محكمة القرن: الشجاعة في ظلال السكوت
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
7 سبتمبر، 2024
بغداد/المسلة: خلف جدران الصمت، تتوارى الشخصيات السياسية في العراق مختبئة من ضوء الحقيقة المتسلط على فضيحة “سرقة القرن”، جالسة في بروج عاجية، بعيدة عن متناول الشعور الشعبي الجارف، لكن زعيم تيار الحكمة، عمار الحكيم، يبرز بعيدا عن قائمة الصامتين السوداء، ليعلن رئيس عصائب أهل الحق، دعمه له، وسط تخاذل الآخرين.
كان الحكيم قد طالب بأن تُحاكم الفضيحة الكبرى، “سرقة القرن”، علنياً أمام الشعب، وأن تكون المحاكمة بمثابة “محاكمة القرن”، ليعلن الخزعلي في بيان بانه حَسماً للنِزاع وقطعاً للفتنة، نُعلن تأييدنا لدعوة الحكيم إلى إجراء مُحاكمةٍ علنيّة وكبرى في قضية (سرقة القرن)، تَبُثها القنوات الفضائية ووسائل الإعلام بشكل مباشر..
الأصوات “الناطقة” هذه، تمثل الصاعقة، التي تضرب بيئة الصمت، و”لتكن المحاكمة على غرار محاكمة صدام حسين”، وفق الحكيم.
نقيض ذلك، تجد أن القادة السياسيين الآخرين، مقابل هذه الدعوة الجريئة، يكتفون بالصمت، وكأنهم يتجنبون الضوء الحارق الكاشف لعورات السياسة.
هذا الصمت من أقطاب القرار لم يكن مجرد انقطاع عن التصريحات فحسب، بل تعبيرا لعدم الرغبة في مواجهة الأسئلة المحرجة، التي يطرحها الشارع.
يتساءل الناس عن سبب هذا التكتّم: هل هناك تسويات خفية وراء الأبواب المغلقة؟ أم أن هناك ضعفاً مزمناً في المواجهة؟.
العراقيون يسألونكم: هل ستستجيبون للنداء، أم ستستمرون في التلاعب والاختباء في زوايا الغموض، تاركين الشعب في حالة من الارتباك؟.
هل ستختارون الصراحة ووضوح الموقف، بدلا من ان توقعوا أنفسكم في قاع الشكوك؟.
الامتحان الفعلي للقادة، بين الشجاعة الناطقة، وبين المواقف المراوغة لبقية الزعماء.
اختاروا أي الطريقين تسلكون، لأن الشعب كره صمتكم.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
الأزهر: الصمت على قرار الاحتلال تجويع غزة جريمة كبيرة
وصفت مؤسسة الأزهر في مصر، الصمت على قرار الاحتلال، منع دخول المساعدات إلى قطاع غزة، بالجريمة المستنكرة، والصمت عليها جريمة أكبر.
وقالت الأزهر في بيان رسمي، إن "العدو الصهيوني وهو يقترف جريمة تجويع الأبرياء من الأطفال والنساء والرجال" يتجرد من كل معاني الرحمة وقيم الإنسانية ولا يراعي حرمة شهر رمضان مستغلا منعهم من ممارستهم للشعائر الدينية لفرض المزيد من المعاناة عليهم".
وذكرت بأن منع إطعام الصائمين هو "جريمة مستنكرة من جميع المؤمنين بالله وبعدالته وبعقابه الأليم للمجرمين في الدنيا والآخرة"، معتبرا صمت القادرين على وقف هذه المنكرات والداعمين لمرتكبيها "جريمة أشد نكرا وعقوبة عند الله".
وطالب الأزهر حكومات الدول الإسلامية باستخدام ما في أيديهم من دبلوماسية وسياسة "لفك الحصار المستبد عن الجائعين في شهر رمضان الذي يهدف إلى إجبار الفلسطينيين على أن يختاروا بين الموت جوعا أو الهجرة وإخلاء أرض غزة لهذا الكيان المحتل".
وأكد أنه على الدول الإسلامية وعلى المجتمع الدولي "المتحرر من ضغوط الصهيونية أن يتحملوا مسئولياتهم التاريخية والإنسانية في وقف هذا الحصار غير الأخلاقي والمطالبة بفتح المعابر في أسرع وقت ممكن".
وشدد الأزهر على ضرورة تسيير دخول قوافل الإغاثة والمساعدات، و"محاسبة هذا الكيان المحتل على جرائمه وتقديم مجرمي الحرب الذين ارتكبوا أبشع الجرائم في التاريخ الحديث للحساب والمحاكمة".
وأوقف الاحتلال دخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة اليوم الأحد، بعد الانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، والتراجع عن تنفيذ بنوده من أجل الضغط على حركة حماس، لإخراج الأسرى دون إنهاء العدوان أو الانسحاب من القطاع، فيما دعت حركة حماس الوسطاء القطريين والمصريين للتدخل.
وقالت حركة حماس، هذا القرار يرقى إلى حد "الابتزاز الرخيص" و"جريمة حرب" مناشدة الوسطاء الضغط على الاحتلال لإنهاء "إجراءاته العقابية وغير الأخلاقية".