في أجواء مشحونة تباعدت فيها مواقف الأطراف ذات الصلة، تتلاشى الآمال يوماً بعد يوم في التوصل إلى اتفاق يوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ويحرر الرهائن الذين تحتجزهم حماس منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، رغم التصريحات الأمريكية، التي تتحدث عن ترتيبات لكشف مقترح جديد.

وذكرت القناة الـ 13 الإسرائيلية، مساء أمس الجمعة أن "التقديرات الإسرائيلية تستبعد التوصل إلى صفقة".

وأشارت إلى مناقشات "استراتيجية" عقدت في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، خلال الساعات الماضية ضمت وزراء ورؤساء الفريق المفاوض، وخلصت إلى أن "من غير المتوقع التوصل إلى صفقة وأن احتمالاتها باتت ضعيفة للغاية، وعلى إثر ذلك تستعد إسرائيل لمواصلة القتال في الشمال والجنوب".

????Update: Israel says No Deal!! Achieving the ceasefire in the Gaza Strip depends both on Palestine’s radical movement HAMAS and the Israeli government, and the United States hopes to get their response in coming days, US Secretary of State Antony Blinken said! pic.twitter.com/hg6LQkpUHQ

— US Civil Defense News (@CaptCoronado) September 6, 2024

ونقلت عن مصدر وصفته بالمطلع "لا مفاوضات حالياً مع حركة حماس، هناك محادثات بين الوسطاء وواشنطن لطرح مقترح تسوية، وذلك غير جدي". وفي سياق متصل، قالت هيئة البث الإسرائيلية مساء الجمعة، إن البيت الأبيض "يؤخر تقديم الخطوط العريضة للمقترح الجديد"، وأشارت إلى شعور "لدى جميع الأطراف بأن فرصة التوصل إلى اتفاق ضئيلة جداً".

ونقلت الهيئة عن مصادر "كل طرف في المحادثات يرى أن الطرف الآخر غير راغب في إبرام صفقة، وهذا يجعلها مستحيلة". وأشارت الهيئة إلى أن "حماس تتمسك بعدد الأسرى الفلسطينيين رغم انخفاض عدد المحتجزين لديها". ونقلت الهيئة عن مصادر عسكرية أن الجيش سيغير طبيعة القتال في الأنفاق لتجنب إلحاق الأذى بالرهائن.

وأصدر الجيش الإسرائيلي تعليماته لسكان الجليل الغربي، وعدد من بلدات الجليل الأعلى على الحدود مع لبنان، بتقليل التجمعات، والبقاء قرب الأماكن الآمنة، والملاجئ.

US Secretary of State Antony Blinken said it was incumbent on both Israel and Palestinian Islamist group Hamas to say yes on remaining issues to reach a Gaza ceasefire deal, which has faced obstacles in negotiations across months https://t.co/OtJJsJl98K

— Reuters (@Reuters) September 6, 2024

وفي الأثناء، أظهر استطلاع رأي للقناة الـ 12 الإسرائيلية، أن 60% من الإسرائيليين يعتقدون أن الصفقة أكثر أهمية من البقاء في محور فيلادلفيا، مقارنةً مع 28% يعتقدون عكس ذلك. كما أظهر الاستطلاع أن 61% لا يثقون في بذل الحكومة الإسرائيلية ما في وسعها لإعادة الرهائن.

ويمثل بقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا على حدود قطاع غزة مع مصر، إحدى أبرز نقاط الخلاف العالقة التي تحول دون التقدم في مفاوضات التوصل إلى اتفاق.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مصادر مطلعة على سير المفاوضات، أن "رسائل نتانياهو المتضاربة تربك محادثات وقف إطلاق النار"، في إشارة لإعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي أخيراً في أكثر من مناسبة أنه متمسك بالبقاء في هذا الممر، لمنع استخدامه لتهريب الأسلحة لحماس، وهو ما ترفضه الحركة، ومن قبلها مصر تماماً، بينما يبلغ رئيس وفد التفاوض الإسرائيلي الوسطاء أن الجيش سينسحب في نهاية المطاف من المحور.

وفي هذا السياق، تحدث تصريحات مصدر مصري بارز عن "تعنت" رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يظل "عقبة أمام أي جهود للهدنة وإقرار السلام".

ونقلت "القاهرة الإخبارية" عن المصدر، الذى لم تكشفه، مساء أمس الجمعة، أن "استمرار الفشل العسكري والسياسي الإسرائيلي يدفع حكومة نتانياهو لمزيد من التعنت وإفشال جهود الوسطاء للتغطية على إخفاقها".

وترى القاهرة، أن تصريحات نتانياهو "تفتقد للواقعية، ويسعى من خلالها إلى تحميل الدول الأخرى مسؤولية فشله في تحقيق أهدافه في قطاع غزة الذي شهد إبادة جماعية. الأشهر الماضية أثبتت أن نتانياهو لا تهمه عودة المحتجزين الإسرائيليين أحياء، طالما ذلك يتعارض مع أهدافه ومصالحه الشخصية".

ونقلت وسائل إعلام عبرية عن رئيس الشاباك السابق نداف أرغمان: "نحن في طريقنا نحو نظام حكم ديكتاتوري، أنا أخشى على مصير إسرائيل"، وأضاف "محور فيلادلفيا مجرد ذريعة لاستمرار حكم نتانياهو".

وفي ظل هذه المواقف المتباعدة، ينظر مراقبون بعين الدهشة، لتصريحات مسؤولين في الإدارة الأمريكية،عن تقدم كبير في المفاوضات، خاصةً عندما أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن "التوافق على 90% من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة".

ويرى مراقبون، أن ما كشف من الجانب الإسرائيلي من تلميحات عقب الاجتماعات الداخلية الأخيرة عن فشل جهود الوساطة، والاستعداد لجولة تصعيد عسكري جديدة في الشمال، سيشعل المظاهرات في الشارع الإسرائيلي، المنادي بضرورة إبرام صفقة فورية تضمن إطلاق سراح من تبقى من الرهائن لدى حماس أحياء، بعد مقتل عدد منهم أخيراً، ولعب حماس بهذه الورقة، ببث مقاطع مصورة لهم، قبل مقتلهم، يناشدون فيها ذويهم زيادة الضغط على الحكومة للتوصل إلى اتفاق.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية صفقة محور فيلادلفيا رئيس الوزراء الإسرائيلي غزة وإسرائيل محور فيلادلفيا التوصل إلى إلى اتفاق

إقرأ أيضاً:

تقرير: نتانياهو دعا إلى مواجهة واسعة النطاق في الشمال

"مواجهة واسعة النطاق" هكذا وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، ما ستواجهه إسرائيل مع حزب الله في شمال إسرائيل، خلال مباحثات استراتيجية مع قادة الأجهزة الأمنية الخميس، بحسب ما ذكرت "القناة 13" المحلية.

ووفق ما نقلته القناة عن أحد مساعدي نتانياهو إنه "لم يتم تحديد الخطوة" التي وعد بها كبار المسؤولين منذ أشهر، مضيفا أنها قد تستغرق أسابيع أو بضعة أشهر من الآن، بحسب ما نقلته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن التقرير.

وقال مسؤولون خلال اجتماع المباحثات الاستراتيجية "إن الحل الدبلوماسي وحده لا يمكن أن يؤدي إلى عودة عشرات الآلاف من سكان شمال إسرائيل الذين نزحوا منذ السابع من أكتوبر إلى منازلهم".

وأدى القصف المتبادل بين حزب الله والجيش الإسرائيلي على الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ بدء الحرب في غزة، إلى نزوح عدد كبير من السكان على جانبي الحدود.

وتشير "القناة 13" في تقريرها إلى أن هدف إسرائيل "ببدء جبهة حرب مع لبنان في أسرع وقت ممكن بناء على استعداد الجيش الإسرائيلي، والشرعية الدولية".

ويرى مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن توسيع "جبهة الحرب شمال إسرائيل سيتطلب خفض عدد القوات التي تقابل في غزة".

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، الاثنين الماضي، أن إسرائيل عازمة على استعادة الهدوء على الجبهة الشمالية، مشيرا إلى أن "هناك خيار اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى ترتيبات في شمال وجنوب" إسرائيل، مع حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية، "وخيار ثان وهو التصعيد الذي سيؤدي إلى حرب".

ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/اكتوبر، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل يومي عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

مذّاك يستهدف حزب الله بشكل رئيسي مواقع عسكرية إسرائيلية، في هجمات يشنّها من جنوب لبنان "دعما" لغزة و"إسنادا" لمقاومتها. وترد إسرائيل باستهداف ما تصفها بأنها "بنى عسكرية" تابعة للحزب، إضافة إلى مقاتليه.

وأدت هذه المواجهات إلى نزوح عشرات الآلاف من اللبنانيين والإسرائيليين، وأثارت المخاوف من اتساع رقعة الحرب المستمرّة منذ أكثر من 11 شهرا في قطاع غزة.

ومنذ بدء التصعيد، قتل 623 شخصا على الأقل في لبنان، وفق تعداد لوكالة فرانس برس، بينما قُتل 50 شخصا على الجانب الإسرائيلي، وفق الجيش.

مقالات مشابهة

  • مرسيليا يُعلن التوصل إلى اتفاق لضم رابيو
  • السفير الأمريكي في إسرائيل يكشف تفاصيل الرسالة الأخيرة من حكومة نتنياهو
  • ‏وزير الدفاع الإسرائيلي: إمكانية التوصل إلى تسوية في الشمال تتلاشى وحزب الله يواصل ربط نفسه بحماس
  • لبنان... نتانياهو أخطر من شارون
  • قيادي بحماس يؤكد قدرة الفصائل الفلسطينية على مواصلة القتال بغزة
  • نتانياهو يزور نيويورك وسط خلافات مع بايدن
  • نتانياهو يتوعد الحوثيين بعد إطلاق صاروخ على الأراضي الإسرائيلية
  • تقرير: نتانياهو دعا إلى مواجهة واسعة النطاق في الشمال
  • هاليفي يعترف: إعادة الأسرى من غزة دون اتفاق تزداد صعوبة
  • البابا فرنسيس يأسف لغياب تقدم نحو السلام في غزة