يواصل الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري الأبرز للفوز في الانتخابات التمهيدية قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، اتهام خصومه الديمقراطيين بتسييس القضاء ومحاولة استهدافه قانونياً لمنع ترشحه من جديد والعودة للبيت الأبيض.

وأكد ترامب أن الإجراءات القضائية التي تطاله تهدد مصير حملته الانتخابية، وستبعده عن الحملة لفترات طويلة في العام 2024، كما اتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه أمر بالتحقيقات التي قال إنها تجرى بسبب أدائه الممتاز في الاستطلاعات.

وقال ترامب: "كيف يمكن لخصمي السياسي الفاسد والمحتال جو بايدن أن يأمر بمحاكمتي خلال حملة انتخابية أنا فائز فيها بفارق كبير، وأن يجبرني رغم ذلك على قضاء الوقت وإنفاق المال بعيداً عن الحملة الانتخابية في التصدي لاتهامات زائفة ومختلقة؟".

ثنائي #بايدن – #ترامب باقٍ https://t.co/tJFon4poMY pic.twitter.com/gUSrgpdYXw

— 24.ae (@20fourMedia) August 9, 2023 تهم ترامب

ويواجه ترامب اتهامات في قضية سعيه لعكس نتائج الانتخابات، وهي القضية الأخطر التي يواجهها ترامب من بين أربعة تحقيقات جنائية، أسفرت عن توجيه عشرات التهم إليه.

وترامب ملاحق أيضاً في قضية احتفاظه بوثائق مصنفة سرية بعد مغادرته البيت الأبيض، وقضية مدفوعات مشبوهة لممثلة أفلام إباحية سابقة، ومن المقرر إجراء محاكمات في قضيتين خلال فترة حملة الانتخابات التمهيدية في مارس (آذار) ومايو (أيار) 2024.

#ترامب يمثل أمام المحكمة.. إليكم أبرز الاتهامات الموجهة له#فيديو24

لمشاهدة المزيد من الفيديوهات:https://t.co/XKZstSw15u pic.twitter.com/e7B1e81QF2

— فيديو 24 (@24Media_Video) August 5, 2023

وسيتقرر في غضون أيام موعد محاكمته في قضية التدخل في الانتخابات، علماً بأن ترامب يتوقع توجيه مزيد من التهم إليه في الأسبوع المقبل على خلفية القضية نفسها إنما في ولاية جورجيا.

ويواجه ترامب شكوى قضائية تقدمت بها الصحافية السابقة إي. جين كارول التي فازت في دعوى اعتداء جنسي رفعتها ضده، كذلك، تلاحق ولاية نيويورك ترامب قضائياً وتطالبه بتعويض قدره 250 مليون دولار، عن احتيال تجاري تتهمه به، علماً بأن المحاكمة في هذه القضية ستبدأ في أكتوبر (تشرين الأول).

خيارات مفتوحة

في حديث لـ 24 يقول الكاتب والمحلل السياسي المقيم في واشنطن طارق الشامي إنه "يجب التفريق بين الحملة الانتخابية التي تستهدف الناخبين الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية، والحملة الانتخابية ضد بايدن إذا فاز ترامب بترشيح الحزب الجمهوري".

وأضاف الشامي "بالنسبة للانتخابات التمهيدية، من المستبعد أن تتأثر حملة ترامب داخل الحزب الجمهوري، فقد أثبتت الاتهامات السابقة في نيويورك وفلوريدا أنها أكسبته مزيداً من التأييد بين الجمهوريين، لكن إذا أدين ترامب بأي تهمة فمن المرجح أن يخسر جزءاً مهماً من مناصريه الجمهوريين".وتابع "إذا بدت وقائع القضايا والأدلة المقدمة في المحاكمة للمعتدلين والمستقلين على أنها واهية وبلا قيمة، أو إذا شعر الناخبون المتأرجحون أن العملية القضائية استهدفت ترامب بشكل غير عادل، فقد يحول ذلك دفة التأييد لصالحه، ويحقق نصراً انتخابياً يمنحه الفرصة الذهبية لتجاوز كل الاتهامات والمحاكمات".

وقال المحلل السياسي إن "ترامب ينظر إلى فوزه المحتمل بانتخابات 2024 على أنه فرصة لزيادة قوة السلطة التنفيذية بشكل كبير، لملاحقة من يصفها على الدوام بالدولة العميقة التي حققت معه".

وأشار الشامي إلى أنه "في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية المقبلة، سيكون بإمكانه تعيين المدعي العام الذي سيتبع إرشاداته، ويعلق المحاكمات التي يقدمها المدعي الخاص، كما يمكنه ببساطة كرئيس العفو عن التهم الفيدرالية الموجهة إليه".

وأضاف "أما إذا خسر الانتخابات فسيكون بوسعه الادعاء بأن الحملة السياسية ضده وما يصفه بالاضطهاد السياسي، هما سبب خسارته والاستمرار بإنكار نتائج الانتخابات".

خطاب المظلومية

يقول المحلل السياسي: "يدرك ترامب أن فوزه بالانتخابات لن يكون سهلاً، بالنظر إلى أنه من غير المعروف ما إذا كان المستقلون والجمهوريون المعتدلون والمتعلمون وسكان المناطق الحضرية سيخرجون للتصويت لصالحه".

وأضاف "عندما تتكشف معلومات وتفاصيل أكثر عن التهم وبخاصة في قضية ٦ يناير (كانون الثاني)، فمن المرجح أن تتزايد الشكوك بين هذه الفئة من المعتدلين والمستقلين، ومن دون دعم شريحة واسعة من هؤلاء سيكون من المستحيل الفوز بالانتخابات الرئاسية، ولهذا هو يستخدم خطاب المظلومية كي يبعد هذه الفئة عن إساءة الظن به".
في اتصال مع 24 يؤكد المستشار السابق بالخارجية الأمريكية حازم الغبرا، في أن ترامب "يستخدم هذه التهم والمحاكمات في خدمة حملته الانتخابية، ومحاولة كسب الرأي العام الأمريكي".

وقال الغبرا إن "ترامب ذكي وأمام كل ما يواجهه من تهم يحاول إقناع الجميع بأنه ضحية، وفي ذات الوقت الذي كان يذهب ترامب للمثول في جلسة محاكمة، طلبت حملته التبرع له وتم جمع ملايين الدولارات خلال دقائق".

مسار قانوني معقد

يؤكد المستشار السابق بالخارجية الأمريكية  أنه "من الصعب جداً التكهن بما ستؤول له القضايا والمحاكمات التي يواجهها ترامب، بسبب أن النظام القضائي والقانوني في الولايات المتحدة معقد، والمحاكمات تأخذ وقتها وتعتمد على محلفين ومحامي دفاع ومحامي ادعاء، والكثير يمكن أن يحصل في هذه المحاكمات ويغير اتجاه القضية".

وتابع الغبرا "أما السبب الثاني هو أنه في التاريخ الأمريكي الحديث لم يواجه الأمريكيون هكذا حالة، وبالتالي لا يوجد ما يمكن الاستناد له في التكهن بما ستؤول إليه القضية"، وقال: "نحن في منطقة مبهمة من التاريخ الأمريكي، وفي التاريخ الحديث لم يكن هناك رئيس أمريكي يواجه مثل حالة الاستقطاب الحادة هذه، ويواجه محاكمات وتهماً كبرى".

وأضاف "لا يوجد ما يمنع ترامب من المنافسة في الانتخابات المقبلة، حتى لو كان مرشحاً من السجن، والتوجه الأساسي الذي يسعى له هو إرجاء المحاكمة لما بعد الانتخابات الرئاسية، ولكن السؤال هل سينجح في ذلك أم لا".

على غرار سابقتين.. هل يخوض #ترامب حملته الانتخابية من السجن؟ https://t.co/BhoV9Z8rwE pic.twitter.com/gjTwiAkIva

— 24.ae (@20fourMedia) August 5, 2023 فرصة واستنزاف

يقول المستشار السابق بالخارجية الأمريكية إن "منافسي ترامب الجمهوريين يشاهدونه على شاشات التلفاز 24 ساعة، بشكل يخطف الأضواء منهم ويحرمهم من فرصتهم في الظهور إعلامياً، وهو ما يسبب مشكلة لهم".

وأضاف "تركيز الإعلام على ترامب دفع الذين يؤمنون بنظريات المؤامرة للقول إن الديمقراطيين يفضلون أن يكون ترامب مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية المقبلة، على أن يكون أي أحد آخر غيره".

وتابع الغبرا "الديمقراطيون يعرفون أن ترامب لديه مشاكله، وهو الخصم الذي هزم مرة قبل ذلك ويستطيعون هزيمته مرة أخرى، وبالتالي هم بقصد أو من دون قصد يبقون ترامب في بقعة الضوء ويزيدون فرصه في أن يكون منافسهم في الانتخابات المقبلة".

استنزاف مستمر

من جهته.. يرى أستاذ العلوم السياسية مخيمر أبوسعدة في حوار مع 24 أن "إجراءات محاكمة دونالد ترامب ستضعه في حالة استنزاف مستمرة قبل مرحلة خوض الانتخابات المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) العام المقبل".

ويقول أبو سعدة: "في حال كان ترامب مرشح الجمهوريين، فإن إجراءات المحكمة ستأخذ من وقته وتركيزه وستتضرر الحملة الرئاسية، ولكن في المقابل لن تؤثر إجراءات المحكمة على مؤيديه والكتلة الانتخابية له".

وأشار إلى أنه "لا يمكن التكهن بسير الإجراءات القضائية ضد ترامب، خاصة وأن هيئة من المحلفين على أعلى مستوى تتولى القضية، لكن ترامب كان واضحاً في تحريضه على اقتحام الكونغرس ومحاولة عرقلة وصول بايدن لمنصبه بعد فوزه في الانتخابات، وما زال حتى الآن يتحدث عن سرقة نتائج الانتخابات الأمريكية".

ويختم أستاذ العلوم السياسية حديثه بالقول إن "ترامب سيحاول التظاهر دائماً بأن هناك مؤامرة تستهدفه، وأن خصومه السياسيين يقودون مؤامرة سياسية لمنعه من الوصول للبيت الأبيض مجدداً"، لافتاً إلى أن "تصعيده للهجة مهاجمة القضاء، قد تكون مؤشراً على إدراك ترامب وفريق دفاعه لموقفهم القانوني الصعب في القضايا التي يواجهونها".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة محاكمة ترامب ترامب أمريكا الانتخابات الرئاسیة فی الانتخابات فی قضیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

تأجيل محاكمة ترامب في قضية دفع أموال السكوت إلى أجل غير مسمى بعد فوزه في الانتخابات

نوفمبر 22, 2024آخر تحديث: نوفمبر 22, 2024

المستقلة/- أرجأ القاضي خوان ميرشان النطق بالحكم على دونالد ترامب في محاكمة أموال الإسكات في نيويورك إلى أجل غير مسمى في أعقاب فوزه في الانتخابات الرئاسية في وقت سابق من هذا الشهر.

أدين الرئيس المنتخب في جميع التهم الـ 34 في 30 مايو بعد محاكمة استمرت سبعة أسابيع في مانهاتن بشأن جهوده لإخفاء مبلغ 130 ألف دولار تم دفعها لنجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز في أكتوبر 2016.

كانت هذه هي المرة الأولى التي يُدان فيها رئيس أمريكي أو يُتهم بارتكاب جريمة جنائية.

عندما هددت ادعاءات ستورمي دانييلز بشأن علاقة جنسية بقلب حملته الرئاسية، أمر ترامب محاميه بدفع 130 ألف دولار لإبقائها صامتة.

ونفى ترامب الاتهامات وقال إن القضية ذات دوافع سياسية. كما نفى حدوث اللقاء الجنسي.

أرجأ قاضي المحكمة العليا لولاية نيويورك خوان ميرشان اليوم النطق بالحكم، الذي كان من المقرر أن يصدر يوم الثلاثاء.

وافق القاضي ميرشان على تأجيل النطق بالحكم يوم الجمعة مع تحديد مواعيد نهائية جديدة لطلب ترامب برفض الحكم.

أعلن الجمهوري يوم الخميس أن المدعية العامة السابقة لولاية فلوريدا بام بوندي – التي مثلته في أول محاكمة عزل له في مجلس الشيوخ في عام 2019 – هي اختياره الجديد لقيادة وزارة العدل بعد انسحاب النائب السابق مات جيتز.

انسحب غيتز من عملية التأكيد أمس قائلاً إن ترشيحه “أصبح مصدر إلهاء” بعد أن تعرضت لجنة الأخلاقيات في مجلس النواب لضغوط لإصدار نتائج تحقيقها في مزاعم ممارسته الجنس مع قاصر، وهو ما نفاه السياسي باستمرار.

وبحسب ما ورد أدت الفضيحة إلى اعتبار فريق ترامب غيتز “قابلاً للابتزاز”، مما يمثل نهاية حملته للحصول على المنصب الأعلى.

وقال متحدث باسم ترامب إن فوزه في الانتخابات كان بمثابة “تفويض لإعادته إلى منصبه والتخلص من كل بقايا القضايا”. ومن المرجح أن تسقط القضايا الأخرى ضد الرئيس المنتخب عندما يعود إلى البيت الأبيض العام المقبل.

مقالات مشابهة

  • ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟
  • 19 كلية تتنافس.. رئيس جامعة أسيوط يتفقد العملية الانتخابية لاتحادات الطلاب
  • اللجان الانتخابية بالجامعات تفتح أبوابها للتصويت بالانتخابات الطلابية
  • صحم يعزز حظوظه في التأهل للمربع الذهبي لدوري اليد
  • أسعار الدولار مع صعود ترامب إلى البيت الأبيض
  • السيسي يوجه بمواصلة تحسين مناخ الاستثمار ومعالجة التحديات الهيكلية التي تؤثر على الاقتصاد المصري
  • ‏ترامب يدرس تعيين مدير مخابرات سابق مبعوثا خاصا لأوكرانيا
  • اللواء سمير فرج: القضية الفلسطينية ستعيش أسوأ فتراتها بعد نجاح دونالد ترامب
  • بعد فوز ترامب في الانتخابات.. حكم جديد بشأن قضية شراء الصمت
  • تأجيل محاكمة ترامب في قضية دفع أموال السكوت إلى أجل غير مسمى بعد فوزه في الانتخابات