سواليف:
2024-09-16@13:50:28 GMT

ماذا لو

تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT

ماذا لو كان الذكاء الاصطناعي مرشحاً؟

بقلم: إبراهيم راضي الصبح

تخيلوا معي… “الذكاء الاصطناعي” قرر يترشح للانتخابات في الأردن! لا، لا تمزحوا… خلونا نتخيل الجدّ. احنا دايماً بنقول: “المستقبل للتكنولوجيا”، و”الذكاء الاصطناعي رح يغير كل شيء”، طيب ليش ما يغير كمان “دورات الانتخابات؟

أول شيء، لازم نعرف إنه إذا الذكاء الاصطناعي نزل انتخابات، ما في داعي للبوسترات الكبيرة اللي بتغطّي الواجهات، ولا للسيارات اللي بتلف البلد تشغل أغاني “علي الصوت”.

لا شعارات زائفة ولا وعود خيالية. الذكاء الاصطناعي ببساطة بيحط قدامك الحقائق بالأرقام، وبيقول لك: “هيك الوضع، اختار صح!” وخلصنا.

مقالات ذات صلة المنسف وزيراً للسياحة!! 2024/09/06

برنامج انتخابي مليء بالأرقام والمعطيات

الذكاء الاصطناعي رح يدخل عليك بخطة انتخابية مبنية على الأرقام والإحصائيات، مش “رح نبني، رح نعمل” وبعدين؟ النسيان، لأنه الذكاء الاصطناعي ما بينسى ولا عنده فشل في الذاكرة، بيقول لك مثلًا: “في آخر 10 سنوات، نسبة البطالة وصلت إلى 19.2%، بينما الخطط الحكومية كانت بتحكي عن خفضها إلى أقل من 10%. أنا ما رح أوعد، لكن رح أعطيك تحليل دقيق وعلمي لحلّ المشكلة”.

وبدون ما تروح تعزم عشائر أو تجيب الناس للحملات الانتخابية بالباصات، بيكون عامل استطلاع للرأي في كل منطقة بدقة 99%. كل ناخب عنده فرصة يفهم بالضبط شو اللي رح يتغير، بالأرقام، مش بالحكي الفارغ.

كشف حساب فوري

تخيلوا الذكاء الاصطناعي وهو بيقدم نفسه في اللقاءات الشعبية: “أصدقائي الناخبين، خلال السنوات الماضية، في 95% من المناطق، وعود النواب كانت غير قابلة للتنفيذ بسبب غياب التمويل أو سوء التخطيط، أنا هنا لأعطيكم الخطة، بالأرقام، وعلى الهواء مباشرة، وعبر ضغطة زر واحدة، بتشوفوا كل إنجازات أو إخفاقات سابقة، وكل وعد كاذب قدمه المرشحون قبلي.

أصلا من غير ما يطلب دعم من أحد، بيكون داخل بمجموعة بيانات ضخمة عن كل واحد منا، وبيعرف إذا كنت جاي على الانتخابات مشان الكنافة أو مشان تسمع وعود حقيقية!

لا مكان للوعود الكاذبة

خلينا نكون واقعيين، الذكاء الاصطناعي مش رح ييجي ويقول لك: “سأرفع الرواتب، سأبني مليون مدرسة، وسأوظف كل شاب”، لا، الذكاء الاصطناعي بياخد إحصائيات البنك المركزي ويقول لك: “الوضع الحالي لا يسمح بأي زيادات في الرواتب، إلا إذا حققنا نمواً اقتصادياً بنسبة 5% على الأقل”. هاد ما بيعطيك كلام عالفاضي، بيعطيك الحقيقية المرّة.

ومش رح يضل يلف علينا بالحكي عشان يرضي فلان وعلان، لا في حشد ولا عشيرة، لأن الذكاء الاصطناعي بيعتمد فقط على الحقائق، وبيقولها بلا أي مجاملات: “ما في ميزانية كافية؟ مش رح نوعد بشي مش رح نقدر نحققه.

صدقٌ بلا حرج

ومن الطريف إنك إذا جيت سألت الذكاء الاصطناعي: “طيب ليش ما تحققوا؟” رح يرد عليك فوراً: “لأن الحكومات المتعاقبة أخطأت في توزيع الأولويات، ولأننا صرفنا على مشاريع ما كان إلها أي قيمة عملية!” باختصار: ما في مجاملات.

الذكاء الاصطناعي ما عنده وقت للف والدوران، بيعطيك حل بناءً على المعطيات، بيقول لك: “إذا استمرينا على هذا الوضع، بعد 5 سنوات رح تتضاعف البطالة بمعدل 2% سنويياً، وبدون لا يعتذر ولا يلف ويقول لك: “هذا الموجود!”

الشفافية المطلقة

ويا سلام لما تطلب كشف حساب لأدائه بعد ما ينجح، ما رح يقول لك: “راجعني الأسبوع الجاي”، رح يفتح لك كل البيانات ويقول لك: “بفضل النظام الإلكتروني المتطور، تم تنفيذ 75% من البرنامج الانتخابي”، وطبعا الكل رح يعرف مين فعلا اشتغل ومين لا، لأنه ما في مجال للتلاعب أو التزوير.

نجاحات مشتركة

ولما ييجي الذكاء الاصطناعي يتكلم عن العشائر، ما رح يقول “إحنا ولاد عشيرة كبيرة ونحمي بعض”. لأ، الذكاء الاصطناعي بيقول لك: “البيانات تشير إلى أن النجاح يعتمد على التعاون المجتمعي وليس الولاءات الضيقة، سنحقق نجاحات مشتركة بناءً على الكفاءة وليس على من يحضر أكثر.”

في النهاية، هل إحنا جاهزين للذكاء الاصطناعي كنواب؟ مش مهم. لكن الشيء الأكيد، هو إنه لو الذكاء الاصطناعي ترشح للانتخابات، رح يخلّي كل نائب بعده يحاسب حاله مليون مرة قبل ما يوعد بوعد كاذب، لأنه الكاميرا شغالة، والمراقبة صارت مش من الناخبين فقط، بل من التقنية اللي ما بتنسى ولا بتسامح.

فيا ترى، هل الذكاء الاصطناعي هو الحل؟ أم إنه المستقبل بانتظار إننا نصير “أذكى”؟

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

تأثير الذكاء الاصطناعي على وسائل الإعلام التقليدية (3-3)

 

عبيدلي العبيدلي **

7. التعرف الآلي على الفيديو والصور:

يُساعد الذكاء الاصطناعي في وضع العلامات والتصنيف التلقائي لمحتوى الفيديو والصورة. ومن الطبيعي أن يساعد ذلك شركات الإعلام في إدارة أرشيفاتها الرقمية بشكل أفضل، وضمان إمكانية البحث في المحتوى والوصول إليه، بطرق أسرع.

وتعمل كل تلك التحسينات على تطوير الكفاءة في التعامل مع كميات كبيرة من محتوى الوسائط المتعددة، ولكنه يقلل من الحاجة إلى المحررين البشريين في مناطق معينة.

8. مذيعو الأخبار وروبوتات الدردشة التي تعمل بالطاقة الذكاء الاصطناعي

مذيعو الأخبار الذين يعملون بطاقة الذكاء الاصطناعي، مثل أولئك الذين شوهدوا في الصين، وروبوتات الدردشة التي تستخدمها شركات الإعلام للتفاعل مع الجماهير هي اتجاهات ناشئة. يمكن لهذه الكيانات الافتراضية تقديم الأخبار والتعامل مع استفسارات العملاء وتعزيز تفاعل الجمهور.

وبفضل مثل هذه النقلات النوعية يمكن للمذيعين وروبوتات الدردشة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي العمل على مدار الساعة، مما يحسن الكفاءة، لكنهم يثيرون أسئلة أخلاقية حول تجريد تقديم الأخبار من إنسانيتهم.

9. التحديات التي تواجه أخلاقيات الصحافة التقليدية

يجلب دور الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى ونشره تحديات أخلاقية، خاصة فيما يتعلق بالتحيز والشفافية والمساءلة. يمكن للخوارزميات الذكاء الاصطناعي نشر معلومات مضللة أو تحيزات عن غير قصد في اختيار الأخبار وتقديمها.

كل ذلك يستلزم ذلك وضع معايير صحفية وآليات رقابة جديدة لضمان حفاظ العمليات التي تقودها الذكاء الاصطناعي على النزاهة الأخلاقية.

10. خفض التكاليف ورفع مستوى الكفاءة

يقوم الذكاء الاصطناعي بأتمتة المهام التي كانت تتطلب في السابق عملا يدويًا، مثل نسخ المقابلات أو تحرير مقاطع الفيديو أو تنظيم المحتوى. هذا يقلل من التكاليف لشركات الإعلام التقليدية.

على أنه في حين أن هذا يزيد من الكفاءة التشغيلية، فإنه يؤدي أيضا إلى إزاحة الوظائف لأدوار محددة في صناعة الإعلام.

خاتمة

إنَّ تأثير الذكاء الاصطناعي على وسائل الإعلام التقليدية عميق ومتعدد الأوجه، مما يؤدي إلى فرص وتحديات، على حد سواء. إنه يحسن الكفاءة، والتخصيص، ومشاركة الجمهور مع إثارة الأسئلة الأخلاقية، وخلق أدوار وظيفية جديدة، وتغيير أشكال العمل الصحفي، وإنشاء المحتوى الإعلامي الجيد.

ومن الضرورة بمكان هنا، التأكيد على أن مؤسسات الإعلام التقليدي الهادفة لتحقيق الاستفادة القصوى من استخدام برمجيات الذكاء الاصطناعي لتطوير أدائها، مطالبة باتخاذ خطوة أخرى تسبق ذلك، وهي وضع أقدامها بثبات، ورسم  ورؤية واضحة، على الطريق الصحيح الذي يمكنها من الاستجابة، ومن مدخل ابتكاري، لمتطلبات رحلة التحول الرقمي.

ومثل هذه الرحلة لا تتوقف عند إجراء تحسينات تشغيلية، مهما بلغ الحيز الذي تشغله التحسينات فحسب. ولا تكتفي باقتناء أفضل الحواسيب، وأكثرها سرعة، أو التمسك بنيل ضمانات توفر لها أفضل سرعات الإنترنت فقط، بل تتطلب وضع خطة متكاملة، تستجيب لاحتياجات استراتيجية واضحة، تشمل كل ما سبق، لكنها محكومة بنظرة مهنية متقدمة تقوم على تحديد مسبق لاحتياجات المنظمة الإعلامية التقليدية بشكل علمي، يلبي متطلبات العمل، ويتناسب مع إمكاناتها المالية والبشرية، ويستجيب لاحتياجات الأسواق التي تخاطبها والجمهور الذي تتوجه نحوه.

ويفترض ذلك التحول نهج مرحلي، يمكن للمنظمة خلال فترته تقليل اضطرابات العمل، مع تعظيم عائد الاستثمار، ويضمن المراقبة المستمرة والتكيف مع البيئة الرقمية الجديدة، وتطوير مستوى أداء الموظفين لضمان نجاح هذا التحول على المدى الطويل.

 

 

 

الطريق إلى الأمام

تتمثل الخطوة الأولى في وضع خطة شاملة للمضي قدما في استراتيجية التحول الرقمي للمؤسسة الإعلامية التقليدية، في الخطوات التالية:

1. فهم الوضع الحالي للمنظمة:

التقييم: إجراء تدقيق داخلي للقدرات التكنولوجية الحالية للمؤسسة، وسير العمل والأداء الإداري في أقسامها. تحديد الثغرات: تحديد مجالات معينة يمكن للتكنولوجيا، وخاصة الذكاء الاصطناعي، تعزيز الكفاءة وإنشاء المحتوى المطلوب.

2. إجراء البحوث وتحديد مصادر المعلومات:

دراسات الحالة: دراسة التحولات الرقمية الناجحة في شركات الإعلام. إذ ستوفر الأمثلة العالمية والإقليمية الناجحة رؤى حول كيفية تنفيذ الذكاء الاصطناعي للأتمتة وتنظيم المحتوى والإعلانات المخصصة. الذكاء الاصطناعي في تقارير وسائل الإعلام: استخدام التقارير من مصادر حسنة السمعة ومشهود لها بالنجاح والموضوعية في إجراء دراسات مفصلة حول كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في إعدادات الوسائط التقليدية. أدوات الذكاء الاصطناعي: تقييم جدوى استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي ذات الصلة بالوسائط، مثل خوارزميات إنشاء الأخبار، وأنظمة بناء المحتوى، وبرامج تحرير الفيديو التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

3. صياغة خطة التحول الرقمي:

الرؤية والأهداف: تحديد أهداف واضحة للتحول. على سبيل المثال، "زيادة مشاركة الجمهور بنسبة 20% من خلال المحتوى المخصص" أو "تقليل تكاليف إنتاج المحتوى عن طريق أتمتة 50% من المهام المتكررة". التنفيذ المرحلي: إنشاء خارطة طريق تحدد مراحل التنفيذ، والتقيد بمحطاتها العملياتية الرئيسية، بدءا من عمليات تكامل الذكاء الاصطناعي الصغيرة مثل روبوتات المحادثة أو التحرير الآلي، والانتقال إلى مشاريع أكبر مثل إنشاء محتوى الذكاء الاصطناعي. تقدير الميزانية وإدارة التكاليف: مواءمة تنفيذ الذكاء الاصطناعي مع الميزانية المتاحة من خلال التركيز على أدوات الذكاء الاصطناعي الفعالة من حيث التكلفة والاستثمارات المرحلية.

4. مصادر المعلومات والمراجع

مقابلات أصحاب المصلحة الداخليين: جمع الأفكار من أصحاب المصلحة الداخليين لفهم التحديات والتوقعات الحالية. أبحاث السوق: استخدم الأوراق البيضاء (White Papers) ورؤى الصناعة من الأبحاث الذكاء الاصطناعي والخاصة بالوسائط.

** خبير إعلامي

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • لمحة حول ويندوز 11 مع مساعد الذكاء الاصطناعي كوبايلوت في الحواسيب المحمولة
  • ملتقى بالرستاق حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي
  • للمنافسة في الذكاء الاصطناعي.. سويسرا تكشف عن حاسوبها الجديد «إي آي بي إس»
  • إطلاق أول دبلوم لاحتراف الذكاء الاصطناعي
  • دراسة: تزايد اعتماد الشركات على الذكاء الاصطناعي لتعزيز الإنتاجية
  • تأثير الذكاء الاصطناعي على وسائل الإعلام التقليدية (3-3)
  • الذكاء الاصطناعي.. أداة يحبها ترامب وتتجنبها هاريس
  • مسلسل «برغم القانون».. الـذكاء الاصطناعي يسيطر على تتر العمل
  • بعد نجاح ألبومها.. أنغام تهاجم الذكاء الاصطناعي
  • كيف تستفيد الخدمات المالية من الذكاء الاصطناعي؟