مديرية الأوقاف بسوهاج تشارك في خطة دعوية للاحتفال بالمولد النبوي
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
تشارك مديرية الأوقاف بمحافظة سوهاج في أكبر خطة دعوية تطلقها وزارة الأوقاف طوال شهر ربيع الأول إحتفالاً بالمولد النبوي الشريف بقراءة كتاب شمائل النبي صل الله عليه وسلم للإمام الترمذي كاملًا وذلك بجميع مساجد المديرية ومشاركة أكثر من ألفيّ إمام للتعريف بأخلاق وشمائل النبي (صل الله عليه وسلم) بتوجيهات الدكتور أسامة السيد الأزهرى وزير الأوقاف وتوجيه الدكتور محمد حسني عبد الرحيم وكيل وزارة الأوقاف بسوهاج .
تشهد مساجد المحافظة هذه الأيام حالة من التفاعل الشعبي الكبير مع الخطة الدعوية التي أطلقتها وزارة الأوقاف بمناسبة المولد النبوي الشريف وترتكز هذه الخطة التي تُعد الأضخم من نوعها على قراءة كتاب “شمائل النبي صل الله عليه وسلم” للإمام الترمذي .
يشارك في تنفيذ الخطة الدعوية أكثر من ألفي إمام وخطيب بهدف إعادة إحياء السيرة النبوية العطرة وتعريف المجتمع بالأخلاق والشمائل النبوية التي تعتبر مصدر إلهام للبشرية جمعاء والتي تعمل على ارتفاع ملحوظ في عدد الحضور بالمساجد حيث باتت مجالس قراءة “شمائل النبي” مقصداً للمصلين من جميع الفئات العمرية وهذا التفاعل لا يقتصر فقط على كبار السن بل يشمل الشباب والأطفال أيضاً الذين يأتون للاستماع إلى الدروس النبوية مما يعكس رغبة قوية لدبهم التعرف على سيرة النبي صل الله عليه وسلم بشكل أعمق.
ومن أبرز ما يعمل على الإقبال الكبير على المساجد أن قراءة الشمائل النبوية تقدم صورة كاملة عن شخصية النبي صل الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وأخلاقه العالية في جميع جوانب حياته سواء كان ذلك في معاملاته اليومية أو مواقفه الإنسانية أو تعامله مع أصحابه وأعدائه وهذه الصورة تلهم الأفراد وتحفزهم على تطبيق تلك الصفات في حياتهم اليومية.
ومن جانبه قال الدكتور محمد حسني عبد الرحيم وكيل وزارة الأوقاف بالمحافظة أن الأئمة ساهموا بدور كبير في جذب الناس إلى المساجد حيث تم اختيارهم بعناية من أجل تقديم تلك الدروس بأسلوب مبسط وسلس يفهمه الجميع والأئمة يقدمون قراءة الكتاب في إطار واقعي يربط حياة النبي بالواقع المعاصر ولا يقتصر دورهم على القراءة فقط بل يتخلل ذلك نقاشات مفتوحة مع الحاضرين مما يضفي طابعاً تفاعلياً على الجلسات ويشجع على الحضور .
وكيل أوقاف سوهاج: أثر هذه الخطة الدعوية يمتد إلى تعزيز الترابط بين أفراد المجتمع
وأضاف وكيل وزارة الأوقاف أن أثر هذه الخطة الدعوية يمتد إلى تعزيز الترابط الاجتماعي بين أفراد المجتمع حيث أصبحت المساجد ليس فقط مكانًا للصلاة بل أيضاً منصات للحوار والنقاش وتبادل الآراء حول القيم والمبادئ النبوية مما يسهم في نشر قيم التسامح والمحبة بين الناس وهو ما تحتاجه المجتمعات اليوم لمواجهة التحديات الأخلاقية والاجتماعية ووسيلة لتعزيز القيم الروحية.
وأكد فضيلة الدكتور محمد حسني على أن خطة مديرية الأوقاف الدعوية نجحت في تحقيق أهدافها من خلال جذب الآلاف إلى المساجد وتعريفهم بشمائل النبي صل الله عليه وسلم وهذا النجاح يعكس الحاجة المستمرة في المجتمع إلى المبادرات التي تجمع بين العلم والدين .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأوقاف المولد النبوي سوهاج المجتمع المولد النبوي الشريف بوابة الوفد النبی صل الله علیه وسلم وزارة الأوقاف
إقرأ أيضاً:
نهال علام تكتب: زوجات النبي (1)
كلما استبدّ بي الشوق إليك، أجد نفسي تهفو لقولٍ مِنك، يا حبيبي أتعجل لقائي بك، وإن لم استحقّه فحسبي شفاعتك.. فهي طوقي، ومحبتي لك.. ملاذي، ويقيني بك وبمولاك ستكتب نجاتي، يا أغلى عندي من حياتي، وكيف لا وفي بُعدَك هلاكي، يا طيب القلب وسيد الخَلق ومن عَلم البشرية فضاء التفكير الطَلق، أعيش بين ما تركته من سيرة عطرة، وأتلمس ما صنعته من إرث إنساني وكأنه حديقة نضرة، كلما قطفت ثمارها زادت بركتها ووسع ريعها، وتطاير عبق ريحانها وأريج ووردها ونثرات ياسمينها، حبيبي أنت..
يا هادي البشرية ومعلم الإنسانية، من بين فلجاتك علمتنا أثر الكلمة في صلاح الدنيا، وبابتسامتك نبهتنا أن نتقي النار ولو بشق تمرة، ولو قامت القيامة أزرع ما في يدك ليطرح يوماً ثمرة، يا خاتم المرسلين والنور الحق للموحدين سيدي ورسولي الكريم، ابن عبدالله القرشي وآمنة العدنانية، محمد رسول الله الصادق الأمين، هادي الخلائق مما يلاحقهم من ضلال مبين، تهفو الروح لصحبته يوم الفِرار العظيم، سيبقى هو ليكون عوضاً عن الأهل والولد وحزن النفس وتوقها لسند.
فتقبلني يا الله وأجعلني في زمرة المرحومين ولحبيبك ونبيك لأكن ممن في صحبته أصبحوا شاكرين مطمئنين، فهو السراج المنير الداعي لمسالك الحق اليقين، وبرحمتك أكتب لنا جنات النعيم وبعفوك أمحو ذلة نفسي مما ظننته سوءاً في حياة ابن عبدك المُقفى المنزه عن الهوى، والمصطفى لكل الفضائل المحمود الخلائق، الحاشر لرحمتك لذا طهرته من النقائص والمعصوم بأمرك، فكيف يناله ظناً من عبد دنيوي مهموم بذنوب ملأته وعن تحرّي الحقيقة شغلته، فاكتفى بما قالوا ولم يسعَ لفهم لما قالوا!
لكني كنت طفلة صغيرة، وكانت السيرة النبوية لا تربو عن بعض قصص قصيرة، غايتها عدد من الدرجات القليلة لتكتمل بها أركان الشهادة الصفية لتمر السنة الدراسية باجتياز التربية الدينية ولا يُهم ما إذا كان ذلك بصورةٍ حقيقية أو دفترية شكلية، ومرّت السنون وتعاقبت زيارتي لحرم النبي اللطيف الحنون، وصلاتي في روضته الفتون، وتعاظم صراع نفسي لأجاهد سؤال يدور بنفسي، والحيرة تفتك بصفاء روحي التي استردها كلما وطأ قلبي مدينته المنورة التي أكرمته في حياته فكرمها بشرف أن تشهد وفاته وتضم جسده بعد مماته، فكيف لهذا النبي الكريم صاحب الرحمة المهداة التي نستشعرها في جنبات مسجده العظيم، وفي طرقات مدينته المزدانة بأطواق النخيل، أن يكون مزواجاً ونقطة ضعفه.. حاشاه هي الحريم!
سأعترف لعل الله يغفر لي ما اقترفت من ذنب، وهذا يقيني وحسبي إني كنت طفلة غايتها اللعب، وسعادتها في تلك الحصة التي لن يحاسبها عليها أحد، وهي حصة التربية الدينية التي غالباً كانت تتكرر بصفة شهرية قبل كل الامتحانات الدورية، لذا لم أكن أبالي، فالنجاح مضمون والتفوق ليس بمطلوب، فكما كنا نتهامس أنا وزملائي ومعلمي اللغة العربية .. "ده امتحان دين يا جماعة متكبروهاش"، واختلفت الأزمان وتعاقبت الأجيال لكن لازال ذات الهمس دائراً!
حتى كانت تلك الحصة وحدها دون غيرها استرعت انتباهي، واستحوذت ألبابي وفتحت باباً لسؤالاتي، التي لم تجد على مرّ السنوات ما يطفئ لهيب فضولها، ويسد ظمأ قناعتها ورمق منطقية إجابتها، فقد كان الدرس عن زوجات النبي البالغ عددهن عدد أصابع اليدين مجتمعتين، غير أمنا خديجة خيرة نساء المسلمين، فكيف كان ذلك، ولم حدث ما يعرفه زماننا بأنه درب من المهالك!
وكلما سألت عن السبب بدا وكأني ارتكب قلة أدب، وكان الجواب ثابتاً وإن تغيرت الشخوص أن حكمة النبي الذي لا ينطق عن الهوى ليست بمجال للمناقشة ولا درب للمماحصة ولا سبيل للمجادلة، ويكفي اليقين بأن كل زوجة لها ظرف وكل زيجة حدثت لأمر ما يضمن خدمة الرسالة، دون الدخول في سفسطائية خداعة.
ولكن حقاً لم يكن هذا الأمر الملتبس بالنسبة لي إلا تشويشاً على الرسالة وعائقاً للدفاع عن الحبيب ضد بعض الأفكار المضللة والمُدعية الهدامة، التي استغلت تلك النقطة لنقد سيرته ونقض عهده وسوء وِده، والرَغب عن وعده، لذا لم أكتف باليقين، فالحقيقة حق لمن سأل.