سودانايل:
2024-09-16@14:41:50 GMT

قريبا على الشاشة !

تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT

مناظير السبت 7 سبتمبر، 2024
زهير السراج
manazzeer@yahoo.com

* يبدو أن (المناظر) التي تمهد للتدخل الاممي في السودان قد بدأت، فلقد تعودنا من الأمم المتحدة ودول الغرب أن تُقدِّم لقراراتها ببعض (المناظر) قبل ان تصدر في صورتها النهائية التي تظل تتبلور ببطء داخل الدهاليز والردهات!

* ولمن لا يعرف (المناظر) من السودانيين الذين لم يدخلوا دور السينما بسبب اغلاقها بواسطة تجار الدين بعد استيلائهم على الحكم في السودان بانقلاب عسكري في 30 يونيو، 1989، باعتبار ان مشاهدة السينما حرام، ثم عاثوا في كل انواع الحرام كما يشتهون، فهى لقطات قصيرة مثيرة تعرضها السينما ــ من باب الترويج والدعاية ــ للفيلم الذي سيعرض على الشاشة في وقت قريب، ويبدو من المناظر التي عرضتها علينا امس بعثة الامم المتحدة لتقصي انتهاكات حقوق الانسان وجرائم الحرب في السودان والتي تكونت بقرار من مجلس حقوق الانسان التابع للمنظمة الدولية في التاسع من شهر اكتوبر الماضي (2023 )، أننا على موعد مع فيلم أممي مثير عن السودان.



* رغم ان طرفى الحرب (الجيش والدعم السريع) لم يسمحا للبعثة بالدخول الى الاماكن التي يسيطران عليها (لإخفاء جرائمهما وفظائعهما وانتهاكاتهما) إلا أنها نجحت بامتياز في أداء مهمتها وأصدرت تقريرا من 19 صفحة عن انتهاكات حقوق الانسان والجرائم التي ارتكبها الطرفان في الفترة ما بين يناير وأغسطس، 2024، أى ثمانية أشهر فقط .. فماذا لو كانت قد غطت كل فترة الحرب ؟!

* جاء في التقرير الذي إستند على زيارات الى بعض الدول الافريقية (كينيا ويوغندا وتشاد) ولقاءات مباشرة مع 182 ناجياً وأفراد أسرهم وشهود عيان، ومشاورات مكثفة مع خبراء وأعضاء من المجتمع المدني، وتأكيد وتحليل المعلومات الإضافية المقدمة إلى البعثة، أن "(الطرفين المتحاربين وحلفائهما) ارتكبوا انتهاكات حقوقية مروعة ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، واعتداءات على مدنيين، وانهم مسؤولون عن أنماط من الانتهاكات واسعة النطاق، بما في ذلك الهجمات العشوائية والمباشرة التي نُفذت بغارات جوية والقصف المباشر ضد المدنيين والمدارس والمستشفيات وشبكات الاتصالات وإمدادات المياه والكهرباء الحيوية، كما استهدفوا المدنيين من خلال الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي والاعتقال والاحتجاز التعسفي، فضلاً عن التعذيب وسوء المعاملة"، ووصف التقرير الحرب الدائرة "بانها وحشية وسيكون لها آثار نفسية مدمرة على الأطفال في السودان".

* وجدت البعثة أسبابًا معقولة للاعتقاد بأن قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها ارتكبت جرائم حرب إضافية تتمثل في الاغتصاب والاستعباد الجنسي والنهب، فضلاً عن إصدار الأوامر بتشريد السكان المدنيين، وتجنيد الأطفال دون سن 15 عامًا في الأعمال العدائية ".

* وبناءا على الحقائق التي توصلت اليها البعثة واكدتها اقوال الناجين والشهود والخبراء، طالبت "بوقف الهجمات ضد المدنيين بالسودان على الفور دون قيد أو شرط، ونشر قوة دولية مستقلة ومحايدة لحماية السكان، وضرورة الملاحقة الجنائية لمرتكبي الجرائم والانتهاكات".

* واوصت "بتوسيع حظر الأسلحة في إقليم دارفور غرب السودان بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1556 الصادر في عام 2004، والقرارات اللاحقة، ليشمل كافة أنحاء السودان بوقف توريد الأسلحة والذخيرة وغيرها من الدعم اللوجستي أو المالي للأطراف المتحاربة، لمنع المزيد من التصعيد".

* تأكيدا على ما تضمنه التقرير، قال رئيس البعثة (محمد شاندي عثمان)، "إن خطورة النتائج التي توصلوا إليها تؤكد ضرورة التحرك العاجل والفوري لحماية المدنيين"، مضيفا، "انه نظرًا لفشل الأطراف المتحاربة في حماية المدنيين، فمن الضروري نشر قوة مستقلة ومحايدة بتفويض دولي لحماية المدنيين دون تأخير"، مشددا "على أن حماية السكان المدنيين أمر بالغ الأهمية، ويجب على جميع الأطراف الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، ووقف الهجمات على المدنيين على الفور ودون قيد أو شرط".

* كانت تلك هى المناظر في انتظار الفيلم : نظرة، فابتسامة، فلقاء .. "بعثة، فتقرير، فقوات دولية" !  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی السودان

إقرأ أيضاً:

الحربُ في السودان تتسبّب في نهب المتاحف والآثار

بورت سودان (السودان) "أ.ف.ب": وصلت تداعيات الحرب المدمرة في السودان المتواصلة منذ أكثر من 17 شهرا إلى المتاحف التي تتعرّض للنهب والقطع الأثرية التي تُعرض للبيع على الإنترنت، ما يثير قلقا لدى الباحثين والمنظمات الدولية.

وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) من أن "التهديد للثقافة (في السودان) وصل إلى مستوى غير مسبوق في الأسابيع الأخيرة، خصوصا في ظل ورود تقارير عن نهب المتاحف والمواقع التراثية والأثرية والمجموعات الخاصة".

وقالت مديرة المتاحف في الهيئة القومية للآثار ورئيس لجنة استرداد الآثار السودانية إخلاص عبد اللطيف لوكالة فرانس برس "نعم تعرّض متحف السودان القومي لعملية نهب كبيرة".

وأضافت أنه تمّ رصد عبر الأقمار الصناعية "خروج شاحنات كبيرة محمّلة بكل القطع الأثرية المخزّنة في المتحف عن طريق أم درمان متجهة نحو الغرب".

وأشارت إلى أن هذه المسروقات تباع في المناطق الحدودية وخصوصا على الحدود مع جنوب السودان.

واندلعت المعارك في السودان في أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، لتنزلق البلاد إلى ما وصفته الأمم المتحدة بـ"واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في الذاكرة الحديثة".

ولم يتبين بعد حجم المسروقات أو قيمتها لصعوبة وصول المسؤولين إلى المتحف الذي يقع في منطقة سيطرة الدعم السريع. وتقول عبد اللطيف إن مخازن المتحف القومي "تعتبر مستودعا رئيسيا لجميع آثار السودان".

وتم افتتاح المتحف القومي عام 1971، وهو يقع في العاصمة ويطل مدخله على ضفة النيل الأزرق، ويضم مقتنيات وقطعا تؤرّخ لجميع فترات الحضارة السودانية بدءا من من العصور الحجرية وحتى الفترة الإسلامية مرورا بالآثار النوبية والمسيحية.

ومن بين الأسباب التي دفعت إلى إنشاء المتحف إنقاذ القطع الأثرية وبقايا بعض المعابد سواء من الحضارة النوبية أو المصرية القديمة من أن تغمر بالمياه في فترة بناء السدّ العالي في أسوان في جنوب مصر.

ولم يجب المتحدث باسم قوات الدعم السريع على اتصال من وكالة فرانس برس للتعليق على الأمر. ولكن في مايو، أكدت هذه القوات في بيان "حرصها على حماية آثار الشعب السوداني والحفاظ عليها".

خلال الأيام الماضية، تداول العديد من السودانيين على منصات التواصل الاجتماعي إعلانا نقلا عن موقع التجارة الإلكترونية "إي باي" لبيع قطعة تضم ثلاثة تماثيل على قاعدة واحدة (رجل وامرأة وطفل) وكُتب عليها أنها من القطع الأثرية المصرية القديمة معروضة للبيع بسعر 280 دولارا.

وندّد هؤلاء ببيع تراث السودان عبر الإنترنت، إلا أن أحد خبراء الآثار السودانية أكد لفرانس برس، وقد طلب عدم ذكر اسمه، أن "التمثال المعروض (على الانترنت) تقليد لقطعة موجودة بالمتحف".

إلا أنه أشار إلى أن هناك إعلانات لـ"قطع فخارية وذهبية ولوحات كانت موجودة بالمتحف" معروضة للبيع عبر الإنترنت.

وأَضاف "هناك مخاوف أنه إذا حاول سارقو المتحف تحريك التماثيل الضخمة قد تتعرض للدمار لأنها تحتاج إلى متخصصين".

ودعت اليونسكو السودانيين "من الجمهور والوسط الفني.. في المنطقة والعالم إلى الامتناع" عن الاتجار بالقطع الفنية السودانية.

في العام 2020، أغلقت الحكومة السودانية المتحف لصيانته وظلّ مغلقا إلى أن نجحت السلطات مطلع عام 2023 - وقبل ثلاثة أشهر من الحرب - في نقل تمثال الملك ترهاقا من مدخل المتحف إلى داخله بمساعدة فريق عمل إيطالي متخصّص.

وترهاقا هو خامس ملوك مملكة كوش كما كان يطلق على السودان قديما، وحكمها قبل حوالى 2700 عام.

ولكن لم يفتتح المتحف مجددا بسبب اندلاع المعارك.

في يونيو، تأكدت اليونسكو، بحسب بيان لها، "من تعرّض أكثر من عشرة متاحف ومراكز ثقافية ومؤسسات ذاكرة للنهب والتخريب" في السودان.

وحذّرت من ضياع "ذاكرة آلاف السنين من الحضارة والمعرفة والتقاليد الأصلية في البلد".

ولم يتوقّف نهب التراث عند المتحف القومي. وقالت عبد اللطيف إنه "تمّ نهب ممتلكات متحف نيالا في جنوب دارفور ومجموعاته المتحفية وحتى أدوات العرض".

كذلك أشارت إلى سرقة متحف الخليفة عبد الله التعايشي في أم درمان، وتدمير أجزاء من مبناه الذي يعود إلى حقبة الدولة المهدية في السودان قبل الاستقلال.

وأرجع الباحث في الآثار السودانية والمدير الأسبق لهيئة الآثار حسن حسين سبب السرقات إلى أنه "لا توجد حراسة للمتاحف والآثار السودانية بسبب الحرب".

وأطلق باحثون في الآثار حملة لاسترداد القطع الأثرية السودانية المنهوبة. وقال حسين إنه يسعى إلى تسليط الضوء على أزمة سرقة تاريخ السودان خلال مؤتمر سيعقد في مدينة مونستر الألمانية.

وقال "أوضاع الآثار السودانية في الوقت الراهن تشغل كل المهتمين بالتراث الإنساني".

مقالات مشابهة

  • أبرز جهود إنهاء الحرب في السودان
  • حماس: السنوار سيوجه رسالة مباشرة قريباً
  • حوار حول الجهود الدولية لوقف حرب السودان
  • السنوار سيوجه رسالة مباشرة إلى فلسطين والعالم قريبا
  • منصور خالد: أهدى طُرق الرجل في البحث هي التي يتَجنّبُ
  • السودان؛ الأسئلة المُحرَّمة!
  • عادل الباز: توصيات البعثة ووراق!
  • أكثر من تمديد !!
  • أرقام صادمة لعدد القتلى المدنيين في الخرطوم منذ بدء الحرب
  • الحربُ في السودان تتسبّب في نهب المتاحف والآثار