لبنان ٢٤:
2025-02-07@00:44:29 GMT

هل يقرأ حزب الله خطاب الآخرين جيدًا؟

تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT

هل يقرأ حزب الله خطاب الآخرين جيدًا؟

قد يكون من المفيد جدًّا لـ "حزب الله" أن يبتعد قليلًا عمّا يتعرّض له من ضغط ميداني وما يتحمّله من مسؤولية كبيرة في مواجهة دولة بأمها وأبيها تستبيح كل يوم الحرمات في قطاع غزة وفي الضفة الجنوبية وفي جنوب لبنان، لكي يستطيع أن يرى بوضوح مآل ما يجري على الساحة الداخلية وما له علاقة مباشرة بالمستقبل، وما يخبئه من مفاجآت على صعيد الشراكة الوطنية بين جميع المكونات السياسية، والاستفادة من تجارب الماضي وقساوة ما في الحاضر لبناء مستقبل واضح للأجيال الطالعة قبل أن يصبح الوطن فارغًا من شبابه، الذي يفتش عن مستقبله خارج الحدود.


فالمواقف التي يتخذها النائب السابق وليد جنبلاط بالنسبة إلى ضرورة مساندة "المقاومة" في دفاعها عن الجنوب، وإن لم تكن ترضي أغلبية بيئة الجبل، يُفترض أن تُلاقى بخطوات أكثر تقدمية من قِبل "حزب الله" لطمأنته أكثر من ذي قبل إلى أمن الجبل، الذي يبقى هاجسًا لدى "بيك المختارة" قد يفوق بأهميته أي هاجس آخر حتى ولو كان على حساب قضايا أخرى بعض الأحيان بما يعزّز وحدة الجبل، التي تكرّست بالمصالحة التاريخية، التي رعاها مثلث الرحمات البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، والتي لا يمكن أن تترسخ إن لم تكن تجربة هذه المصالحة معمّمة على مساحة كل الوطن بعيدًا عن المؤثرات الصوتية، التي تُسمع بين الحين والآخر، والتي قد تمليها في كثير من الأحيان بعض الضرورات، التي قد تبيح بعض المحظورات.
فمن دون هذه المصالحة الشاملة بين جميع العائلات الروحية، التي تشكّل النسيج الوطني سيبقى كل فريق متمترسًا وراء أكياس مواقفه السياسية، التي غالبًا ما تكون مناقضة لميثاق العيش المشترك وفق ما جاء في مقدمة الدستور. ولا تكتمل عناصر هذه المصالحة اكتمالًا حقيقيًا إلاّ إذا وضع الجميع هواجسهم على طاولة حوار حقيقي وجدّي، بعد انتخاب رئيس للجمهورية، الذي عليه أن يرعى هذا الحوار، الذي من المفترض أن تطرح على طاولته كل القضايا الخلافية وغير الخلافية، ومن بينها بالطبع "الاستراتيجية الدفاعية أو الهجومية"، وحتى تعديل الدستور بما يتوافق مع التطورات التي استجدّت على أكثر من صعيد خلال آخر ثلاثين سنة، مع ما شهده العالم من فورة تكنولوجية أزالت الفوارق الحدودية بين الدول من خلال ثورة تكنولوجيا المعلومات وسهولة وسرعة الوصول إليها.
وما ينطبق عن تنقية العلاقة بين "الحزب التقدمي الاشتراكي" و "حزب الله" يجب أن ينسحب على جميع المكونات السياسية، وذلك من خلال السعي الجدّي لإزالة كل الأسباب التي تباعد بين هذه المكونات، وهي كثيرة. ومقاربة هذه الأسباب لا تكون بطمر الرؤوس بالرمال، ولا بالتأجيل أو التسويف، بل بوضع الأصبع على جروح الوطن الكثيرة. وهذه العملية تفرض على الجميع أن يتصارحوا بشفافية. فالمصالحة الحقيقية لا تستقيم إلا إذا صاحبتها مصارحة متناهية.
أمّا بالنسبة إلى العلاقات المتوترة بين القوى المسيحية، ولاسيما "القوات اللبنانية"، وبين "الثنائي الشيعي"، وبالأخصّ "حزب الله"، فإن المسألة لا تُعالج بمزيد من صبّ الزيت على النار، بل بالسعي إلى مقاربات تتخطّى بأبعادها الشمولية ظروف المرحلة الراهنة الآنية. وقد يكون ما قاله الدكتور سمير جعجع في قداس شهداء "المقاومة اللبنانية" في ما خصّ قراءته "لعناصر القوة الوطنية تدفعنا إلى مصارحة "حزب الله" بأنّ حزن وألم عائلات شهدائهمْ وجرحاهمْ لا يعني شعور فرحٍ وغبطةٍ لدينا او لدى لبنانيين آخرين. بلْ على العكس، نحن نحزن لسقوط لبنانيين إخوةٍ لنا وشركاء في الوطن، ولما يحلّ في الجنوب من دمارٍ وخراب، ولما يصيب أهلنا منْ مآسٍ وحروبٍ حاولْنا كثيراً بمواقفنا وعملنا السياسيّ والنيابيّ تجنيبهم إيّاها. إنّ ما يصيب أيّ طرفٍ لبنانيٍّ يصيبنا نحن أيضاً، ومنْ غير الصّحيح أنّنا نراهن على هذا العامل أو ذاك الاستحقاق أيّاً وأنّى يكنْ"، لكي يُبنى على الشيء مقتضاه.
فبداية أي حوار يجب أن تكون بإعادة كل فريق على حدة قراءة مواقفه السابقة، وبالتالي الاعتراف الضمني بأن الحقيقة المطلقة ليست ملكًا لفريق دون سواه، بل تشمل بمفهومها العام كل "الحقائق الصغيرة" مجتمعة، والتي اعتقد كل فريق في مرحلة من المراحل أن خياراته السياسية هي الأكثر صوابية وصدقية ليكتشف بعد حين أن ما كان يظّنه "حقيقة" ليس سوى أضغاث أحلام. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله التی ت

إقرأ أيضاً:

أحمد عمر هاشم: فعاليات نقابة الأشراف ترسخ قيم الانتماء وحب الوطن

أشاد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف وعضو اللجنة العلمية بنقابة الأشراف، بجهود نقابة الأشراف في عقد الندوات التوعوية والدينية والوطنية، موجها الشكر لنقيب الأشراف محمود الشريف لاهتمامه ورعايته لهذه الفعاليات التي تحث على حب الوطن والانتماء.

دور الشباب في حفظ الأمن القومي

وأضاف عضو اللجنة العلمية بنقابة الأشراف، خلال ندوة «دور الشباب في حفظ الأمن القومي»، أن هذه الفعاليات تدعو لحماية الوطن وتؤكد مصداقية النقابة في رسالتها نحو الدعم للقيادة السياسية في الدولة المصرية.

وتحدث «هاشم» عن معجزة الإسراء والمعراج، وأكد أنه اتَّفق جمهور العلماء على أَنَّ الإسراء حَدَث بالروح والجسد؛ لأنَّ القرآن صرَّح به؛ لقوله تعالى: ﴿بِعَبْدِهِ﴾ والعبد لا يطلق إلَّا على الروح والجسد، وجمهور العلماء من المحققين اتفقوا على أنَّ المعراج وقع بالجسد والروح يقظةً في ليلة واحدة.

وما يراه البعض من أَنَّ المعراج كان بالروح فقط أو رؤيا منامية؛ فإنَّ هذا الرأي لا يعوَّل عليه؛ لأنَّ الله عزَّ وجلَّ قادرٌ على أن يعرج بالنبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم بجسده وروحه كما أسرى به بجسده وروحه، وتعجُّب العرب وقتها دليل على القيام بالرحلة روحًا وجسدًا؛ فلو كانت رؤية منامية ما كانت تستحقُّ التعجُّب منهم، بحسب «هاشم».

أبيات شعرية في حب النبي

وألقى الدكتور أحمد عمر هاشم، أبياتا شعرية في حب سيدنا النبي، مؤكدا أن اجتماعنا اليوم حبا لسيدنا النبي ونجتمع في حب سيدنا النبي، موجها الشكر والثناء لجهود نقيب الأشراف في هذه الجلسات التي يذكر فيها سيرة النبي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

مقالات مشابهة

  • شاهد.. مقطع فيديو جديد للغارة “الاسرائيلية” التي استهدفت الشهيد “حسن نصر الله” 
  • أحمد عمر هاشم: فعاليات نقابة الأشراف ترسخ قيم الانتماء وحب الوطن
  • عمر هاشم: فاعليات نقابة الأشراف تحث على الانتماء وحب الوطن
  • مفتي عام السلطنة
  • اللجنة العليا للانتخابات تُحيي الذكرى السنوية للشهيد الرئيس الصماد
  • من موقع مسؤوليتنا.. على العهد يا صماد
  • بعثة الاتحاد الأوروبي: اللجنة الاستشارية خطوة مهمة في العملية السياسية التي تقودها ليبيا
  • كرم لا بعده
  • لاكروا: لماذا لا أحد يقرأ الكتاب المقدس؟
  • الحزب الكردي: أوجلان يوجه قريبًا خطابًا تاريخيًا