سلطان بن سالم العيسائي**
تُنذر حجم الاضطرابات والحروب التي تهز أجزاء كثيرة من العالم؛ بأن احتمالات اندلاع شرارة الحرب العالمية الثالثة قائمة بالفعل، وقد لا يكون مُهماً معرفة من أين ستبدأ هذه الحرب؟ وما هي التحالفات الجديدة التي بدأت ملامحها تتشكل بناءً على الجيوسياسية؟ ورغم تباين آراء الخبراء بشأن مدى تأثير عملية التوغل العسكرية التي أقدمت عليها القوات الأوكرانية في إقليم كورسك الروسي الحدودي، وبعمق وصل في بعض التقديرات إلى أكثر من 30 كيلومترا داخل روسيا؛  إلا أن السباق على التسلح والمناورة والتجنيد يتزامن مع  بؤر الصراعات المشتعلة والمتشابكة تُنذر بمواجهة كونية لا مفر منها.


والشرق الأوسط شهد صراعات متعددة على مر العقود أثرت على الاستقرار الإقليمي والدولي؛ لذلك ينبغي على الدول العربية أن لا تتفاجأ بمثل هذه الأزمات، كالأزمات الاقتصادية العالمية التي أدت إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي وأثرت في الاستثمارات المحلية والأجنبية، وجائحة كورونا التي أفرزت كساد اقتصادي احتاج إلى فترة طويلة للتعافي منه.
ويُمكن تحقيق مجموعة من الإجراءات الاستباقية بالنسبة لدول العالم العربي والعالم الثالث، وإعادة ترتيب أوراقها من خلال إعادة تقييم السياسات والاستراتيجيات الحالية، وبناء شراكات وعلاقات قوية مع القوى الاقتصادية والتجارية التي يُمكن أن تكون بديلة، واستخدام القنوات الدبلوماسية لتعزيز التواصل وتحقيق هذه الشراكات، وتفعيل دور اللجان والمنظمات الاقليمية العربية مثل: المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع لجامعة الدول العربية، واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، واللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة التعاون الإسلامي (الكومسيك)، ودور مجلس التعاون الخليجي، ومجلس الوحدة الاقتصادية العربية وغيرها.
وكذلك الإسراع في إبرام اتفاقيات الأمن الإقليمي، وتطوير اتفاقيات أمنية وتعاون عسكري بين دول الجوار لتعزيز الأمن المشترك، واتفاقيات التكامل الاقتصادي لتقليل الاعتماد على القوى الكبرى، وتطوير القدرة الدفاعية من خلال البحث عن التوازن، وتعزيز الدفاعات العسكرية بشكل يهدف إلى الردع دون التسبب في سباق تسلح قد يؤدي إلى تصعيد النزاعات، وإجراء تدريبات عسكرية مشتركة مع الدول الصديقة لتحسين التنسيق وتعزيز الثقة.
ومن الإجراءات الاستباقية المهمة أيضاً، التحضير لحالات الطوارئ من خلال وضع خطط طوارئ لمواجهة الأزمات والتخفيف من تأثيرات الأزمات المحتملة، وتطوير استراتيجيات للتعاون الإنساني مع الدول الأخرى لتقديم المساعدات في حالات الطوارئ، وتعزيز الأمن السيبراني لحماية البنية التحتية من الهجمات الإلكترونية، وإنشاء مراكز تحكم وتبادل المعلومات حول التهديدات المحتملة، والأهم من ذلك كله هو تعزيز برامج السلام والتسامح الدولي، والتسوية السلمية للنزاعات الدولية.

[email protected]
باحث دكتوراه بجامعة صحار، ورئيس قسم التعلم مدى الحياة بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة شمال الباطنة **

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هولندا تدرج إسرائيل لأول مرة على قائمة الدول التي تشكل تهديدا للبلاد

هولندا تدرج إسرائيل لأول مرة على قائمة الدول التي تشكل تهديدا للبلاد

مقالات مشابهة

  • حمزة: أدعو جميع الشركات والمستثمرين الوطنيين والدوليين للمشاركة في هذا الحدث الاقتصادي النوعي كما أدعو الجميع لزيارة المعرض والتعرف على التطورات الاقتصادية والصناعية والثقافية والاجتماعية التي تشهدها سوريا
  • مصطفى بمؤتمر حل الدولتين: على كل الدول العمل لإيقاف الحرب بغزة
  • ترامب يعلن رفع التعريفات الجمركية العالمية إلى 15%-20% كحد أدنى
  • لأول مرة.. هولندا تدرج الاحتلال الاسرئيلي ضمن الدول التي تشكل تهديداً
  • الجزائر تُفعّل قوانين التعبئة العامة.. جاهزية شاملة في وجه التهديدات الاستراتيجية
  • محمد أبو العينين: الشعب لديه وعي بكل المخططات التي تدار ضد الدولة
  • هولندا تدرج إسرائيل لأول مرة على قائمة الدول التي تشكل تهديدا للبلاد
  • ما هي الخيارات الأخرى التي تدرسها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد حماس؟
  • الجدل الاقتصادي في شأن الذكاء الاصطناعي 1/5
  • رئيس الوزراء المجري: خطر الحرب العالمية الثالثة يتزايد