صورة الناطقة بالشكولاته بين أصابع الجنجويد
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
صورة الناطقة بالشكولاته بين أصابع الجنجويد
الدكتور فضل الله أحمد عبدالله
” إذا كان لهذا العصر من سلطان غير القوة فهو سلطان الإعلام .
إنه الفجور التقني بلا مواربة ” .
وتلك من تعبيرات الأديب اللبناني ” محمد زينو شومان ” في كتابه ” خنزير الحداثة ” متحدثا عن
” الإعلام : بين الاستنساخ والمرحلة الديناصورية ” قائلا :
هذا الإعصار الإعلامي المدمر هو ما ضاعفت وسائل التكنولوجيا الحديثة من قوته ، حتى بات قادرا على تغيير الأفكار والعادات والتقاليد ، والتبشير بقيم وأنماط إن هي إلا من منتجات مركز الاستقطاب العالمي .
ومن استدراكاته ايضا :
فلا يمكن لمن يراقب سياق التحول التكنولوجي إلا أن يكتشف تلك الروح الكولونيالية التي تحرك التاريخ ، بينما هي تنتقل بالتقمص إلى الإعلام كأداة من أدوات السيطرة على الشعوب ، واسقاطها من الداخل .
ولن يصمد في وجه طوفان تكنولوجيا الإعلام ، إلا من ثاب إلى وطنه ، وأمته ، واعتصم ( بفلك ) عقيدته .
العورات كلها يمكنك استعراضها عبر الشاشة الصغيرة ، فالصورة هي الآن ظاهرة العصر ، ولذلك فالعين أداة الثقافة .
استنادا على ذلك ، يمكن القول أن صورة ” الناطقة بالشكولاته ” بلسان أنصار الجنجويد ، وأعني بها ، تلك الصورة الدرامية التي انتشرت عبر مختلف وسائط التواصل الإجتماعي – خلال الثلاثة أيام الماضية – وهي تنطق بلسان صناعها وتقول :
” ناس الدعم السريع ديل لا بغتصبو ولا بنهبو ، الكلام البنسمعو في الميديا ، ده ، كلو كذب ، لاقوها وادوها شكولاته ، وغسلو ليها عربيتا ، واستضافوها في غرفة مكيفة ”
الشاهد أنه لم يحزنني ما نطقت به من قول ، لأن كلامها كذب بواح ، فهو كلام أفرغ من الفراغ ، وأخذت نفسي دون أن أعبأ بصغائر الأشياء ، بيد أنني – في ذات الوقت – أعترف واقر بإشفاقي الكبير على ذات هذه البنت الضائعة ، أو بالمعنى الأصح الذات الشائهة بفعل الإستنساخ الكونيالي القبيح .
وعدم هذا الإعتبار لقولها ، هو قناعتي الخاصة ، أن الناطقة بالشكولاته وأمثالها من الرجال والنساء الذين يجتهدون في تجيير صورة الجنجويد .
هم في الأساس ، ليسوا صورا لشخصيتنا السودانية الأصيلة ، وإنما صورا مناقضة لشخصيتنا الثقافية السودانية .
فثمة أياد أخرى ، امتدت من خارجنا ، جمعت أجزاء تلك الصور وصبغتها بشيء من ألوان ملامحنا ، حتى تقوم بدور ” خلط الأوراق ” وتصنع هذا الإلتباس بين الأصالة والزيف .
وللإشارة بهذا المعنى ، وتوضيحه فقط هو ما دفعني لهذا المقال الذي ، لن نخوض في بحور ما قالته والتفنيد بالكلام المعاكس ، لبنت تم إغراءها بقطعة شكولاته .
فموضع كلامي الجواهري هو أنه ، في شبهة الإعلام تختلط ملامح الشعوب – حسب زينو شومان – إلا من استعصم بهويته .
وما أرى الناطقة بالشكولاته إلا صورة درامية واحدة من الصور المصنوعة ، وأمست كصناعة في متناول ( الصانع ) المستثمر ، أيا كان ثقافته المضادة للكيان الوطني .
وأمعن الصانع في تجميل الصورة وأنسنتها ، ومن ثم تحويلها ، إلى سلعة قابلة للبيع وفقا لشروط العرض والطلب .
فهي وأخريات من أمثالها ، اللواتي اخترقن منابر الإعلام ومنصات الكلام في السودان ، ليسوا إلا مجموع صور للغواية البصرية ، تعمل لإسقاط مجتمعاتنا من الداخل .
نساء تم تجهيزهن مذ عهد أن صمّموا لهن الفساتين – عبر نجمات السينما العالمية – ووسّعوا الفتحات على الصدر والظهر .
وحزقوا البنطلونات ، وضيقوا البلوزات وقالوا لها ، ما أجمل صدرك – حسب الدكتور مصطفى محمود –
ما أجمل كتفيك ،
ما أروع ساقك ، ما أكثر جاذبيتك ، حينما يكون كل هذا عارياً ، ووقعت ( المرأة ) في الفخ ، وخلعت ثوب حيائها ، وعرضت جسمها سلعة تنهشها العيون .
إذا فمن أين لامرأة خلعت ثياب الحياء أن تكترث لمعنى مفهوم ” الإغتصاب ” وخطورته ، أو تقف في موضع الضد له .
وما معنى ” الإغتصاب ” في قاموس إمرأة ارتضت ، بطيب نفس وسماحة خاطر ، أن تستضاف داخل غرف الجنجويد المكيفة ، وتقبل واجب الضيافة ، وإكرام وفادتها وفقا لمفهوم عرب الشتات .
تلك الناطقة بالشكولاته ليست إلا نموذج لكائنة من السودان ، تم صياغتها لتؤدي طقوس العبادة في محراب مركز استقطاب الديانة العالمية الجديدة ، المحمولة إلينا على مطايا أولاد جنيد ، وأئمتهم من آل دقلو .إنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
وزير إسرائيلي يتحدث عن سبب اغتيال مسؤول الإعلام في حزب الله
تحدث وزير الطاقة بحكومة الاحتلال الإسرائيلي إيلي كوهين، عن سبب اغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله اللبناني محمد عفيف قبل أيام، ضمن تواصل العدوان الواسع على لبنان والغارات المكثفة التي طالت العاصمة بيروت.
وقال كوهين خلال لقاء صحفي نظمته صحيفة "يديعوت أحرونوت" إنه "لم يعد هناك الكثير من الأشخاص لتصفيتهم في حزب الله، لذلك تمت تصفية المتحدث باسم الحزب أيضا".
وأشار إلى أن "هناك محادثات لوقف إطلاق النار في لبنان، لكننا سنتوصل إلى اتفاق فقط إذا تمت تلبية جميع مطالبنا، بما في ذلك إبعاد حزب الله، وضمان عدم تمكن الحزب من تعزيز قدراته، وتأمين عودة سكان الشمال بأمان إلى منازلهم، وضمان حرية كاملة للجيش الإسرائيلي للعمل ليس فقط في حالة الهجوم، لكن في حالة محاولات التعزيز"، على حد قوله.
وأضاف أنه "سيستمر التفاوض فقط تحت النار، بما في ذلك تصفية عناصر حزب الله (..)، ولم يعد هناك الكثير لتصفيتهم، لذا تمت تصفية المتحدث باسم حزب الله أيضًا. لهذا السبب، نحن لسنا في سباق ضد الزمن"، بحسب تعبيره.
ورداً على سؤال حول ما إذا كنا قريبين من تهدئة في الشمال، قال الوزير كوهين: "تجربتي في الحياة تجعلني حذرًا من التنبؤ بالمواعيد. يجب أن نقول شيئًا واحدًا: الحقيقة هي أننا نسمع منهم رغبة في التوصل إلى وقف إطلاق نار، وهذا ناتج فقط عن الإجراءات الكبيرة التي قمنا بها. نحن اليوم في وضع يسمح لنا بتحديد الشروط (..)".
وتابع بقوله: "في نهاية المطاف، نحن نقوم بإطفاء الحرائق. عندما تتعامل مع حماس، أو مع حزب الله، أو مع الحوثيين، فإنها مجرد عمليات إطفاء حرائق. لن نتمكن من تحقيق استقرار إقليمي دون الإطاحة بالنظام الإيراني، لأنهم يمولون هؤلاء، وغدًا سيمولون الآخرين. نحن على بعد شهرين من بداية حقبة ترامب الثانية. أعتقد أن هذه فرصة تاريخية للإطاحة بالنظام في إيران من جهة، وتوسيع دائرة السلام من جهة أخرى".
وحول ما إذا كانت مواجهة مع إيران مطروحة على الطاولة، قال: "الإجابة هي نعم. لن نفصل ما سنفعله أو متى سنفعله. هل ما فعلناه في إيران هو نهاية المطاف؟ الإجابة هي لا. في المواجهات التي وقعت، أظهرنا قدرات دفاعية وحققنا ضربات دقيقة. الحرب ضد إيران ليست فقط مصلحة إسرائيلية، بل هي مصلحة إقليمية ودولية. تلقيت من زملائي السابقين، وزراء خارجية في دول مسلمة، رسائل دعم لمواصلة جهودنا ضد إيران، التي تهددهم أيضًا".