تكثّف شركات عدّة من خطط الحفر لاستكشاف إمكانات وموارد جديدة، محاولةً لتلبية الطلب على النفط والغاز الآخذ بالارتفاع، وكان للشركات الآسيوية نصيب وافر من هذه الاستعدادات.

وكشفت تحركات شركتي “بتروناس” الماليزية و”أويل إنديا” الهندية اتجاهًا للمضي قدمًا في تطوير أصول جديدة، أو إعادة إحياء أصول لم تثمر خطط تطويرها السابقة.

وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لمستجدات خطط الحفر خلال الأسبوع الأخير من شهر أغسطس/آب الماضي، فإن الشركتين تحاولان تأمين المنصات والمعدّات اللازمة لإنجاز خطوة على طريق التطوير على مدار العامين المقبلين.

وتعتزم شركة تابعة لشركة بتروناس كاريغالي (Petronas Carigali) إعادة النظر في اكتشاف بالمكسيك، في حين تكافح شركة أويل إنديا (Oil India) للحصول على منصة رفع ذاتية “جاك أب” لمشروع بحري على الساحل الغربي للبلاد.

خطط الحفر في المكسيك

تتضمن خطط الحفر لشركة “بتروناس كاريغالي” إعادة شركتها الفرعية في المكسيك “بي سي كاريغالي” تقييم اكتشاف قبالة سواحل الدولة الواقعة في أميركا الشمالية.

وكانت الشركة قد توصلت إلى اكتشاف “ناجال- 1 إي إكس بي Naajal-1EXP” العام الماضي 2023، بعد برنامج حفر بدأ في النصف الأول من العام.

واستعانت الشركة الماليزية في المكسيك بسفينة حفر تابعة لشركة نوبل كورب (Noble Corp) البريطانية، لتطوير بئر “ناجال- 1 إي إكس بي” الواقع في المربع 4، ضمن نطاق رخصة “إيه 4 سي إس لعام 2016”.

سفينة الحفر نوبل غلوبتروتر 1 – الصورة من Alpha Coders

وخلال العام الماضي، صادفت سفينة الحفر “نوبل غلوبتروتر 1” موارد نفط وغاز في البئر؛ ما شجع الشركة الماليزية على مواصلة تقييم الاكتشاف واستئناف الحفر في المياه العميقة للمربع 4 نهاية عام 2026.

وتشمل خطط الحفر المستقبلية للشركة الماليزية في المكسيك إحراز تقدّم في اكتشاف العام الماضي، عبر إعادة معالجة بيانات المسوحات الزلزالية للبئر وتبنّي دراسات جيولوجية له، بدءًا من العام الجاري 2024، لمدّة عامين.

وبجانب ذلك، تنوي الشركة حفر بئر ثانية (تطلق عليها ناجال- 2 دي إي إل)، خلال الربع الرابع من عام 2026، وفق مستجدات الحفر التي نشرها تقرير منصة التحليل الرقمي المعنية بالهيدروكربونات والبيئة والانبعاثات (إسجيان Esgian).

تطوير أم انسحاب؟

يبدو أن اكتشاف العام الماضي فتح شهية الشركة الماليزية على مواصلة التطوير، بعدما أصيبت بخيبة أمل جراء فشل خطط الحفر لبئر (ياكس شيلان إستي- 1 إي إكس بي) عام 2019، بعد تسرب المياه داخل البئر.

وكانت بتروناس قد فازت -في ديسمبر/كانون الأول 2016- بحقوق تنقيب في مربعين بالمياه العميقة للمكسيك، وتضمَّن ذلك حصة قدرها 50% لتطوير المربع 4، وحصة 23% في المربع 5، وفق ما نشرته رويترز آنذاك.

واتخذت الشركة خطوة مثيرة للجدل في مارس/آذار الماضي، بعدما قررت تقليص عملياتها في المكسيك، وتخارج شركتها الفرعية “بي سي كاريغالي” من 8 مربعات استكشاف بحري، من أصل 10 مربعات تشارك في تطويرها.

وأرجع مسؤول بالشركة هذا القرار إلى جدوى تطوير الاكتشافات وخطط الحفر، في ظل التقلبات التي تشهدها صناعة النفط والغاز، وتحديات التكلفة، وفق ما نقلته منصة إيدج ماليزيا (The Edge Malaysia).

ورغم انسحاب الشركة من المربعات الـ8 والتخلي عن 80% من موظفيها في المكسيك، فإنها لم تعلن تخارجها الكامل من البلاد؛ ما يفسّر إقدامها على إعادة تقييم البئر “ناجال- 1 إي إكس بي” مؤخرًا، وإحياء خطط الحفر من جديد.

مناقصة حفر هندية

استعدت الهند لخطط الحفر الجديدة بطرح شركة “أويل إنديا” مناقصة لاختيار منصة ذاتية الرفع “جاك أب” تبدأ عملها العام المقبل، في بئر بالمربع “كيه كيه- أو إس إتش بي 2018/1” (KK-OSHP-2018/1).

وتتمثل مهمة الرافعة في اختبار البئر -الواقع على عمق مائي يصل إلى 80 مترًا في المربع قبالة ساحل ولاية كيرالا- لمدة 180 يومًا (6 أشهر) تمهيدًا لهجره والتخلي عنه.

وبجانب ذلك، تعمل الرافعة على اختبارات أخرى في مهمات عمل لمدد تتراوح بين 30 يومًا و173 يومًا.

منصة ذاتية الرفع – الصورة من ABL Group

وتخطط الشركة لبدء برنامج الحفر بحلول أكتوبر/تشرين الأول أو نوفمبر/تشرين الثاني العام المقبل، بعدما اشترطت على المتقدمين بالعطاءات تسليم الرافعة إلى الموقع خلال 180 يومًا من الترسية.

ويُسمح للمتقدمين بطرح عطاءاتهم حتى 22 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وتجذب هذه المناقصة الأنظار خوفًا من مواجهتها أيّ تحديات، خاصة أن “أويل إنديا” ألغت مناقصة مماثلة لتطوير مواقع بالساحل الغربي خلال الربع الرابع من العام الماضي.

إستراتيجية مستمرة

تأتي محاولة اختبار البئر الواقعة قبالة ساحل ولاية كيرالا ضمن إستراتيجية أوسع نطاقًا تتبنّاها الدولة الآسيوية، لزيادة الإنتاج المحلي.

وكانت شركة النفط والغاز الطبيعي الهندية (ONGC) قد بدأت الإنتاج من خامس بئر مشروع بحري عملاق (يُتوقع إنتاجه 45 ألف برميل نفط يوميًا بعد انتهائه) في حوض كريشنا، نهاية أغسطس/آب الماضي.

وشملت خطط الحفر للمشروع تطوير 26 بئرًا (13 بئر منتجة للنفط، و7 للغاز الطبيعي)، وتستعد هذه الآبار لبدء الإنتاج نهاية الربع الأول من 2025؛ ما يعزز إنتاج النفط الهندي بنسبة 11%.

وبالتزامن مع ذلك، تطلق شركة إنديان أويل (Indian Oil) حملة للمسوحات الزلزالية قبالة سواحل شرق وغرب الدولة الآسيوية، ويبدو أن هناك اتجاهًا لزيادة الإنتاج المحلي محاولةً لتقليص الواردات وتلبية الطلب والاستهلاك الآخذ بالارتفاع.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
Source link مرتبط

المصدر: الميدان اليمني

كلمات دلالية: العام الماضی فی المکسیک

إقرأ أيضاً:

"حماس" تحذر: إسرائيل تدفع الأمور إلى "نقطة الصفر"

◄ بعد تنصل نتنياهو من "اتفاق غزة".. اجتماع مرتقب لكبار ضباط جيش الاحتلال

◄ نتنياهو يلجأ لسياسة التجويع وقطع المساعدات للضغط من أجل إخراج الأسرى دون اتفاق

◄ زيارة المبعوث الأمريكي ويتكوف "قد تنقذ" المفاوضات

◄ أمريكا تبحث عن طريق لـ"إخراج العربة من الوحل"

 

 

الرؤية- غرفة الأخبار

 

قالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" أمس إن الاحتلال الإسرائيلي يدفع الأمور إلى نقطة الصفر من خلال طلب تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه سيتبنى اقتراحًا طرحه مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة لشهر رمضان وعيد الفصح بعد ساعات من انقضاء أجل المرحلة الأولى من الاتفاق.

وقال أسامة حمدان القيادي الكبير في حماس في بيان بثه التلفزيون "الاحتلال يدفع لإعادة الأمور إلى نقطة الصفر، والانقلاب على الاتفاق، من خلال ما يطرحه من بدائل مثل تمديد المرحلة الاولى، أو عمل مرحلة وسيطة، وغيرها من المقترحات التي لا تتوافق مع ما جاء في الاتفاق الموقع بين الأطراف".

في سياق ذلك، استدعى رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد إيال زامير، كبار الضباط لاجتماع يوم الجمعة المقبل، في ظل تنصل إسرائيل من بنود الاتفاق وقرارها بقطع المساعدات عن الشعب الفلسطيني في غزة وتهديدها بالعودة إلى الحرب.

ويتوعد مسؤولون إسرائيليون باستئناف حرب الإبادة على غزة، ويرغبون بإطلاق مزيد من الأسرى، دون أن تلتزم تل أبيب باستحقاقات المرحلة الثانية، وخاصة إنهاء الحرب والانسحاب من القطاع بشكل كامل.

من جهتها، نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن وزير الطاقة إيلي كوهين أن خيار العودة إلى الحرب لا يزال مطروحا، لكنه ليس الهدف الأساسي للحكومة. وأضاف كوهين أن لدى إسرائيل عدة وسائل ضغط، من بينها وقف المساعدات، مؤكدا أن تل أبيب ستمنح المبعوث الأمريكي ستيفن ويتكوف والوسطاء مهلة زمنية محددة لتقديم مقترح جديد.

ويواصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وضع العراقيل، مؤكدا رفضه بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، واعتماده سياسة التجويع وقطع المساعدات عن الشعب الفلسطيني في غزة للضغط من أجل إخراج الأسرى دون المضي قدما في الاتفاق.

وفي تبريره لقرار وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، قال نتنياهو "لن تكون هناك وجبات مجانية" حسب تعبيره، مشددا على أن حركة حماس مخطئة بشكل كبير إذا كانت تعتقد أن وقف إطلاق النار يمكن أن يستمر أو أن تظل شروط المرحلة الأولى سارية دون أن تحصل إسرائيل على الأسرى. وعرقل نتنياهو لأيام، إطلاق سراح نحو 620 أسيرا فلسطينيا كان مقررا الإفراج عنهم في الدفعة السابعة، رغم وفاء حماس بالتزاماتها.

في الأثناء، نقلت صحيفة هآرتس عن مصدر إسرائيلي مشارك في محادثات اتفاق وقف إطلاق النار في غزة قوله إن زيارة ويتكوف نهاية الأسبوع ربما تنقذ المفاوضات.

وقال المسؤول الإسرائيلي -الذي لم تسمه الصحيفة- إن الزيارة يمكن أن تحقق اختراقا خلال الأيام المقبلة، مشيرا إلى أنه بمجرد موافقة حركة حماس على المقترح الأمريكي سيكون بالإمكان بدء المفاوضات، وأن المؤسسة الأمنية تستعد لاستئناف العمليات العسكرية إن فشلت المحادثات.

من جانبها، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر أمنية قولها إن الوسطاء طلبوا الانتظار بضعة أيام أخرى قبل استئناف القتال. وأضافت المصادر ذاتها للصحيفة أن القيادة السياسية في إسرائيل تراعي الزيارة المرتقبة للمبعوث الأمريكي ويتكوف علّها تسهم في إحراز تقدم.

في غضون ذلك، قال زعيم حزب "الديمقراطيين" الإسرائيلي المعارض يائير غولان، إن حكومة نتنياهو تهربت من المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الصفقة، معتبرا أن نهاية الحرب كارثة سياسية بالنسبة لرئيس الوزراء. وأكد غولان أن إسرائيل وقّعت على اتفاق وكان من المفترض أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية في اليوم الـ16 من المرحلة الأولى، لكنها تهربت من ذلك. وأضاف، أن ويتكوف، اقترح البحث عن طريقة للخروج من المأزق، قائلا "دعونا نرى كيف نخرج العربة من الوحل".

مقالات مشابهة

  • "حماس" تحذر: إسرائيل تدفع الأمور إلى "نقطة الصفر"
  • بلدية الشارقة تنفذ 11572 خدمة عامة خلال العام الماضي
  • انخفاض مبيعات تسلا في الدول الاسكندنافية بشكل حاد في فبراير الماضي
  • رئيس مدينة بورفؤاد : استمرار أعمال إزالة نواتج الحفر ومخلفات البناء
  • أكثر من 56 ألف زائر للمعالم التاريخية بجنوب الباطنة العام الماضي
  • شركة الحفر العراقية تكسر الصمت وتطالب وزارة النفط بالامتيازات.. فيديو
  • الهاشمي: الإنجاز الخليجي يرفع سقف طموحات «جولف الإمارات»
  • وزير الزراعة: العراق صدر أكثر من 700 ألف طن من التمور العام الماضي
  • ليفربول يقترب من الحفاظ على صلاح ويحبط طموحات دوري روشن
  • عدل 3.. إطلاق منصة رقمية لتحديث بيانات المكتتبين