فقدت شعرها وتتمنى الموت.. سما طبيل قصة طفلة فلسطينية دمرتها الحرب على غزة نفسيا وجسديا
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
قصة مؤلمة أخرى عن أطفال غزة، وهذه المرة ليست لطفل فقد ذويه أو أطرافه، بل لطفلة فقدت شعرها بسبب الخوف من القصف الإسرائيلي وباتت في حالة نفسية صعبة.
لم تفقد الطفلة الفلسطينية سما طبيل ( 8 سنوات)، أيا من والديها، كما لم تفقد أطرافها مثل كثيرين من أقرانها بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة في غزة منذ 11 شهرا تقريبا، لكنها فقدت شعرها الذي تساقط إثر صدمة نفسية بسبب قصف الجيش.
وقالت الطفلة التي تعيش في مخيم نازحين في خان يونس: "أنا خائفة من القصف".
وتغطي الطفلة رأسها الذي خلا من الشعر إلا قليلا بحجاب معظم الوقت، وتبقى اختها إلى جانبها لكي تدعمها مرتدية الحجاب هي الأخرى.
وتوقفت سما عن اللعب مع الأطفال الآخرين الذين تنمروا عليها بعد أن أصبح رأسها أصلع.
وتابعت الأم، ألفت طبيل، ابنتها طوال المقابلة مع شبكة "أن بي سي نيوز" الأميركية بقلب مثقل بالأحزان، وتقول: "سما تعرضت للرعب والخوف والذعر".
وأضافت أنه في إحدى الليالي، استيقظ أفراد العائلة على صوت قصف في رفح، ففروا نحو مستشفى، حيث تعرضوا للقصف هناك، وبعد يومين أو ثلاثة "كانت ابنتي تمشط شعرها وقالت لي انظري يا أمي".
Related"طفلي حُرم من كل شيء".. أطفال غزة يموتون ببطء والمناشدات تتعالى لإنهاء المعاناةتقرير: أرقام "صادمة".. أوضاع أطفال غزة والضفة الغربية "مأساوية".. إسرائيل تقتل أربعة أطفال كل ساعةأطفال غزة يتضورون جوعا حتى الموت.. فادي الزنط يتحول إلى هيكل عظمي ووالدته تناشد لانقاذهوفي البداية، اعتقد الأطباء بأن سما ربما تعاني من الثعلبة، لكن شعرها تساقط مرة واحدة، ووصف لها طبيب دواء، لكن الآثار الجانبية كانت قوية لطفلة عمرها 8 سنوات.
وكان هناك اقتراح بأن سما تحتاج لتحليل فروة للرأس، غير أن هذا النوع من الاختبارات غير متوفر في غزة.
وقالت الأم إن أكثر من طبيب أبلغ العائلة بأن العلاج الحقيقي يتطلب أكثر الأشياء التي يصعب الحصول عليها في غزة، "فهي تحتاج إلى فيتامينات وطعام صحي"، لكونها تعاني من حالة نفسية وخوف شديد.
وكانت الابنة، كما تقول الأم، تحب شعرها قبل الحرب، و"تقف أمام المرآة وتمشط شعرها باستمرار أو تطلب مني فعل ذلك، لا بل كانت تصيبني بالجنون مع تصفيفات الشعر (التي ترغب بها)".
والحال انقلب بعد الحرب، وتروي الأم بأنها "تستيقظ في أحيان كثيرة لتجد ابنتها تحمل المرآة وتصرخ".
وفي بداية الحرب، كانت الطفلة تصرخ وترتجف خوفا من القصف، لكنها الآن تقول لأمها "أمي أريد أن أموت".
المصادر الإضافية • أن بي سي نيوز
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية وسط حالة طوارئ وحرب مدمرة.. أطفال غزة يتلقون لقاح شلل الأطفال في خان يونس مشهد يدمي القلوب.. أطفال في غزة يصطفون في طابور للحصول على وجبات الطعام الصحة العالمية تستعد لنقل 6 أطفال فلسطينيين إلى خارج غزة لغرض العلاج غزة حماية الأطفال الصراع الإسرائيلي الفلسطينيالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الاتحاد الأوروبي إسرائيل غزة أوروبا عبد المجيد تبون الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الاتحاد الأوروبي إسرائيل غزة أوروبا عبد المجيد تبون غزة حماية الأطفال الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الاتحاد الأوروبي إسرائيل غزة أوروبا عبد المجيد تبون روسيا الضفة الغربية الصين فيتنام الجزائر المجر السياسة الأوروبية یعرض الآن Next أطفال غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
سجون اليونان تغص بلاجئي الحرب من السودان.. هذا هو السبب
فرّ طالب القانون سابقا صموئيل، البالغ من العمر 19 عاما، من بلدته الجنينة بعد وقت قصير من نهبها خلال إحدى أسوأ المجازر في الحرب الأهلية السودانية، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف وشردت أكثر من 13 مليون شخص.
بعد وصوله برا إلى ليبيا، أمضى صموئيل يومين في عبور البحر الأبيض المتوسط في حزيران/ يونيو قبل أن تنقذه سفينة شحن ويرافقه خفر السواحل اليوناني إلى جزيرة كريت، بحسب صحيفة "الغارديان".
يُحتجز الآن في سجن أفلونا للشباب، على بُعد 45 كيلومترا شمال أثينا، مع ما يُقدر بخمسين رجلا سودانيا آخر، معظمهم، كما يقول المحامون والناشطون، لاجئو حرب احتُجزوا واتُّهموا بتهريب المهاجرين بعد طلبهم اللجوء في أوروبا ووصولهم إلى جزيرة كريت اليونانية.
تم التعرف على صموئيل من قِبل ركاب آخرين على أنه قائد القارب، وهو ما يُمثل انتهاكا لعدة قوانين يونانية، بما في ذلك المساعدة في نقل المهاجرين غير الشرعيين. في حال إدانته، يواجه صموئيل عقوبة سجن محتملة تصل إلى 15 عاما.
يقول إنه ليس مُهربا، بل لاجئ يبحث عن الأمان في أوروبا. دفع للمهربين 12 ألف دينار ليبي (1660 جنيها إسترلينيا)، وهو ما يقول إنه أجرة مُخفضة بشرط أن يقود القارب. وقال إنه لم يكن يجيد قيادة القوارب ولا حتى السباحة. وقال للمدعين العامين اليونانيين في شهادته: "كان عليّ أن أقود [القارب] وإلا قتلوني".
أُلقي القبض على مئات الأشخاص بموجب قانون مكافحة التهريب اليوناني الصارم، الذي دخل حيز التنفيذ عام ٢٠١٤، ونص على أحكام بالسجن تصل إلى ٢٥ عاما. ويُعدّ مهربو المهاجرين المدانون الآن ثاني أكبر مجموعة في السجون اليونانية بعد المسجونين بتهم تتعلق بالمخدرات.
أكد ناشطون ومحامون أن الأكثر ضعفا هم من يقودون القارب في كثير من الأحيان، بمن فيهم الرجال الذين يوافقون أحيانا على القيام بذلك مقابل تخفيض في سعر الرحلة لأنفسهم أو لأفراد أسرهم. ويضيفون أن تجريم اللاجئين وطالبي اللجوء غير فعال في تعطيل شبكات التهريب، إذ نادرا ما يكون المهربون الحقيقيون على متن القارب.
يقول سبيروس بانتازيس، محامي صموئيل: "لقد كان قانون مكافحة التهريب الصارم سلاحا حكوميا دائما للحد من الهجرة غير الشرعية. في الواقع، هو عديم الفائدة تماما، ولا يؤدي إلا إلى ملء السجون اليونانية بأشخاص ليس لديهم سجل أو صلة بجرائم جنائية".
يصف بانتازيس، وهو محام جنائي مقيم في أثينا، صموئيل بأنه "شجاع ويسعى إلى مستقبل أفضل"، ويقول إن قضية الادعاء اليوناني تعتمد كليا على إفادات الشهود التي سجلها خفر السواحل اليوناني، دون أي تسجيلات أو أدلة رقمية أو إثباتات على مكاسب مالية. كما يقول بانتازيس إنه لن يُطلب من أي شهود المثول أمام المحكمة، مما يحرم صموئيل من حقه في مواجهة متهميه.
قال صموئيل للمدعين العامين اليونانيين في حزيران/ يونيو 2024، بعد وصوله بفترة وجيزة: "تشتتت عائلتي. لديّ أم وأب، وأنا الأكبر بين ستة. أخبرني أصدقائي أنهم في مخيمات للاجئين، لكنني لم أتحدث إليهم منذ أكثر من عام".
برزت جزيرة كريت مؤخرا كنقطة دخول رئيسية للمهاجرين إلى اليونان، حيث استقبلت أكثر من ربع إجمالي الوافدين منذ كانون الثاني/ يناير 2025، متجاوزة بذلك بؤرا ساخنة سابقة مثل ليسبوس وساموس. ووفقا للمسؤولين اليونانيين، وصل أكثر من 2500 شخص إلى كريت من أفريقيا حتى الآن هذا العام.
يشكل السودانيون رابع أكبر مجموعة من طالبي اللجوء في اليونان، متجاوزين بذلك الفئات التقليدية مثل السوريين والفلسطينيين. تُظهر أرقام مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أعداد الوافدين إلى جزيرة كريت زادت بأكثر من ستة أضعاف في عام 2024 مقارنة بعام 2023.
تقول غابرييلا سانشيز، الباحثة في جامعة جورج تاون، إن تجريم اللاجئين الفارين من الحرب الأهلية في السودان يتعارض مع بروتوكول الأمم المتحدة بشأن تهريب المهاجرين، الذي "ينص بوضوح على أنه لا يمكن مقاضاة المهاجر لتسهيله تهريب نفسه. إن ممارسة مقاضاة المهاجرين الشباب كمهربين في دول الاتحاد الأوروبي تتعارض مع مبادئ البروتوكول".
أُدين لاجئ حرب آخر، جاستن أنغوي، 19 عاما، فرّ من السودان عام 2023، بالتهريب الشهر الماضي، لكنه يستأنف الآن ضد إدانته. يقول إنه رأى والده يُقتل قبل فراره من السودان.
في شهادته أمام المحكمة، قال: "طلبت مني والدتي المغادرة بأي ثمن، فهربت إلى ليبيا. عملت في سوبر ماركت لتوفير المال، ثم استخدمت ما كسبته - إلى جانب المبلغ الضئيل الذي أعطته لي والدتي - لدفع مبلغ لمهرب وسافرت إلى هنا".
يقول أنغوي الآن إنه يتوق للتحدث إلى والدته وشقيقتيه الصغيرتين. "لم أتواصل معهن منذ سجني قبل ستة أشهر. لقد فقدت الأمل - كل شيء مظلم الآن".
تقول جوليا وينكلر، عالمة سياسية شاركت في تأليف تقرير عام ٢٠٢٣ حول تجريم المهاجرين في اليونان: "ما يحدث في كريت مثالٌ وحشي على تجريم ما يُسمى 'حرب أوروبا على التهريب' لفعل الهجرة نفسه في الواقع". ورفضت وزارة الهجرة واللجوء اليونانية التعليق على ما ورد في التقرير.