علي جُمعة: النور المحمدي أول شيء خلقه الله تعالى
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق في سلسلة تعريفية عن حضرة النبي صلى الله عليه وسلم بمناسبة اقتراب المولد النبوي الشري في 15 من سبتمبر 2024 الموافق 12 ربيع الأول 1446 هجرية، أن الله سبحانه وتعالى خلق النور المحمدي(نور حضرة النبي) صلى الله عليه وسلم من نوره عز وجل قبل خلق كل شئ.
واسشتهدا جمعة بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه روى عن النبي ﷺ أنه قال : كنت نورًا بين يدي ربي قبل خلق آدم بأربعة آلاف عام، وعن أبي هريرة رضى الله عنه أنهم قالوا : يا رسول الله متى وجبت لك النبوة ؟ قال : وآدم بين الروح والجسد. [الترمذي]
وقد روى عبدالرزاق بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قلت : يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي ، أخبرني عن أول شيء خلقه الله تعالى قبل الأشياء ؟ قال : يا جابر إن الله خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره ، فجعل ذلك النور يدور بالقدرة حيث شاء الله ، ولك يكن في ذلك الوقت لوح ولا قلم ولا جنة ولا نار ولا ملك ولا سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر ولا جن ولا إنس . فلما أراد الله تعالى أن يخلق الخلق قسم ذلك النور أربعة أجزاء ؛ فخلق من الأول القلم ، ومن الثاني اللوح ، ومن الثالث العرش ، ثم قسم الرابع أربعة أجزاء ؛ فخلق من الأول نور أبصار المؤمنين ، ومن الثاني نور قلوبهم وهى المعرفة بالله تعالى ، ومن الثالث نور أنسهم وهو التوحيد "لا إله إلا الله محمد رسول الله".
أول المخلوقات بعد النور المحمدي
وأضاف جمعة أنهم قد اختلفوا في أول المخلوقات بعد النور المحمدي والصحيح أنه الماء ثم العرش، ثم لما خلق الله آدم من طين ونفخ فيه الروح جعل ذلك النور في ظهره ، فكان يلمع في جبينه فيغلب على سائر نوره
خلق الروح في سيدنا أدم
وتابع: قال جعفر بن محمد : مكثت الروح في رأس آدم مائة عام ، وفي صدره مائة عام ، وفي ساقيه مائة عام ، ثم علمه الله تعالى أسماء جميع المخلوقات ، ثم أمر الملائكة بالسجود له سجود تحية وتعظيم لا سجود عبادة ، فسجدوا إلا إبليس فاستكبر وأبى فكان أول من عصى الله ، وأول حاسد لمن فضله الله تعالى ، فطرده الله تعالى ولعنه وأهبطه من الجنة مذمومًا مخذولاً * ثم خلق الله تعال زوجته من ضلع من أضلاعه اليسرى هو نائم ولم يشعر بذلك ، فلما استيقظ ورآها سكن إليها ومد يده إليها ، فقالت الملائكة : مه يا آدم . قال : ولمَ ؛ وقد خلقها الله لي . فقالوا : حتى تؤدي مهرها . قال : وما مهرها ؟ قالوا : أن تصلي على محمد ﷺ ثلاث مرات *
وفي رواية أنه لما رام القرب منها طلبت منه المهر ، قال : يا رب وماذا أعطيها؟ فقال : يا آدم صلِّ على محمد بن عبدالله عشرين مرة . فقعل وأباح الله لهما نعيم الجنة إلا شجرة الحنطة ، فنهاهما عن الأكل منها ، فتحيل إبليس حتى دخل الجنة وأتى إليهما ووقف وناح نياحه أحزنتهما فقالا له : ما يبكيك ؟ فقال : أبكي عليكما تموتان وتفقدان النعيم المقيم ، ألا أدلكما على شجرة الخُلد وملك لا يبلى ؟ فكلا من هذه الشجرة فإنها شجرة الخلد ، وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين ، فلما أغواهما وأكلا منها وظنا أن أحدًا لا يحلف بالله كاذبًا ، قال الله تعالى : يا آدم ألم يكن فيما أبحت لكما من الجنة مندوحة عن هذه الشجرة ؟ قال : بلى يا رب وعزتك وجلالك ، ولكن ظننا أن أحدًا لا يحلف بك كاذبًا ، فأهبطهما إلى الأرض * قال وهب بن منبه : لما أهبط آدم إلى الأرض مكث يبكي ثلاثمائة عام لا يرقأ له دمع * ثم إن حواء ولدت لآدم أربعين ولدًا في عشرين بطن * ووضعت شيثًا وحده * كرامة لمن أطلع الله بالنبوة سعده .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النبي صلى الله عليه وسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي أول شيء خلقه الله تعالى أول المخلوقات محمد الله تعالى رسول الله
إقرأ أيضاً:
حكم الترويج لمنتجات وصور لا تتفق مع الآداب العامة.. الإفتاء تجيب
الآداب العامة.. أجابت دار الإفتاء المصرية، برئاسة الدكتور مظير عياد مفتي الديار، عن سؤال ورد لها من أحد المتابعين عبر صفحتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي جاء مضمونه كالتالي: ما حكم استخدام الصور التي لا تتفق مع الآداب العامة والتي تُثِير الفتنة في الدعاية والإعلانات التجارية للمنتجات المختلفة؟.
حكم الترويج لمنتجات وصور لا تتفق مع الآداب العامةقالت دار الإفتاء في إجابتها عن السؤال إنه لا يجوز شرعًا تعليق الصور التي تشيع الفاحشة وتثير الفتنة؛ سواء أكان ذلك على سبيل الإعلان والدعاية أم غيره، وسواء أكان في أماكن عامة أم خاصة، في الصحف والمجلات أو الإنترنت أو الشوارع أو غيرها؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النور: 19].
الآداب العامة
وأوضحت الإفتاء أن فاعل ذلك يُثقِل ظَهرَه بأوزار كل مَن يتسبّب في إغوائهم وإعانة الشيطان عليهم؛ قال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا» رواه الإمام مسلم في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.
كما أنه يكون مخالِف أوامر الله تعالى وأوامر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بالعفاف والصيانة والتحفظ مُعَرَّضٌ للدخول تحت وعيد الله سبحانه في قوله: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: 63].
الإفتاء: تعليق هذه المنكرات التي لا تتفق مع الآداب العامة وإبرازها مبارزةٌ لله تعالى بالمعاصي، ومجاهرة بالفواحش
وأضافت الإفتاء أن في تعليق هذه المنكرات وإبرازها مبارزةٌ لله تعالى بالمعاصي، ومجاهرة بالفواحش، وكفى به إثمًا مبينًا؛ لأنه يُجَرِّئ الناسَ على التَّقَحُّم في المنكرات، ويُهَوِّن عليهم المخالفات، فيكون فاعل ذلك جنديًّا من جنود إبليس؛ قال تعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾ [إبراهيم: 42]، فضلًا عن ابتذالهم للمرأة وجعلها سلعة رخيصة وصَيْدًا للفواحش والرذيلة، مما يخرجها عن مراد الله تعالى كأم صالحة، وزوجة صالحة، وابنة صالحة.