تجسد الزيارة الرسمية التي يؤديها الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي غداً الأحد إلى الهند، عمق العلاقات الاستراتيجية والتاريخية الراسخة بين البلدين.

وتمثل الزيارة، خطوة جديدة وهامة في مسار تعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين التي باتت نموذجاً دولياً يحتذى به في التعاون البناء خاصةً في التعاون الاقتصادي، وتحفيز الاستثمارات، والتجارة البينية، وتعزيز التنمية المستدامة، ومواجهة تحديات التغير المناخي، ودعم الاستقرار والسلام العالمي.


وتستمد العلاقات الإماراتية الهندية قوتها وزخمها من تاريخ طويل من اللقاءات الثنائية بين قادة الدولتين منذ يناير(كانون الثاني) 1975، حين أدى المغفور له القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، زيارة تاريخية إلى الهند، التقى خلالها الراحل فخر الدين علي أحمد، رئيس الهند يومها، والراحلة أنديرا غاندي، رئيسة وزراء الهندية وقتها، وشهدت الزيارة توقيع الاتفاقية الثقافية بين دولة الإمارات و الهند، التي تعد الإطار الأساسي لتعزيز العلاقات الثقافية بين الشعبين.
كما زار المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الهند في أبريل(نيسان) 1992، وشهدت الزيارة توقيع الاتفاقية الثنائية لتجنب الازدواج الضريبي على الدخل ورأس المال بين البلدين.

نقلة نوعية

وشكلت زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، إلى الهند في يناير (كانون الثاني)2017، نقلة نوعية في العلاقات الثنائية بين البلدين، إذ شهدت توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة إلى جانب 13 اتفاقية ومذكرة تفاهم أخرى بين البلدين في مجالات مختلفة.
في المقابل، أدى ناريندرا مودي، رئيس وزراء الهند، بأول زيارة إلى دولة الإمارات في أغسطس (آب) 2015 تلتها بعد ذلك 6 زيارات أخرى في فبراير(شباط) 2018، وأغسطس(آب) 2019، ويونيو(حزيران) 2022، ويوليو(تموز) 2023، وديسمبر (كانون الأول)2023، وفبراير(شباط) 2024.
وبلغت العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات والهند آفاقا جديدة في 18 فبراير (شباط)2022، وذلك من خلال بيان الرؤية المشتركة بين البلدين، الذي أطلق افتراضياً بحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وناريندرا مودي، رئيس وزراء الهند، حيث اتفق الجانبان على تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وبالتحديد في مجالات الاقتصاد، والثقافة، والطاقة، والعمل المناخي، والطاقة المتجددة، والتقنيات والمهارات، والأمن الغذائي والصحة، والتعليم، والمشاركات الدولية والدفاع والأمن.
وعلاوة على ذلك، وقعت اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة لزيادة الاستثمار والتدفقات التجارية على أساس التعريفات المنخفضة وزيادة الكفاءة التنظيمية، ما يمهد الطريق لزيادة حجم التبادل التجاري الثنائي غير النفطي إلى 100 مليار دولار أمريكي بحلول 2030.

روابط مشتركة

وحتى 2024 أحرزت جهود الإمارات والهند، تقدماً كبيراً في الحفاظ على روابطهما المستمرة من خلال عقد 14 جولة للجنة المشتركة، آخرها في 1 سبتمبر(أيلول) 2022 في أبوظبي، إلى جانب عقد 3 جلسات للحوار الاستراتيجي بين البلدين، كان آخرها الجلسة التي عقدت في 2 سبتمبر (أيلول)2022 في أبوظبي، برئاسة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ود/ إس جايشانكار، وزير شؤون خارجية جمهورية الهند.


ويشهد التعاون الاقتصادي بين الإمارات والهند زخماً متواصلاً، في مجالات وأنشطة الاقتصاد الدائري والسياحة والطيران وريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والطاقة المتجددة، والتكنولوجيا، والتحول الرقمي، والنقل.
وتعد اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات والهند الموقعة في 18 فبراير (شباط)2022 أول اتفاقية ثنائية تبرمها الإمارات ضمن برنامج الاتفاقيات الاقتصادية العالمية.
وارتفع إجمالي التجارة غير النفطية بين البلدين بـ 3.94% من 51.4 مليار دولار أمريكي في 2022 إلى 53.4 مليار دولار أمريكي في 2023.
وبلغ إجمالي التدفقات الاستثمارية الإماراتية إلى الهند نحو 16.2 مليار دولار بي ن 2019 و 2023، في حين بلغت استثمارات الهند في الإمارات 7.76 مليارات دولار خلال الفترة ذاتها.
وتتضمن الاستثمارات الإماراتية في الهند قطاعات متعددة أبرزها الطاقة المتجددة، والمعادن، والبرمجيات، وخدمات تكنولوجيا المعلومات، والمواد الكيميائية، وتصنيع المعدات الأصلية للسيارات. وتعتبر الجالية الهندية أكبر جالية أجنبية في الإمارات، وتسهم بشكل كبير في الاقتصاد المحلي.

اتفاقية ثقافية

وتشترك الإمارات  الهند، في روابط ثقافية متجذرة في التاريخ، أسهمت في تعزيزها الاتفاقية الثقافية الثنائية الموقعة بينهما في 1975، إذ منذ ذلك الحين نظمت مجموعة ضخمة من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية المشتركة، فيما شهد مارس (آذار) 2019 تدشين متحف «زايد ـ غاندي» الرقمي في منارة السعديات بأبوظبي، تكريماً لذكرى القائدين المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومهاتما غاندي، الزعيم الهندي الراحل.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات الهند الإمارات الإمارات والهند الهند بن زاید آل نهیان الإمارات والهند بین البلدین ملیار دولار إلى الهند

إقرأ أيضاً:

المغرب وموريتانيا يوقعان اتفاقية مهمة للربط الكهربائي بين البلدين

وقع المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، طارق همان، والمدير العام للشركة الموريتانية للكهرباء (صوملك)، سيدي سالم محمد العابد، اليوم الثلاثاء في نواكشوط، اتفاقية تنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين المغرب وموريتانيا.

حفل التوقيع الذي حضره سفير المملكة المغربية بنواكشوط، حميد شبار، يهدف إلى تطوير وتعزيز الربط الكهربائي بين البلدين، ويعد خطوة كبيرة نحو تعزيز التعاون الطاقي في إطار المبادرة الملكية الأطلسية التي أطلقها الملك محمد السادس، والتي تهدف إلى تعزيز العلاقات الإفريقية جنوب – جنوب.

ويعتبر مشروع الربط الكهربائي بين المغرب وموريتانيا حجر الزاوية لتحسين موثوقية الشبكات الكهربائية في البلدين، مما يسهم في تعزيز أدائها وفتح آفاق للتبادل الطاقي بين المغرب وموريتانيا، وكذلك مع أوروبا وغرب إفريقيا في إطار تجمع الطاقة لغرب إفريقيا.

كما يسهم المشروع في تحقيق تكامل أكبر واستغلال أمثل للطاقات المتجددة التي يملكها كل من المغرب وموريتانيا.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد السيد طارق همان أن المشروع سيعزز من قدرات الطاقة المتجددة في البلدين، وسيفتح أفقًا واسعًا لتطوير التعاون بينهما، مشيرًا إلى أن الربط الكهربائي سيتيح تعزيز التكامل بين الشبكتين الكهربائيتين وزيادة تبادل الخبرات.

من جانبه، وصف سيدي سالم محمد العابد، المسؤول الموريتاني، الربط الكهربائي بين البلدين بأنه “خطوة محورية ستحدث تحولًا في المنظومة الكهربائية الموريتانية، وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون مع الأسواق الأوروبية والإفريقية”.

كما تم توقيع اتفاقية شراكة أخرى بين المؤسستين المغربية والموريتانية تشمل تبادل الخبراء وتكوين الكوادر في عدة مجالات طاقية.

من خلال هذه المبادرة، تجدد المملكة المغربية التزامها بتعزيز دورها كمحور رئيسي للطاقة الكهربائية في إفريقيا، وتسعى إلى تعزيز الربط الكهربائي ودمج أسواق الطاقة لتحقيق تنمية مستدامة ومشتركة للمنطقة.

وتعقب حفل التوقيع جلسات عمل فنية بين الفرق التقنية التابعة للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب والشركة الموريتانية للكهرباء، بهدف بدء تنفيذ المشروع في أقرب وقت ممكن.

مقالات مشابهة

  • بن زايد يبحث مع ماكرون العلاقات الإستراتيجية بين البلدين
  • سلطنة عمان والهند تناقشان في نيودلهي فرص الاستثمارات المشتركة في مختلف القطاعات الحيوية
  • رئيس الأركان الجزائري يزور الهند لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين
  • إريس و TOD يوقعان شراكة استراتيجية لتقديم تجربة ترفيهية غير مسبوقة
  • وزير الخارجية يؤكد تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون مع الهند
  • السعودية والهند تعززان التعاون في الصناعات الاستراتيجية الواعدة
  • أحمد الشرع: نحرص على تحويل العلاقة مع تركيا إلى شراكة استراتيجية
  • بتوجيهات منصور بن زايد.. الأرشيف والمكتبة الوطنية يحتفي بمسيرة الشيخ سرور بن محمد آل نهيان الوطنية
  • المغرب وموريتانيا يوقعان اتفاقية مهمة للربط الكهربائي بين البلدين
  • نهيان بن مبارك: تحت قيادة محمد بن زايد.. ستظل الإمارات دولة سلام ووئام