تمكنت روسيا من تقليص عجز ميزانيتها بشكل كبير خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2024، بفضل النمو الاقتصادي الذي فاق التوقعات وارتفاع عائدات النفط والغاز، مما أسهم في تمويل الإنفاق المتزايد للكرملين بسبب الحرب في أوكرانيا.

وتقلص العجز ليصل إلى 331 مليار روبل (3.7 مليارات دولار)، وهو ما يعادل 0.2% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، وفقا لبيانات وزارة المالية التي نُشرت اليوم الجمعة.

وفي أغسطس/آب وحده، سجلت روسيا فائضا في الميزانية بلغ 767 مليار روبل (8.5 مليارات دولار)، مدفوعا بزيادة قدرها تريليون روبل تقريبا في الإيرادات من القطاعات غير النفطية والغازية مقارنة بشهر يوليو/ تموز، وفقا لوكالة بلومبيرغ.

ويعد هذا تحولا كبيرا حيث ارتفعت التدفقات من هذه القطاعات، مما وفر للحكومة راحة مالية كبيرة.

كل القطاعات تدعم

وبلغ إجمالي الإنفاق في الميزانية خلال الأشهر الثمانية حتى أغسطس/آب الماضي 23.4 تريليون روبل (257.4 مليار دولار)، بزيادة قدرها 22% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

الارتفاع في الإنفاق الروسي يرجع إلى متطلبات الحرب المستمرة في أوكرانيا (غيتي)

ويعود هذا الارتفاع في الإنفاق إلى متطلبات الحرب المستمرة في أوكرانيا حسب بلومبيرغ، ودعم الصناعات المحلية وسط العقوبات الدولية.

ورغم الإنفاق المتزايد، ارتفعت إيرادات روسيا بشكل حاد، بزيادة قدرها 36% مقارنة بالفترة نفسها في 2023.

وأوضح وزير المالية أنطون سيلوانوف، في حديثه للتلفزيون الحكومي، أن زيادة الإيرادات ترجع إلى النمو الاقتصادي الأقوى من المتوقع وارتفاع عائدات النفط والغاز. ففي شهر أغسطس/آب وحده، ارتفعت عائدات صادرات النفط والغاز بنسبة 21% على أساس سنوي، في حين ارتفعت الإيرادات من القطاعات غير النفطية بنسبة 37% مقارنة بالفترة ذاتها في 2023.

ومن المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.9% هذا العام، وهو تحسن طفيف مقارنة بنسبة 3.6% المسجلة في عام 2023، وفقًا لتوقعات وزارة المالية.

ويمنح هذا التفاؤل الاقتصادي الحكومة مساحة أكبر لزيادة الإنفاق على ما ذكرته الوكالة، حيث تستهدف روسيا عجزًا في الميزانية يبلغ 2.1 تريليون روبل (1.1% من الناتج المحلي الإجمالي) لهذا العام.

وتشهد روسيا عجزا في الميزانية للعامين الماضيين منذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، مما دفع إلى زيادات هائلة في الإنفاق على الدفاع واتخاذ تدابير لدعم الأعمال المحلية وسط العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

انخفاض هجرة اليهود إلى فلسطين المحتلة 42 بالمئة منذ بداية العام

تناول تقرير لموقع "جيروزاليم بوست" العبري٬ ظاهرة انخفاض الهجرة إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي بعد معركة طوفان الأقصى٬ حيث شهدت الأراضي المحتلة هجرة عكسية٬ وفرار الإسرائيليين خوفا على أرواحهم.

ووفقا للتقرير فإن الهجرة إلى إسرائيل في عام 2024 شهدت انخفاضًا حادًا بنسبة 42% في عدد المهاجرين الجدد الذين وصلوا خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023. فمن كانون الثاني/يناير إلى آب/أغسطس 2024، وصل 23183 مهاجرًا، وهو انخفاض كبير مقارنة بـ 39,857 مهاجرًا وصلوا خلال نفس الفترة من العام السابق.

وتابع الموقع أن قضية انخفاض الهجرة تم تسليط الضوء عليه خلال مناقشة أمس الأحد في لجنة الهجرة والاستيعاب والشتات بالكنيست، برئاسة عضو الكنيست عن حزب إسرائيل بيتنا٬ أوديد فورير، بشأن وضع الهجرة إلى إسرائيل في ظل عملية الجيش الجارية.

ووفقًا للوكالة اليهودية، فإن غالبية المهاجرين الذين وصلوا في عام 2024 كان 72% أو 16,608 شخصًا – وجاءوا من دول الاتحاد السوفييتي السابق، حيث وصل 14,514 شخصًا من روسيا، و693 من أوكرانيا، و546 من بيلاروسيا.

 ومع ذلك، يمثل هذا انخفاضًا بنسبة 49% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وفي المقابل، زادت الهجرة من أوروبا الغربية بنسبة 50% مع وصول 2,446 مهاجرًا، بقيادة زيادة بنسبة 76% في الوافدين من فرنسا.

انخفاض في ملفات الهجرة
منذ بداية الحرب، انخفض عدد ملفات الهجرة المفتوحة عالميًا بنسبة 19% مقارنة بالعام الماضي، حيث تم فتح 30,763 ملفًا. ففي روسيا، انخفض عدد ملفات الهجرة المفتوحة بنسبة 45%، حيث تم فتح 13,203 ملف بين تشرين الأول/أكتوبر 2023 وأيلول/سبتمبر 2024.

ومن جهة أخرى، شهدت الهجرة من الدول الغربية زيادة ملحوظة. ففي الولايات المتحدة، ارتفع عدد الملفات المفتوحة بنسبة 60%، حيث تم فتح 6,367 ملف، بينما شهدت فرنسا زيادة دراماتيكية بنسبة 342%، حيث تم فتح 5,657 ملف.

انتقد النائب فورير سياسات الحكومة الإسرائيلية بشأن الهجرة. وقال: "السياسة المعلنة كانت تشجيع الهجرة من الدول الغربية مع إهمال دول ما بعد الاتحاد السوفيتي."


رد الحكومة 
كما شدد فورير على ضرورة التوزيع العادل للأولويات. وقال: "اليهودي الذي يعيش في سانت بطرسبرغ ليس أقل أهمية من اليهودي الذي يعيش في باريس"، داعيًا إلى اتخاذ إجراءات فورية لتقليص فترات الانتظار للحصول على موافقات الهجرة، والتي تصل حاليًا إلى ثلاثة أشهر في موسكو وستة أشهر في سانت بطرسبرغ".

وأشار النائب آفي معوز، نائب الوزير في مكتب رئيس الوزراء، وزعيم حزب "نوعم" الديني المتطرف٬ إلى الجهود المبذولة لرقمنة عملية الهجرة لتقليل فترات الانتظار، لكنه أقر بالتحديات: "نسعى لتقليص فترات الانتظار قدر الإمكان، لكن بسبب المشكلات البيروقراطية، من غير الواقعي توقع أن تكون أقل من شهرين"، على حد قوله.

وكشفت المناقشة أيضًا أن الحرب في إسرائيل ساهمت في انخفاض الطلب على مقابلات الهجرة. حيث قام المهاجرون المحتملون من دول الاتحاد السوفيتي السابق بتأجيل خططهم بسبب المخاوف الأمنية.


وعلى الرغم من هذه التحديات، دعا فورير الحكومة إلى معالجة الوضع بشكل عاجل، بما في ذلك زيادة الاستثمار في تشجيع الهجرة من دول الاتحاد السوفيتي السابق وتحسين عملية استيعاب المهاجرين من جميع أنحاء العالم. وقال: "إمكانات الهجرة إلى إسرائيل لم تتحقق، خاصة من دول مثل روسيا وأوكرانيا".

واختتم النائب النقاش بالدعوة إلى إعادة تقييم أولويات الحكومة وحث على تقديم المزيد من الدعم للمجتمعات في جميع أنحاء العالم التي تتطلع إلى الهجرة إلى إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تعدل النمو الاقتصادي بالخفض في الربع الثاني
  • انخفاض هجرة اليهود إلى فلسطين المحتلة 42 بالمئة منذ بداية العام
  • "ياغي" يكبد فيتنام 1.6 مليار دولار ويهدد نمو الاقتصادي
  • خبير لـ"الرؤية": زيادة أعداد الباحثين عن عمل تؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي نتيجة تراجع الاستهلاك
  • القطاعات الخمسة الأكثر عرضة للخطر في وول ستريت إذا فاز ترامب بالانتخابات
  • توقعات بارتفاع استهلاكات حديد التسليح بعد استعادة النمو الاقتصادي والتوسع في تراخيص البناء
  • تقرير إقتصادي يتوقع موسم فلاحي مزدهر وإرتفاع نسبة النمو إلى 4,6٪؜ سنة 2025
  • وزارة الاقتصاد والمالية تتوقع بلوغ النمو 4,6 في المائة خلال سنة 2025
  • روسيا تعلن مصادرة 330 ألف دولار لدى نائب وزير دفاع سابق
  • عجز الميزانية يتدنى إلى 32,8 مليار درهم منذ مطلع هذا العام