عربي21:
2025-03-10@12:40:08 GMT

الانتخابات الأمريكية: للعالم بأسره حق التصويت!

تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT

منذ أواخر العام الماضي ووسائل الإعلام تنبّه إلى أن 2024 سيكون عاما استثنائيا لأنه سيشهد تنظيم انتخابات عامة في عشرات من الدول التي يبلغ مجموع تعداد سكانها حوالي أربعة مليارات نسمة، أي أكثر من نصف الإنسانية جمعاء.

ولكن ما لا يكلف معظم الإعلام نفسه عناء التنبيه إليه بالقدر ذاته من الوضوح (ربما لأنه يرى أن الأمر بديهي وبيّن بذاته) هو أن معظم هذه الانتخابات قد كانت محسومة سلفا وأن نتيجتها معلومة قبل وقوعها لأن الانتخابات التي تفبركها أنظمة الاستبداد، تحت شعار «العرس الديمقراطي!» هي مجرد شعيرة بروتوكولية وموعد ثابت في الرزنامة مثل بقية المواعيد التي تتساوى قيمتها في حال الوجود مع قيمتها في حال العدم.

مواعيد مثل العيد الوطني، ويوم الجيش، ويوم الشباب، ويوم المرأة، ويوم الشجرة، ويوم الرفق بالحيوان، الخ.

ولهذا فإنه لم تعقد انتخابات حقيقية في إفريقيا هذا العام إلا في السنغال وجنوب إفريقيا. أما في آسيا فلم يكن للانتخابات من معنى إلا في تايوان، وبعض من معنى فقط في الهند. وقد كانت الهند تنعت في الماضي بأنها أكبر ديمقراطية في العالم.

«أكبر» لأنها بلد ملياريّ السكان منذ عقود. و«ديمقراطية» لأن الهند مواظبة منذ الاستقلال على تنظيم انتخابات نزيهة في العموم، أي أن نتيجتها لم تكن معلومة مسبقا رغم استفحال الفقر، ورغم انتشار الفساد (حتى في عهد أنديرا غاندي). ولكن ديمقراطية الهند تنحصر في صناديق الاقتراع، أي أنها غير مستنيرة بثقافة المساواة في الحقوق والحريات.

فما هو الجديد الديمقراطي هذا العام؟ أنه كان معلوما سلفا أن حزب مودي سيفوز بالأكثرية (إذا لم يستطع الفوز بالأغلبية). ولهذا فإن بعض المعنى الذي تسلل إلى الانتخابات قد نتج عن مجرد أن هذه الأكثرية قد أتت أضعف من المتوقع.
الانتخابات التي تبقى ذات معنى وأهمية فهي تلك التي جرت وستجري في الدول الغربية
أما الانتخابات التي تبقى ذات معنى وأهمية فهي تلك التي جرت، وستجري، في الدول الغربية، مثلما حصل في انتخابات البرلمان الأوروبي، وفي بريطانيا، وفي فرنسا (ولو أن انتخاباتها البرلمانية لم تكن مبرمجة وإنما أتت نتيجة لمقامرات ماكرون الطائشة) ومثلما سيحصل في الولايات المتحدة.

وكان الرأي عندي منذ انتخابات 1984 التي فاز فيها رونالد ريغان بولاية ثانية أن المنطق يقتضي ألا يقتصر حق الاقتراع في الانتخابات الأمريكية على الأمريكيين، بل أن يشمل جميع سكان المعمورة.
لماذا؟ لأنها الانتخابات الوحيدة التي لا ينحصر أثرها في حدود بلادها وإنما يمتد إلى أغلب البلدان الأخرى.

فقد كان التأثير الأمريكي في العالم، حتى أثناء المنافسة مع الاتحاد السوفييتي، قويا نافذا. أما الآن فهو أكثر قوة رغم ما يبدو من تراجع نسبي لدور الولايات المتحدة بسبب الطبيعة الانتقالية لمرحلتنا التاريخية هذه. ويبدو لي أن تأثير الناخب الأمريكي في مصائر بقية البشر خارج الولايات المتحدة قد تجلى في أوضح صورة أثناء رئاسة ترامب.

إذ إن اختيار الأمريكيين لرجل غريب الأطوار يجمع بين الجهل المطبق والنرجسية العمياء قد كان له أثر وخيم على العالم، من فلسطين إلى إيران فالجزائر والمغرب وقطر، ناهيك عن أوروبا.
كفى ترامب فخرا أن نتنياهو يترقب بلهفة عودته للبيت الأبيض
وكفى ترامب فخرا أن نتنياهو يترقب بلهفة عودته للبيت الأبيض، بينما لا تزال الاستطلاعات تبين أن الرأي العام الإسرائيلي يحبذ ترامب ويعدّه أصدق الأصدقاء (فَيا لَخيبةِ مسعى بايدن عقب كل ذلك الوَلَه الصهيوني بالحبيبة الجاحدة وبأمنها وحقها في الدفاع عن النفس!).

وقد لفتني أخيرا تعبيران رشيقان عن الأثر العالمي للانتخابات الأمريكية. أحدهما لتيموثي غارتن آش. قال إن «انتخاب» الرئيس الصيني والانتخابات الرئاسية الروسية هذا العام لم يكن لهما بالنسبة لبقية العالم أي معنى. أما ترامب فهو خطر على العالم بقدر ما هو خطر على بلاده لأن الدستور الأمريكي يدجج الرئيس بصلاحيات شبه ملكية، ولأن الانتخابات الأمريكية هي في الحقيقة انتخابات عالمية. ولكن المفارقة أن مستقبل العالم بأسره ربما يتوقف على مدى سخط بضعة آلاف من ناخبي بنسلفانيا على غلاء مشترياتهم من بقالة ومواد غذائية!

أما فولفغانغ إيشنغر فقد قال إن وجه الطرافة في أن تكون أوروبيا أثناء أي انتخابات رئاسية أمريكية هو أنك تعتقد أنه يحق لك، أنت أيضا، أن تدلي بصوتك! ثم خاطب الأمريكيين قائلا: فهل لكم أن تعتبوا علينا؟

إن اختيار الشخص الذي سيجلس في المكتب البيضاوي قرار ذو أهمية وجودية بالنسبة لأوروبا ولأمنها وراحة بالها.

القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاستبداد الولايات المتحدة ترامب الولايات المتحدة الانتخابات الرئاسية الاستبداد ترامب هاريس مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

اللجنة القانونية في البرلمان العراقي تكشف عن مطالبات بتقليص عدد المقاعد

مارس 9, 2025آخر تحديث: مارس 9, 2025

المستقلة/- كشفت اللجنة القانونية في مجلس النواب العراقي، اليوم الأحد، عن وجود مطالبات بتقليص عدد مقاعد البرلمان، في خطوة تهدف إلى تحسين فعالية العمل التشريعي والحد من البيروقراطية في المؤسسة التشريعية.

وفي تصريح خاص للصحيفة الرسمية، أكد عضو اللجنة القانونية في مجلس النواب، محمد عنوز، أن هناك نقاشات مستمرة حول الموضوع، مشيرًا إلى أن الحديث عن تعديل قانون الانتخابات لا يزال في مرحلة النقاش العام. وأضاف أن لا مقترحات رسمية قد تم تقديمها حتى الآن إلى اللجنة القانونية أو البرلمان بهذا الصدد.

كما شدد عنوز على أهمية إجراء الانتخابات في موعدها الدستوري، مشيرًا إلى أن أي تعديل في قانون الانتخابات يجب أن يتم بحذر وبالتنسيق مع الجهات المعنية، لضمان عدم التأثير على استقرار العملية السياسية في البلاد.

وتعد هذه التصريحات بمثابة إشعار للرأي العام حول الجهود المستمرة لمراجعة نظام الانتخابات، والتي قد تشهد تغييرات في المستقبل تهدف إلى تحسين أداء البرلمان وتعزيز تمثيل المواطنين بشكل أكثر فعالية.

مقالات مشابهة

  • ‏اليمن يكتب فصلًا جديدًا في التضامن العربي
  • انتخابات جزيرة غرينلاند... بين مطامع ترامب والرغبة في الاستقلال
  • مفوضية الانتخابات: أكثر من (28) مليون ناخباً لهم الحق في التصويت الانتخابي
  • اللجنة القانونية في البرلمان العراقي تكشف عن مطالبات بتقليص عدد المقاعد
  • انتخابات غرينلاند بين مطالب الاستقلال عن الدانمارك ومطامع ترامب
  • انتخابات في غرينلاند الثلاثاء على وقع طموحات ترامب
  • رئيس فيفا يكشف لترامب عن المرشحين للفوز بكأس العالم
  • السلطة المستقلة للانتخابات: التصويت في انتخابات تجديد نصف أعضاء مجلس الأمة اجباري
  • ترامب يسأل رئيس فيفا عن المرشحين للفوز بكأس العالم للأندية والمنتخبات.. كيف أجابه؟
  • هل بدأت الولايات المتحدة إجراءات الإطاحة بزيلينسكي؟