اتفق خبراء على أن سعي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتأزيم الموقف وإعاقة التوصل إلى صفقة، يثير استياء الإدارة الأميركية، إضافة إلى دعمه للمرشح الجمهوري دونالد ترامب.

وفيما يتعلق بقرار الإدارة الأميركية بسحب حاملات الطائرات من منطقة الشرق الأوسط دعا أستاذ العلوم السياسية الدكتور حسن أيوب إلى ربط ذلك بما صدر قبل 3 أيام من الرئيس الأميركي جو بايدن الذي قال "إن نتنياهو لا يفعل ما فيه الكفاية للتوصل إلى صفقة".

وأضاف خلال -حلقة (6-9-2024) من برنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- أن هذا القرار يدل على أن أميركا تريد أن "تهز العصا" قليلا في وجه نتنياهو الذي يريد تأزيم المشهد -وفق رؤية واشنطن- مما قد يدفع إيران إلى العودة إلى الميدان والرد مجددا.

واتفق الخبير في سياسات الأمن والدفاع بنجامين فريدمان مع أيوب في رأيه وقال إن نتنياهو كان يعارض الحزب الديمقراطي بشكل واضح منذ إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، وهو ما يكرر فعله الآن. وأضاف أن نتنياهو يريد أن يعود ترامب إلى سدة الحكم، وأن يواصل هو بناء المستوطنات.

كما لفت أيوب إلى أن نتنياهو يمارس دعاية انتخابية لصالح المرشح ترامب، بامتناعه عن قبول مبادرات إدارة بايدن مرارا وتكرارا، ويتضح ذلك جليا -وفقا لأيوب- في خروجه بتصريحات تناقض مسؤولي الإدارة الأميركية في كل مرة يتحدثون فيها عن قرب التوصل لاتفاق.

خياران صعبان

وبحسب أيوب فإن إدارة بايدن تمر بواقع سياسي حساس وتواجه خيارين صعبين: إما أن تمارس ضغطا علنيا ومكشوفا على نتنياهو وتحمله مسؤولية تعطيل الصفقة، وهو ما قد يكلفها الكثير من الأصوات، وإما أن تدير ظهرها لأصوات الناخبين العرب والجناح التقدمي المدعوم بمظاهرات الطلاب المتجددة.

كما أوضح أن تصاعد الموقف في غزة واحتمالات التصعيد الإقليمي للحرب تؤثر على مصالح أميركا في المنطقة، وهو ما يدركه نتنياهو جيدا، ولذلك فإنه يعمل على إضعاف مواقف إدارة بايدن على أمل أن يفوز ترامب بالانتخابات، ليلبي له "قائمة أمنياته".

وأكد أن تصرفات الحكومة الإسرائيلية الحالية تجعل أميركا تخسر الكثير على مستوى علاقاتها وتحالفاتها ومصداقيتها في المنطقة، وتدفع حلفاء واشنطن في المنطقة للتحرك للدفاع عن مصالحهم.

وأشار أيوب إلى أن الإدارات الأميركية المتعاقبة زودت إسرائيل بكل ما تحتاجه حتى أصبحت "قوة إقليمية مقررة"، وأصبحت تتصرف وفق هذا المنطق، موضحا أن مصالحها قد تكون أحيانا على النقيض من المصالح الأميركية، ومع ذلك تسعى لتحقيقها.

الأسرى الأميركيون

ومن جانبه، لفت فريدمان إلى إن التصريحات الأميركية بخصوص حاملات الطائرات يمكن قراءتها في إطار أن هذه القطع العسكرية أُرسلت بهدف ردع إيران والمساعدة في حالة قيامها بهجوم، مع إقراره بأن الخطة غير صائبة من الأساس لأنها ستشجع إسرائيل على إثارة المزيد من المشاكل.

وأوضح أن إرسال حاملات الطائرات لم يكن بقصد بقائها دائما هناك، مشيرا إلى أن إيران قررت على الأرجح ألا تقوم بضربة صاروخية كبيرة، وأن ردها قد لا يحتاج إلى بقاء حاملات الطائرات.

ووصف فريدمان الحديث عن نية واشنطن القيام بصفقة منفردة حول الأسرى الأميركيين فقط بأنه مؤشر واضح على استياء إدارة بايدن من تصرفات نتنياهو، وتزايد شعورها بالإحباط وعدم قدرتها على استخدام نفوذها للضغط على تل أبيب لإنجاح الصفقة.

ونبه إلى أن حكومة نتنياهو لا تحتمل أن تتم صفقة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، لأنها تحتوي ضمن تشكيلتها على "وزراء متطرفين"، مشيرا إلى أن تحقيق ذلك يمكن أن يتم في وجود حكومة إسرائيلية أخرى.

وأشار فريدمان إلى أن بايدن نفسه عالق في الماضي، ولا يزال ينظر إلى إسرائيل التي تشكلت في الماضي عندما كان سيناتورا، ولم يدرك بعد القيم التي يؤمن بها "الوزراء المتطرفون" الذين يشاركون في الحكومة الإسرائيلية الحالية، والتي تخالف ما تؤمن به أميركا من حرية تعبير ومبادئ ليبرالية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حاملات الطائرات إدارة بایدن إلى أن

إقرأ أيضاً:

بالتواريخ.. ترتيب أحداث انتخابات الرئاسة الأميركية حتى يوم التنصيب

تقترب المواجهة المنتظرة بين الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب، ونائبة الرئيس الحالية الديمقراطية كاملا هاريس، في انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في الخامس من نوفمبر.

وفيما يلي جدول زمني للأحداث المتعلقة بالانتخابات من الآن وحتى يوم التنصيب في يناير 2025:

الأول من أكتوبر: سيشارك جيه.دي فانس المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس ومنافسه الديمقراطي تيم والز في مناظرة تستضيفها شبكة سي.بي.إس نيوز.

الخامس من نوفمبر: يوم الانتخابات.

في وقت لاحق من نوفمبر: انتظار لمعرفة نتيجة الانتخابات، خاصة إذا كانت النتائج متقاربة وكان التصويت عبر البريد عاملا مؤثرا.

26 نوفمبر: من المقرر أن يصدر حكم بحق ترامب، أول رئيس أميركي حالي أو سابق يُدان بارتكاب جريمة، في قضية دفع أموال في مانهاتن، حيث أُدين بتزوير وثائق للتغطية على دفع مبلغ لإسكات ممثلة إباحية. وينفي ترامب ارتكابه أي جريمة وكان من المقرر في الأصل إصدار الحكم في 18 سبتمبر.

17 ديسمبر: يجتمع أعضاء الهيئة الانتخابية كل في ولايته أو في العاصمة واشنطن لاختيار الرئيس ونائبه.

25 ديسمبر: لا بد أن يتلقى رئيس مجلس الشيوخ ومدير إدارة الأرشيف والوثائق الوطنية أصوات الهيئة الانتخابية بحلول هذا التاريخ. ويرأس مجلس الشيوخ نائب الرئيس، وهو منصب هاريس في الوقت الحالي.

عام 2025

6 يناير: يترأس نائب الرئيس جلسة مشتركة للكونغرس لعد أصوات الهيئة الانتخابية، ويعلن النتائج ويحدد من تم انتخابه.

20 يناير: يتم تنصيب الفائز في الانتخابات ونائبه. وفي هذه المراسم، يتم أداء اليمين الدستورية رسميا للرئيس والنائب الجديدين.

مقالات مشابهة

  • بايدن يوجه بتوفير موارد كافية لضمان سلامة ترامب بعد محاولة اغتيال
  • لا مكان للعنف السياسي في أميركا.. ردود فعل واسعة بعد محاولة اغتيال ترامب الجديدة
  • هكذا علّق نتنياهو على محاولة اغتيال ترامب الثانية
  • بايدن يعلق على محاولة اغتيال ترمب
  • أول تعليق من الرئيس بايدن على محاولة اغتيال ترامب الثانية
  • مجلة أمريكية :عصر حاملات الطائرات انتهى.. بطيئة ويسهل تعقبها
  • رغم قلة أصواتهم.. المسلمون يدفعون بمرشحة ثالثة نحو الأضواء في الانتخابات الأميركية
  • بالتواريخ.. ترتيب أحداث انتخابات الرئاسة الأميركية حتى يوم التنصيب
  • تواريخ هامة في سباق الرئاسة الأميركية 2024
  • صحف عالمية: خيبة أمل لحلفاء أميركا وخصومها بعد مناظرة ترامب وهاريس