كاتب إسرائيلي: خطط احتلال غزة تقرّب مصر من تركيا
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
سرايا - قال الكاتب الإسرائيلي تسافي بارئيل "إن خشية مصر من احتلال إسرائيلي دائم لقطاع غزة يقربها من تركيا"، مستشهدا في ذلك بأول زيارة رسمية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى أنقرة.
وفي مقال له في صحيفة "هآرتس" قال بارئيل "إن مصر سئمت الانتقادات الإسرائيلية وأحدثها الإخفاق في منع تهريب السلاح عبر معبر رفح وعلى طول محور فيلادلفيا" (صلاح الدين).
واعتبر الكاتب بيان الخارجية المصرية الرافض للاتهامات الإسرائيلية "دليلا على نفاد صبر مصر حيث اتهم البيان رئيسَ الوزراء بنيامين نتنياهو بمحاولة إحباط صفقة الأسرى وضرب الوساطة الأميركية المصرية القطرية بتبني خطاب تحريض يجر المنطقة إلى التصعيد".
ورغم أنها ليست أول مرة ترفض فيها القاهرة الاتهامات الإسرائيلية، حسب الكاتب، "فإن نبرة بيان الخارجية هذه المرة كانت أكثر حدة، وجاءت متسقة مع تشكيك الرئيس الأميركي جو بايدن في موقف نتنياهو من إبرام صفقة أسرى"، مضيفا أن نتنياهو "يحاول التعمية على مسعاه لتكريس احتلال دائم لغزة".
ولفت بارئيل إلى أن مسؤولين سابقين ومعلقين سياسيين في مصر يرون أن إسرائيل تضع بلادهم أمام موقف سياسي وقانوني معقد قد يدفعها للتدقيق مجددا في اتفاقيات كامب ديفيد واتفاق المعابر الذي وقع في 2005، وتقرر فيه أن تنشر مصر 750 من حرس الحدود على جانبها من محور فيلادلفيا واتفق طرفاه على أن هذا الترتيب لا يخرق تلك الاتفاقيات.
وذكر بارئيل في مقاله أن السلطات المصرية "تجنبت الحديث عن خرق اتفاقات كامب ديفيد لكن القاهرة قد تضطر إلى اتخاذ قرار تحت الضغط الشعبي إذا تبين أن إسرائيل لا تنوي سحب جيشها من القطاع وأن حجم القوات الباقية هناك بشكل دائم وعدد الدبابات والعربات المصفحة ونشاط سلاح الجو يتجاوز ما نصت عليه الاتفاقات، وقد ينتهي الأمر كله إلى مجلس الأمن لبحث الانتهاكات الإسرائيلية".
ويرجح بارئيل أن تضطر إسرائيل، إذا أصرت على احتلال القطاع ولم تتوصل إلى ترتيب مع مصر، لإعادة فتح معبر رفح، وتحمل عبء توزيع المعونة التي تدخل من معبر كرم أبو سالم وحتى تمويل المساعدات إذا رفضت الدول المانحة نقل مزيد منها.
وحسب بارئيل فإن إسرائيل "ستحتاج إلى خدمات مصر كشريك لإدارة هذا القطاع، ولو لمجرد تنظيم عبور المرضى والجرحى والسماح لمن يرغب في المغادرة إلى بلد لجوء".
وأضاف "مصر يقظة تماما وتنشئ قنوات سياسية جديدة للتموضع في المنطقة كما تؤشر عليه زيارة السيسي إلى تركيا بعد قطيعة استمرت 11 عاما، حيث التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي وصفه بالصديق، ووقع الطرفان اتفاقات اقتصادية وتقنية وإستراتيجية ناهيك عن تشكيل مجلس أعلى للتنسيق الإستراتيجي".
واختتم بارئيل مقاله بالقول "إن إيران تسعى لاستئناف علاقاتها مع مصر، واستئناف العلاقات بينهما قد لا يتم غدا لكن الحديث عنه لم يعد نظريا، ومن شأن السيطرة الإسرائيلية على قطاع غزة والتي تخشاها مصر أن تقوض التحالف الواسع الذي تسعى واشنطن لتشكيله ضد إيران في المنطقة، ومصر أحد أهم أركانه".
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
استياء إسرائيلي من إهمال نتنياهو للأسرى.. هكذا بدت ملامحهم (صور)
عبّرت أوساط إسرائيلية واسعة عن استيائها من سياسة الإهمال التي تقودها حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو، تجاه ملف الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، على مدار الشهور الماضية، وهو ما ظهر اليوم على ملامح الأسرى الثلاثة الذين تم الإفراج عنهم ضمن الدفعة الخامسة لصفقة التبادل، ضمن المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأطل الأسرى الإسرائيليون الثلاثة بحالة هزيلة وفقدان للوزان بشكل واضح، على خلاف الدفعات السابقة من أسرى الاحتلال، ما أشعل غضبا واسعا لدى مسؤولين ومراقبين في تل أبيب.
وللمرة الأولى جري تسليم هذه الدفعة من مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، وهي المنطقة التي لم تشهد اجتياحا كاملا لقوات الاحتلال خلال حرب الإبادة الجماعية على القطاع والتي امتدت لنحو 470 يوما.
وتلا عنصر من "القسام" أسماء الأسرى الثلاثة، إلياهو داتسون يوسف شرابي وأور إبراهم ليشها ليفي وأوهاد بن عامي، وقال إن قيادة "القسام" قررت الإفراج عنهم في إطار الدفعة الخامسة من صفقة التبادل.
وظهر الأسرى الثلاثة بأوضاع مختلفة، حيث ارتدى اثنان منهم وهما كبار في السن زيا موحدا (بني اللون) وضع على قميصه صورة للأسير مكتوب بالعبرية أسفلها "أسير لدى كتائب القسام"، بينما خرج الثالث وهو يرتدي الزي العسكري الإسرائيلي.
وتعليقات على مشاهد الأسرى، سارع مكتب نتنياهو إصدار بيان، وقال فيه إن "المشاهد الصادمة لعملية إطلاق سراح المختطفين الثلاثة اليوم لن تمر مرور الكرام"، لافتا إلى وجود تعليمات باتخاذ الإجراءات اللازمة بعد هذه المشاهد.
ورجح مراقبون إسرائيليون أن يتخذ نتنياهو قرارات عقابية ضد الأسرى الفلسطينيين أو على الأقل تقديم احتجاج لدى الوسطاء، بسبب مشاهد إطلاق سراح الأسرى في هذه الدفعة.
بدوره، قال وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس تعقيبًا على مشاهد تسليم الأسرى اليوم: "سنبذل كل ما في وسعنا لإعادة جميع الأسرى إلى منازلهم بسرعة، وفي الوقت نفسه، لن نسمح أبدًا لحماس بمواصلة السيطرة على غزة وتهديد وجود إسرائيل".
سخرية من صدمة نتنياهو
ونقلت القناة الـ12 العبرية عن غال هيرش مسؤول ملف الأسرى في مكتب نتنياهو: "نرى بخطورة بالغة مشاهد إطلاق سراح المختطفين اليوم وحالتهم الصحية ونقلنا ذلك للوسطاء، سنقوم باتخاذ خطوات مناسبة ردًا على ذلك".
من جانبها، نقلت إذاعة جيش الاحتلال عن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد: "نتنياهو هل اكتشفت اليوم أن وضع الأسرى صعب؟ ألم تعلم من قبل؟، لأن ذلك كان مكتوبا في وثائق المخابرات التي وُضعت على مكتبك في الأشهر الأخيرة".
وتابع لابيد بقوله: "رأيت هذه التقارير تمامًا كما رأيتها أنا. ما الفائدة الآن من أنك "أمرت باتخاذ إجراءات"؟ وإذا كانت هناك إجراءات، لماذا لم تأمر بها من قبل؟".
من جهته، علق الصحفي الإسرائيلي يوفال سيغيف على تصريحات مكتب نتنياهو: "ليست واضحة تماما.. هل اكتشفتم اليوم أن هناك أسرى؟ هل كنتم تعتقدون أنهم جميعا يأكلون الكنافة وشرائح لحم الضأن؟".
صحيفة "إسرائيل اليوم" قالت: "في ضوء الحالة التي خرج بها الأسرى الإسرائيليين الثلاثة اليوم، ستطلب تل أبيب شرط لا تنازل عنه"، موضحا أن "هذا الشرط يتعلق بتقرير شامل حول وضع الأسرى المتبقين الصحي، مع إثبات أنهم يتلقون علاج صحي وغذاء مناسب".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الشرط تم تقديمه في السابق، لكنه سيكون هذه المرة شرط لاستكمال المفاوضات.
وفي سياق متصل، لفت مسؤول تحرير موقع "كالكيست" العبري روعي بيرجمان، إلى أن "نتنياهو سافر إلى واشنطن للحصول على صورة نصر، وحصل على وعود سخيفة من رئيس مغفل وهذياني، تخدم فقط سموتريتش وبن غفير، لكن صورة الأسرى هي الحقيقة".
لن يكون هناك نصر
وتابع قائلا: "لن يكون هناك نصر ولن يحدث ترحيل لغزة، ويجب على نتنياهو حكومته المدمرة أن يرحلوا، لكي نتمكن من إعادة بناء الخراب الذي تسببوا فيه".
وأكد موقع "والا" العبري أنّه "بينما يقيم نتنياهو في جناحه الفاخر في فندق ويلارد بواشنطن، يواصل إصدار البيانات التي يؤكد فيها أنه لا يمكن المرور مرور الكرام على الحالة الصعبة التي ظهر بها الأسرى الثلاثة المفرج عنهم".
واستدرك الموقع بقوله: "لكن المفارقة أن نتنياهو نفسه اختار البقاء في الولايات المتحدة خلال عطلة نهاية الأسبوع، رغم لحظة الإفراج عن الأسرى، وكأنه تغاضى عن الأمر تمامًا ولم يعتبره أولوية".
واعترف عضو مجلس الحرب السابق غادي آيزنكوت بأن "مشاهد الأسرى في غزة، دليل على الأثمان الباهظة التي تدفعها إسرائيل بسبب تأجيل صفقة التبادل"، وذلك في إقرار جديد بفشل سياسات حكومة الاحتلال في إدارة هذا الملف الحساس.
ونوه آيزنكوت إلى أن "الوقت ليس في صالح إسرائيل، حيث يزداد الضغط الشعبي وتتفاقم الأزمات الداخلية بسبب عدم حسم الحكومة لقرار التفاوض، ما يزيد من حالة الغضب والانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي".