في تطور نوعي، قام فدائيون فلسطينيون مطلع شهر سبتمبر 2024 بإطلاق النار على عناصر من شرطة الاحتلال قرب حاجز ترقوميا غرب مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية المحتلة. ووفقًا للإعلام الصهيوني فقد قتل ثلاثة من شرطة الاحتلال في الحادث بينهم ضابط، فيما تمكن الفدائيون من الانسحاب من مكان العملية قبل أن يضرب جيش الاحتلال طوقًا على المكان ويبدأ في البحث عنهم.


دلالة الحادث تكمن في أن سلطات الاحتلال التي تجهد لاحتواء تصاعد العمل الفلسطيني المقاوم في شمال الضفة الغربية، وجدت نفسها أمام انتشار لعمليات المقاومة باتجاه جنوب الضفة المحتلة ما ينذر بتفجر الوضع بالكامل في وجه الاحتلال في الضفة على الرغم من الإسناد الذي تقدمه له أجهزة السلطة الفلسطينية في ملاحقة المقاومين، مثل ما جرى مع قائد المقاومة في طولكرم أبي شجاع الذي استشهد في معركة في مواجهة الاحتلال قبل أيام. هذا في الوقت الذي لا يزال جيش الاحتلال عاجزًا عن تحقيق أي إنجاز في مواجهة فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة.
وقد حذر قادة صهاينة على رأسهم وزير المالية العنصري المتطرف “بتسلئيل سموتريتش” من أن تشهد الضفة الغربية عملية طوفان أقصى شبيهة بتلك التي حدثت فجر السابع من أكتوبر 2023 في غزة. والجدير ذكره أنه منذ ما قبل هذه العملية كان هنالك مخاوف في الكيان الصهيوني من تصاعد المقاومة في الضفة الغربية. هذه المخاوف أدت إلى زيارة مسؤول الأمن في السلطة الفلسطينية ماجد فرج إلى لبنان قبل أسابيع قليلة من عملية طوفان الأقصى ومطالبته المسؤولين الأمنيين اللبنانيين بضبط حركة فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركتي حماس والجهاد الإسلامي. وقد فسّر مراقبون تفجر الوضع في مخيم عين الحلوة عبر عملية اغتيال طاولت أحد مسؤولي فتح، تلتها معارك بين الحركة المذكورة وفصائل إسلامية على أنها كانت مؤامرة من ماجد فرج لإثارة موضوع الوجود الفلسطيني المسلح في المخيمات، تمهيدًا لضبط حركة فصائل المقاومة الفلسطينية على الأرض اللبنانية خدمة لـ”إسرائيل”. حتى أنه كان هنالك أنباء عن تهيؤ الاحتلال لشن عدوان على غزة قبل طوفان الأقصى في محاولة لخنق المقاومة في الضفة الغربية ومنعها من التمدد.
كان هذا من ضمن المعلومات التي وصلت إلى قيادة المقاومة في غزة، والتي وجدت نفسها بحاجة للقيام بعمل استباقي “تتغدى فيه بالاحتلال قبل أن يتعشى بها” فكانت عملية طوفان الأقصى. والآن، بعد مرور أحد عشر شهرًا على عملية طوفان الأقصى ومع اقتراب موعد الاحتفال بسنة كاملة من الصمود أمام الاحتلال، يبدو أن المقاومة في صدد الانتقال إلى مرحلة جديدة تتحول فيها الضفة الغربية من جبهة إسناد لغزة إلى جبهة رئيسية للمواجهة مع الاحتلال.
من شأن هذا أن يضرب الكيان في خاصرته الرخوة خصوصًا أن عرض المنطقة الواقعة خلف الخط الأخضر لا يتجاوز خمسين كيلومترًا. ومع طول الحدود بين الضفة الغربية والمناطق التي احتلها الصهاينة في العام 1948 وصعوبة ضبطها من قبل الاحتلال على الرغم من الجدار الفاصل، فإن تصاعد المقاومة في الضفة الغربية ممكن أن ينقل المقاومة إلى داخل منطقة الخط الأخضر، وخصوصًا في الخليل ومربع غوش دان ومحوره مدينة يافا أو “تل أبيب” كما يسميها الصهاينة.
هذا، وقد يؤدي إلى انتشار المواجهة مع الاحتلال من غزة إلى الضفة ومنها إلى كامل تراب فلسطين المحتلة ما سيجعل الكيان الصهيوني أمام مأزق كبير من الصعب احتواؤه.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يقتحم أحياء فى نابلس ومخيمات شمال الضفة الغربية

قالت مراسلة فضائية "القاهرة الإخبارية" من القدس المحتلة، ولاء السلامين، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت فجر اليوم، أحياء عدة في مدينة نابلس، ومخيمي عسكر وبلاطة شمال الضفة الغربية.

ولاء السلامين: الاحتلال يواصل التصعيد في الضفة وتشديد الحصار على نابلسالاحتلال يدفع بتعزيزات عسكرية باتجاه مخيم بلاطة شرق نابلس بالضفة الغربية

وأشارت إلى أن آليات الاحتلال اقتحمت شارع فيصل ووسط المدينة ومحيط البلدة القديمة، وداهم جنود الاحتلال حارة القريون داخل البلدة، فيما اقتحمت قوات الاحتلال مخيمي عسكر القديم والجديد، وحارة الحشاشين في مخيم بلاطة، ولم يبلغ عن اعتقالات.

مقالات مشابهة

  • حماس: عملية الطعن في حيفا تؤكد استمرار المقاومة حتى زوال الاحتلال
  • قوات الاحتلال الإسرائيلى تقتحم مناطق متفرقة بالضفة الغربية
  • صنعاء.. انعقاد المؤتمر الدولي “فلسطين: من النكبة للطوفان – أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير”
  •   صنعاء : انعقاد المؤتمر الدولي فلسطين: من النكبة للطوفان - أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير
  • الاحتلال يقتحم أحياء فى نابلس ومخيماتها شمال الضفة الغربية
  • الاحتلال يقتحم أحياء فى نابلس ومخيمات شمال الضفة الغربية
  • صفقة طوفان الأحرار.. ثلاثية متكاملة تصنع الإنجاز
  • جنود الاحتلال يقتلون طفلا في الخليل جنوب الضفة الغربية
  • حماس: الاحتلال يرتكب جريمة حرب موثقة في مخيم نور شمس
  • حماس: إرهاب الاحتلال في الضفة لن يكسر إرادة المقاومة لدى شعبنا