أحاديث عن التاريخ ومُفارقاته!
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
يوسف عوض العازمي
@alzmi1969
"وأنّ تأريخ أيّ أمّة كانت، في قراءته لا يخرج عن العناصر الثّلاثة: الماضويّة البشريّة المطلقة، والظّرفيّة التّأريخيّة، والسُّننيّة الكونيّة المجتمعيّة، فهو ماضٍ من حيث الأصالة، قد تستمر بعض آثاره إن كانت قريب الذّاكرة" بدر العبري.
*******
أحاديث التاريخ لا تنتهي، ولايكل منها المهتم ولا يمل، سيكون البحث في هذا المقال عن الشهادات الشفوية عن الأحداث بمختلفاتها وما مضى من الزمان، ولا شك لكل شهادة ظروفها وهي شهادة إنسان يفترض فيه الوعي العقلي، ولا بُد أنه يحب ويكره، ويؤيد ويرفض، ويستحسن ويمتنع ويمتعض، هنا أحدثك عن حالة إنسانية يفترض بها كل شئ من إشارات الإحساس .
قرأتُ كتبًا كثيرة عن التاريخ و تحليلاته ومتحولاته وظروفه وحسناته ومساوئه، لكني كنت أنشد القراءة الصحيحة للحدث- أقصد أي حدث تاريخي- ولأكون صريحًا فقد وصلت لانطباع قد يوافقه الكثير، وممكن يجد له من الاعتراض الشئ الكثير، وهو أن كتابة التاريخ صعبة مرهقة متعبة بل و خطرة، لذلك كنت أتعامل في القراءة وفي ذهني تقدير دقيق وفقا للظروف الزمانية والمكانية لكاتب التاريخ الذي كنت أقرأ كتابته، وكنت أحاول قدر الإمكان التوسع في قراءة الحدث المقصود من مصادر أخرى كي تتسع المدارك ويرتبط الفهم بعدة كَتَبةٍ، هنا ليس القصد الطعن بمصداقية، إنما تقدير للظروف الزمانية والمكانية للحدث كما أسلفت.
قبل سنوات، كنتُ في مهمة تتعلق بالدراسة وهي عن الشهادات الشفوية لأناس عاصروا حدثًا مُعينًا، والتاريخ الشفوي هو التاريخ المروي من المعاصرين لحدث ما يقصد تأريخه، وأثناء البحث في هذه الدراسة قابلت عددًا قليلًا من المعاصرين للحدث الذي كنت أنوي تأريخه وتدوينه، وغني عن الذكر أن الذين اخترتهم هم من يملكون العقل الواعي، والذاكرة المنضبطة، إنما وجدتُ أن شهادة كل شخص من هؤلاء مختلفة ليست في التفاصيل وحسب؛ بل حتى في بعض الخطوط العامة للحدث!
بالطبع هناك قواسم مشتركة مُتفقٌ عليها في كل حدث، الوقت والمكان وعناصر الحدث، غير ذلك يبدأ الاختلاف حوله، أتذكرُ أني أوقفت الدراسة لإن الإخلال بها بدأ منذ شهادة الشهود المعاصرين، هذا الأمر لحدث لم يتعد زمنيا نصف قرن، فما بالك وتصور الأحداث قبل هذا الزمان وكيف تم تأريخها.
التأريخ الشفوي من أكثر أنظمة التاريخ التي دار- ولا يزال- يدور حولها الجدل، لأسباب أهمها شخصية الشخص الذي تؤخذ منه الأخبار المراد تأريخها، وعلاقة ذلك بأمور كثيرة، وكذلك البنية الآيديولوجية لكاتب التاريخ، لها تأثيرها المؤثر.
المغزى هو في قراءة التاريخ أو بعضه على الأقل، لاتصدق كل شئ، ولاتكذب كل شيء، وشغل في نفسك خاصية التفكير النقدي، والبحث في المصادر والمراجع الموثوقة، وليتك تصل إلى نسبة معقولة من صحيح الحدث.
لا تنس أن الحاضر ممتد من الماضي، ويحمل إرهاصات لا ينبغي تجاهلها، والمستقبل هو استمرار للحاضر إن كان بنفس العقلية والفهم.
قال تعالى: "إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ" (الرعد: 11).
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
في اليوم العالمي للتلفاز.. حكاية أول جهاز يبث صورا في التاريخ
على الرغم من تعدد صور التكنولوجيا المرئية ما بين الأجهزة الكهربية والإلكترونية، إلا أن التلفاز يظل المصدر الأكبر لاستهلاك الفيديو، ورغم تغير أحجام الشاشات، ولجوء الناس لإنشاء المحتوى ونشره وبثه واستهلاكه على منصات مختلفة، فإن عدد الأسر التي تمتلك أجهزة تلفاز في جميع أنحاء العالم يستمر في الارتفاع بمرور الوقت، كما يخلق التفاعل بين أشكال البث الناشئة والتقليدية فرصة عظيمة لرفع مستوى الوعي بالقضايا المهمة التي تواجه البشرية.
ما الغرض من التلفاز في القرن الـ21؟التلفاز الذي يتم الاحتفاء به دوليًا اليوم، لم يعد مجرد عبارة عن منصة تضم قنوات أحادية الاتجاه للبث والمحتوى عبر الكابل، بل تقدم هذه الأجهزة الحديثة مجموعة واسعة من المحتوى المتعدد الوسائط والتفاعلي، مثل بث مقاطع الفيديو والموسيقى وتصفح الإنترنت وغيرهم، بحسب منظمة الأمم المتحدة.
ومع تطور أجهزة شاشات التلفاز وتقديمها بمختلف التصميمات والأحجام، إلا أن الكثير من الناس عادة ما يقبلون على التعرف على الشكل الأولي لأول جهاز تلفاز في العالم تم الإعلان عنه رسميًا.
أول تلفاز في العالمتعود أصول التلفاز إلى ثلاثينيات وأربعينيات القرن التاسع عشر، وذلك عندما طور «صامويل إف بي مورس» وسيلة التلجراف (وهو عبارة عن نظام إرسال الرسائل المترجمة إلى أصوات صفيرعبر الأسلاك)، لتأتي خطوة جديدة أخرى إلى الأمام في عام 1876 تمثلت في شكل هاتف ألكسندر جراهام بيل، الذي سمح للصوت البشري بالسفر عبر الأسلاك لمسافات طويلة.
ورغم من تكهن كل من توماس إديسون وجراهام بيل بإمكانية وجود أجهزة شبيهة بالهاتف يمكنها نقل الصور وكذلك الأصوات معًا، لكن كان هناك باحثًا ألمانيًا هو الذي اتخذ الخطوة المهمة التالية نحو تطوير التكنولوجيا التي جعلت التلفزيون ممكنًا.
وفي عام 1884 توصل العالم الألماني بول نيبكو إلى نظام لإرسال الصور عبر الأسلاك عبر أقراص دوارة، وحينها أطلق عليه اسم التلسكوب الكهربائي، لكنه كان في الأساس شكلًا مبكرًا من أشكال التلفزيون الميكانيكي، وفق موقع «history» العالمي.
وبحلول أوائل القرن العشرين، عمل كل من الفيزيائي الروسي بوريس روزينج والمهندس الاسكتلندي آلان أرشيبالد كامبل سوينتون بشكل مستقل لتحسين نظام نيبكو من خلال استبدال الأقراص الدوارة بأنابيب أشعة الكاثود، وهي عبارة عن تقنية طورها الفيزيائي الألماني كارل براون في وقت سابق، كان يتم خلالها وضع أنابيب أشعة الكاثود داخل الكاميرا التي ترسل الصورة، وكذلك داخل جهاز الاستقبال (وهو في الأساس أقدم نظام تلفزيوني إلكتروني بالكامل).
أول براءة اختراع للتلفزيونوفي عام 1923، كان زوريكين يعمل في إحدى شركات التصنيع ويقع مقرها في بيتسبرج، وحينها تقدم بطلب للحصول على أول براءة اختراع له في مجال التلفزيون، من خلال استخدام أنابيب أشعة الكاثود لنقل الصور.
وبعد مرور 4 أعوام من هذا الطلب، قدم المهندس الاسكتلندي جون بيرد أول عرض عالمي للتلفزيون الحقيقي أمام 50 عالمًا في وسط لندن عام 1927، وبفضل اختراعه الجديد، أسس بيرد شركة تطوير التلفزيون «بيرد»، وفي عام 1928 نجحت الشركة في أول بث تلفزيوني عبر الأطلسي بين كل من لندن ونيويورك، وكذلك أول بث إلى سفينة في منتصف المحيط الأطلسي، كما يُنسب لـ بيرد أيضًا تقديم أول عرض للتلفزيون الملون والمجسم.