الانتخابات البرلمانية في الأردن.. حقائق وأرقام
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
يصوت الأردنيون، الثلاثاء، لاختيار أعضاء مجلس النواب، في انتخابات يتوقع أن تستمر فيها هيمنة مرشحي العشائر وأعضاء تيار الوسط.
وتجرى الانتخابات وفق قانون جديد، تم إقراره، في يناير عام 2022، رفع عدد مقاعد مجلس النواب من 130 إلى 138 وخصص منها 41 لقوائم الأحزاب، وفق وكالة فرانس برس.
وسيتنافس على مقاعد الأحزاب، 38 حزبا بينهم حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، أكبر أحزاب المعارضة.
وكالة رويترز ذكرت من جانبها، أن هناك توقعات باستمرار هيمنة مرشحي العشائر والمؤيدين للحكومة "على نظام يقل فيه تمثيل المدن التي يتفوق فيها أداء معارضين من الإسلاميين والليبراليين".
فيما يلي بعض الحقائق عن التصويت:
قانون انتخابات جديدوافقت الحكومة، في عام 2022، على قانون جديد للانتخابات وصفته بأنه علامة فارقة في عملية تحول ديمقراطي تدريجية تمهد الطريق أمام الأحزاب السياسية للعب دور أكبر.
لكن القانون الجديد أبقى على نظام انتخابي يميل بقوة لصالح مناطق العشائر ومناطق ذات كثافة سكانية منخفضة على حساب مدن مكتظة يشكل الأردنيون من أصل فلسطيني الثقل السكاني فيها وهي مراكز قوة للإسلاميين وبها اهتمام كبير بالسياسة، وفق تعبير رويترز.
ولأول مرة، يخصص القانون الجديد بشكل مباشر 41 مقعدا لأكثر من 30 حزبا مرخصا، وهي أحزاب أغلبها مؤيد للحكومة.
كما رفع القانون حصة تمثيل المرأة من 15 إلى 18 مقعدا وخفض سن النواب المؤهلين للترشح والانتخاب إلى 25 من 30 عاما.
وقد يخفف التخصيص المباشر الجديد للمقاعد من أثر القوة التقليدية للعشائر التي كبحت ظهور أحزاب في البلاد وحدت من نفوذ الإسلاميين.
ونقلت رويترز عن مسؤولين أن قرار الملك عبد الله الثاني المضي قدما في إجراء الانتخابات بعث برسالة مفادها أن الشؤون السياسية مستمرة بصورة طبيعية رغم الحرب الدائرة في قطاع غزة والتي ألقت بظلالها على الآفاق الاقتصادية والسياسية في الأردن.
وعدد كبير من مواطني الأردن من أصل فلسطيني استقرت عائلاتهم في المملكة بعد حروب بين دول عربية وإسرائيل، الأمر الذي ربط الأردن أكثر بالصراع.
ووقعت المملكة معاهدة سلام مع إسرائيل في 1994.
من له حق التصويت؟من بين سكان الأردن البالغ عددهم 11 مليون نسمة، يصل عدد الناخبين المسجلين الذين تزيد أعمارهم على 18 عاما إلى 5.1 مليون.
ويتنافس في الانتخابات 1623 مرشحا منهم 353 امرأة للفوز بمقاعد في 18 دائرة انتخابية.
ويخصص الأردن عشرة مقاعد للأقليات من المسيحيين وغيرهم من الأقليات العرقية الأخرى في الدولة.
ويعيش أكثر من ثلثي الأردنيين في المدن التي لا يُخصص لها سوى أقل من ثلث عدد المقاعد في البرلمان.
الإقبال على التصويتيأمل المسؤولون في مشاركة أكبر من الانتخابات السابقة التي حققت مكاسب محدودة للنواب المستقلين والإسلاميين وتركت المجلس في معظمه في أيدي الأعضاء العشائريين ومن الوسط والمؤيدين للحكومة.
وبلغت المشاركة في عام 2020، في الانتخابات السابقة، 29 بالمئة.
وتكون المشاركة أقوى تقليديا في المناطق الريفية والعشائرية حيث تصل هناك إلى 80 بالمئة في تصويت يقوم على أساس الولاء للعشيرة.
وكان تصويت الفلسطينيين المقيمين في الحضر أساسا الذين يشكلون جزءا كبيرا من السكان، شديد الانخفاض في الانتخابات السابقة، بمتوسط بلغ 10 بالمئة في العاصمة، عمّان.
أحزاب المعارضةمن المتوقع أن تساعد حرب غزة في تعزيز حظوظ جبهة العمل الإسلامي، وهي أكبر حزب معارض وتمثل الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، وفق تعبير رويترز.
ويقول الحزب الذي قدم 38 مرشحا تحت شعار "بالإسلام نحمي الوطن ونبني الأمة"، إنه يخوض الانتخابات في مواجهة قيود الدولة الثقيلة لضمان معارضة صريحة للحكومة الموالية للغرب.
القضاياجبهة العمل الإسلامي هي المجموعة الوحيدة التي يشارك أنصارها في مسيرات علنا لدعم حركة حماس، حليفتهم الأيديولوجية.
وركز معظم المرشحين الآخرين الذين لديهم قائمة أولويات سياسية محدودة حملاتهم على الأوضاع الاقتصادية مثل البطالة والخدمات العامة والتضخم.
سلطات البرلمانبموجب الدستور، يستأثر الملك بمعظم السلطات، فهو يعين الحكومات ويمكنه حل البرلمان. ويستطيع البرلمان إجبار حكومة على الاستقالة من خلال التصويت بحجب الثقة.
#المستقلة_للانتخاب#اعرف_أكثر #انتخابات_2024 #الاردن pic.twitter.com/yf0d60EE0t
— المستقلة للانتخاب (@iecjo) September 5, 2024وواجهت الحكومات المتعاقبة القليل من المعارضة في البرلمان لاحتشاد الموالين فيه.
ولا يصنف الأردن كبلد ينعم بالحرية وفق تقييم الحريات المدنية والحقوق السياسية لمؤسسة "فريدوم هاوس"، البحثية التي مقرها الولايات المتحدة.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
أوروبا لم تتقبل بعد حقائق الطقس الجديدة
عند كتابة هذه السطور، ارتفع عدد القتلى إلى 214. وتكدست السيارات المحطمة والحطام في الشوارع، وظلت مساحات شاسعة من فالنسيا تحت الماء، وأسبانيا في حالة حداد. وفي يوم الأحد، اندلعت موجة من الغضب عندما رشق المحتجون ملك أسبانيا والملكة بالطين وغيره من الأشياء. لماذا فقدنا الكثير من الأرواح في فيضان كان من المتوقع حدوثه في بلد غني؟ من منظور الشمال العالمي، لطالما كان يُنظَر إلى أزمة المناخ، الناجمة عن حرق الفحم والنفط والغاز، باعتبارها تهديدًا بعيدًا يؤثر على الفقراء في الجنوب العالمي. وقد أدى هذا المفهوم الخاطئ إلى ترسيخ شعور زائف بالأمن. لقد أدرك العلماء منذ فترة طويلة أن ارتفاع درجة حرارة المناخ بسبب انبعاثات الوقود الأحفوري من شأنه أن يؤدي إلى تكثيف الفيضانات والعواصف وموجات الحر والجفاف وحرائق الغابات. ومع ذلك، لم يربط حدث مناخي، وهو موجة الحر المدمرة في أوروبا عام 2003، رسميًا بتغير مناخنا إلا في عام 2004. وعلى الرغم من الأدلة، كان الناس مترددين في ربط الطقس المتطرف بأزمة المناخ. أسست مؤسسة (وورلد ويذَر أتريبيوشن) في عام 2014 بهدف تغيير مسار الحوار. تُجرى دراسات الإسناد لدينا بسرعة، على مدار أيام أو أسابيع، في أعقاب الكوارث المناخية مباشرة لإعلام الناس في الوقت الفعلي بدور أزمة المناخ. أظهر تحليل سريع للفيضانات في إسبانيا أن حالة الطوارئ المناخية جعلت هطول الأمطار الغزيرة أكثر كثافة بنحو 12% وهناك احتمالية لتضاعفه. وعلى الرغم من ذلك، قال عمدة بايبورتا، حيث توفي ما لا يقل عن 62 شخصًا، إن الفيضانات ليست شائعة وأن «الناس ليسوا خائفين». لكن تغير المناخ يجعل الأحداث النادرة أكثر شيوعًا. إن الأحداث القياسية مثل هذه تزيد من تعقيد إجراءات الاستعداد للحالات المناخية، فكيف يمكنك توصيل فكرة شدة خطر شيء ما لم يجربه شخص ما من قبل؟ لقد شهدنا هذا الأمر مؤخراً بعد أن ضرب إعصار هيلين اليابسة. فقد لقي أكثر من 200 شخص حتفهم في الفيضانات التي ضربت منطقة جبال الأبالاش الجنوبية الداخلية في الولايات المتحدة. وعلى الرغم من التحذيرات من الفيضانات «الكارثية التي تهدد الحياة» قبل وقوع الكارثة، إلا أن الناس كانوا عالقين عندما وقعت الكارثة، ولم يتمكن كثيرون من تقدير مدى شدة الأمطار الغزيرة التي كانت ستهطل. ولكن في إسبانيا لم يتلق الناس تحذيرات إلا أثناء وقوع الفيضانات. ولم ترسل التحذيرات إلا بعد أن حوصر العديد من الناس في المنازل المغمورة بالمياه أو في مواقف السيارات تحت الأرض، وهم يحاولون نقل سياراتهم إلى أرض مرتفعة. لقد حدث نفس الشيء في ألمانيا في عام 2021. لم تُقدّم أيةُ معلومات حول كيفية التصرف في مثل تلك الحالات المناخية، والأهم من ذلك، لم يـُقدّم أيُّ دعم لأولئك الذين لم يتمكنوا من مساعدة أنفسهم. في مدينة سينزيج الألمانية، غرق 12 من نزلاء دار رعاية للمعاقين. وفي إسبانيا، أبلغ بالفعل عن وفاة سكان أحد دور الرعاية، وأخشى أن تظهر المزيد من القصص المرعبة مثل هذه في الأسابيع المقبلة. لقد قامت مؤسسة (وورلد ويذَر أتريبيوشن) بدراسة 30 فيضاناً مدمراً. وفي كل الحالات تقريباً، بما في ذلك في البلدان النامية، وجدنا أن هطول الأمطار كان متوقعاً بشكل جيد. ولكن كما رأينا في إسبانيا، فإن التنبؤ بالطقس ليس كافياً. فالتحذيرات، عندما وصلت أخيراً، لم تتضمن معلومات حيوية حول الأماكن التي يجب الإخلاء إليها وعن كيفية الإخلاء. إن الحكومات المحلية وخدمات الطوارئ تشكل الوسيط الأساسي بين خدمات الأرصاد الجوية والأشخاص المتضررين. ولابد من تعزيزها وليس تفكيكها، كما حدث مع وحدة الطوارئ في فالنسيا. من الواضح أن أنظمة الكوارث في إسبانيا تحتاج إلى التطوير. وعلى نطاق أوسع، يتعين علينا أن نطرح بعض الأسئلة الصعبة حول صناديق الكوارث الدولية. هل ينبغي للاتحاد الأوروبي أن يخصص أموالاً للوقاية، بدلاً من تنظيف الفوضى بعد وقوع الكارثة؟ وفي رأيي، يتعين عليه بكل تأكيد أن يزيد من ضخ الأموال في هذا المجال، وأن يضع خططاً منسقة. وسوف نشهد المزيد من الظواهر الجوية المتطرفة ما دمنا نحرق الوقود الأحفوري. واليوم، نشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة بمقدار 1.3 درجة مئوية، ولكننا للأسف نسير على الطريق نفسه إلى أن نشهد ارتفاعاً يصل إلى 3 درجات مئوية بحلول عام 2100، وهو ما يعني زيادة وتيرة وشدة الفيضانات المماثلة في إسبانيا. وبدون وضع خطة عمل ومعرفة كيفية تنفيذها على وجه التحديد، كما هو متبع في تدريبات الطوارئ العملية، فإن أعداد القتلى سوف تظل مرتفعة دائماً عندما يكسر رقم قياسي في درجات الحرارة، أو عندما تشهد منطقة جديدة أمطاراً بحجم الأعاصير، كما حدث في إسبانيا. إن الاستثمار في الناس وخدمات الطوارئ من شأنه أن ينقذ الأرواح. ولكن الحكومات لا تستطيع أيضاً إعادة بناء المدن بالطريقة نفسها. ففي كل مكان تقريباً في أوروبا حيث يعيش الناس، تُشقُّ قنوات الأنهار، وتغلقُ جميع الأسطح بالخرسانة والإسفلت لإنشاء مدينة مريحة للسيارات. وإذا أردنا أن نبدأ في الاهتمام بالناس بدلاً من ذلك، فنحن بحاجة إلى إعطاء الأنهار مساحة كافية مرة أخرى، حتى يكون لديها مجرى آخر تذهب إليه بدلاً من منازل الناس. إن التوسع الحضري في جميع أنحاء أوروبا يُوجِدُ المزيد من الأسطح المغلقة، ويُعرِّضُ عدداً متزايداً من الناس للفيضانات المدمرة. إننا نحن الأوروبيين في حاجة إلى التعلم وإعادة البناء من أجل مستقبل لا يزال في بداياته. ولكن الأمر الأكثر إلحاحاً هو أن نطور مهاراتنا لنضمن العيش والبقاء في عالم متغير المناخ. |