معجزة الرسول الخالدة .. أزهري يكشف عن 8 أوجه للإعجاز القرآني
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
قال الدكتور صلاح السيد محمد مدير عام إدارة شئون المناطق بمجمع البحوث الإسلامية، إن القرآن الكريم هو كلام الله القديم المعجز بلفظه ومعناه، المنزل على رسوله الخاتم ﷺ بواسطة أمين الوحي سيدنا جبريل-عليه السلام- المُتحدى بأقصر سورة من سوره، المتعبد بتلاوته، المنقول إلينا تواترًا.
القرآن جاء تأييدًا وتصديقًا لرسول اللهوتابع تحت عنوان: "عودوا إلى القرآن": «القرآن الكريم معجزة رسول ﷺ الخالدة الباقية، التي تولى الله –عز وجل- حفظها، ولم يُوكل ذلك إلى نبي مرسل أو ملك مقرب، قال تعالى:[ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ] الحجر:29، لافتا أن هذه المعجزة جاءت تأييدًا وتصديقًا لرسول الله ﷺ في دعوته ورسالته على وجه يعجز المنكرون عن الإتيان بمثلها ولو اجتمعوا لذلك، قال تعالى: [قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ] الإسراء:88.
وأكمل: جاءت هذه المعجزة من جنس ما نبغ فيه العرب وقت نزول القرآن الكريم، فقد بلغت الفصاحة ذروتَها في ذلك العصر؛ حتى إن العرب جعلوا للكلمة سوقًا، وعلقوا القصائد المميزة على جدران الكعبة الشريفة، ومع ذلك لما سمعوا القرآن الكريم أدركوا أنه ليس من كلام البشر؛ بل إن كلام البشر مهما علا في الفصاحة والبلاغة والبيان لا يصل إلى هذا الأسلوب الفريد المتميز عن غيره من الكلام، وقصة عتبة بن ربيعة مشهورة في الدلالة على هذا الأمر.
فقد كان عتبة بن ربيعة سيدًا في قومه وصاحب رأي وبصيرة، فقال لقومه من قريش: ألا أقوم إلى محمد فأكلمه وأعرض عليه أمورًا لعله يقبل بعضها، فنعطيه أيها شاء ويكف عنا، قالوا بلى يا أبا الوليد، فقام عتبة حتى جلس إلى رسول الله ﷺ فقال: يا ابن أخي، إنك منا حيث قد علمت من السطة [الشرف] في العشيرة، والمكان في النسب، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم، فَرَّقْتَ به جماعتهم، وسَفَّهْتَ به أحلامهم، وعِبْتَ به آلهتهم ودينهم، وكفرت به من مضى من آبائهم، فاسمع مني أعرض عليك أمورًا تنظر فيها لعلك تقبل منها بعضها، فقال له رسول الله ﷺ : قل يا أبا الوليد، أسمع، قال: يا ابن أخي، إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالًا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالًا، وإن كنت تريد به شرفًا سودناك علينا، حتى لا نقطع أمرًا دونك، وإن كنت تريد به ملكًا ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئيًا تراه لا تستطيع رده عن نفسك، طلبنا لك الطب، وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يُداوَى منه، حتى إذا فرغ عتبة، ورسول الله ﷺ يستمع منه، قال: أقد فرغت يا أبا الوليد؟ قال نعم، قال فاسمع مني، قال: أفعل، فقال رسول الله ﷺ: بسم الله الرحمن الرحيم" حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيًا...".
فمضى رسول الله ﷺ فقرأها عليه، فلما سمعها عتبة أنصت لها وألقى بيديه خلف ظهره معتمدًا عليهما يسمع منه، حتى انتهى رسول الله ﷺ إلى السجدة فسجد فيها، ثم قال سمعت يا أبا الوليد قال: سمعت، قال: فأنت وذاك، فقام عتبة إلى أصحابه، فقال بعضهم لبعض: نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به، فلما جلس إليهم قالوا: وما وراءك يا أبا الوليد، قال: ورائي أني والله قد سمعت قولًا ما سمعت بمثله قط، والله ما هو بالشعر ولا السحر ولا الكهانة، يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها بي، خَلُّوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه واعتزلوه، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم وعزه عزكم وكنتم أسعد الناس به، قالوا: سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه، فقال: هذا رأيي لكم فاصنعوا ما بدا لكم. (سيرة ابن هشام)
واختتم قائلاً: هذا وأوجه الإعجاز في القرآن الكريم متنوعة متعددة فهو كتاب معجز في بلاغته وفصاحته، معجز في هدايته ودلالته معجز في شموله وعمومه معجز في أخباره وقصصه، معجز في ثبوت حقائقه، معجز في حفظه وصيانته إلى غير ذلك من أوجه الإعجاز في القرآن الكريم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القرآن البحوث الإسلامية القرآن الکریم رسول الله ﷺ
إقرأ أيضاً:
عالم أزهري: أداء الفرائض والاجتهاد في النوافل خلال رمضان فرصة لنيل محبة الله ورعايته
أكد الدكتور مختار عبد الله، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، أن شهر رمضان هو فرصة عظيمة لتجديد العهد مع الله والتقرب إليه بالخلوة والاعتكاف، كما كان يفعل الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه، الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه أصدق الناس لهجة وأكثرهم وفاءً.
وأوضح الدكتور مختار عبد الله، خلال حلقة برنامج «قلوب رمضانية»، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، أن أبا ذر الغفاري كان ينتظر رمضان بفارغ الصبر، ويجعله شهرًا للعبادة والتوبة وتصحيح المسار بالإكثار من الاستغفار وذكر الله، فقد كان إذا صام دخل بيته ولم يخرج إلا للصلاة، محافظًا على وقته، بعيدًا عن الانشغال بالمجالس والملهيات، وهو نموذج يُحتذى لكل مسلم يريد استثمار رمضان في التقرب إلى الله.
وأشار إلى الحديث القدسي الذي يوضح طريق القرب من الله: «وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه»، مؤكدًا أن أعظم ما يمكن أن يفعله العبد في رمضان هو أداء الفرائض والاجتهاد في النوافل، حتى ينال محبة الله ورعايته.
اقرأ أيضاًوزير الأوقاف ورئيس جامعة الأزهر يفتتحان معرض الأعلى للشئون الإسلامية الثاني للكتاب
«المنشاوي» يفتتح معسكر إعداد القادة بجامعة أسيوط تحت شعار «قادة وقيادة من أجل مصر»
«مصر بعد خمسين عامًا من النصر».. كلية الإعلام بجامعة الأزهر تستعيد روح أكتوبر