إعلان حرب ضد السودان ..كيف تحمي المدنيين من الجيش؟
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
دعوة لجنة تابعة للأمم المتحدة(لجنة تابعة لأمريكا والغرب) لإدخال قوات لحماية المدنيين في السودان تذكرني بأبيات الشاعر العراقي أحمد مطر:
“أمريكا تطلق الكلب علينا
وبها من كلبها نستجد
أمريكا تطلق النار علينا لتنجينا من الكلب
فينجو كلبها لكننا نستشهد.”
لو أرادت الدول الغربية وفي مقدمتها بريطانيا وأمريكا وفرنسا حماية المدنيين لوقفت من اليوم الأول للحرب مع المدنيين ضد المليشيا العدو الأول والأخير للمدنيين.
وهم يتعمدون المساواة بين الجيش والمليشيا في الشرعية وفي الانتهاكات والجرائم ويتكلمون عن حماية المدنيين كما لو أنها حماية من المليشيا ومن الجيش على السواء.
وإذا كان الكلام عن حماية المدنيين من الدعم السريع يصلح كذريعة وكغطاء للتدخل في السودان بغض النظر عن إمكانية هذا التدخل، فإن الكلام عن حماية المدنيين من الجيش أيضا هو بمثابة إعلان حرب ضد السودان. كيف تحمي المدنيين من الجيش؟
من يقصف بشكل عشوائي متعمد هي المليشيا، من ينهب ويقتل ويرتكب المذابح الجماعية هي المليشيا، وهي من يشرد الناس من بيوتهم، وهي التي يفر الناس من المناطق التي تدخلها إلى مناطق سيطرة الجيش ووجود الدولة.
لا يوجد ولا مواطن واحد فر من منطقة دخلها الجيش إلى مناطق المليشيا بل الناس يعودون بمجرد تحرير بيوتهم.
المليشيا ارتكبت مذابح ترقى إلى الإبادة في الجنينة، وارتكبت مجازر لا حصر لها في الجزيرة وسنار منها مجزرة ود النورة ومجزرة جلقني والضحايا في كل مجزرة بالعشرات. ألم تسمع “الأمم المتحدة” ويسمع العالم بكل هذه الجرائم؟ ولا يعرف من يرتكبها؟ وبأي سلاح؟
هناك مرتزقة جيء بهم من دول عديدة؛ تم جلبهم إلى السودان وتسليمهم أسلحة ليستبيحوا ولايات كاملة في السودان. هم لم يأتوا من تلقاء أنفسهم وإنما تم حشدهم وتسليحهم وإدخالهم إلى السودان ومواصلة مدهم بالأسلحة والذخائر والمعدات. لماذا تصمت هذه الأمم المتحدة أو يصمت الغرب عن المرتزقة الأجانب من يأتي بهم ومن يسلحهم؟
الوضع في السودان عبارة عن عدوان على الدولة بواسطة مليشيا مدعومة من الخارج بالسلاح وبالمرتزقة من عدة دول على رأسها دولة الأمارات؛ أعداد لا حصر لها من المرتزقة الأجانب تتدفق إلى السودان بواسطة المليشيا وداعميها بالإضافة إلى المليشيات القبلية من دارفور والجزيرة والنيل الأزرق وكل هؤلاء يعملون تحت راية الدعم السريع وما دخلوا أرضا إلا حل بها الدمار والفساد والموت. تتعامى المنظمات الحقوقية عن هذه الحقائق لأن حفنة من الدول الغربية التي تتحكم في هذه المنظمات لا مصلحة لديها في هذه الحقيقة. ولكنهم يمكن أن يتكلموا عن انتهاكات يقوم بها “طرفا الصراع” لأن ذلك يتيح لهم تجريم الدولة برمتها ومن ثم التدخل فيها تنفيذا لأجندتهم المسبقة.
عموما، أي طرف لا يدين المليشيا ويتعامل معها وكأنها طرف عسكري/سياسي في نزاع مسلح هو طرف متآمر على السودان ومعادي له مع كامل الوعي والإصرار. المساواة بين الجيش والمليشيا ليس سهوا أو جهل، بل تآمر وهذا هو الحال منذ اليوم الأول للحرب.
يجب أن يكون الموقف الصريح من المليشيا وتصنيفها كمجموعة متمردة وإرهابية تشن حربا ضد السودان دولة وشعبا هو البوصلة التي توجه علاقاتنا بالعالم الخارجي دولا ومنظمات. من لا يصنف المليشيا كمجاعة متمردة معتدية فهو في خانة العدو، ولا توجد منطقة وسط ولا حياد. ومن ليس معنا فهو ضدنا.
حليم عباس
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: حمایة المدنیین المدنیین من فی السودان من الجیش
إقرأ أيضاً:
قرقاش: ادعاءات الجيش السوداني ضد الإمارات تشويش ممنهج
سكاي نيوز عربية – أبوظبي/ أكد المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات أنور قرقاش أن الحملات المضلّلة والكاذبة والممنهجة للجيش السوداني ضد الإمارات، تهدف إلى صرف الأنظار عن إخفاقاته الداخلية والتهرب من مسؤولياته تجاه الأحداث التي قادت إلى هذه الحرب العبثية، التي جاءت بقرار من هذا الجيش والمليشيات الإخوانية المساندة له.
وأشار قرقاش، في مقال له، إلى أن الإمارات، كانت ومنذ بداية الأزمة تبذل جهوداً مخلصة للبحث عن حل سياسي كفيل بتجنيب السودان الشقيق المآسي والمعاناة الإنسانية، انطلاقاً من علاقاتها التاريخية مع السودان الشقيق.
وقال المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، إن الشكوى التي قدمها ممثل السودان لمحكمة العدل الدولية ضد الإمارات تفتقد للمنطق، وهي خطوة دعائية لا تعفي سلطة القوات المسلحة السودانية من مسؤوليتها عن الأزمة الكارثية، ومن المسؤوليات القانونية والأخلاقية الناجمة عن ممارساتها الإجرامية، التي وثّقتها تقارير متعددة صادرة عن الأمم المتحدة وهيئاتها، فضلاً عن تقارير الإدارة الأميركية.
وذكر قرقاش: "هنا أود أن أوضح أنني ما كنت لأعبّر عن هذا الرأي بهذه الصراحة والوضوح، ولا أن أتناول الشأن السوداني الداخلي، لولا الحملات المضللة والكاذبة التي تقودها القوات المسلحة السودانية وحلفاؤها من الإخوان ضد دولة الإمارات".
وأضاف: "العلاقة التي تربط الإمارات مع السودان تميزت عبر السنوات بالوئام والتعاون وبروابط تاريخية عميقة. وهنا، لا يسعني إلا أن أُشيد بدور الجالية السودانية المقيمة في دولة الإمارات، فقد احتضنت بلادي الأشقاء بكل محبة وتقدير وترحيب، فالعلاقات الشعبية كانت الأساس المتين الذي جمع البلدين، ولن تفرّقه الدعايات المغرضة".
وتابع: "ما يُؤسف له أن هذه الحرب، وقبلها الانقلاب على السلطة المدنية، جاءت في أعقاب فترة من التفاؤل والأمل - بعد الإطاحة بنظام البشير في ثورة شعبية - بمسعى لإيجاد مسار سياسي وتنموي بعد عقود من ارتباط النظام في الخرطوم بمجموعة من الأزمات الداخلية الحادة والعزلة الدولية التي تسبب بها النظام السابق وممارساته".
وأردف قرقاش: "بعد أن أصبحت الحرب حقيقة ماثلة، كان موقف دولة الإمارات الإصرار على وقف فوري لإطلاق النار والبدء في مسار سياسي للعودة إلى الانتقال المدني، وضمن هذه المساعي كانت الدولة جزءاً حاضراً في كافة الجهود الخيّرة من جدة إلى المنامة إلى جنيف".
ولفت المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات إلى أن دعوى القوات المسلحة السودانية إلى محكمة العدل لا يعفيها من مسؤوليتها عن الأزمة الكارثية ومن المسؤوليات القانونية والأخلاقية الناجمة عن ممارساتها الإجرامية، حيث قامت سلطات دولية موثوقة، بما فيها الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان وأيضاً الوكالات الإخبارية المعروفة، بتوثيق جرائم الحرب المرتبطة بالقوات المسلحة السودانية والتي شملت القتل الجماعي للمدنيين والهجمات العشوائية على المناطق المكتظة والعنف الجنسي وغيرها.
وأوضح: "تتضح المحاولة الواهية لاستغلال المحكمة والتهرب من الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق السلام، فالادعاءات التي قدمها ممثل السودان للمحكمة تفتقر إلى أي أساس، وليست سوى محاولة - ضمن مخطّط بات مكشوفاً - لتشتيت الانتباه عن نتائج الحرب التي تدمي القلوب".
وذكر: "رغم أن دولة الإمارات على يقين بأن هذه الادعاءات بلا أي سند فإنها واحتراماً للمحكمة، باعتبارها الهيئة القضائية الرئيسية للأمم المتحدة، تعاملت مع هذه الدعوى وفق الأصول المهنية القانونية، ولكن ما نراه من تكرار ممجوج للادعاءات ونقلها بين فترة وأخرى - من نيويورك إلى جنيف إلى لاهاي - يؤكد على أن التشويش ممنهج، فمن خلال هذا، تحاول سلطة القوات المسلحة السودانية صرف الانتباه عن دورها في ارتكاب الفظائع واسعة النطاق التي لا تزال تدمر السودان وشعبه عبر استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، وفق ما نقله تقرير لشبكة (VOA) في 16 يناير الماضي عن تصريحات أدلى بها مسؤولون أميركيون لوسائل إعلام محلية ووفقاً لمقال للصحفيين ديكلان وولش وجوليان إي. بارنز في التاريخ نفسه".
وقال قرقاش إن "دولة الإمارات وفي سياق دعمها القانون الدولي تتمسك بضرورة المساءلة عن الفظائع التي ارتكبها الطرفان المتحاربان، وهي أيضاً في إطار التزامها الراسخ تؤازر الشعب السوداني الشقيق في الظروف الصعبة - وهو ما يشهد عليه التاريخ والسودانيون سواء على أرض السودان أو في دول الجوار".
واستطرد: "من هذا المنطلق الإنساني، فإن دولة الإمارات لن تنشغل بهذه الهجمات المضللة، وسيبقى تركيزها على هدفها الرئيس والمتمثل في التخفيف من الكارثة الإنسانية عن كاهل أشقائنا، رغم التجاهل الصارخ الذي تمارسه القوات المسلحة السودانية لمعاناة الشعب والإمعان في تخريب البلاد، التي باتت بسبب الفراغ الأمني الحاصل بيئة خصبة لخطر انتشار الإرهاب مع تغلغل فكر جماعة الإخوان المتطرف والإرهابي".
وشدد قرقاش على أن "دولة الإمارات ستواصل القيام بدور بنّاء للمساعدة في إنهاء هذه الحرب العبثية عبر دعم جهود السلام، والحث على حوار دبلوماسي وعملية سياسية سلمية تعكس إرادة الشعب السوداني وتحقق تطلعاته باستقرار يدعم جهود التنمية".
وختم: "ننصح قادة السودان بالتركيز على كيفية وقف الحرب وحماية المدنيين، بدلاً من تضييع الفرص والاستعراضات المصطنعة. فالشعب السوداني يستحق مستقبلاً يقوم على السلم والكرامة، ويستحق قيادة تضع مصالحه - لا مصالحها - وأولوياته في المقام الأول والأخير".