اتجه الرئيس الأمريكي السابق ومرشح الحزب الجمهوري للانتخابات المرتقبة دونالد ترامب، إلى استخدام الأخبار الزائفة كاستراتيجية فعالة ضد منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، على غرار قوله إن ادعاء نائبة الرئيس بأنها عملت في مطعم ماكدونالدز غير صحيح.

وقالت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية في تقرير لها ترجمته "عربي21"، إن الزعيم الجمهوري لا يتردد في التشكيك في العناصر الأساسية في الرواية التي تطرحها المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس حتى لو تطلب الأمر نشر نظريات قد تم دحضها سابقا.



وأكد ترامب أنه "بعد بحث مرهق استمر مدة عشرين دقيقة، أدركوا أنها لم تعمل مطلقا في ماكدونالدز"، وهذا الهجوم يحمل توقيع دونالد ترامب، ويستهدف "أفضل عدو" له في الوقت الحالي: المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأمريكية كامالا هاريس.

خلال شهر آب/ أغسطس الماضي، أكدت هاريس خلال الاجتماعات وفي إعلان ترويجي، أنها عملت لدى العلامة التجارية للوجبات السريعة عندما كانت طالبة، وهذا ليس العنصر الوحيد في حياتها المهنية الذي شكك فيه الزعيم الجمهوري خلال خطاب حقيقي لتشويه سمعة خصمه. 


وتساءل قائلا: "هل تتذكرون قصة قضية إلغاء الفصل العنصري؟"، في إشارة إلى نقاش داخلي داخل الحزب في سنة 2019 استجوبه فيه خصمه جو بايدن آنذاك بشأن معارضته لسياسة قضية إلغاء الفصل العنصري، التي تم تطبيقها في الولايات المتحدة في السبعينيات لنقل الطلاب السود إلى مدارس في أحياء راقية ذات غالبية بيضاء لتعزيز التنوع. 

حيال ذلك، قالت هاريس: "كانت هناك فتاة صغيرة في كاليفورنيا استفادت من ذلك القانون للوصول إلى مدرستها كل يوم، وكانت تلك الفتاة الصغيرة أنا"، هذا ما قالته بعاطفة أمام المرشحين الديمقراطيين المذهولين.

وبعد أن تم بالفعل التشكيك في هذه المعلومات في ذلك الوقت من قبل بعض مستخدمي الإنترنت، فإنه تم تأكيد المعلومات من قبل المنطقة التعليمية الأمريكية في عام 2019، ومن الواضح أنها ضمانة غير كافية لدونالد ترامب، الذي وصفها بأنها "قصة كاذبة، على الأرجح".

"ترامب لا يخترع أي شيء"
بغض النظر عن أن هذه العبارات غير ضارة، فهي تتماشى مع استراتيجية الرئيس الأمريكي السابق لمهاجمة صورة امرأة من الطبقة المتوسطة التي تدعي كامالا هاريس أنها تمثلها، و"هي استراتيجية مطبقة بمهارة"، وفقا لإليسا شيل، أستاذة العلوم السياسية في جامعة باريس نانتير والمتخصصة في السياسة الأمريكية.

وقالت شيل: "في كثير من الأحيان، لا يخترع ترامب شيئًا. بل يعتمد على نظريات المؤامرة المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويُضخّمها، لجذب انتباه الناخبين الذين يستهدفهم".

وأوردت الصحيفة أنه لدى الملياردير أيضا عادة مهاجمة المرشحة الديمقراطية من جانبها التقدمي، من خلال مشاركة معلومات كاذبة تصورها على أنها مدعية عامة متساهلة بشكل خاص، على سبيل المثال.

 وخلال مؤتمر صحفي عُقد في 15 آب/ أغسطس، أشار إلى قانون في كاليفورنيا ينص على أنه إذا كان المبلغ المسروق أقل من 950 دولارا، فإن السرقة تُعتبر جريمة غير جنائية، وهو يعني بذلك أنه في كاليفورنيا، الولاية التي كانت كامالا هاريس فيها مدعية عامة لمدة ست سنوات، "يمكنك السرقة من متجر طالما أن الغنيمة لا تتجاوز الـ950 دولارا. لذا، فإن هناك لصوصا يظهرون ومعهم الآلات الحاسبة، حتى يتمكنوا من التصرف دون عقاب". 

وأضاف: "إنها هي [أي كامالا هاريس] المسؤولة". ومن خلال القيام بذلك، "فهو يتملق للناخبين الذين يقدرون الأمن ويجدون الديمقراطيين متساهلين للغاية"، وذلك حسب تحليل إليسا شيل.

وقد فعل ترامب نفس الشيء عندما تبنى إشاعة مفادها أن كامالا هاريس في الواقع غير مؤهلة للانتخابات الرئاسية لأن والديها لم يولدا على الأراضي الأمريكية، وهي إشاعة أطلقها البروفيسور جون سي إيستمان -عضو الحزب الجمهوري- في مجلة نيوزويك سنة 2020. وهذا يسير جنبا إلى جنب مع انتقاداته لقانون حق الأرض، الذي وعد بإلغائه عند وصوله إلى البيت الأبيض.

إحباط الناخبين المعتدلين
من خلال الطعن الآن في عناصر "شعبية" من تاريخها، مثل عملها في ماكدونالدز أو كونها مستفيدة من إلغاء الفصل العنصري، يسعى دونالد ترامب إلى الوصول إلى ما هو أبعد من قاعدته من الناخبين الملتزمين بقضيته. بالنسبة إلى إليسا شيل، فإن "الأمر يتعلق بتثبيط عزيمة الناخبين المترددين والمعتدلين، الذين قد يصوتون لكامالا هاريس على وجه التحديد لأنها مرشحة الطبقة الوسطى، القريبة من الشعب. بهذا الهجوم، يريد دونالد ترامب مهاجمة هذه الصورة".


وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الاستراتيجية ذات فعالية مضاعفة، إذ تتيح له في الوقت نفسه العودة إلى المجال الإعلامي الذي تحتكره المرشحة الديمقراطية منذ الانسحاب غير المتوقع لجو بايدن من سباق الانتخابات الرئاسية في 21 تموز/ يوليو.

وتتذكر الباحثة أنه بعد انعقاد مؤتمر الحزب الجمهوري قبل أسبوع، فقد "مر ترامب بمرحلة صعبة على مستوى التواصل، وكان يكافح من أجل الظهور في الأخبار". وعلى المستوى القضائي، فإنه "حصل على العديد من القرارات في صالحه، في حين كان قد تبنى موقف الضحية في مواجهة استغلال العدالة من قبل الديمقراطيين في ربيع سنة 2023، الموقف الذي أعاده إلى السباق بينما كان الجميع يعتقد أنه كان خاسرًا".

"قواعدي النحوية ليست صحيحة دائمًا"
على الرغم من أن غالبية حملات التضليل فظة ويمكن التحقق منها بسهولة، إلا أن بعض الأخطاء أو الأكاذيب الصغيرة التي يطلقها المعسكر الديمقراطي لتزيين الواقع ساعدت في تأجيجها. فقد وجد تيم والز، نائب المرشحة الديمقراطية، نفسه في قلب جدل ملحوظ بعد أن اكتشف مستخدمو الإنترنت مقطع فيديو له وهو يقدم نفسه على أنه جندي سابق في سنة 2018، عندما كان حاكما. في المقابل، فإنه تم التحقق من أنه كان مشاركًا فقط في الأمن المدني الأمريكي، ولم تطأ قدمه منطقة قتال.

وقبل بضعة أيام، سألته صحفية في شبكة "سي إن إن": "قال مسؤول في الحملة إنك أخطأت في التعبير. هل هذا هو الحال؟". آنذاك تجنب تيم والز الإجابة بشكل واضح وظهرت عليه علامات الارتباك، قائلا: "تقول زوجتي، وهي أستاذة لغة إنجليزية، إن قواعد اللغة الخاصة بي ليست صحيحة دائمًا".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية ترامب الولايات المتحدة الولايات المتحدة الإنتخابات الأمريكية ترامب كمالا هاريس المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المرشحة الدیمقراطیة دونالد ترامب کامالا هاریس

إقرأ أيضاً:

كامالا هاريس تفاجئ الجميع بتصريح حول سلاحها.. لماذا تحمل مسدسا؟

خلال مناظرتها مع منافسها الجمهوري دونالد ترامب، قالت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، إنها تمتلك سلاحًا، وهو تصريح فاجأ الجميع، فما قصة السلاح ولماذا تحمله المرشحة للانتخابات الأمريكية؟

بعد تصريح «هاريس» المثير للجدل، قال مصدر في البيت الأبيض أمس الجمعة، إنها تمتلك مسدسًا لأسباب تتعلق بالسلامة الشخصية، وهو مخزن في مكان آمن بمنزلها في كاليفورنيا.

ورفض المصدر تحديد نوع المسدس، لكنه قال إنه نفس المسدس الذي ذكرته «هاريس» في عام 2019 أثناء حملتها الانتخابية للترشح لمنصب الرئيس عن الحزب الديمقراطي، بحسب وكالة «رويترز».

ماذا قالت «هاريس» خلال المناظرة؟

أثناء المناظرة، وفي إشارة إلى نائبها المرشح تيم والز، قالت هاريس: «هذه القضية تتعلق بسحب أسلحة الجميع - أنا وتيم والز نمتلك أسلحة، نحن لا نسحب أسلحة أي شخص، لذا توقفوا عن الكذب المستمر بشأن هذا الأمر».

هاريس عام 2019: أمتلك سلاحًا

وفي عام 2019، قالت كامالا هاريس للصحافيين: «أنا أمتلك سلاحًا، وأمتلك سلاحًا ربما للسبب الذي يفعله الكثير من الناس، من أجل السلامة الشخصية، لقد كنت مدعيًا عامًا محترفًا».

وفي مقابلة سابقة مع صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية عام 2015 بعد سؤالها عما إذا كانت قد أطلقت النار من مسدس: «أنا رامية جيدة، نعم، لقد أطلقت النار من مسدس عدة مرات».

مقالات مشابهة

  • كامالا هاريس تدين حادث إطلاق نار على مقربة من ترامب
  • محاولة اغتيال ترامب المحتملة.. هكذا علقت كامالا هاريس
  • مراسل «القاهرة الإخبارية»: هاريس تطمئن على حالة ترامب بعد حادث إطلاق النار
  • أول رد من كامالا هاريس على الحادث الأمني بالقرب من ترامب
  • بعدما أيدت كامالا هاريس.. ترامب: أكره تايلور سويفت
  • في جانب مهم.. هاريس تتبع استراتيجية حملة مختلفة عن بايدن
  • قبل الانتخابات الأمريكية.. مشاهير أعلنوا تأييد ترامب وآخرين دعموا كامالا هاريس
  • لماذا رفض «ترامب» المناظرة الثانية أمام المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس؟
  • مذيع CNN يشعل تفاعلا بانتقاد كامالا هاريس بفيديو مجتزأ عن مناظرة ترامب
  • كامالا هاريس تفاجئ الجميع بتصريح حول سلاحها.. لماذا تحمل مسدسا؟