إحتفلت رعيّة الشويفات للروم الأرثوذكس بالقداس الإلهي في كنيسة مار ميخائيل المدبّر، مناسبة عيد ميلاد والدة الإله، والمعروف بعيد صيدنايا، وذكرى أعجوبة الملاك ميخائيل في كولوسي.

وترأس القدّاس كاهن الرعيّة الأب الياس كرم، وعاونه في الخدمة الشماس عمانوئيل المر بمشاركة حشد كبير من المؤمنين، تقدّمهم نقيب المحامين في بيروت فادي مصري.



بعد تلاوة الإنجيل المقدّس ألقى الأب كرم عظة أضاء فيها على دور القدّيسة مريم في حياة المؤمنين والكنيسة، مركّزًا على طاعتها للكلمة وعلى تواضعها وعفتّها وعلى دورها في مشروع الله الخلاصي، داعيًا الجميع إلى الامتثال بها. كما رفع كرم الصلاة على نيّة السلام في لبنان والعالم أجمع ،ثم توجّه الأب كرم بالمعايدة من جميع الذين اتخذوا من مريم العذراء شفيعةً لهنّ. وكانت كلمة للنقيب مصري في باحة الكنيسة، شدّد فيها أنّ الشويفات عزيزة على قلبه لأنها مدينة والدته وأجداده وتمثّل العيش الواحد والأصالة والوطنية، وهي مدينة العلم والأخلاق والمبادىء وبطل الاستقلال الأمير مجيد ارسلان.

واستذكر مصري أول زيارة له إلى تلة المدبر، حيث  أشعل أضواء السيارة من أجل رفع الصلاة وإكمال القراءات، ووقتها كانت الكنيسة عبارة عن مذبح فقط، وتوقّف عند الجهد الجبّار الذي بُذل من أجل توسيع الكنيسة، كما وأثنى لهذه الغاية على دور الأب كرم الذي امتلك الإرادة والتصمبم لتحقيق ذلك. بعدها توجّه إلى الحاضرين بالقول: وجودكم اليوم أكبر مكافأة له، لأنّه بنى الحجر وساهم في عودة الأهالي إلى مدينتهم وأرض أجدادهم. وأكّد أن عيد والدة الإله يجمع رعايا القرى والبلدات والمجاورة، وأشار الى أهمية المحافظة على تقليد العيد شاكرا الاب كرم ومجلس الرعية لهذه الغاية ودعاهم إلى البقاء متضامنين ومتماسكين من أجل خدمة الكنيسة والإنسان.  بعد القدّاس تمّ تبريك "الهريسة" كتقليد سنوي حرص نقيب المحامين  على تقديمها احتفالًا بالمناسبة.  وفي الختام أقيمت للغاية سهرة قرويّة وفنّية مميّزة، في باحة الكنيسة، أحياها المطرب وائل صعب وفرقته الموسيقيّة.                  

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

وتين ..وقفة مع الأهل والمدرسة والتعليم

حكاية وتين طالبة المرحلة الثانوية، والتي تداولت الأوساط خبر انتحارها، حكاية أثَّرت كثيراً في النفوس. -رحم الله وتين وعفا عنها-، واختلفت مع الروايات الأسباب والأقاويل، ومهّما صدقت، أو بالغت تلك الروايات، لا تغير أن “وتين” رحلت منتحرة، إلا أنه لابدّ من مصادر تكون أقرب للحقيقة. ومن تلك، رواية إحدى معلمات المدرسة، والتي تحدثت فيها عن وتين، وعن مدرستها، وعن والدها، حديثاً متزناً واضحاً، وصورة متكررة في كثير من المدارس التي تضمّ أعداداً هائلة من فئة المراهقات والمراهقين عموماً.

وهنا لنا وقفة حتمية مع الأهل، ومع المدرسة، ومع وزارة التعليم: فالأهل يجب أن تتغير صورة علاقتهم بأبنائهم وبناتهم، وكما قال أحد السلف :(لا تربوا أبناءكم كما رباكم آباؤكم، فإنهم خُلقوا لزمن، وخُلقتم لغيره)، هذه حقيقة، فأذكر، ويذكر غيري ممّن هم في جيلي، وأقلّ، أننا مررنا بفترة مراهقة، كانت سماتها إجلال الكبار، خاصة الوالدين، وطاعتهما الطاعة العمياء، دون أخذ أو رد.

كان كثير من الآباء شديدي التعامل، صارمين، وكانت قسوتهم كثيراً ما تنمّ عن محبة، ولم يؤد ذلك لعُقد، أو أمراض نفسية، أواهتزاز الشخصية. كان الأب أو الأم، ينال من أبنائهم أحياناً أمام الناس، ولم يكسر ذلك نفوسهم، بل كانوا معتدّين بأنفسهم ومعتزين بوالديهم، ولا يزيدهم صلابة أهلهم إلا عزاً وثقة، ونشأ تحت ظل هذه التربية، عمالقة، ورجال، ونساء، نماذج غاية في الحنُّو والعطاء مع أبنائهم وبناتهم(ونحن هنا لا نعتدّ بنماذج فريدة مريضة)، لكنه كان زمن، العلاقات فيه قوية، والعائلات متماسكة، وأهل الحي الواحد، يعتبرون عائلة، تماماً(كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحُمَّى)، لذا فالتربية مشتركة، والتعاون والحرص من الجميع، وللجميع موجود، لم تكن عبارة(مالي ومال) سائدة، بل ما يهمّ أهلي يهمني، وما يعني جاري يعنيني، ومن هنا، كانت التربية آنذاك، مختلفة كثيراً، أما في هذا الزمن، فالعلاقة بين الأهل، وبين العائلة الواحدة، وبين الوالدين وأبنائهم وبناتهم ،يجب أن تكون مدروسة، وتحت عناية فائقة، بل ويجب وضع المراهقين والمراهقات في غرفة عناية تربوية مركّزة، مليئة بالحب والثقة والأمان النفسي، ويجب على الوالدين أن يتنازلوا عن السطوة والصرامة، ويتحلوا بالجدِّية الممزوجة بالحنان والمحبة، وأن يوازنوا في علاقتهم بأبنائهم بين الجد والهزل، والممازحة والعتب، والحب بلا حدود، والدلال، فالأبناء ثروة أنعم الله بها على الآباء والأمهات، وهم قد تزوجوا لتأسيس عائلة، فما الفائدة من عائلتهم إذا كانت عائلة فيها خلل من أي ناحية؟

الحقيقة مسؤولية الوالدين عظيمة تجاه أبنائهم وبناتهم، فالأسرة هي نواة المجتمع، وأي خلل يصيبها، لاشك يصيب المجتمع، وحبذا لو ينتبه الأهل إلى أننا في زمن مختلف، فما تربى عليه الأب والأم، لا ينفع لتربية هذا الجيل، الذي تتقاذفه الحياة المعاصرة من كل جانب، ويشارك في تربيته عالم قد يختلف دينياً وأخلاقياً، لهذا فالموضوع يستحق التوقف والتنازل والاهتمام أكثر. أما من حيث المدرسة، فنحن جميعاً لانشك لحظة أن أكثر الموجوعين على “وتين” هم داخل مدرستها إدارة ومعلمات وزميلات، ولست هنا بصدد تحميل الأهل أو المدرسة أوغيرهم مسؤولية انتحار طالبة في ربيع العمر، ففي الأول والآخر، هو قدر الله عزّ وجلّ، لكنني أتوقف عند تحليلي للموقف، برؤيتي المتواضعة كتربوية ومتخصصة علم نفس: مسؤولية المدرسة كانت في نقطتين أولاهما لماذا لم يكن التواصل مع الأم دون الأب خاصة وأنهم عرفوا صرامة الأب؟، ثانيهما لماذا لم توضع هذه الطالبة تحت عناية خاصة ودراسة مستفيضة مشاركة مع إدارة التعليم خاصة وأنها سبق أن حاولت الانتحار؟ أما وقفتي مع وزارة التعليم: فكيف تنظر هذه الوزارة للتكدُّس في المدارس الحكومية والأعداد تصل للأربعمئة وأكثر، كيف يمكن لمشرفة نفسية أو اجتماعية واحدة أن تغطي هذه الأعداد والحالات المتباينة؟ كيف يمكن لمعلمة مرتبطة بمنهج بعدد الأيام وأعمال تفوق طاقتها وهي أم وزوجة أن تعتني أو تلاحظ أي عوارض على عدد 40 أو 35 طالبة في الفصل؟ نحن في زمن الوسائل التي تحارب التربية والاستقرار كثيرة ومتغلغلة لا ينتبه لها إلا شخص تركيزه عال، ولن يكون للعاملين على تربية الأجيال ذلك إلا إذا وجدوا مجالاً يمكنهم من العطاء بمزيد من الحرص.
ختاماً، عزائي لأهل “وتين” ومدرستها وللتعليم ودمتم. (اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً).

@almethag

مقالات مشابهة

  • الأنبا بولا يترأس القداس الإلهي بكنيسة سيدة مصر بكندا ويلتقي شمامسة الكنيسة
  • وتين ..وقفة مع الأهل والمدرسة والتعليم
  • رغم العلاقة المضطربة.. العائلة المالكة البريطانية تحتفل بعيد ميلاد الأمير هاري
  • لحج.. والد يقتل طفلته بضربها حتى الموت
  • لقاء الشويفات اليوم: انهاء الإشكالات والانحياز الكامل للقضية الفلسطينية
  • مذيعة تحتفل بعيد ميلادها بلسعات قناديل البحر
  • مذيعة بريطانية تحتفل بعيد ميلادها مع قناديل البحر (فيديو)
  • راعى الكنيسة الكاثوليكية بالغردقة يوزع حلوى المولد النبوي على المواطنين
  • مستشارة ترامب تتواصل مع رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق
  • راعي الكنيسة الكاثوليكية في البحر الأحمر يوزّع حلوي المولد النبوي على المواطنين