحقيق التقدم المستدام.
وسلّط معاليه الضوء على الإمكانيات الكبيرة للذكاء الاصطناعي التي تتيح له المساهمة في إعادة صياغة مستقبل العالم، وقال: تستهلك تطبيقات مثل «تشات جي بي تي» طاقة تزيد عشر مرات مقارنةً بما تستهلكه عملية بحث بسيطة على «غوغل»، ومع ازدياد استخدام هذه التطبيقات بشكل متسارع، من المتوقع أن يرتفع استهلاك الطاقة في مراكز البيانات في الولايات المتحدة ثلاث مرات بحلول عام 2030، ليشكِّل أكثر من 10% من إجمالي استهلاكها للكهرباء.
وأضاف أن توفير الطاقة يعد شرطاً أساسياً لتوسيع نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي، لأن التكلفة الحقيقية لحلول وأدوات الذكاء الاصطناعي لا تشمل فقط صياغة برمجياتها وأكوادها، بل تتمثل في حجم الطاقة التي تحتاجها، موضِّحاً أن التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي يعتمد بشكل كبير على الطاقة، وأن النجاح سيكون حليف من يضمن الوصول إلى إمدادات الطاقة وشبكة توزيعها وبنيتها التحتية.
وأشار إلى وجود فرص كبيرة متاحة أمام شركة «XRG» شركة الطاقة الدولية الاستثمارية الرائدة، لتنفيذ المزيد من الاستثمارات النوعية في الولايات المتحدة الأميركية، وتطوير الشراكات عبر مختلف القطاعات، بما في ذلك مجالات الترابط بين الذكاء الاصطناعي والطاقة، وقال إن «XRG» تركز على تلبية متطلبات الطاقة اللازمة لدعم نمو وتطور حلول وأدوات الذكاء الاصطناعي بالاعتماد على مزيج متنوع من المصادر، موضِّحاً أن التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي يعتمد على الطاقة التي تعد عاملاً أساسياً يمكِّن حلوله وأدواته من المساهمة في إعادة صياغة مستقبل العالم.
وقال معاليه: بدأت «أدنوك» منذ خمس سنوات الاستفادة من أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في أعمالها، ونجحت في إدماجها بشكل متكامل على امتداد سلسلة القيمة، بداية من غرف التحكم وصولاً إلى غرف اجتماعات الإدارة التنفيذية.
وأضاف: بالتعاون مع «إيه آي كيو»، مشروعنا المشترك مع «بريسايت»، قمنا بتطوير حلول مبتكرة عالمية المستوى لتلبية احتياجاتنا المتخصصة، وتقوم «أدنوك» حالياً باستخدام أكثر من 200 أداة وتطبيق للذكاء الاصطناعي عبر مختلف عملياتها بما يشمل الاستكشاف والتكرير والخدمات اللوجستية واتخاذ القرارات الاستراتيجية، كما طورت أدنوك حل «ذكاء اصطناعي لطاقة المستقبل»، القائم على استخدام أنظمة «وكلاء الذكاء الاصطناعي» وبدأت تطبيقه على نطاق غير مسبوق ولأول مرة في العالم، كما نجحت الشركة في استخدام حلول الذكاء الاصطناعي لتسريع عمليات التحليل الجيوفيزيائي في مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج لتصل إلى ساعات عديدة بعد أن كانت تستغرق شهوراً، مشيراً إلى مواصلة تحسين دقة التنبؤات المتعلقة بعمليات الإنتاج لتصل إلى 90%، وذلك ضمن التركيز على ترسيخ مكانة «أدنوك»، لتصبح شركة الطاقة الأكثر استفادة من الذكاء الاصطناعي في العالم.
ولفت معاليه، إلى أهمية تحويل النظرة الإيجابية والشاملة لقطاع الطاقة إلى خطوات فعالة وملموسة، خلال شهر نوفمبر القادم.
يذكر أن فعاليات «أسبوع سيرا للطاقة» تقام في الفترة من 10 إلى 14 مارس الجاري، فيما تقام فعاليات معرض ومؤتمر «أديبك 2025» الذي يجمع أبرز قادة الفكر في قطاع الطاقة لتبادل الأفكار والرؤى والحلول الجديدة للتحديات الكبرى التي تواجه مستقبل الطاقة والبيئة والمناخ في الفترة من 3 إلى 7 نوفمبر القادم.