“صوت من لا صوت لهم: بين حكمة اللورد فاريس وواقع السودان المؤلم”..
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
“صوت من لا صوت لهم: بين حكمة اللورد فاريس وواقع السودان المؤلم”.. بقلم .. كريم الهادي
في المسلسل الشهير “صراع العروش”، يتحدث أحد شخصيات المسلسل المدعو اللورد فاريس عن دوره في خدمة المملكة قائلاً: “أخدم المملكة… شخص ما يجب أن يتحدث باسم أولئك الذين لا يستطيعون التحدث.” هذا القول يعبر عن واجب كل فرد مسؤول أو قائد في أي مجتمع أو دولة أن يعمل ليس فقط من أجل مصلحته الخاصة، ولكن من أجل مصلحة الشعب، خاصة أولئك الذين لا صوت لهم ولا قدرة على المطالبة بحقوقهم.
إذا أسقطنا هذا القول على الواقع في السودان، نجد أن البلد يعاني منذ سنوات طويلة من أزمات متتالية تفاقمت بشكل كارثي مع اندلاع الحرب الأخيرة.
السودان، الذي يمتلك شعبه روحًا قوية، يجد نفسه اليوم في قبضة أزمة طاحنة جعلت الملايين من أبنائه يعانون الفقر والتشرد، وفقدوا الأمل في أن يكون لهم صوت يسمع في أروقة السلطة أو في المجتمع الدولي.
في ظل هذه الأوضاع، باتت الحاجة ماسة إلى قيادات ومسؤولين يتبنون فلسفة اللورد فاريس، ويتحدثون حقًا باسم الشعب الذي يعاني. ليس الشعب السوداني في حاجة إلى كلمات جوفاء أو وعود لا تنفذ؛ بل يحتاج إلى أفعال من قادته تضع مصالحه فوق كل شيء. السودان مليء بالثروات الطبيعية والبشرية، لكن هذه الثروات تحولت إلى عبء بسبب الحروب والنزاعات التي تغذيها بعض الأجندات الخارجية، والتي يتبناها للأسف بعض أبناء الوطن ممن يرون في مصالحهم الشخصية أو الحزبية ما هو أعظم من مصلحة الوطن.
إنها خيانة عظمى أن يكون أبناء السودان أنفسهم تهديداً لوحدة بلادهم وسلامتها بسبب تلك الأجندات التي لا تمت بصلة إلى هموم ومعاناة الشعب.
حينما يكون هناك أفراد يفضلون ولاءاتهم الخارجية على خدمة شعبهم، تتفاقم المأساة، والأكثر إيلاماً هو أن هؤلاء لا ينظرون إلى ملايين السودانيين المشردين والمجروحين بفعل الحرب، بل يتصارعون على السلطة والمكاسب، تاركين المواطن البسيط بلا مأوى ولا طعام، ضحية في صراع لا نهاية له.
الحديث باسم أولئك الذين لا يستطيعون التحدث، كما أشار فاريس، ليس خياراً، بل هو واجب على كل مسؤول يحمل في قلبه حب الوطن وشعبه. في السودان، يجب أن يعلو صوت أولئك الذين ينادون بالسلام والعدالة، والذين يرون في شعبهم أعظم ثروة. لا يمكن أن نبني دولة على أنقاض معاناة الشعب.
يجب أن يتحد السودانيون ويعيدوا ترتيب أولوياتهم، ويوقفوا أي تدخلات خارجية تهدد سيادة السودان.
إن بناء المستقبل السوداني يعتمد على القدرة على تمثيل الشعب الحقيقي، وهو الشعب الذي يحلم بالسلام والتنمية والعدالة.
الحرب في السوداناللورد فاريسالمصدر: تاق برس
كلمات دلالية: الحرب في السودان أولئک الذین
إقرأ أيضاً:
تجمع قوى تحرير السودان يدعو للاصطفاف خلف الجيش وتعزيز الجبهة الداخلية
دعا نائب رئيس تجمع قوى تحرير السودان صلاح حامد الولي، القوى السياسية إلى تعزيز تماسك الجبهة الداخلية واستثمارها سياسياً ودبلوماسياً لدعم القوات المسلحة في تحقيق الانتصار وفرض النظام والسلام بقوة الدولة وإرادة الشعب.وأكد الولي، في بيان صحفي، أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين اجتماعات نيروبي حول الحكومة الموازية وخطاب عبد الله حمدوك الأخير، معتبراً أنها محاولات متجددة للضغط على السيادة الوطنية الشرعية من أجل فرض واقع تفاوضي يُمهد لتسوية سياسية تجلب حلفاء من الخارج، والذين كان لهم دور في التدمير الذي طال مدن وبلدات السودان، إلى جانب ارتكاب انتهاكات وجرائم حرب ضد الشعب السوداني.وأضاف أن هذه المحاولات تفتقد لأي أرضية سياسية أو اجتماعية أو أخلاقية داخل السودان، وهو ما جعل مجلس الأمن يرفض مساعي تشكيل حكومة موازية، محذراً من أن مثل هذه الخطوات تهدف إلى تمزيق البلاد ونشر الإرهاب والفوضى.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب