لست مع هزيمة شعبنا من قبل أي قوى كانت، ولكن حقنا في الحياة هو الأمر الأهم. ديمومة السلام بيننا هي الشيء الحتمي الذي لا بد أن يكون، بغض النظر عن طرح المنظمات الدولية أو الفرقاء السياسيين. إن التمسك بالحياة والسلام ليس ضعفًا ولا انهزامًا، بل هو واجب وطني وأخلاقي تجاه شعب عانى وما زال يعاني من ويلات الحروب والنزاعات.

السودان لا يحتمل المزيد من الدمار، والشعب السوداني يستحق مستقبلًا آمنًا مستقرًا.
في ظل التوترات المستمرة والحرب التي أنهكت الشعب السوداني، بات من الضروري أن نتخذ موقفًا واضحًا وحازمًا لوقف دوامة العنف. إن الحرب لم تأتِ سوى بالدمار والخراب، وهي تسحق آمال السودانيين في حياة كريمة ومستقبل مستقر. لذا، علينا كأمة أن نقف صفًا واحدًا لعزل دعاة الحرب والمُحاربين، والسعي إلى التعاون مع الشعوب الشقيقة والصديقة، وكذلك المنظمات الإقليمية والدولية التي تسعى جاهدة لإنهاء هذا النزاع الدامي.
عزل دعاة الحرب
أول خطوة في هذه المسيرة هي عزل دعاة الحرب، هؤلاء الذين يرون في النزاع طريقًا لتحقيق مصالحهم الضيقة على حساب الوطن والشعب. إن المتسببين في استمرار الحرب لا يسعون إلى مصلحة السودان بقدر ما يحاولون تعزيز مواقعهم السياسية والاقتصادية من خلال إشعال الفتن وتفتيت البلاد. يجب أن يكون واضحًا أن الشعب السوداني لا يوافق على هذه الأجندات، وأنه يسعى للسلام والاستقرار.
لكي ننجح في عزل دعاة الحرب، يجب أن نعتمد على وعي الشعب السوداني وتعبئته بشكل مستمر. فالوطنية الحقة تكمن في رفض الإذعان لإرادة من يسعون لتدمير البلاد. إن وعينا الجماعي هو سلاحنا الأقوى ضد هؤلاء، ولذلك يجب أن نعمل على حشد الشعب وتوعيته بمخاطر استمرار النزاع، وبأن الحلول العسكرية لن تجلب سوى المزيد من الدماء والدمار.
التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة
إلى جانب تعبئة الداخل، علينا التعاون مع الشعوب الشقيقة والصديقة، والمنظمات الإقليمية والدولية التي تسعى إلى إحلال السلام في السودان. من بين هذه الجهود، يأتي التحالف الدولي بقيادة المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية وسويسرا، والذي يعمل من أجل وقف النزاع والحد من تداعياته الكارثية. إن دعم هذه الجهود والتعاون معها ليس خيارًا، بل هو واجب على كل مواطن سوداني يسعى لسلامة وطنه.
التعاون مع الدول الصديقة والتحالفات الدولية يمكن أن يوفر للسودان الدعم اللازم للضغط على الأطراف المتنازعة لوقف القتال. الدول التي ترغب في الانضمام إلى هذا التحالف يجب أن تُرحب، إذ إن الوضع في السودان يتطلب تضامنًا دوليًا حقيقيًا للضغط على المتورطين في النزاع. التضامن الدولي ليس مجرد كلام، بل هو أدوات ضغط فعالة يجب استخدامها لإجبار الأطراف المتحاربة على العودة إلى طاولة الحوار.
أدوات الضغط المجربة: الحظر الجوي وحظر التسليح
هناك وسائل ضغط أثبتت فعاليتها في النزاعات الدولية، ويجب استخدامها في الحالة السودانية. أول هذه الأدوات هو حظر التسليح على جميع الأطراف المتحاربة. يجب على المجتمع الدولي فرض حظر كامل على استيراد وتصدير الأسلحة إلى السودان. كلما قلت القدرة على الحصول على الأسلحة، قلت مدة الحرب وقلت قدرتها على التوسع.
ثانيًا، فرض منطقة حظر جوي في السودان هو إجراء ضروري للحد من استخدام الطيران الحربي الذي يساهم بشكل كبير في تدمير البنية التحتية وقتل المدنيين. إن فرض حظر جوي سيسهم في تقليل العمليات العسكرية ويمنح فرصة أكبر لتقديم المساعدات الإنسانية.
فتح المطارات ودخول الإغاثات
إلى جانب الحظر الجوي والتسليحي، يجب على المجتمع الدولي فرض فتح المطارات السودانية تحت رعاية دولية للسماح بوصول المواد الغذائية والأدوية إلى المحتاجين. لا يمكن أن نسمح بأن يتحول المدنيون الأبرياء إلى ضحايا للحرب بسبب نقص الغذاء والدواء. الإغاثة الإنسانية يجب أن تكون أولوية قصوى، ويجب أن تُفرض بالقوة إذا لزم الأمر.
السعي إلى وقف إطلاق النار وترتيبات أمنية
المطلب الأساسي الذي يجب أن نعمل على تحقيقه هو وقف إطلاق النار الفوري. الحرب لا رابح فيها، واستمرارها يعني استمرار المعاناة والتشرد. يجب أن تُبذل كل الجهود لإجبار الأطراف المتحاربة على وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات حقيقية للتوصل إلى حلول سياسية. وقف العدائيات هو الخطوة الأولى نحو وضع ترتيبات أمنية تضمن عدم عودة النزاع، وتفتح الباب لعملية سياسية تفضي إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية.
خريطة الطريق
إن الحلول المطلوبة للخروج من هذا الوضع الكارثي ليست خفية. نحن بحاجة إلى خريطة طريق واضحة نتفق عليها ونسعى إلى حشد الشعب السوداني حولها. هذه الخريطة يجب أن تبدأ بوقف إطلاق النار، مرورًا بترتيبات أمنية وإنسانية تضمن حماية المدنيين وتقديم المساعدات الضرورية، وصولًا إلى مفاوضات سياسية تؤدي إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية.
إن رفضنا للحرب وللمتسببين فيها يجب أن يكون قويًا وواضحًا. لا خوف من التهديدات ولا إغراءات المال، نحن وطنيون نحمل همّ بلادنا في قلوبنا، ولن نسمح لمن يطمع في السلطة أو المال بتدمير ما تبقى من وطننا.
في النهاية، إن السودان في أمس الحاجة إلى تضافر الجهود الوطنية والدولية لوقف الحرب. يجب علينا كأمة أن نطالب بشدة باستخدام جميع الوسائل المجربة، من حظر التسليح والحظر الجوي إلى فتح المطارات والإغاثات الإنسانية، لإجبار الأطراف المتنازعة على وقف القتال. الحل الوحيد هو العمل المشترك بين الشعب السوداني والدول الشقيقة والصديقة، من أجل إنهاء هذا النزاع وفتح الطريق نحو بناء وطن يسوده السلام والديمقراطية.

#لا_للحرب
#لازم_تقيف

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الشقیقة والصدیقة وقف إطلاق النار الشعب السودانی دعاة الحرب التعاون مع یجب أن

إقرأ أيضاً:

د. عنتر حسن: الطبيب السوداني الذي قتل في جوبا !!!

مصيبة الحزبية في السودان انها ليست كأحزاب الغرب يختلفون في طرق تنمية وتطوير الوطن ويتفقون تماما في اوطانهم وحتى لو تنازلوا من اهدافهم الخاصة لا يقبلوا اي شي يؤدي الى دمار او إلحاق اي اذي لبلادهم،

اما في السودان فانهم في سبيل وصولهم الى السلطة لا يهمهم ان احترق الوطن بمن فيه او قتل كل مواطنيه، ويمكنهم التعاون مع الشيطان في سبيل ازاحة الحزب الاخر في سبيل كراسي السلطة. البيان الذي خرج من بعض مكونات هؤلاء الساسة المأجورين في نعي الطبيب السوداني الذي قتلوه الجنوبيين، وتبريرهم بان قتله كان لتداعيات احداث ولاية الجزيرة !! والله تبرير في غاية الغرابة والخباثة. طبيب سوداني ذهب إلى جنوب السودان ليعمل معهم ويقدم خدمة انسانية، يدخلون عليهم مجموعة في بيته ويقتلونه بلا ذنب ارتكبه غير انه ذهب لخدمتهم، كيف نبرر لهم بأنه مجرد تداعيات احداث الجزيرة ؟!!!

وفي نفس الوقت من عملوا فتنة الجزيرة هم أنفسهم عندما كتبوا في صفحاتهم في أن الجيش يقتل الجنوبيين، وطلبوا من الجنوبيين ان يلحقوا ابناءهم، و نجحوا في فتنتهم وقامت مجموعة من الجنوبيون الغاضبون بقتل تجار وناس سودانيين شماليين أبرياء لجأوا إليهم يحتمون بهم من نيران الحرب ويقومون بقتلهم بلارحمة، وبعد ذلك يأتي هؤلاء الخونة العملاء ليبرروا نتائج افعالهم الشنيعة بأنها مجرد تداعيات احداث الجزيرة !!! وهم في غاية السعادة لهذه الأحداث ويعتقدون انها لمصلحتهم!!.

والله لا ندري اين سيصل حد هؤلاء الساسة ومكوناتهم السياسية في الوضاعة والانحطاط وسوء الاخلاق ؟!! كان من باب أولى ان تقولوا لاخوانكم في جنوب السودان عن استحالة ان يقصد سوداني شمالي احد لمجرد انه مواطن جنوبي، وكان عليهم ان يطلبوا منهم في بيانهم أن ينتظروا نتيجة التحقيق ليعلموا الحقيقة، خاصة وان الجيش استنكر اي قتل خارج القانون، وكان عليهم ان يسألوا هل من قتل كان مجرد مواطن جنوبي عادي ام متعاون وجندي في الدعم السريع فإذا وجد ان من قتل كان مواطنا جنوبيا لا علاقة لهم بالميليشيا يتم اعدام من ارتكب الجريمة في ميدان عام، وكان عليهم ايضا ان يلوموا حكومة الجنوب، في انهم كان عليهم ان يوفروا الحماية للطبيب والتاجر والمقيم الشمالي لأنهم ليس لهم ذنب في الأحداث وأنهم لجاوا إليهم كاخوان لنفس السبب، ولكنها الحزبية البغيضة والفتنة الممنهجة والوضاعة في تحقيق مكاسب خاصة على حساب الوطن والمواطن.

د. عنتر حسن

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي يعتمد على جهود ترامب للسلام
  • ترامب: أعمل على إنهاء حرب أوكرانيا في أسرع وقت
  • السيادة السوداني: قرار وزارة الخزانة الأمريكية ضد البرهان كيدي ويستهدف وحدة السودان
  • مقتل الروائي السوداني يحي حماد فضل الله تحت التعذيب
  • أبو صلاح شلبي: دعوة الرقابة الإدارية لوقف التعيينات بالحكومة مجحفة
  • محافظ الأقصر يستقبل القنصل السوداني لبحث التعاون المشترك
  • القنصل السوداني بأسوان يشيد بدور مصر في أزمة الحرب
  • التحالف السوداني للحقوق يناشد ترامب دعم السلام في السودان
  • التحالف السوداني للحقوق: رسالة مفتوحة… دعوة الي العمل والتضامن مع السودان في يوم التنصيب 2025
  • د. عنتر حسن: الطبيب السوداني الذي قتل في جوبا !!!