المقاومة تتصاعد في الضفة.. فهل تنتقل إلى داخل الخط الأخضر؟
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
في تطور نوعي، قام فدائيون فلسطينيون مطلع شهر سبتمبر 2024 بإطلاق النار على عناصر من شرطة الاحتلال قرب حاجز ترقوميا غرب مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية المحتلة. ووفقًا للإعلام الصهيوني فقد قتل ثلاثة من شرطة الاحتلال في الحادث بينهم ضابط، فيما تمكن الفدائيون من الانسحاب من مكان العملية قبل أن يضرب جيش الاحتلال طوقًا على المكان ويبدأ في البحث عنهم.
دلالة الحادث تكمن في أن سلطات الاحتلال التي تجهد لاحتواء تصاعد العمل الفلسطيني المقاوم في شمال الضفة الغربية، وجدت نفسها أمام انتشار لعمليات المقاومة باتجاه جنوب الضفة المحتلة ما ينذر بتفجر الوضع بالكامل في وجه الاحتلال في الضفة على الرغم من الإسناد الذي تقدمه له أجهزة السلطة الفلسطينية في ملاحقة المقاومين، مثل ما جرى مع قائد المقاومة في طولكرم أبي شجاع الذي استشهد في معركة في مواجهة الاحتلال قبل أيام. هذا في الوقت الذي لا يزال جيش الاحتلال عاجزًا عن تحقيق أي إنجاز في مواجهة فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة.
وقد حذر قادة صهاينة على رأسهم وزير المالية العنصري المتطرف “بتسلئيل سموتريتش” من أن تشهد الضفة الغربية عملية طوفان أقصى شبيهة بتلك التي حدثت فجر السابع من أكتوبر 2023 في غزة. والجدير ذكره أنه منذ ما قبل هذه العملية كان هنالك مخاوف في الكيان الصهيوني من تصاعد المقاومة في الضفة الغربية. هذه المخاوف أدت إلى زيارة مسؤول الأمن في السلطة الفلسطينية ماجد فرج إلى لبنان قبل أسابيع قليلة من عملية طوفان الأقصى ومطالبته المسؤولين الأمنيين اللبنانيين بضبط حركة فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركتي حماس والجهاد الإسلامي. وقد فسّر مراقبون تفجر الوضع في مخيم عين الحلوة عبر عملية اغتيال طاولت أحد مسؤولي فتح، تلتها معارك بين الحركة المذكورة وفصائل إسلامية على أنها كانت مؤامرة من ماجد فرج لإثارة موضوع الوجود الفلسطيني المسلح في المخيمات، تمهيدًا لضبط حركة فصائل المقاومة الفلسطينية على الأرض اللبنانية خدمة لـ”إسرائيل”. حتى أنه كان هنالك أنباء عن تهيؤ الاحتلال لشن عدوان على غزة قبل طوفان الأقصى في محاولة لخنق المقاومة في الضفة الغربية ومنعها من التمدد.
كان هذا من ضمن المعلومات التي وصلت إلى قيادة المقاومة في غزة، والتي وجدت نفسها بحاجة للقيام بعمل استباقي “تتغدى فيه بالاحتلال قبل أن يتعشى بها” فكانت عملية طوفان الأقصى. والآن، بعد مرور أحد عشر شهرًا على عملية طوفان الأقصى ومع اقتراب موعد الاحتفال بسنة كاملة من الصمود أمام الاحتلال، يبدو أن المقاومة في صدد الانتقال إلى مرحلة جديدة تتحول فيها الضفة الغربية من جبهة إسناد لغزة إلى جبهة رئيسية للمواجهة مع الاحتلال.
من شأن هذا أن يضرب الكيان في خاصرته الرخوة خصوصًا أن عرض المنطقة الواقعة خلف الخط الأخضر لا يتجاوز خمسين كيلومترًا. ومع طول الحدود بين الضفة الغربية والمناطق التي احتلها الصهاينة في العام 1948 وصعوبة ضبطها من قبل الاحتلال على الرغم من الجدار الفاصل، فإن تصاعد المقاومة في الضفة الغربية ممكن أن ينقل المقاومة إلى داخل منطقة الخط الأخضر، وخصوصًا في الخليل ومربع غوش دان ومحوره مدينة يافا أو “تل أبيب” كما يسميها الصهاينة.
هذا، وقد يؤدي إلى انتشار المواجهة مع الاحتلال من غزة إلى الضفة ومنها إلى كامل تراب فلسطين المحتلة ما سيجعل الكيان الصهيوني أمام مأزق كبير من الصعب احتواؤه.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
إصابة 4 فلسطينيين واعتقال آخرين وعمليات هدم في الضفة الغربية
القدس المحتلة-سانا
أصيب 4 فلسطينيين اليوم واعتقل آخرون وهدم منزلان ومنشأة خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مناطق في الضفة الغربية.
وذكرت وكالة وفا أن قوات الاحتلال برفقة عدد من الجرافات اقتحمت منطقة المريج في بلدة دير بلوط غرب سلفيت وسط إطلاق الرصاص وقنابل الصوت، ما أدى إلى إصابة 4 فلسطينيين بجروح، فيما هدمت منزلاً ومنشأة تجارية.
واعتقلت قوات الاحتلال 9 فلسطينيين خلال اقتحامها مخيم الفوار في الخليل وبلدات تقوع في بيت لحم ومزارع النوباني وترمسعياً وكفر مالك ومخيم الجلزون في رام الله وحي أم الشرايط في البيرة.
واقتحم جنود الاحتلال بلدة جبل المكبر جنوب شرق القدس وأجبروا فلسطينياً على هدم منزله، كما اقتحموا مخيم شعفاط شمال شرق المدينة، وهدموا أسوارا ومدخل بناء سكني.
من جهة أخرى، اقتحم مستوطنون قرية المزرعة الغربية شمال غرب رام الله وأحرقوا مركبتين، فيما اقتحموا منطقة برية المنيا شرق بيت لحم واعتدوا على الأهالي وهددوهم بضرورة إخلاء المنطقة خلال 10 أيام.
وأفاد رئيس مجلس قرية المنيا زايد كوازبة بأن منطقة برية المنيا تتعرض لهجمات شرسة من المستوطنين منذ بدء العدوان على قطاع غزة، حيث شق الاحتلال طرقا استيطانية عدة لربط البؤر الاستعمارية المقامة على أراضي المنيا وتقوع وكيسان شرق بيت لحم.
ولفت كوازبة إلى أن المستوطنين يحاولون قطع التواصل الجغرافي بين برية المنيا وبرية تقوع وفصلهما عن البلدات والقرى الفلسطينية شرق بيت لحم، من خلال إقامة البؤر الاستيطانية وفرض واقع جديد على الأرض، مناشداً المؤسسات الحقوقية الدولية بالتدخل لحماية الفلسطينيين من هجمات المستوطنين.