مفاوضات غزة.. تقرير يكشف دور قطر والمباحثات خلف الأبواب المغلقة
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
سلط تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الجمعة، الضوء على "النفوذ" التي تمتلكه قطر لدى حماس من أجل التوصل إلى اتفاق هدنة مع إسرائيل ينهي ولو بشكل مؤقت الحرب المستمرة في غزة منذ أكثر من 11 شهرا.
تقول الصحيفة إنها استقت معلوماتها هذه من مقابلات مع أكثر من عشر مسؤولين مطلعين على المفاوضات، بمن فيهم مسؤولون من المنطقة والولايات المتحدة، وتحدث معظمهم بشرط عدم الكشف عن هوياتهم ليتمكنوا من مشاركة تفاصيل المناقشات، التي تجري خلف أبواب مغلقة.
تنقل الصحيفة عن مسؤول عربي وآخر أميركي القول إنه وبعد اغتيال الزعيم السياسي لحماس، إسماعيل هنية، في أواخر يوليو، أبلغ مسؤولو حماس الوسطاء القطريين بأن لديهم مطالب جديدة للمحادثات المتعثرة بالفعل بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.
وذكر مسؤولون أن هذه المطالب أثارت قلق رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي أمضى شهورا يحث حماس على التوصل لتسوية.
وأشار المسؤولون إلى أن رئيس الوزراء القطري، وبدعم من فريقه، رد بقوة خلال الاجتماعات والمكالمات الهاتفية مع مسؤولي حماس، ليتراجعوا في النهاية عن تلك المطالب.
لكن ومع تعثر المحادثات الرامية لوقف الحرب في غزة في الأشهر الأخيرة، استغلت قطر نفوذها مع حماس في محاولة لكسر العديد من العقبات، وفقا لهؤلاء المسؤولين.
تنقل الصحيفة عن مسؤولين أميركيين اثنين القول إن حماس أضافت مؤخرا مطالب جديدة مقابل الإفراج عن الرهائن، حيث طلبت المزيد فيما يتعلق بالإفراج عن السجناء الفلسطينيين في المرحلة الأولى من الاتفاق.
وتشير الصحيفة إلى أن المسؤولين يأملون في أن تتمكن قطر من إقناع الجماعة المسلحة بالتخلي مرة أخرى عن هذه المطالب، وحتى تقليص طلبها بشأن إطلاق سراح المعتقلين، خاصة بعد مقتل ستة رهائن في غزة.
وأفاد أربعة من المسؤولين بأن قطر نجحت في إقناع حماس بالعودة إلى طاولة المفاوضات بعد أن اجتاحت إسرائيل رفح جنوبي غزة في مايو الماضي.
وفي الأسابيع التي تلت ذلك، ضغطت قطر على حماس لقبول صيغة تسوية وأقنعتها بالبقاء في المحادثات، حتى في ظل إعلان الحركة أنها لم تعد ترغب في التفاوض، وفقا للصحيفة.
وقال مسؤول عربي ومسؤولان أميركيان إن حماس شاركت بشكل غير رسمي في مناقشات أقل رسمية مع مسؤولين قطريين ومصريين وقدمت ملاحظات حول نقاط محددة، على الرغم من إعلانها أنها لم تشارك في آخر جولتين من المحادثات الرسمية في القاهرة والدوحة.
وتنقل الصحيفة عن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري القول إن قطر تضغط على كلا الجانبين للالتزام باتفاق واتخاذ قرارات صعبة خلال المفاوضات للتوصل إلى هذا الاتفاق".
ويؤكد ثلاثة مسؤولين مطلعين على المحادثات أن رئيس الوزراء القطري، ومنذ بداية الحرب قبل 11 شهرا، كرّس وقتا طويلا من جهوده لمحاولة التوسط في اتفاق وقف إطلاق النار، حتى على حساب مشاريع حكومية أخرى.
وذكر المسؤولون إن رئيس الوزراء القطري عقد اجتماعات مع ممثلي حماس بشكل متكرر، وفي بعض الأحيان مرتين في اليوم.
وبحسب الصحيفة فقد تدخلت قطر في يونيو الماضي عندما بدا أن محادثات وقف إطلاق النار وصلت مرة أخرى إلى طريق مسدود.
في تلك الفترة كانت إسرائيل تصر على أن تشمل المرحلة اللاحقة من المفاوضات عدة قضايا، بينما كانت حماس تريد حصر النقاش في تبادل الرهائن والمعتقلين.
وبالتعاون مع الولايات المتحدة، قدمت قطر لحماس ثلاث خيارات كمقترحات للتسوية، وفقا لحسام بدران، المسؤول الكبير في حماس والمقيم في قطر.
وأضاف أن ممثلي حماس اختاروا أحد هذه الخيارات، حيث وافقوا على أن تركز المرحلة اللاحقة بشكل خاص على قضية تبادل الرهائن، وهي صيغة تركت الباب مفتوحا لمناقشة بعض القضايا الأخرى.
وتابع بدران: "لقد فعلنا ذلك لأننا مهتمون بقضية وقف إطلاق النار.. إذا كانت هناك بعض العبارات التي ستجعل المفاوضات أسهل وتؤدي إلى نفس النتيجة والمتمثلة بإنهاء الحرب، فلا مشكلة لدينا".
وقال ثلاثة من المسؤولين المطلعين على المفاوضات إن قطر اضطرت إلى الضغط بشكل كبير لإقناع حماس بالموافقة على صيغة التسوية.
وقال الأنصاري إن قطر كانت تمارس الضغط من خلال تقديم أفكار على الطاولة، وتحديد مواعيد نهائية للردود، وتذكير كلا الجانبين بخطورة الوضع.
ويرى أستاذ السياسات العامة في معهد الدوحة للدراسات العليا تامر قرموط، أن "قطر قادرة على التفاعل مع حماس بطريقة جادة ومفتوحة بسبب علاقتها الطويلة معها وبسبب دعمها لغزة".
وأضاف: "تدرك حماس أنه إذا ضغط القطريون عليهم، فإن عليهم الانخراط معهم والرد بشكل إيجابي".
ومع ذلك تقول الصحيفة إن نفوذ قطر له حدوده، حيث تبقى كل من إسرائيل وحماس متمسكتان بمواقف تبدو غير قابلة للتوافق.
بالإضافة إلى القضايا المتعلقة بتبادل الرهائن، تعثرت المفاوضات جزئيا بسبب مصير محور فيلادلفيا، حيث يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على أن الجيش الإسرائيلي يجب أن يبقى في الممر، بينما تقول حماس إن أي اتفاق يتطلب انسحاب إسرائيل من غزة، بما في ذلك محور فيلادلفيا.
وأعرب عدد من المسؤولين المطلعين على المفاوضات عن قلقهم من أن نتانياهو قد طرح في الأسابيع الأخيرة مطالب جديدة قد تؤدي إلى مزيد من التأخير أو حتى إفشال الاتفاق، بما في ذلك إبقاء القوات الإسرائيلية في المحور الحدودي.
كما وضعت حماس عراقيل طوال العملية، ففي اجتماع عقد هذا الصيف مع مسؤولي حماس، ضغط الوسطاء القطريون على الجماعة الفلسطينية المسلحة للموافقة على النسخة المقترحة من اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، وفق الصحيفة.
في تلك الأثناء، رد مسؤولو حماس بأنهم، حتى لو كانوا مستعدين للقيام بذلك، فإنهم لا يستطيعون إعطاء الضوء الأخضر دون موافقة القيادة داخل غزة، وخاصة يحيى السنوار، الشخصية الأقوى في القطاع.
أقر القطريون بهذه النقطة وانتهى الاجتماع دون تحقيق اختراق، وفقا لعدة مسؤولين مطلعين على المحادثات.
ويبين قرموط أن "الكلمة الأخيرة هي لأولئك الموجودين في ساحة المعركة".
وتسعى دول الوساطة المتمثلة بالولايات المتحدة ومصر وقطر لإبرام وقف لإطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن الإسرائيليين وسجناء فلسطينيين في إسرائيل.
وباستثناء هدنة لأسبوع في أواخر نوفمبر، لم يتم التوصل الى أي تفاهم مع تمسّك كل من طرفي النزاع بمطالبه.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: رئیس الوزراء القطری وقف إطلاق النار فی غزة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: ما تقوم به إسرائيل استخفاف قاس بالحياة البشرية في قطاع غزة
جنيف غزة "د ب أ" "أ ف ب": قال متحدث باسم الأمم المتحدة،اليوم إن الحصار الإسرائيلي المفروض على المساعدات المتجهة إلى قطاع غزة يعرض السكان مجددا للخطر.
وذكر ينس لايركه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن برنامج الأغذية العالمي لا يزال لديه 5700 طن من المواد الغذائية التي تم إحضارها إلى المنطقة خلال وقف إطلاق النار.
وأوضح أن هذه الكمية تكفي لمدة أسبوعين.
وكانت إسرائيل قد أوقفت إيصال المزيد من المساعدات الإنسانية في بداية مارس قائلة إن ذلك يرجع إلى رفض حماس قبول خطة بوساطة أمريكية لمواصلة اتفاق وقف إطلاق النار.
واتهم منتقدون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعطيل تنفيذ المرحلة الثانية من خطة وقف إطلاق النار للحفاظ على بقائه في السلطة، حيث إن شركاءه في الائتلاف اليميني غير راغبين بالانسحاب من غزة.
ووجه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية اتهامات خطيرة للسلطات الإسرائيلية، حيث قال ينس لايركه: "ما نشهده استخفافا قاسيا بالحياة البشرية والكرامة، والأعمال الحربية التي نشهدها تحمل بصمات جرائم وحشية."
وفي إطار القانون الدولي، يشير مصطلح "جرائم وحشية" إلى الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب.
وأضاف لايركه بأن "لا شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني."
المحادثات تتكثّف
أكد عضو المكتب السياسي في حماس باسم نعيم الجمعة أنّ المحادثات بين الحركة والوسطاء من أجل استئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة، "تكثّفت في الأيام الأخيرة".
وقال نعيم لوكالة فرانس برس "نأمل أن تشهد الأيام القليلة القادمة انفراجة حقيقية في مشهد الحرب، بعدما تكثّفت الاتصالات من ومع الوسطاء في الأيام الأخيرة".
وأفادت مصادر مقرّبة من حماس فرانس برس، بأنّ محادثات بدأت مساء الخميس بين الحركة الفلسطينية ووسطاء من مصر وقطر في الدوحة، من أجل إحياء وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين لا يزالون محتجزين في غزة.
وفي السياق، أوضح نعيم أنّ المقترح الذي يجري التفاوض بشأنه "يهدف لوقف إطلاق النار وفتح المعابر وإدخال المساعدات والأهم العودة للمفاوضات حول المرحلة الثانية والتي يجب أن تؤدي إلى وقف الحرب بشكل كامل وانسحاب قوات الاحتلال".
وفي 18 مارس، استأنف الجيش الإسرائيلي قصف قطاع غزة ثمّ عملياته البرية، بعد شهرين من هدنة نسبية في الحرب التي اندلعت إثر هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
وتعثرت المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، إذ تسعى إسرائيل إلى تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، بينما تطالب حماس بإجراء محادثات بشأن المرحلة الثانية التي من المفترض أن تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وبحسب وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة، قُتل 896 شخصا في القطاع منذ استئناف إسرائيل ضرباتها.
ومن بين 251 رهينة إسرائيلية احتجزتهم حماس في هجوم السابع أكتوبر 2023، لا يزال 58 في القطاع بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم.
وأتاحت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار عودة 33 رهينة إلى إسرائيل بينهم ثمانية توفوا، فيما أفرجت إسرائيل عن نحو 1800 معتقل فلسطيني كانوا في سجونها.
وبدأت محادثات في الدوحة غداة تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالاستيلاء على أجزاء من غزة إذا لم تفرج حماس عن الرهائن.
من جانبه، قال نعيم إنّ الحركة تتعامل "بكل مسؤولية وإيجابية ومرونة"، مضيفا "نصب عينيها كيف ننهي معاناة شعبنا الفلسطيني وتثبيته على أرضه ونفتح الطريق لاستعادة الحقوق".