الثورة نت:
2024-09-16@11:18:57 GMT

الاستعداد لميلاد سيد العباد

تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT

 

 

• حين يستعد شعبٌ من شعوبِ الإسلام، لإحياء مناسبة ذكرى ميلاد الرسول الأكرم والنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، لهو شعب شديد الارتباط بنبيه صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأنه يعمل على رفع ذكر نبيه ونصرته، امتثالاً لقوله تعالى: {فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[الأعراف : 157].


• فهذه التجهيزات والتحضيرات والترتيبات التي تحدث في يمن الإيمان، لاستقبال ذكرى مولد سيد الأكوان صلى الله عليه وآله وسلم، تُعد من مصاديق الآية آنفة الذكر، وكذلك من مصاديق قوله تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}[الشرح :4]..
لأن هذه الترتيبات التي تحدث في يمننا الحبيب، تُلفت أنظار اليمنيين وغيرهم، على اختلاف فئاتهم وانتماءاتهم، إلى أن هناك مناسبة عظيمة قادمة، يجب على الناس -جماعات وأفراداً- أن يتهيأوا لها ويعدوا لها عدتها، وهي مناسبة مرتبطة بسيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، الذي فضله عليهم كبير، وهو مِنّةُ الله العظمى عليهم، لقوله تعالى: { لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ}[آل عمران : 164]..
• ولهذا يجب على كل الناس أن يتفاعلوا مع هذه المناسبة، التفاعل الإيجابي الكبير، حتى تعود عليهم بالنفع العظيم والفضل العميم.
• ألا فاستعدوا وارفعوا اللافتات والرايات، وزينوا باللون الأخضر البيوت والمؤسسات والمَحالَّ والسيارات، وليكن كل فرد منكم مسارعاً إلى تزيين الطرق والشوارع، اكتبوا على الجدران مرحباً بميلاد سيد الأكوان.
• لا تلتفتوا إلى دُعاةِ التثبيط، وأهل الفرقة والتشتيت، وجادلوهم بالتي هي أحسن، ولا تصطدموا بهم، فهم لا يخرجون عن ثلاثة:
– إما أن يكونوا دعاةَ فتنةٍ لم يستطيعوا الوصول إلى السلطة، فيقومون بمحاولات إفشال وإحباط كل نجاح وكل خطوة لأنصار الله..
– أو أنهم مجرد مُضلَّلين، يرددون ما يسمعون، تنقصهم الحكمة في التمحيص بين الغث والسمين، قد أثرت عليهم أزمة التسعِ سنين، فأعمتهم الحاجة والفاقةُ عن معرفة أن الاحتفاء بميلاد خير البشر، ستكون له العواقب العظيمة، والنصر والتمكين والاستقرار والرخاء والنماء، بإذن الله تعالى، أملاً بما عنده جل وعلا، وعملاً بمقتضى كتابه الكريم، وتفعيلاً لما تجيش به الصدور، من حب عميق، وفرحٍ خليقٍ، بمن ينتصر به المؤمنون لربهم العظيم.
– أما الفئة الثالثة، فهم من يختبئون خلف كواليس السياسة، ولن تقابلوهم في الشوارع أو الباصات، لأنهم القادة الأشرار، هم من يديرون الألعاب الدموية عالمياً، ومنهم قتلة الأنبياء والأولياء والقادة الشرفاء، يتبعهم قطيع من قادتنا البلهاء، عبيد المال والجاه، من في سبيلهما ضحّوا بالدين والعقيدة، وبالوطن وثرواته وشعبه وتراثه وحاضره ومستقبله، وارتضوا أن يداسوا بالنعال النفطية والفرنجية، كي يظلوا على كراسيهم، ولو كانوا مجرد وكلاء للمستعمرين الجدد.
• وهؤلاء كلهم يحاجّون بالباطل ليدحضوا به الحق، فحاججوهم بالحق، وازهقوا باطل نفوسهم، وجهالة قلوبهم، وعمى أعينهم، وارموا بالحجج ولا تنتظروا ردود الأفعال، (فحبل المدى يقطع في الحجر)، وواصلوا استعدادكم ليوم المولد الشريف، فرحة بحبيبكم الأعظم، صلى الله عليه وآله وسلم..
• فعِّلوا -بكل الوسائل المتاحة- القلوب، حتى يزيد هيجانها شوقاً لذكرى ميلاد النبي المحبوب، الذي ألَّفَ اللهُ به القلوبَ، ونَفَّسَ به الكروبَ، وجعله يوم القيامة كاليعسوب..
• وارفعوا أصوات الأناشيد والزوامل، ترحيباً بميلاد الإنسان الكامل، الجامع لعلوم الأواخر والأوائل..
• ألبِسوا أولادكم الجديد -قدرَ الاستطاعة-، ونظفوا أفنيتكم وحاراتكم وكل قاعة، وأدخِلوا الفرحة على قلوب الفقراء والمساكين، حتى تزول عنهم الفاقة والمجاعة..
• اجعلوا هذه المناسبة يوم عيد، وواسوا أُسَرَ الجرحى، وكل أسرة ضحت بشهيد..
• تبادلوا التحايا، وتفقدوا المرضى والمعوزين والنازحين، وكل من حلَّت عليهم المصائب والبلايا..
• اجعلوا من أيام هذه المناسبة فرحةً غامرةً يَسعدُ بها الجميع، ولنوصل رسالة للعالم بأننا شعبٌ شغوفٌ برسول الله، مرتبطٌ به وبأخلاقه، قولاً وعملاً، وأننا أنصارُهُ، فكما نصره أجدادنا في الماضي، ها نحن ننصره وسننصره حاضراً ولاحقاً، مادامت عروقنا تنبض وعيوننا تطرف، وسنوالي أولياءَه، وسنعادي أعداءَه..
من يحبُ الحبيبَ فهو حبيبُ
وعُداةُ الحبيبِ هم أعداءُ.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الشباب في الهدي النبوي الشريف

 

 

الاحتفال بمولده صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم لا يقتصر فقط على كبار السن، بل ينبغي أن يكون الشباب في مقدمة المحتفلين، فقد أولاهم صاحب الذكرى صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه مكانة كبيرة، وليس أدل على ذلك حينما جعل الشباب سيدي أهل الجنة، حينما قال : (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)، والناس في الجنة شباب، لمكانة هذه الفترة الزمنية عند الناس، فالكل يتمنى أن يكون من فئة الشباب، لكونها ترمز للقوة .
((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: منهم شاب نشأ في عبادة ربه))، فلننظر أي منزلة جعلها النبي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم للشاب الطائع لربه المؤدي ما عليه من فرائض والمجتنب للحرام.
من أبرز ما يدل على عنايته صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بالشباب أن اختار منهم قادة للجيوش التي يكون فيها كبار الصحابة – رضي اللهم عنهم أجمعين، لتوفر القوة والنشاط فيهم.
كما كان النبي -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- يدعو الشباب إلى ممارسة الرياضة، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل شارك النبي صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه الشباب في ذلك، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ الأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَسْلَمَ يَنْتَضِلُون، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ، فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا ارْمُوا، وَأَنَا مَعَ بَنِي فُلاَنٍ» قَالَ: فَأَمْسَكَ أَحَدُ الفَرِيقَيْنِ بِأَيْدِيهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «مَا لَكُمْ لاَ تَرْمُونَ؟»، قَالُوا: كَيْفَ نَرْمِي وَأَنْتَ مَعَهُمْ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «ارْمُوا فَأَنَا مَعَكُمْ كُلِّكُمْ» وهو ما يدل على حرصه صلى الله عليه وآله وسلم على تعليم الشباب حتى أصبح أكثر الناس رواية للحديث هم الشباب: بلغ من اهتمام النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالشباب، وحرصه على تعليمهم أن صار الشباب هم أكثر الصحابة رواية للسنة النبوية، فمن حمل إلينا معظم هذا الدين، كانوا من الشباب، لم تتجاوز أعمار معظمهم الثلاثين من العمر عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
من خلال ما ذكرنا تتبين لنا مكانة الشباب عند سيدنا رسول الله، وهنا يحق لنا أن نسأل عن مكانته صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم عندهم؟!
كل شاب محب لرسوله الكريم، ما عليه إلا أن يجعله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أمامه في كل عمل يعمله، فهو إن عصى الله وشاهده رسول الله، فهل سيكون عنه راضياً؟ ان اقترب لفعل الحرام، وتذكر أن رسول الله يعرض عليه فعله، هل سيكون مسرورا بذلك؟
خلاصة محبته صلى الله عليه واله وصحبه وسلم تتمثل في اتباع هديه الذي هو القرآن، فكما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها، عندما سئلت عن خلقه الشريف،: «كان قرآنا يمشي على الأرض».
وكمال محبته صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، إظهار الفرحة بمولده الشريف، ولهذا ينبغي على الشباب أن يكونوا في مقدمة الفرحين بمولده، المتبعين لسنته .
نبارك لكل المسلمين ولادة سيد المرسلين الذي يصادف يوم غد الأحد، نسأل الله تعالى أن يوفقنا لإظهار محبته قولا وفعلا، وألا يكون حظنا من ذلك فقط تعليق الزينة وحضور الموائد ورفع الشعارات، ففيها الخير إن اقترنت باتباعه في ما أمر واجتناب ما نهى عنه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
كل عام وأنتم بخير ونصر الله أهل فلسطين ومن نصرهم بما نصر به المرسلين وحفظهم بما حفظ به الذكر المبين، انه قوي متين وهزم عدوهم ومن تحالف معهم عليهم من أهل الشر في الأرض أجمعين.

مقالات مشابهة

  • فضل زيارة مقام النبي عليه السلام وروضته الشريفة
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • هداية مولده صلى الله وسلم عليه وعلى آله للعالمين
  • الاحتفاء بالمولد.. الثقافة بالسيرة ومدارستها
  • في ليلة مولده.. كيف تُحسن الصلاة على النبي
  • الشباب في الهدي النبوي الشريف
  • بين البدعة والعادة.. حكم الاحتفال بالمولد النبوي
  • العالمي للفتوى: شراء حلاوة المولد من باب الفرح والسرور
  • خطيب المسجد النبوي: هناك قومٌ لم يسمعوا بالمولد وفازوا برسول الله
  • فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة