الرد اليمني .. التوقيت سيكون مفاجئا!
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
أستاذ تاريخ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية
أكمل حزب الله رده على العدو “الإسرائيلي” بعد أسابيع من الإعداد والتجهيز والانتظار الصهيوني والأمريكي، وسط دوامة من الخوف والذعر والقلق التي عصفت بالكيان ومستوطنيه، وهذه الدوامة لا يمكنها أن تهدأ أو تنتهي، لأن الحزب ترك الحساب مفتوحًا وسط مواصلة عملياته المساندة لغزة، وأيضًا في ظل الترقب للرد الإيراني على جريمة اغتيال القيادي الكبير في حركة “حماس” إسماعيل هنية في طهران، والرد اليمني على عدوان الحديدة، ولعل الحكمة من تجزئة الرد هو استمرارية هذه الحالة لدى العدو لاستنزافه إلى أقصى حدود ممكنة.
فيما يخص الرد اليمني، فالتحضير له قائم وله مساره الخاص، كما عاد وأكد قائد “أنصار الله” السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطاب يوم الخميس الماضي، مع الإشارة إلى أن التوقيت سيكون مفاجئًا للعدو بإذن الله تعالى.
مسألة الرد قطعية وحتمية، ولا نقاش فيها، واليمن ليس لديه أي سقوف سياسية أو اعتبارات أخرى يمكن أن تؤثر في طبيعة وحجم الرد وتوقيته ولا نوعية الأهداف المرصودة، كل ما يمكن للقوات المسلحة أن تقدمه وتفعله لن تتردد ولن توفر جهدًا في سبيل إيلام العدو والتأثير فيه والجزاء قد يكون من جنس العمل.
الهم الأكبر بالنسبة لليمن، واليمنيين على لسان قائدهم ليس الرد، بل ما هو أكبر من ذلك في ظل المساعي الحثيثة والدؤوبة للارتقاء بالأداء العملياتي المناصر لفلسطين إلى مستويات مؤثرة أكثر، وهذا يعني أن اليمن يحسب حساب معركة مفتوحة مع احتمال معاودة العدو “الإسرائيلي” شن اعتداءات على المنشآت الحيوية والاقتصادية في البلد وهو ما يستوجب ردًا عاجلاً وفاعلاً.
مشاهد النيران المشتعلة في السفينة “سونيون” بحمولتها النفطية التي تصل إلى مليون برميل من النفط وبحكم ارتباط الشركة المشغلة لها بالكيان الغاصب، كانت تكفي ليعلن اليمن الإيفاء بالوعد وإعلان الرد على الاعتداء الصهيوني على خزانات النفط في ميناء الحديدة، وما نجمت عنها من حرائق كبيرة صورها نتنياهو كإنجاز دعائي، لكن هذا لم يكن لأن المسار هو فرض الحصار على الموانئ الفلسطينية المحتلة، وشرط توقف تلك العمليات هو وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.
السؤال هو: لماذا تأخر الرد اليمني ومتى يمكن تنفيذه وما طبيعته؟
مسألة التأخير تكتيكية وضرورية في نفس الوقت، حيث أن قوات العدو في حالة استنفار مع داعميها الأمريكيين والغربيين والعملاء من الأنظمة العربية المطبعة التي تشارك بكل إمكاناتها في اعتراض القدرات والتصدي لأي صواريخ أو طائرات مسيَّرة قادمة من اليمن أو من إيران والعراق، والأمر يستدعي المناورة والبحث عن أي ثغرة لاختراق كل الأحزمة النارية المحيطة بالكيان.
في توقيت الضربة نعتقد أن الموعد اقترب، والأمر قد تكون له علاقة بالاحتفالات بمولد النبي الأكرم صلوات الله عليه وآله، كمناسبة لها ما بعدها في كل محطات اليمن السابقة على مدى أكثر من عقد من الزمن، وغير رسالة العسكر والأمن فثمة رسالة أخرى يجب إيصالها لأعداء الأمة، وهي التمسك بالنبي الأكرم وبمسراه والمقدسات الإسلامية والانتصار لفلسطين ومجاهديه واجب ديني وأخلاقي ويأتي في صلب الاستجابة لله ولرسوله الكريم.
بحكم المتابعة، فاليمن يحرص على تدشين فعاليات المولد أو تتويجها بعمليات نوعية كانت في السابق تقتصر على مهاجمة السعودية والإمارات قطبي العدوان الأمريكي على الشعب اليمني، وهذا العام قد يكون الاحتفال مختلفًا بطَي ورقة الأدوات الإقليمية المتصهينة كما طويت الأدوات المحلية ليبدأ عهد جديد من الجهاد بمواجهة قادة الكفر وقوى الاستكبار العالمي.
الرد اليمني في الأخير لم يعد منحصرًا في إطار العدوان “الإسرائيلي” على غزة وجرائم حرب الإبادة والتجويع فيها، بل أصبح متعلقًا بمبدأ السيادة والكرامة الوطنية بالنسبة لليمن، ومعيار الالتزام الديني والإنساني والأخلاقي، والرد سيكون بمثابة نهاية مرحلة وبداية أخرى في مواجهة العدو “الإسرائيلي” حتى تحرير الأراضي العربية المحتلة واستعادة المقدسات.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الرد الیمنی
إقرأ أيضاً:
لقاء موسع للعلماء في الحديدة بعنوان “مسؤولية علماء اليمن في مواجهة العدوان”
الثورة نت/ يحيى كرد
نظمت رابطة علماء اليمن بمحافظة الحديدة اليوم لقاءً موسعاً بعنوان: “مسؤولية علماء الأمة في جهاد التبيين والتحريض على قتال أئمة الكفر والمستكبرين والمنافقين”، لمناقشة الاستعدادات لمواجهة التهديدات الأمريكية والإسرائيلية و دعم ومساندة الشعب الفلسطيني في غزة.
وفي اللقاء، أكد مفتي الديار اليمنية، العلامة شمس الدين شرف الدين، على أهمية دور العلماء كركيزة أساسية تنير درب الأمة بعد كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وأشار إلى ضرورة تعزيز قيم الجهاد والاستشهاد في سبيل الله والدفاع عن الوطن ونصرة المظلومين، مؤكدًا أن الجزاء هو جنة الخلد كما وعد الله عز وجل.
ونوه المفتي إلى أهمية دور العلماء في نشر الوعي وتحفيز المجتمع عبر منابر المساجد على الانخراط في التحشيد والتجهيز لمواجهة التهديدات الأمريكية والإسرائيلية المستمرة ودعم المقاومة في غزة. كما استعرض دور اليمنيين التاريخي في نشر الإسلام ونصرة المسلمين منذ فجر الدعوة الإسلامية.
وفي اللقاء بحضور وكيل أول المحافظة أحمد البشري ووكلاء محمد حليصي وعلي الكباري. ، أشاد رئيس الهيئة العامة للأوقاف، الشيخ عبد المجيد الحوثي، بالجهود المبذولة في تنظيم هذا اللقاء. وأكد أهمية دور العلماء في مواجهة أعداء الأمة المتمثلين في قوى الاستكبار العالمي، مشيرًا إلى ضرورة التحشيد والاستعداد لمواجهة المؤامرات التي تستهدف اليمن والمنطقة بشكل عام.
كما أشار رئيس جامعة دار العلوم الشرعية، الشيخ محمد مرعي، ونائبه الشيخ علي عضابي، وعضو لجنة الإفتاء الشيخ عبد القادر الأهدل، إلى أهمية دور العلماء في رفع الوعي الثقافي والقرآني للأمة لمواجهة التحديات الراهنة ونصرة الشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة ضد العدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكيًا وغربيًا.
بدوره، أكد مسؤول وحدة العلماء والمتعلمين بالمحافظة، الشيخ علي صومل الأهدل، وعضو رابطة علماء اليمن، الشيخ حبيب طاهر الهدار، أن ضعف الأمة وتمزقها ناتج عن ابتعادها عن القرآن الكريم وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ودعوا الشعوب العربية والإسلامية إلى العودة إلى الدين الحق لمواجهة المشروع الصهيو-أمريكي في المنطقة.
وفي ختام اللقاء، أصدر العلماء بيانًا دعا فيه الأمة الإسلامية إلى التوحد ونبذ الفرقة والطائفية، موجهًا خطباء المساجد والنخب العلمية لتوجيه العداء نحو أعداء الأمة الحقيقيين: أمريكا وإسرائيل وعملائهم. كما دعا العلماء المحايدين والمترددين إلى الخروج من دائرة الصمت والانضمام إلى صفوف الأمة في مواجهة التحديات الراهنة.
وحذر البيان من مغبة إلهاء الشعوب بمعارك جانبية، وطالب الحكام العرب والمسلمين بتغيير مواقفهم المخزية والعودة إلى نصرة القضايا العادلة قبل حلول العقوبات الإلهية. كما دعا البيان الشعوب والجيوش العربية والإسلامية إلى تبني مواقف إيمانية جدية، ومساندة المقاومة في غزة عبر المقاطعة الاقتصادية والتظاهرات والضغوط السياسية.
وفي الختام، حث البيان شباب اليمن وكل قادر على الالتحاق بدورات “طوفان الأقصى” لاكتساب المهارات القتالية ودعم القدرات العسكرية، وخاصة القوة الصاروخية والطيران المسير، لمواجهة أعداء الأمة وتحقيق النصر المنشود.