عربي21:
2025-01-22@22:59:54 GMT

خفايا التقارب التركي السوري

تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT

تزاحمت خلال الأسابيع القليلة الماضية التصريحات السياسية من تركيا والنظام السوري وروسيا حيال التقارب التركي ـ السوري.

وإذ حملت هذه التصريحات في طياتها معان عامة وفضفاضة، كما في السابق، إلا أن تحليل مضامينها إضافة إلى التطورات التي حصلت على الأرض قد تساعدنا في فهم مسار التقارب التركي مع النظام السوري.



على صعيد التصريحات السياسية، كان لافتا الشروط التي وضعتها أنقرة لتنفيذ مطلب دمشق في انسحاب القوات العسكرية التركية من الأراضي السورية، وهذه الشروط هي:

ـ تطهير سوريا من العناصر الإرهابية؛ حفاظا على سلامة أراضيها ووحدتها.

ـ تحقيق مصالحة وطنية حقيقية وشاملة، وإنجاز العملية السياسية.

ـ دستور جديد في إطار قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 على أساس المطالب والتوقعات المشروعة للشعب السوري.

ـ تهيئة الظروف اللازمة لعودة آمنة وكريمة للاجئين، مع ضمان استمرار وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين دون انقطاع.

إن الهدف البعيد هو التخلص من عبء اللجوء السوري، لكن يبقى هذا هدفا بعيدا لا يتحول من القوة إلى الفعل دون وجود حوامل موضوعية له: متغيرات في الجغرافية العسكرية داخل سورية، تجعل تحقيقه إمكانية واقعية.لا يحتاج المرء عناء التفكير للاستنتاج بأن هذه الشروط مستحيلة التحقق:

الشرط الأول يعني وفق القاموس السياسي التركي القضاء على تنظيم "قوات سوريا الديمقراطية" التي يشكل الأكراد عمادها، وهذا أمر خارج إمكانيات النظام وإيران وروسيا مجتمعين، إنه مرتبط بالولايات المتحدة الداعم الرئيس للوحدات الكردية.

إن وضع أنقرة هذا الشرط ليس من باب التعجيز السياسي فقط، بل هو يربط الوجود التركي في الشمال السوري بالمصالح القومية العليا لتركيا، وبهذا المعنى، فإن أية مصالحة تركية ـ سورية يجب أن تحصل وفق شروط الإمكان للطرفين، دون المطالبة بتنازلات مرتبطة بمعادلة جيوستراتيجية تتجاوز الحوامل المحلية للجغرافية السورية.

بعبارة أخرى، لا يمكن مطالبة تركيا بمطلب استراتيجي مثل هذا دون تحقيق النظام السوري لمعادله، أي إزالة الأسباب التي أدت إلى التدخل العسكري التركي في سوريا.

بخصوص الشرط الرابع (تهيئة الظروف اللازمة لعودة آمنة وكريمة للاجئين، مع ضمان استمرار وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين دون انقطاع)، فهو مطلب تركي حقيقي لأنه يخفف الضغط الشعبي على السلطة، ويتيح لحزب "العدالة والتنمية" التحرر من عبء اجتماعي أثقل كاهله ولا يزال في الانتخابات.

أما الشرطان الثاني والثالث، فهما شرطان نظريان لا قيمة سياسية لهما بنظر تركيا، ذلك أن أنقرة قد تخلت مضمرا عن المطالب السياسية الكبرى للمعارضة السورية حيال شروط الحل السياسي.

لقد وضعت أنقرة هذين الشرطين كذر للرماد في العيون أولا، ولترك هذا الملف مفتوحا تبعا لتغير الظروف.

هل يوحي ما تقدم بأن التقارب التركي ـ السوري مستحيلا؟ الجواب بالتأكيد لا، ذلك أن ثمة أهداف كثيرة يمكن أن يحققها كل طرف، وإن كانت ذات قيمة محدودة في الأمد القصير.

غير أن التقارب بين الجانبين، أو بالأصح، الانعطافة السياسية التركية، ومقابلها قبول النظام السوري بالمصالحة، لم تحصل لأجل أهداف صغيرة متعلقة بمعبر هنا أو هناك، أو بمنع دخول السوريين المقيمين في الخارج ـ باستثناء تركيا ـ من دخول الأراضي السورية المحررة عبر تركيا.

يتعلق التقارب بأهداف استراتيجية بعيدة المدى: من وجهة نظر سورية، لا يمكن القبول بمصالحة مع تركيا دون الاتفاق على خطة عمل بعيدة المدى تُنهي الوجود العسكري التركي في الشمال، لا لذاته، بل لأجل القضاء على المعارضة المسلحة، والانتهاء جذريا من وجود معارضة داخل سوريا. ومن وجهة نظر تركية، لا بد من القضاء على القوة العسكرية الكردية وسحب سيطرتها على أراض سورية واسعة متاخمة لتركيا.

هذان هما الهدفان الكبيران، ومن خلالهما يمكن لأنقرة إيجاد مخرج لأزمة اللاجئين السوريين داخل حدودها.

ضمن هذه المقاربة يمكن النظر إلى التحول السياسي التركي في الملف السوري، فبلغة الاستراتيجيا، ما هو الثمن الذي ستحصل عليه تركيا من انفتاحها على النظام السوري؟

صحيح إن الهدف البعيد هو التخلص من عبء اللجوء السوري، لكن يبقى هذا هدفا بعيدا لا يتحول من القوة إلى الفعل دون وجود حوامل موضوعية له: متغيرات في الجغرافية العسكرية داخل سورية، تجعل تحقيقه إمكانية واقعية.

يتعلق التقارب بأهداف استراتيجية بعيدة المدى: من وجهة نظر سورية، لا يمكن القبول بمصالحة مع تركيا دون الاتفاق على خطة عمل بعيدة المدى تُنهي الوجود العسكري التركي في الشمال، لا لذاته، بل لأجل القضاء على المعارضة المسلحة، والانتهاء جذريا من وجود معارضة داخل سوريا. ومن وجهة نظر تركية، لا بد من القضاء على القوة العسكرية الكردية وسحب سيطرتها على أراض سورية واسعة متاخمة لتركيا.غير أن كل هذا البنيان الاستراتيجي الذي يبنى، لن يكتب له النجاح في ظل بقاء الأكراد قوة عسكرية فاعلة ومهيمنة في الشمال السوري.

لهذا السبب، يمكن القول إن الخلاف التركي ـ السوري، أو الأسباب التي تؤخر المصالحة، لا تتعلق بقضايا فرعية (إنسانية، مساعدات، معابر، حلول سياسية)، بل تتعلق بكيفية القضاء على الوجود العسكري الكردي في سوريا كخطوة أولى تؤدي إلى سحب تركيا لقواتها العسكرية، والتخلي عن المعارضة العسكرية.

قد لا نندهش إذا ما رأينا في الفترة المقبلة تحالفا عسكريا يضم تركيا إلى جانب النظام السوري وروسيا وإيران، إنه استانة عسكرية، بعدما فشلت استانة السياسية.

هذا هو المخطط الكبير الذي يسعى الجانبان إلى تحقيقه بدعم روسية وإيراني، وإذا ما استشعرت أنقرة بحواسها السياسية العالية استحالة تحقيقه، ستتحول المصالحة والتقارب إلى مجرد ديكور سياسي يستخدمه كل طرف نحو قواعده الاجتماعية ليس إلا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه تركيا التقارب سوريا سوريا تركيا علاقات رأي تقارب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التقارب الترکی النظام السوری بعیدة المدى من وجهة نظر القضاء على الترکی فی فی الشمال

إقرأ أيضاً:

لا تغلبها المشاعر.. 4 أبراج فلكية لا يمكن التأثير عليها إلا بالعقل

في عالم مملوء بالعواطف والانفعالات، يتميز بعض الناس بقدرة فريدة على التحكم في مشاعرهم والتعامل مع المواقف بمنطقية وعقلانية، وبالتالي لا يمكن استغلالهم أو إقناعهم إلا عن طريق الحجة والبرهان والدليل.

4 أبراج فلكية لا يمكن التأثير عليها إلا بالعقل

وحسب ما ورد على موقع «boldsky»، فهناك بعض الأبراج الفلكية التي يتميز أغلب مواليدها بقدرتهم على ضبط مشاعرهم والتحكم فيها بدرجة كبيرة، وعدم الاقتناع إلا بالعقل والمنطق، وهي:

1- برج الجدي:

يعرف مواليد برج الجدي بطبيعتهم الجدية والعملية؛ فهم يركزون بشكل كبير على تحقيق أهدافهم ويسعون جاهدين للوصول إلى النجاح، ويتميزون بقدرة عالية على التحليل والتخطيط، ولا يسمحون للعواطف بالتأثير على قراراتهم، كما يفضلون التعامل مع المواقف بمنطقية وحكمة، ويضعون العقل فوق العاطفة في معظم الأحيان؛ إذ يعتبر الجدي من الأبراج التي تقدر المسؤولية والانضباط، وهذا ينعكس على طريقة تعاملهم مع المواقف المختلفة.

2- برج العذراء:

يعرف مواليد برج العذراء بدقتهم واهتمامهم بالتفاصيل؛ فهم يتميزون بعقل تحليلي ومنطقي، وقدرة على رؤية الأمور من جميع جوانبها، ويميلون إلى التفكير النقدي وتقييم الأمور بعقلانية قبل اتخاذ أي قرار، وقد يُنظر إليهم في بعض الأحيان على أنهم باردين أو متحفظين، ولكن هذا يعود إلى طبيعتهم العقلانية التي تفضل المنطق على العاطفة، كما يعتبر العذراء من الأبراج التي تقدر الكفاءة والنظام، وهذا يظهر في طريقة تفكيرهم وتعاملهم مع المشكلات.

3- برج الدلو:

يعرف مواليد برج الدلو باستقلاليتهم وتفكيرهم المبتكر؛ فهم يتميزون بعقل متفتح وقدرة على رؤية الأمور بمنظور مختلف، ويميلون إلى التفكير خارج الصندوق ولا يتبعون التقاليد بشكل أعمى، ويقدرون المنطق والعقلانية، ويفضلون التعامل مع المواقف بطريقة موضوعية، كما قد يعتبرون في بعض الأحيان منعزلين أو غير مكترثين، ولكن هذا يعود إلى تركيزهم على الأفكار والمفاهيم بدلًا من العواطف، ويعتبر الدلو من الأبراج التي تقدر الحرية والاستقلالية، وهذا يُؤثر على طريقة تفكيرهم وقراراتهم.

4- برج العقرب:

مواليد برج العقرب، على الرغم من عمق مشاعرهم، يتميزون بقدرة كبيرة على التحكم فيها؛ إذ يمتلكون قوة إرادة هائلة وعزيمة قوية تمكنهم من السيطرة على انفعالاتهم، ويعرفون بذكائهم الحاد وقدرتهم على التحليل النفسي، وهذا يساعدهم في فهم دوافع الآخرين والتعامل مع المواقف بحذر وعقلانية، ويعتبر العقرب من الأبراج التي تقدر القوة والسيطرة، وهذا يظهر في قدرتهم على التحكم في مشاعرهم وعدم السماح لها بالتأثير على قراراتهم بشكل سلبي.

كيف تتعامل مع هذه الأبراج؟

وللتعامل مع مواليد هذه الأبراج بشكل جيد، عليك اتباع النصائح التالية:

تذكر أن المنطق والعقلانية هما مفتاح التواصل معهم. حاول أن تقدم حججًا منطقية ومدعومة بالأدلة عند مناقشة أي موضوع معهم. تجنب المبالغة في التعبير عن المشاعر أو اللجوء إلى التلاعب العاطفي؛ فهذا قد يؤدي إلى نتائج عكسية، بل ركز على الحقائق والأرقام والتحليلات المنطقية.

مقالات مشابهة

  • لا تغلبها المشاعر.. 4 أبراج فلكية لا يمكن التأثير عليها إلا بالعقل
  • دراسة: المضادات الحيوية واللقاحات يمكن أن تساعد في معالجة الخرف
  • «محدش هيقدر».. الرئيس السيسي: مصر دولة لا يمكن لأحد أن يهددها| فيديو
  • كيف تتجسس شاشات التلفزيون عليك؟ وكيف يمكن الحد من ذلك؟
  • هل يمكن لعملية زرع الأعضاء أن تغير شخصية الإنسان؟
  • ثمن التقارب الأرميني مع واشنطن مقابل التباعد مع موسكو
  • مستقبل حماس بعد الحرب.. هذا ما لا يمكن تجاهله
  • حكومة الدبيبة تبحث مع السفير التركي تسهيل إقامة الليبيين في تركيا ومتابعة الاتفاقيات
  • مشاهدة «موكب الكواكب» خلال ساعات.. هل يمكن رؤيتها في مصر؟
  • حزب السعادة: مشاكل تركيا السياسية يمكن حلها في خطوتين فقط