إعلان بيجينغ خطوة مهمة نحو حلّ القضية الفلسطينية
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
تمثّل القضية الفلسطينية جوهر قضية الشرق الأوسط. وقد طرحت الصين على مدى السنوات الماضية مقترحات، واتّخذت إجراءات للمساهمة في حلّ القضية الفلسطينية بالحكمة والحلّ الصيني.
وفي إطار ذلك، رعت الصين حوارًا بين ممثلين كبار من 14 فصيلًا فلسطينيًا في شهر يوليو/تموز الماضي، ووقعوا في ختامه "إعلان بيجينغ لإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية".
إن أهم التوافقات لحوار بيجينغ بين الفصائل الفلسطينية، هو السعي إلى تحقيق المصالحة والوحدة الشاملة بين الفصائل الـ 14 كافة، وأهم نتائجه الجوهرية، هو التأكيد على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وأبرز النقاط التي تم الاتفاق عليها هي الحوكمة المستقبلية ما بعد الصراع في قطاع غزة، وتشكيل حكومة وفاق وطني مؤقتة، وأقوى الدعوات فيه هي إقامة دولة فلسطين المستقلة بشكل حقيقي وفقًا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وأكد موسى أبو مرزوق، رئيس وفد حركة حماس للحوار، استعداد الحركة لتنفيذ "إعلان بيجينغ" وتعزيز الوحدة بين الفصائل، ودفع المصالحة لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية الشاملة. كما أشاد محمود العالول، نائب رئيس حركة فتح، بالصين ووصف جهودها لتعزيز المصالحة بين الفصائل الفلسطينية بأنها نادرة على الساحة الدولية.
واعتبر الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط، سفين كوبمانز، أن ما أسفر عنه حوار بيجينغ بين الفصائل الفلسطينية يعد إنجازًا كبيرًا يظهر دور الصين الإيجابي والبناء في عملية السلام في الشرق الأوسط.
يُعتبر مفتاح عملية المصالحة الفلسطينية، هو تعزيز الثقة، والتمسك بالاتجاه الصحيح، وإحراز تقدم تدريجي. ولا يمكن لعملية المصالحة أن تسفر عن تقدم جوهري ووحدة أكبر إلا من خلال بذل الجهود المتواصلة لبناء التوافق وتنفيذه. وعلى طريق المصالحة، تشترك الصين في نفس الاتجاه، والهدف مع الدول العربية والإسلامية.
وبينما يستمر الصراع في غزة في الوقت الحاضر، وتستمر آثاره في الانتشار، مع وجود صراعات إقليمية متعددة ومترابطة، فإن الصين تقترح مبادرة من ثلاث خطوات للمساعدة في الخروج من الصراع والمأزق الحالي:
الخطوة الأولى: الدفع بتحقيق الوقف الشامل والدائم والمستدام لإطلاق النار في قطاع غزة في أسرع وقت ممكن، وضمان إيصال المساعدات والإغاثة الإنسانية. يجب على المجتمع الدولي حشد المزيد من الجهود لوقف إطلاق النار ومنع القتال. الخطوة الثانية: الدفع سويًا بالحوكمة ما بعد الصراع في قطاع غزة التزامًا بمبدأ "حكم فلسطين من قبل الفلسطينيين". إن قطاع غزة جزء مهم لا يتجزأ من فلسطين، ويكون الموضوع الأكثر إلحاحًا في المرحلة القادمة هو بدء عملية إعادة الإعمار ما بعد الصراع في أسرع وقت ممكن. يجب على المجتمع الدولي دعم الفصائل الفلسطينية لتشكيل حكومة توافق وطني مؤقتة تمارس الإدارة الفعالة في قطاع غزة والضفة الغربية. الخطوة الثالثة: الدفع بنيل فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وبدء تنفيذ "حل الدولتين". يجب دعم عقد مؤتمر دولي للسلام بمشاركة أوسع ومصداقية أكبر وفاعلية أكثر، ووضع جدول زمني وخارطة طريق في هذا الصدد.وقد وضعت مبادرة "ثلاث خطوات" خطة مفصلة وقابلة للتنفيذ لحل القضية الفلسطينية سلميًا، والمساهمة في بناء التوافق بين جميع أصحاب المصلحة وتوجيه القضية الفلسطينية إلى المسار الصحيح للحلّ السياسي.
إن الصين تتشارك مع العديد من دول الشرق الأوسط في الذكريات المتشابهة للدمار الذي أحدثته الإمبريالية والاستعمار، وفي السعي لتحقيق أهدافها في التحرر الوطني والاستقلال والاعتماد على الذات. ولم تنخرط الصين قط في المواجهة الجيوسياسية أو تبحث عن وكلاء في الشرق الأوسط، كما أنها لا تنوي رسم مناطق نفوذ لملء ما يسمى بفراغ السلطة في المنطقة.
كذلك، ليس لدى الصين أبدًا أي مصالح أنانية بشأن القضية الفلسطينية، فقد كانت من أولى الدول التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين، وتدعم بقوة الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه الوطنية المشروعة.
وكما لا يوجد حل بسيط للقضية الفلسطينية، ولا يمكن تحقيق السلام بين عشية وضحاها، فإن المصالحة الفلسطينية الداخلية ستجلب الأمل والمستقبل للشعب الفلسطيني، وهي خطوة مهمة نحو حل القضية الفلسطينية، وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.
إن الصين تدعم بقوة الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه الوطنية المشروعة، كما تدعم شعوب دول الشرق الأوسط ليكون مستقبلها بين أيديها. وتتطلع الصين إلى اليوم الذي تحقق فيه الفصائل الفلسطينية المصالحة الداخلية، وتتحقق على هذا الأساس الوحدة الوطنية وإقامة الدولة المستقلة في أقرب وقت ممكن. وستواصل الصين العمل باستمرار لتحقيق هذه الغاية، وتقديم المزيد من المساهمات لتعزيز السلام والرخاء في المنطقة.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات بین الفصائل الفلسطینیة القضیة الفلسطینیة فی الشرق الأوسط فی قطاع غزة الصراع فی
إقرأ أيضاً:
الرئيس الإندونيسي يزور 5 دول في الشرق الأوسط لدعم غزة
جاكرتا- غادر الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو الليلة جاكرتا ويرافقه وفد وزاري محدود، في جولة إقليمية ستشمل تركيا و4 دول عربية، مؤكدا أن عددا من وزرائه قد سبقوه إلى بعض عواصم هذه الدول.
وفي مؤتمر صحفي قبيل مغادرته، أعلن برابوو -الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع في الحكومة السابقة- أنه سيبدأ جولته بزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث سيلتقي في أبو ظبي الشيخَ محمد بن زايد، للتشاور في قضايا سياسية واقتصادية دولية ولتبادل وجهات النظر.
ثم سيتوجه إلى أنقرة في زيارة رسمية لتركيا، ليلتقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي دعاه للمشاركة في أحد المنتديات السياسية في أنطاليا، وقال برابوو إنه سيتشاور مع نظيره التركي بشأن قضايا جيوسياسية وجيواقتصادية، وبشأن التعاون بين البلدين في مجال الصناعات والتجارة والتعليم والثقافة، مؤكدا على متانة العلاقات بين البلدين.
ومن المقرر أيضا أن يزور الرئيس الإندونيسي السبت القادم القاهرة للقاء نظيره المصري عبد الفتاح السيسي والتشاور معه، ثم سيتوجه إلى الدوحة في زيارة رسمية يلتقي بها أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بهدف إنجاز عدد من الاتفاقيات بين البلدين والتوقيع على عدد من الاتفاقيات الإستراتيجية، قبل أن يختم زيارته في الأردن بزيارة رسمية أيضا للتشاور مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
إعلان دور فعّالوقال الرئيس برابوو في المؤتمر الصحفي الذي عقده قبل مغادرته، إن زياراته هذه تأتي استجابة لمطالب كثيرة بأن تكون إندونيسيا أكثر فاعلية ونشاطا في دورها بدعم الجهود الرامية لإيجاد حل "للصراع" في قطاع غزة، وفي منطقة الشرق الأوسط بشكل عام.
وأضاف برابوو أنه رغم أن إندونيسيا بعيدة جغرافيا عن تلك المنطقة، لكنها تعد أكبر بلد مسلم في العالم، وكذلك لكونها دولة رائدة في حركة عدم الانحياز؛ فهي تتبع سياسة خارجية مستقلة وفاعلة، ولا تقبل الانضمام إلى أي تكتل، وهذا يجعلها ذات قبول لدى أطراف كثيرة.
وقال الرئيس "هذا الموقف يحملنا المسؤولية، ولذلك فإنني أقول إن إندونيسيا مستعدة للقيام بدور لو طلبت الأطراف المعنية ذلك، بما يتفق مع إمكانات وقدرات إندونيسيا".
وأكد برابوو أن بلاده مستعدة لإرسال المزيد من العون الإنساني لغزة، كما قامت بذلك سابقا، حيث أرسلت معونات وفرقا طبية عملت في ظروف صعبة وخطيرة في غزة، وقال إن إندونيسيا مستعدة لاستقبال الضحايا من الجرحى والأيتام الفلسطينيين.
وبشأن ذلك، قال الرئيس إن وزير الخارجية الإندونيسي سوجيونو سيتشاور مع المسؤولين الفلسطينيين والأطراف المعنية، بشأن كيفية تنفيذ إجلاء من هم في حاجة لذلك، قائلا إن "إندونيسيا سترسل طائراتها لنقلهم".
وتوقع برابوو أن يكون عددهم في الدفعة الأولى نحو ألف شخص، ممن يوافق الجانب الفلسطيني على إجلائهم ويريدون المجيء إلى إندونيسيا، مشترطا توافق جميع الأطراف المعنية، وأن يكون بقاؤهم في إندونيسيا مؤقتا إلى حين تعافيهم وتحسن الأوضاع في غزة.
"ولهذا السبب كان يجب التشاور مع قادة الدول في المنطقة" وفق ما قال الرئيس، مشيرا إلى أن إندونيسيا لطالما تلقت اتصالات ورسائل حملتها شخصيات زارتها، بخصوص استعداد إندونيسيا للمساهمة بإيجاد مخرج للوضع في قطاع غزة، وقال "هذا أمر معقد وليس بالسهل، ولكن التزام إندونيسيا بدعم سلامة الشعب الفلسطيني ودعم استقلال فلسطين يدفع الحكومة الإندونيسية إلى أن تقوم بدور أكثر فاعلية".
إعلان