يهلكون الحرث والنسل.. (2100) رضيع في رصيد الإجرام الصهيوني
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
الأسرة /متابعات
الأحداث المأساوية التي يشهدها قطاع غزة تبعث في النفس ألمًا شديدًا للجرائم البشعة التي تُرتكب ضد الإنسانية. إن الاستهداف الممنهج للأطفال والنساء والعزل، بالإضافة إلى عمال الإغاثة والصحفيين والمنظمات الإنسانية، يمثل انتهاكًا صارخًا لكل القيم الإنسانية والقوانين الدولية، فقد تجاوزت هذه الجرائم تدمير البنية التحتية وتقويض الحياة اليومية لتشمل تدمير الأمل في مستقبل آمن ومستقر لأجيال قادمة.
الأطفال في غزة يعانون من صدمات نفسية عميقة نتيجة القصف المستمر وفقدان أحبائهم، مما يترك آثارًا طويلة الأمد على صحتهم النفسية والجسدية. النساء يواجهن مخاطر متزايدة، حيث يتم استهدافهن في منازلهن وأثناء محاولتهن توفير الرعاية لأسرهن. عمال الإغاثة والصحفيون، الذين يعملون بلا كلل لتقديم المساعدة الإنسانية ونقل الحقيقة، يتعرضون للهجمات المباشرة، مما يعوق جهود الإغاثة ويزيد من معاناة السكان.
وفي غزة تستمر الهجمات “الإسرائيلية” في تدمير البنية التحتية الصحية والإنسانية. وفقًا للتحديثات الأخيرة من المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن الحرب المستمرة منذ 330 يومًا أسفرت عن خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، حيث بلغ عدد الشهداء والمفقودين 50,691، منهم 16,673 طفلًا و11,269 امرأة، ومع وجود نسبة كبيرة من الأطفال والنساء، يعاني 94,060 جريحًا ومصابًا من الحاجة الماسة إلى الرعاية الصحية، خاصة بعد خروج 34 مستشفى و80 مركزًا صحيًا عن الخدمة بسبب الهجمات. ناهيك عن 1,737,524 مصابًا بأمراض معدية نتيجة النزوح وسوء الأوضاع الصحية، و350,000 مريض مزمن في خطر بسبب منع إدخال الأدوية. والطامة الكبرى أن هناك أكثر من 2 مليون نازح في قطاع غزة لا يجدون مأوى أو يقدرون على الحصول على أبسط مقومات الحياة.
إن التساؤل الذي يفرض نفسه: هل تعكس هذه الأرقام حجم كارثة إنسانية يعيشها سكان من جنس البشر هم الغزاويون ويقطنون جزءاً من المعمورة اسمه غزة؟ ألا تشكل معاناة الأطفال، وبشكل خاص، من سوء التغذية ونقص الرعاية الصحية، مأساة يمكنها أن توقظ ضمير من يعيشون حول غزة من سكان هذه المعمورة؟!، أليس ثمة بشر يرون أن ثمة خطراً يحدق بأمة هم من البشر تتعرض حياتهم لأبشع جرائم الإبادة؟
رغم هذه الفظائع، يقف المجتمع الدولي متخاذلًا، مكتفيًا بالإدانات اللفظية دون اتخاذ إجراءات حازمة لوقف هذه الانتهاكات. إن الصمت الدولي والتقاعس عن التحرك الفوري يعزز من استمرار هذه الجرائم ويزيد من معاناة الشعب الفلسطيني.
الوجه الأكثر دموية
من جهة أخرى، أفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بأن جيش العدو الإسرائيلي قتل 2100 طفل رضيع فلسطيني ممن تقل أعمارهم عن عامين، ضمن نحو 17 ألف طفل قتلهم في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، وأكد المرصد أن هذا العدد المفزع يعبر عن نمط خطير من نزع الإنسانية عن الفلسطينيين، حيث يتم استهدافهم وأطفالهم بشكل متعمد ومنهجي.
وأشار المرصد إلى أن العديد من الأطفال قُطعت رؤوسهم وأعضاء أجسادهم بفعل القصف الإسرائيلي على تجمعات المدنيين، بما في ذلك المنازل والمباني السكنية ومراكز الإيواء، مما يشكل انتهاكًا صارخًا لقواعد التمييز والتناسب والضرورة العسكرية.
ووثق المرصد مقتل الطفلين الرضيعين “آسر” و”آيسل محمد أبو القمصان”، وهما توأم لم يتجاوز عمرهما الأربعة أيام، مع والدتهما وجدتهما في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في دير البلح. وأوضح أن والد الطفلين كان قد خرج لاستخراج شهادة ميلاد لهما، وعاد ليجد الشقة مدمرة وأفراد أسرته قتلى.
كما أشار المرصد إلى مقتل طفلين رضيعين آخرين، “وسام” و”نعيم أبو عنزة”، وعمرهما ستة أشهر، مع والدهما و11 من أفراد العائلة في غارة إسرائيلية على حي “السلام” في رفح.
وأفادت “رانيا أبو عنزة”، والدة الطفلين، أنها أنجبت الرضيعين بعد عشر سنوات من محاولات التلقيح، قائلة: “زرعوا لي 3 أجنة، بقي منهم اثنان، وها هما ذهبا، بعد عشرة أيام من مقتلهما، كانا سيتمان الستة أشهر. قصفوا الدار، زوجي وأولادي والعائلة قتلت في المجزرة.”
كما أبرز المرصد حالة السيدة “شيماء الغول”، التي كانت حاملًا في الشهر التاسع عندما تعرض منزلها في رفح للقصف، مما أدى إلى مقتل زوجها وابنيها “محمد” و”جنان”، وإصابتها بشظية في بطنها وصلت إلى الجنين. وضعت طفلًا أسمته “عبد الله”، لكنه عاش يومًا واحدًا فقط.
وأكد المرصد أن العشرات من الأجنة قتلوا في المستشفيات نتيجة انقطاع الأكسجين والكهرباء واستهداف المستشفيات، وأشار إلى أن “إسرائيل” مستمرة بقتل الآلاف من الفلسطينيين، معظمهم في سنواتهم الإنجابية، مما سيؤثر سلبًا على معدلات النمو السكاني والقدرة الإنجابية لدى الفلسطينيين في قطاع غزة لأجيال قادمة
وأضاف المرصد أن الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة باتوا لا يتمتعون بأي نوع من الحماية التي يقررها القانون الدولي، وأصبحوا أهدافًا رئيسية للعدو الإسرائيلي، بما في ذلك القتل العمد والإعدامات المباشرة، كما أنهم ضحايا لجرائم الاعتقال التعسفي، والتعذيب، والمعاملة اللاإنسانية، والاختفاء القسري، والعنف الجنسي، والتشويه المتعمد، والإصابات والمعاناة النفسية الشديدة، والتجويع، والحصار، والتهجير القسري، وتدمير المدارس، والحرمان من التعليم، وتدمير القطاع الصحي، والحرمان من الرعاية الصحية.
غزة تستنزف
الوضع الصحي في جنين وغزة يواجه تحديات كبيرة بسبب الهجمات الإسرائيلية المستمرة، في جنين، أدى تدمير خط الكهرباء المزود للمستشفى إلى توقف قسم غسيل الكلى، مما اضطر الإدارة إلى نقل المرضى إلى مراكز طبية في نابلس.
في غزة، تستمر الهجمات على المستشفيات، مما أدى إلى تدمير نظام الرعاية الصحية بشكل كبير. فقط 17 مستشفى من أصل 36 مستشفى تقدم الخدمات جزئيًا بسبب الأضرار المادية ونقص الوقود والإمدادات الطبية.
كما أن منظومة الإسعاف في غزة مستنزفة بشكل كبير بسبب الاستهداف الإسرائيلي لمعظم مركبات الإسعاف والنقص الحاد في قطع الغيار اللازمة لإصلاحها.
الاستهداف الإسرائيلي المنهجي لعمال الإغاثة يفاقم الأزمة الإنسانية الكارثية في غزة، حيث يؤكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الاستهداف الإسرائيلي المنهجي لعمال الإغاثة في غزة، وآخرهم متعاقدون مع منظمة “أنيرا”، يقوض تقديم المساعدات المنقذة للحياة ويزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية الكارثية.
وأوضح المرصد في بيان صحفي أن “إسرائيل” تتعمد شن هجمات ضد العاملين في المجال الإنساني، سواء كانوا فلسطينيين أو أجانب، على مدار أشهر حرب الإبادة الجماعية على غزة، مما أدى إلى مقتل أكثر من 300 موظف إغاثة.
وأضاف البيان أن جيش العدو الإسرائيلي يرتكب جرائم مركبة باستهدافه عمال الإغاثة الإنسانية وعناصر تأمين توزيع الإمدادات الغذائية والصحية في قطاع غزة، رغم عدم ارتباطهم بأي هياكل حكومية أو أمنية أو فصائلية.
إبادة جماعية
ما وثقه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية خلال الفترة بين 7 أكتوبر 2023 و19 أغسطس 2024م، يؤكد أن العدو الإسرائيلي هدم 1,416 مبنى فلسطينيًا أو صادرته أو أجبرت أصحابها على هدمها في شتى أرجاء الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مما أدى إلى تهجير أكثر من 3,200 فلسطيني، من بينهم نحو 1,400 طفل.
تشمل عمليات الهدم حوالي 500 منشأة مأهولة، وأكثر من 300 منشأة زراعية، وأكثر من 100 منشأة من منشآت المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، و200 مبنى يستخدمها أصحابها في تأمين سبل عيشهم، ويشكل نحو 28 حادثًا من حوادث الهدم والتدمير التي طالت البنية التحتية، ومعظمها في طولكرم وجنين، غالبية المباني المتضررة.
شلل الأطفال في غزة
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن 17 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى في غزة تقدم الخدمات جزئيًا بسبب الأضرار المادية، نقص الوقود، محدودية الإمدادات الطبية، وقلة الموظفين. كما وثقت المنظمة 1098 هجومًا على خدمات الرعاية الصحية في الأرض الفلسطينية المحتلة بين 7 أكتوبر 2023 و22 أغسطس 2024م، منها 492 هجومًا في غزة، مما أسفر عن 747 شهيدًا و969 جريحًا.
في خان يونس، كشف انسحاب جيش العدو الإسرائيلي عن دمار هائل بعد عملية عسكرية استمرت 22 يومًا، تم انتشال جثامين شهداء من الشوارع، وتواصل طواقم الإسعاف العمل على انتشال جثامين أخرى من الأحياء المتضررة. تعرضت خان يونس لقصف مكثف وتوغلات متكررة، مما أدى إلى سقوط العديد من الشهداء والجرحى، بما في ذلك الأطفال والنساء.
ويزداد الوضع تعقيدًا مع ظهور حالة إصابة بشلل الأطفال لأول مرة منذ 25 عامًا. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
رئيس هيئة الرعاية الصحية يوجه بعمل دراسة مقارنة للأجور مع مختلف القطاعات الطبية
عقد الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، اجتماعًا موسعًا مع قيادات الهيئة، ورؤساء الأقاليم، ومديري الأفرع بالمحافظات التي تُطبق بها منظومة التأمين الصحي الشامل، لمتابعة مستجدات العمل، وبحث سبل تعزيز الأداء داخل المنشآت الصحية، بما يضمن تحقيق أعلى كفاءة تشغيلية، والارتقاء المستمر بجودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
وخلال الاجتماع، استعرض الدكتور أحمد السبكي تقارير الأداء في مختلف المحافظات، ومؤشرات جودة الخدمات الصحية، كما تابع تنفيذ خطط التطوير في المنشآت الصحية، مؤكدًا على ضرورة التعامل الجاد مع أي تحديات والعمل على تذليلها، مع البناء على النجاحات السابقة لضمان استدامة التميز في تقديم الخدمات الصحية.
وأكد رئيس الهيئة، على أهمية تكثيف المرور الميداني والتقييم المستمر للأداء لضمان تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة، وتحقيق أعلى معدلات رضاء المنتفعين، مشيرًا إلى أن المتابعة الدورية تتيح التدخل السريع لحل أي معوقات، وتعزز من كفاءة تشغيل المستشفيات والمنشآت الصحية.
كما اطلع الدكتور أحمد السبكي، على خطط تطبيق مفهوم الرعاية الصحية المبنية على القيمة، الذي يهدف إلى تحقيق أعلى كفاءة تشغيلية، مع تحسين جودة الخدمات عبر أفضل استثمار للموارد، مؤكدًا أهمية الاستفادة من التجارب العالمية الناجحة لتعزيز تنافسية المنشآت الصحية التابعة للهيئة، وتطوير نموذج رعاية صحية متكامل وفق أحدث المعايير الدولية.
وفي إطار دعم الكوادر البشرية وتحفيز العاملين، وجّه رئيس الهيئة بإجراء دراسة مقارنة للأجور مع مختلف القطاعات الصحية، لضمان تحقيق التوازن والعدالة الوظيفية، وتحفيز العاملين بما يتناسب مع حجم مسئولياتهم، مؤكدًا على أن دعم الموارد البشرية يمثل أحد الأولويات الاستراتيجية للهيئة، بما يسهم في تعزيز بيئة العمل وتحفيز الابتكار والتطوير المستمر.
كما تابع رئيس الهيئة مستجدات النظام الإداري داخل المنشآت الصحية، مؤكدًا على أهمية تحديد الصلاحيات والمسئوليات، وتعزيز حوكمة العمل لضمان أعلى مستويات الكفاءة التشغيلية والإنتاجية، وشدد على ضرورة التواصل المستمر مع أعضاء مجلس النواب لرصد احتياجات المواطنين، والعمل على تطوير الخدمات الصحية وفقًا لأولويات المرحلة الحالية.
وفي سياق تعزيز كفاءة التشغيل، تابع رئيس الهيئة جهود تحقيق التكامل بين المنشآت الصحية داخل كل إقليم، لضمان الاستخدام الأمثل للموارد البشرية والطبية، وتحقيق أعلى إنتاجية وربحية بأقل تكلفة، مع الاستفادة من التحول الرقمي والتكنولوجيا الحديثة في تطوير الخدمات الصحية.
وفي ختام الاجتماع، استعرض الدكتور أحمد السبكي خطط استمرار تطوير التشغيل داخل المنشآت الصحية، والتي تشمل تحسين إدارة الموارد البشرية، وتعزيز التحول الرقمي، وتطوير منظومة الإمداد الطبي والخدمات المساندة، مثل الأمن، والنظافة، والتغذية، والفندقة، وإدارة دورة الإيرادات، بما يسهم في تحسين كفاءة تقديم الخدمات وتعزيز رضاء المواطنين.
وحضر الاجتماع كل من: الدكتور أمير التلواني، المدير التنفيذي للهيئة، الدكتور أحمد حماد، مستشار رئيس الهيئة للسياسات والنظم الصحية ومدير عام الإدارة العامة للمكتب الفني لرئيس الهيئة، الدكتورة سالي عبدالرؤوف، مساعد المدير التنفيذي لشئون تهيئة المنشآت العلاجية ومدير عام الإدارة العامة لشئون الأفرع، الدكتور محمد سامي، مساعد المدير التنفيذي لشئون التشغيل وتنمية الموارد ومدير عام الإدارة العامة للموارد البشرية، الدكتور محمد نشأت، رئيس إقليم جنوب الصعيد، الدكتور أيمن رخا، رئيس إقليم القناة ومدير فرع الهيئة بجنوب سيناء، الدكتور محمد شعبان، مدير فرع الهيئة بالأقصر، الدكتور محمد عبدالهادي، مدير فرع الهيئة بأسوان، الدكتور أحمد حسن، مدير فرع الهيئة ببورسعيد، الدكتور علي رفعت، مدير فرع الهيئة بالإسماعيلية، الدكتور أحمد شفيق، مدير فرع الهيئة بالسويس، الأستاذ محمد إبراهيم، مدير عام الإدارة العامة للإدارة القانونية برئاسة الهيئة، الدكتورة هبة أسامة داوود، عضو المكتب الفني لرئيس الهيئة، الدكتور شادي فرحات، رئيس وحدة التطوير والابتكار وريادة الأعمال، والدكتور مهند عاطف، مدير إدارة الدراسات والبحوث.