دقات عقارب الساعة لاتتوقف كما هو حالنا نتنفس بعمق ؛ تغرب الشمس وغدا في نفس موعدها حاضره تشرق ؛ هكذا هي حياتنا نبضات من الوقت لاتهدأ وسكنات في جوانب سواد الليل يصدأ .. تنتظر شروق الأمل وخبر سار يغير حالنا يبدل نفسيتنا تنشط ذاكرتنا في دهاليز الحياة الباردة.
طفلتي .. بدأت خطواتها في الصفوف الأولى مشوار طويل بكل أحداثه وشقواته سوف تتجسد في أروقة الدراسة زادا من العلم يسد جهلها وينمي فكرها وينقي مداركها.
الروتين القاتل .. هاهو ينهش أوقاتنا كالطيور المهاجرة في داخلها تبحث عن أجنحتها المتهالكه بعدما تساقط ريشها وبعثرته ريحها سينمو من جديد أملا في روحها.
أحب وطني .. دارنا الكبير بكل شوارعه وبكل مبانيه وبكل رمل وحجر تخطو أقدامنا عليه وتنمو نباتاتنا وتزهر أجيالنا تستنشق الأمل القادم بتفائل وطمأنينه .. الوطن هو كنز لا يقدر بثمن.
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً:
في ذكرى الثورة.. الخرطوم بين طورين
كتب الأستاذ الجامعي د. محمد عبد الحميد
تجلت عبقرية الكاتب الروائي تشارلز ديكنز في إفتتاحية روايته (قصة مدينتين) إذ بدأها بمقدمة لازالت تعتبر من أعظم افتتاحيات الأعمال الروائية... فقد حشدها بجمل تحكي الحالات المتناقضة لبني البشر في أطوارهم الخيرة والشريرة ، بين سموهم وانحطاطهم. بين آمالهم و آلامهم. فالاتفتتاحية تكاد تحكي قصة مدينة الخرطوم في طورين. واحد على أيام الثورة. عندما حفزت أهل السودان على إبراز أنبل مافيهم. وواحد أيام الحرب بعد ان أجبرتهم على أن يروا أسؤ ما فيهم... وكأنما كان الكاتب يتأمل حال الخرطوم بين طورين من أطوار التاريخ، طور الأمل وطور اليأس. طور الطموحات النبيلة، وطور الحقد والغل. طور الحرية وطور الاستعباد. طور الانعتاق وطور الاستغلال. طور السمو والرفعة وطور الغرائز المنفلتة.
وهاي هي الآن تقلب كفيها على مآل الحال، مع إتستشراف ذكرى الثورة وتردد بوجع غير مسبوق مع كاتب العهد الفكتوري افتتاحيته الخالدة.
"كانت أفضل الأوقات،
كانت أسوأ الأوقات،
كانت عصر الحكمة،
كانت عصر الحماقة،
كانت فترة الإيمان،
كانت فترة الشك،
كانت فصل النور،
كانت فصل الظلام،
كانت ربيع الأمل،
كانت شتاء اليأس."
هكذا سيأتي يوم ليروي أحدهم قصة مدينة الخرطوم في طورين. طور عندما كادت نعانق الأمل وطور اليأس عندما صار يعتصرها الألم.
د. محمد عبد الحميد
wadrajab222@gmail.com