دعا سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي الرئيس المعيَّن لمؤتمر الأطراف  COP28، في مقال على مجلة "تايم" الأميركية نشر الخميس، دول العالم إلى بذل مزيد من الجهود لمكافحة التغير المناخي، وذلك بعدما شهد العالم في يوليو أعلى درجات حرارة تسجل في التاريخ.

الجابر ناقش أبرز المشاكل المناخية التي يعاني منها كوكب الأرض اليوم، وعرض عددا من الخطوات المهمة، التي يجب على العالم أن يتخذها متحدا، من أجل محاربة تغير المناخ.

هنا نص المقال لمجلة "تايم":

كوكبنا يزداد سخونة. تشهد الأرض درجات حرارة لم نشهدها منذ 125 ألف عام وتأثير ذلك واضح: حرائق الغابات من البحر الأبيض المتوسط ​​إلى كندا، وهي حرائق تسببت في إطلاق مليار طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

أما طقسنا فأصبح أكثر عنفا. لا تزال باكستان تتعافى من فيضانات مدمرة العام الماضي، أودت بحياة الآلاف وألحقت أضرارا أو دمرت 2.2 مليون منزل. أما أوروبا، فعانت وحدها بما يقدر بنحو 60 ألف حالة وفاة مرتبطة بالحرارة في عام 2022.

يجب على المجتمع الدولي بأسره أن يتحد ويلتزم بالإجراءات التصحيحية. في أواخر يوليو، التقيت في الهند بوزراء من مجموعة العشرين للدول المتقدمة والنامية الكبرى. تنتج هذه البلدان مجتمعة 85 بالمئة من الناتج الاقتصادي العالمي و80 بالمئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مما يعني أن هذه الدول هي التي عليها قيادة استجابتنا الجماعية لتغير المناخ. بدون القيادة الجماعية لمجموعة العشرين، سيظل العالم رهينة التراخي المناخي.

مع ما يزيد قليلا عن 100 يوم حتى اجتماع COP28 هذا العام في الإمارات العربية المتحدة، نحتاج جميعا إلى تكثيف الجهود والالتزام بالالتزامات الضرورية وتوحيد الجهود المتضافرة.

دعني أكون صادقا: لم أتوقع أن يكون COP28 سهلا. لكننا نعلم جميعا أنه كلما تأخرنا في الاتفاق والعمل، زادت صعوبة إزالة الكربون عن اقتصاداتنا وتبني الابتكارات والفرص الخضراء التي ستقود الوظائف وازدهار المستقبل.

لا يمكننا تحمل أي مزيد من التأخير. في غضون أسابيع قليلة، سيكون التقييم العالمي الأول، للبلدان، لمعرفة أين يحرزون بشكل جماعي تقدما نحو تحقيق أهداف اتفاقية باريس لتغير المناخ. لكننا لا نحتاج إلى تقرير لإخبارنا بأننا خرجنا عن المسار الصحيح.

ومع ذلك، أنا متفائل بأننا، معا، لا يزال بإمكاننا اغتنام الفرصة والحفاظ على هدف الحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية في متناول اليد، إذا تصرفنا بوحدة وتضامن غير مسبوقين.

يعد احتواء تغير المناخ تحديا سياسيا وتكنولوجيا وهندسيا، وهذا يتطلب استجابة سياسية وتكنولوجية وهندسية.

أولا، نحتاج إلى إسراع عملية تحول نظام الطاقة في العالم، بطريقة عادلة ومنظمة، مع زيادة سريعة في الطاقة المتجددة، بينما نعمل نحو نظام طاقة خال من جميع أنواع الوقود الأحفوري، من الآن وحتى عام 2030.

يعني ذلك مضاعفة الطاقة المتجددة العالمية بمقدار ثلاثة أضعاف لتصل إلى 11 ألف غيغاواط، أي أكثر من 8 أضعاف القدرة التوليدية الإجمالية للولايات المتحدة.

يجب على شركات النفط والغاز العمل نحو القضاء على انبعاثات الميثان بحلول عام 2030 ومواءمة نفسها مع صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050 أو قبل ذلك.

في موازاة ذلك، نحتاج إلى مضاعفة إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون، وهو وقود مهم لإزالة الكربون من القطاعات التي يصعب تخفيفها مثل الأسمنت والصلب والألمنيوم.

ثانيا، نحن بحاجة إلى تحديث بنية تمويل المناخ لدينا، لإطلاق رأس المال العام والخاص المطلوب لعملية الانتقال، العالم النامي كمثال، يتطلب تريليونات الدولارات من الاستثمار السنوي من أجل هذا الانتقال المناخي.

يجب أن تكون نقطة البداية هي استعادة الثقة في نظام متعدد الأطراف. نحن بحاجة إلى جلب رأس المال الخاص على نطاق واسع من خلال حلول التمويل المبتكرة الجديدة في العالم النامي.

أنا واثق، بينما أواصل التحدث إلى الزملاء في جميع أنحاء العالم، أنه يمكننا الوفاء بالتزامات التمويل التاريخية البالغة 100 مليار دولار للبلدان النامية هذا العام، والاستمرار في الحصول على تمويل كبير يتدفق إلى العالم الناشئ والنامي.

ثالثا، نحتاج إلى إعادة التفكير في الطريقة التي ننتج بها الطعام ونستهلكه. حاليا، نظامنا الغذائي بالكامل مسؤول عن ثلث انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. نحتاج إلى التحول إلى الزراعة التي تعمل مع الطبيعة، وليس ضدها، والتي تخزن الكربون، لا تبعثه، والتي تجدد التربة، لا تحللها. وكل ذلك مع توفير ما يكفي من الطعام لنا جميعا.

يعتمد النجاح في كل مجال على الاستفادة من كل أداة تحت تصرفنا، ويجب قطع البيروقراطية عن كل شيء، من الطاقة الشمسية على الأسطح إلى مزارع الرياح في البحار، وتحديث شبكات الطاقة لجعلها أكثر ذكاء وترابطا ومرونة، ونشر طاقة منخفضة الكربون مثل الطاقة النووية، وبناء أسواق عالية الجودة للكربون، وتشجيع استخدام الأسمدة العضوية.

مثل هذه الخطوات الهائلة ستدفع حدود ما هو ممكن ماديا وسياسيا. ولكن بالإرادة الجماعية للحكومات والقطاع الخاص وكل واحد منا، يمكننا تحقيق ذلك.

يجب أن نتحد

آمل أن نتوصل إلى اتفاق خلال الأشهر القادمة. فنحن نتشارك نفس الهدف: حماية عالم نرغب جميعا في العيش فيه. عالم يموت فيه عدد أقل من الناس بسبب الإجهاد الحراري، وحيث تتسبب الكوارث الطبيعية في عدد أقل من الضحايا، وحيث تتحمل المحاصيل الجفاف، وحيث تكون البنية التحتية مقاومة للمناخ، وحيث يكون التمويل المتعلق بالمناخ متاحا وبأسعار معقولة للجميع.

الأولويات واضحة. علينا أن نسرع ​​في انتقال عادل ومنظم للطاقة، وإصلاح تمويل المناخ، والتركيز على الحياة وسبل العيش، وحشد مؤتمر الأطراف الأكثر شمولا. إنني أحث زملائي القادة على تنحية خلافاتهم جانبا، والعمل معا من أجل الصالح الجماعي والالتزام بدورة تجعل 1.5 درجة مئوية في متناول اليد.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات أوروبا ثاني أكسيد الكربون الطاقة سلطان الجابر أوروبا ثاني أكسيد الكربون الطاقة مناخ نحتاج إلى

إقرأ أيضاً:

لم تبني قطر أكبر مصنع للأمونيا الزرقاء في العالم؟

وضعت دولة قطر مؤخرا حجر الأساس لمشروع مصنع الأمونيا الزرقاء بمدينة مسيعيد الصناعية جنوب العاصمة الدوحة. ومن المتوقع أن يدخل المصنع، الذي يعدّ أول وأكبر مشروع أمونيا زرقاء في العالم، طور الإنتاج في الربع الثاني من عام 2026، بطاقة إنتاجية تصل إلى 1.2 مليون طن سنويا.

وخلال الحفل الذي حضره الشيخ عبد الله بن حمد آل ثاني نائب أمير قطر، تم استعراض مدى أهمية المشروع الواعد، ودخول قطر مجال الطاقة المستدامة.

وتعتبر الأمونيا الزرقاء شكلا من أشكال الأمونيا التي يتم إنتاجها مع انبعاثات كربونية منخفضة، وإلى جانب احتجاز ثاني أكسيد الكربون الناتج أثناء إنتاجها، لذا فإنها تعدّ مصدرا مهما للطاقة النظيفة، وطريقة ملائمة لإنتاج الهيدروجين الأخضر الذي يمكن استخدامه كوقود نظيف أيضا.

الأمونيا واستخداماتها

يُستخدم حوالي 80% من إجمالي الإنتاج العالمي للأمونيا في إنتاج الأسمدة النيتروجينية، مثل اليوريا ونترات الأمونيوم، وبالتالي فهي تدعم إنتاج الغذاء لنحو نصف سكان العالم.

وفي حديث للجزيرة نت يوضح الاستشاري في نطاق الكيمياء وعضو اتحاد الكيميائيين العرب، الدكتور أبوبكر سالم، طبيعة الأمونيا واستخداماتها، حيث تعتبر مركبا كيميائيا مكوّنا من النيتروجين والهيدروجين، وتستخدم على نطاق واسع في الصناعة والطب والزراعة، وفي إنتاج العديد من المواد الكيميائية، مثل النترات والسيانيد.

إعلان

كما تستخدم الأمونيا أيضا في أنظمة التبريد بسبب قدرتها على امتصاص الحرارة، وفي صناعة بعض المستحضرات الطبية مثل معالجة الحروق، وبعض منتجات التنظيف بسبب قدرتها على إذابة الدهون والشحوم.

وبحسب سالم، فإن إنتاج الأمونيا تقليديا يتم من خلال تفاعل "هابر-بوش" حيث يتفاعل الهيدروجين والنتروجين باستخدام عامل محفّز، ولا تزال هذه العملية مسؤولة عن إنتاج كل الأمونيا تقريبا في العالم، بالإضافة إلى مشتقات مثل اليوريا ونترات الأمونيوم.

ويمزج كل من الهيدروجين والنيتروجين معا بنسبة 1:3 مع التسخين لدرجة حرارة تتراوح بين 400 و550 درجة مئوية تحت ضغط عالٍ، ثم تنتقل العملية إلى مرحلة التقطير الأخيرة لتحسين نقاوة الأمونيا الناتجة، بحسب سالم.

الأمونيا الزرقاء

تستهلك عملية إنتاج الأمونيا بالطرق التقليدية قدرا كبيرا من الطاقة، وينتج عنها أطنان من الانبعاثات الكربونية، فبحسب تقرير وكالة الطاقة الدولية يتطلب إنتاج الأمونيا قدرا كبيرا من الانبعاثات، إذ تبلغ الانبعاثات المباشرة من إنتاج الأمونيا حاليا 450 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يعادل إجمالي انبعاثات نظام الطاقة في جنوب أفريقيا.

الأمونيا الزرقاء على الجانب الآخر هي شكل من أشكال الأمونيا يتم إنتاجه باستخدام الغاز الطبيعي كمادة خام أساسية، ولكن مع وجود تحول حاسم في طريقة التحضير، حيث يتم التقاط انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتج أثناء إنتاج الأمونيا وتخزينه (وهي عملية تُعرف باسم احتجاز الكربون وتخزينه)، ويعطي ذلك الأمونيا الزرقاء مزايا عدة:

بصمة كربونية أقل: من خلال التقاط وتخزين ثاني أكسيد الكربون، توفر الأمونيا الزرقاء بديلا أنظف للأمونيا التقليدية، مما يقلل من انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي. اقتصاد الهيدروجين: تعمل الأمونيا كناقل هيدروجين فعال وقابل للتطوير، لأنها كمركب كيميائي تمتلك 3 ذرات هيدروجين، وهو ما يسهل عملية التحول العالمي نحو اقتصاد قائم على الهيدروجين كوقود مستقبلا، حيث إن أحد التحديات الرئيسية للتحول إلى نظام الطاقة القائم على الهيدروجين هو صعوبة تخزين ونقل الهيدروجين، لأنه غاز خفيف وشديد التفاعل يتطلب طاقة كبيرة للضغط أو التسييل، أما الأمونيا فيسهل تسييلها ونقلها، وبمجرد نقلها، يمكن "تكسيرها" مرة أخرى إلى هيدروجين. وقود نظيف: يمكن حرق الأمونيا مباشرة كوقود منخفض الكربون في صناعات مثل توليد الطاقة أو الشحن. عند حرقها، تنتج الأمونيا النيتروجين وبخار الماء، دون انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. التحول في مجال الطاقة: توفر الأمونيا الزرقاء حلا انتقاليا لإزالة الكربون من القطاعات التي يصعب إزالته منها مثل الشحن، والتي لا يمكنها التحول بسهولة إلى التقنيات الكهربائية أو غيرها من التقنيات المعتمدة على الطاقة المتجددة. إمكانات التجارة العالمية: يمكن شحن الأمونيا الزرقاء دوليا إلى البلدان التي تسعى للحصول على وقود منخفض الكربون، مما يعزز التعاون العالمي في جهود إزالة الكربون، وبذلك تكون الدول التي تتبنى هذه التقنيات مركزًا لنظام اقتصادي ومعرفي عالمي متفاعل يقوم على هدف مناخي. إعلان الأمونيا كوقود للمستقبل

يعد تغيّر المناخ وزيادة الانبعاثات الكربونية من أحد أبرز الأزمات التي تواجه كوكب الأرض إلى جانب التلوث البيئي وفقدان التنوع الإحيائي.

وكما أنقذت الأمونيا كوكبنا قبل نحو قرن من الزمن من مجاعة وشيكة، مع بدء الاعتماد على الأسمدة النيتروجينية بدلا من الأسمدة الطبيعية التي لم تعد قادرة على مواكبة النمو السكاني المتزايد والحاجة إلى المزيد من المحاصيل الزراعية، فقد تأتي الأمونيا مجددا هذه المرّة لإنقاذ العالم من تبعات تغيّر المناخ والمساهمة في تقليل الانبعاثات الغازية بتخزين الهيدروجين وشحنه لاستخدامه في خلايا الوقود والتوربينات الخالية من الانبعاثات، كما تجري جهود لحرق الأمونيا مباشرة في محطات الطاقة ومحركات السفن.

ويجمع العلماء في نطاق التغير المناخي على أن النشاط البشري هو العامل الأساسي المسبب للاحتباس الحراري الذي تختبره الأرض حاليا، ويتمثل هذا النشاط بشكل أساسي في استخدام الوقود الأحفوري الذي ينفث ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي.

يتسبب ذلك في ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية عاما بعد عام، الأمر الذي جعل السنوات العشر السابقة الأشد حرارة في تاريخ القياس، الأمر الذي يترتب عليه ارتفاع في معدلات وطول وشدة الظواهر المناخية المتطرفة، مثل الموجات الحارة وموجات الجفاف والعواصف والأعاصير غير المسبوقة.

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة القاهرة يشارك في الملتقى المصري الإيطالي عن المناخ وتأثيراته على الصحة والهجرة
  • رئيس جامعة القاهرة يشارك في الملتقى المصري الإيطالي عن المناخ
  • رئيس جامعة القاهرة: ضرورة تقديم حلول مبتكرة لمواجهة التأثيرات الضارة لتغير المناخ
  • السفير لياوليتشيانج : مصر كانت من أوائل الدول التي دعمت مبادرة "الحزام والطريق" وهي شريك أساسي في البناء
  • محيي الدين : المنطقة العربية  تتأثر بشكل كبير بأزمة المناخ وتداعياتها
  • ما الصفقات التي يحتاجها الأهلي قبل كأس العالم للأندية؟.. مسؤول سابق في الأحمر يُجيب
  • رئيس الوزراء: مستمرون في تهيئة المناخ الجاذب للاستثمارات بمختلف القطاعات
  • أردوغان يكشف عن الدولة الوحيدة في العالم التي هزمت داعش على الأرض
  • لم تبني قطر أكبر مصنع للأمونيا الزرقاء في العالم؟
  • المطران عطا الله حنا: يجب أن تتوقف الحرب التي يدفع فاتورتها المدنيين الأبرياء