الوطن:
2025-02-22@21:49:04 GMT

عبدالفتاح علي يكتب: 11 سنة ومصر جزيرة جهنم

تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT

عبدالفتاح علي يكتب: 11 سنة ومصر جزيرة جهنم

لا صُدفة أبداً فى أن تنظر إلى خريطة المنطقة لترى جحيماً تشكل ولا يزال، يحيط بمصر من كل جانب، حرب أهلية فى السودان، انقسام بعد حرب ميليشياوية طاحنة فى ليبيا، دمار منقطع النظير فى فلسطين، تخريب لا ينتهى فى منابع النيل، باب مندب مُشتعل بعد غرق اليمن فى دوامة من العنف، خلاف أشقاء فى الجزيرة العربية ذاهب إلى تصعيد، توتر وتطرّف ورغبة فى الانتقام مركزه شمال الخليج، العراق يعافر بلا حول بعد أن بات مسرحاً لصراعات إقليمية، سوريا ما زالت فى مهب ريح دولية عاتية، لبنان على وشك الانفجار والدمار والخراب بعد زمن طويل من الانقسام والخلاف، كيان كالثور الهائج يزداد عنصرية ونازية كل يوم ويصر على تفجير المنطقة بأى شكل وبأى ثمن، ورئيس حكومته يفعل المستحيل لعرقلة تحول مصر إلى مركز إقليمى للطاقة.

وفى شمال «كيميت» قصص مكتوبة بدماء وصراعات ومؤامرات، وتضارب وتباين فى العلاقات، جزء منه شراكة وآخر طعنات أو إن شئت الدقة جزء منه تعاون، وآخر خلاف عنيف، وتشكيك وتمكين أدوات أجيرة لدسم السم فى العقول المجهدة المتعبة اليائسة.

 لماذا تستمر المحاولات الفاشلة لإغراق سفينة «30 يونيو»؟.. من الشمال تأتى رياح التعاون الممزوجة بالطعنات ومحاولات الإخضاع 

هذا الشمال، سيأتى منه ما لا تُحمد عقباه، مؤامرات تكفى لتدمير المنطقة عشرات المرات لعشرات السنين، والرغبة الجارفة فى حصار مصر جعل الفرقاء يتحدون لتوجيه وتركيز وتنسيق المؤامرات فى ما بينهم لإخضاعك وإذلالك وإضعافك، لتعود كما كنت قبل 30 يونيو تابعاً مكسوراً لتابع مغرور.

ملف واحد فى بحر مؤامرات الشمال، يجعل العقل يتشتّت، فتجاهده بقوة للتوقف والتأمل واسترجاع المواقف وتبيان التناقضات والتقلبات.

لماذا اصطحبت جامعة كولومبيا إسرائيليين لاستكشاف محيط جبل في قاع «المتوسط»؟

فى ملف الغاز الطبيعى بشرق البحر المتوسط، تكمن فوهة البركان، وحقل ظهر الواقع فى منطقة (بلوك) شروق، لا يمثل سوى رأس جبل فى بحر اللغز المعقّد، الجبل هو إراتوستينس، والبحر هو المتوسط، واللغز يكمن فى جامعة كولومبيا الأمريكية، التى كانت أول من بدأت البعثات العلمية فى هذه المنطقة، ولم تصاحب معها سوى علماء إسرائيليين فقط، بين عامى 1997 و1998.

  سر هروب «شل» من «شروق» بعد إعلانها عن اكتشافات غازية واعدة

بعد عام واحد طلبت شركة «شل» العالمية (بريطانية هولندية مشتركة) فى 1999 الحصول على امتياز «شروق» البحرى الواقع فى أقصى شمال حدود مصر الاقتصادية البحرية، وبدأت العمل على الفور، وقبل حتى ترسيم الحدود البحرية المصرية - القبرصية.

هل تعرّضت «إيني» لضغوط لبيع 50% من حصتها فى حقل ظهر العملاق؟

كانت أول بئر تنشئها «شل» فى هذه المنطقة باسم kg61 فى يناير 2001، أعقبتها عدة آبار أخرى أعلنتها الشركة جافة، لكنها لم تتوقف عن العمل والحفر، وفى نهاية 2003 أكملت حفر بئرى la-51 وkg-45 اللتين قال عنهما نائب رئيس شركة «شل» العالمية إنهما سيغيران خريطة الغاز الطبيعى العالمية.

فجأة أغلقت شركة «شل» الآبار وتوقفت عن البحث الجاد، وفى 2011 لملمت الشركة العالمية حفاراتها ومنصاتها وانسحبت من المنطقة دون استكمال عقدها، ولم تطالب بأى حقوق لها، وغادرت كأنها تفر من طوفان.

دخلت المنطقة خلال هذه الفترة فى ثورات مسلحة مدمرة، سقط الكثير من بلدانها وما زالت، ولم تنجُ من الطوفان سوى مصر التى منحها الله سفينة 30 يونيو، فنجت وحيدة، بعد أن رفض الأشقاء الجنوح إلى صوت العقل والنجاة.

فى يناير 2014، وقّعت الحكومة المصرية عقد امتياز مدته 35 عاماً مع شركة إينى (الإيطالية) للعمل فى المنطقة البحرية نفسها (شروق)، ونص العقد على أن تبدأ الشركة فى حفر 20 بئراً على مدار 3 سنوات.

 ما مصلحة وسائل الإعلام اليونانية في التشكيك فى حجم احتياطيات حقل ظهر؟

وفى مارس 2015، وبعد أن استخدمت الآبار نفسها التى سبق وحفرتها شركة «شل»، أعلنت «إينى» عن الاكتشاف الأضخم والأكبر فى منطقة شرق المتوسط، حقل «ظهر» الجبار فى إنتاجه واحتياطياته.

ووفقاً للعقد المبرم تتحمّل الحكومة المصرية 80% من تكاليف الإنتاج، مقابل 20% للشركة الإيطالية، والغاز المستخرج من حقل ظهر سيتم تقسيمه بنسبة 40% لـ«إينى» لاسترداد التكاليف، وتقسيم الـ60% الباقية بين الشركة بـ35%، و65% لمصر، وبعد انتهاء عملية استرداد التكاليف ستؤول نسبة الـ40% لمصر.

علماً بأن الاستثمارات المبدئية لتطوير الكشف الغازى الضخم قُدّرت بنحو 3.5 مليار دولار، وهو مبلغ ليس كبيراً على الإطلاق، مقارنة بشركة بضخامة «إينى»، ولا بضخامة الاكتشاف الكبير.

لكن «إينى» العملاقة باعت 10% من حصتها لشركة «بى بى» البريطانية دون أن تُعلن عن مقابل الصفقة، وباعت 30% لشركة «روسنفت» الروسية مقابل 1.125 مليار دولار، و10% لشركة «مبادلة» الإماراتية مقابل 934 مليون دولار، ليتحول امتياز الشروق إلى تحالف دولى تقوده «إينى» بنسبة 50% فقط من حصتها الأصلية، دون تأثير على حصة مصر.

عمليات بيع الأسهم أكبر دليل على أن حقل ظهر يمثل واحداً من أهم المشروعات البترولية فى العالم، وأن كل المساهمين الجُدد، هم فى الأصل منافسون أقوياء فى سوق الاكتشافات البترولية فى العالم، وبطبيعة الحال لن يغامروا بالدخول فى مشروع ضخم، إلا إذا كانوا على يقين بأن أرباحه كبيرة وكبيرة جداً.

جنت «إينى» من بيع نصف حصتها ما يزيد على 3 مليارات دولار تقريباً، وهو ما يقترب كثيراً من حجم ما أنفقته من استثماراتها المبدئية فى حقل ظهر.

لماذا تركت «إينى» نصف حصتها فى فترة زمنية وجيزة من الاكتشاف، وفى منطقة تُعد واعدة بمزيد من الاكتشافات؟

هذا السؤال المشروع يجعل الغموض يحيط بالإجابة، خاصة بعد أن سبقه الانسحاب الكلى المفاجئ لشركة «شل»، التى عادت مرة أخرى للاستثمار فى مصر وبرأسمال كبير، وفى مجالات متنوعة، منها البرية والبحرية؟

السؤال بصيغة أخرى، هل حدثت انسحابات جزئية أو كلية فى مناطق أخرى من الأعمال فى «شرق المتوسط»، فى إسرائيل أو فى قبرص؟.. الإجابة لا، لم تحدث انسحابات، حتى من حقول دولة تدخل حرباً ضارية، ويتعرّض اقتصادها لهزات عنيفة، وهى تسعى بغرور لأن تدخل حرباً أخرى أكثر ضراوة وأشد تأثيراً على وجودها.

العكس هو ما حدث، زادت شركة «إينى» استثماراتها فى حقل «كرونوس» قبرص، وأعلنت عن نجاحات فى الوصول إلى اكتشافات جديدة هناك، بخلاف الاكتشافات المعلنة بالفعل، رغم أن هذه الكميات الكبيرة من الاكتشافات فى قبرص، لم يكن من الممكن أن تتحول إلى قيمة إلا بعد نقل الغاز إلى الشبكة المصرية عبر أنابيب، ليجرى تسييله فى محطات الإسالة فى إدكو أو دمياط، ومن ثم تصديره إلى كل دول العالم، فتستفيد قبرص والشركات العاملة فى حقولها.

وهنا يكمن سر آخر أكثر غموضاً.

فمنذ 2011 وقت الاكتشاف القبرصى لحقل «أفروديت» الضخم، وحتى الآن فى 2024 لم تبدأ بعد عمليات إنشاء خط الأنابيب إلى الشبكة المصرية، ليكون السؤال فى محله، هل تعرّض المشروع لضغوط تحول دون استكماله حتى الآن؟

الإجابة قد تعود إلى عدة سنوات، عندما وضعت شركة «نوبل إنرجى» الأمريكية خطة لإنشاء 5 آبار ووحدة إنتاج عائمة (FPU) للحقل، فى حين تقترح خطة «شيفرون» الجديدة التى استحوذت على شركة «نوبل إنرجى» إنشاء 3 آبار إنتاجية فقط سيجرى ربطها بمنشآت المعالجة البحرية فى غرب الدلتا قبالة سواحل مصر، ليسهل نقل الغاز عبر الأنابيب إلى السوق المصرية فى إدكو لإعادة تصديره، على اعتبار أن هذه الخطة أقل تكلفة وأسرع فى التنفيذ، لكن الحكومة القبرصية رفضت هذا الاقتراح، وأصرت على الخطة القديمة الأكثر تكلفة، ويمر الوقت دون الوصول إلى حل!

خلال هذه الفترة، يحدث انخفاض «غير طبيعى» فى إنتاج حقل ظهر المصرى، وتدخل الدولة المصرية معترك تخفيف الأحمال فى وقت يشتعل فيه الغضب داخل نفوس المصريين من العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة، وفى ظل موجات تضخّم عالمية لم تُستثنَ فيها مصر، وهو أمر روج له باهتمام مركز ستراتفور ‏الأمريكى المتخصّص فى الدراسات الاستراتيجية والأمنية.

   لماذا الإعلان عن حجم متأخرات «إينى» بعد أيام من إعلان القاهرة عن خطة سداد معجلة؟

وبعد نجاح الدولة المصرية فى حل أزمة نقص العملات الأجنبية، ودفع جزء من متأخرات شركات البترول الأجنبية العاملة، وفى ظل هذا الجو المظلل بالتفاؤل عقب صفقة رأس الحكمة، يخرج خبر من منصة أمريكية متخصّصة فى الطاقة، يدّعى انسحاب شركة «إينى» من مصر، بسبب متأخرات بلغت 1.6 مليار دولار.

من الوهلة الأولى قد يعتقد البعض أن المبلغ مخيف، لكن فى حقيقة الأمر، التأخير فى دفع المستحقات أمر معتاد فى السوق العالمية، فمنذ عشرات السنين جرت العادة أن يكون لشركات البترول مديونية على الحكومة، حتى إنها بلغت فى 2013 نحو 6 مليارات دولار، وهو رقم متراكم فى السنوات العشر الأخيرة من عهد الرئيس حسنى مبارك، ومع ذلك لم تنسحب الشركات صاحبة المديونية.

بعد أزمة الحرب الأوكرانية، اكتشف العالم أن متأخرات حكومات الاتحاد الأوروبى لصالح روسيا ارتفعت إلى 24%، بعد أن كانت فى حدود 10%، وفى نيجيريا كانت المتأخرات فى حدود 13%، وفى كينيا اقتربت المتأخرات من النسبة نفسها. فى حقيقة الأمر، نادراً ما تعلن الشركات أو الحكومات نسب أو قيمة المتأخرات، إلا إذا كان فى الأمر شىء مريب، لأن هذا الإعلان يُراد به إحراج المديون، وتبرير رد فعل مقبل غير متوقع للدائن.

 أسباب توقف خط أنابيب الغاز القبرصى إلى مصر منذ فبراير 2018

وللعلم منذ 30 يونيو أخذت الدولة المصرية عهداً على نفسها بجعل سداد مديونيات شركات البترول على رأس أولوياتها، وبالفعل انخفض الرقم فى 2017 من 2.4 مليار دولار، إلى 1.2 مليار فى 2018 وفى 2020 أصبحت المديونية 200 مليون دولار فقط، مما يعنى أن الإدارة المصرية الحالية مسئولة وتُسدّد ما عليها من التزامات.

 سر الإصرار على ترويج أسباب مغلوطة لانخفاض إنتاج «ظهر»

لماذا إذاً خرج خبر انسحاب شركة «إينى» من مصدر أمريكى؟ وبعد أيام من تسديد الدولة 270 مليون دولار للشركة الإيطالية، وبعد الإعلان عن جدول لسداد المديونية بنسبة 20% كل 3 أشهر، لكل الشركات بما فيها «إينى»؟

ولماذا أسرعت صحف وقنوات أمريكية وأوروبية إلى ضخ المزيد من الأخبار المغلوطة والمدلسة، وذات الطابع الفنى الذى قد لا يتمكن المواطن العادى من التأكد من صحته؟

على سبيل المثال، ادّعت وسائل الإعلام أن الحكومة المصرية ضغطت على شركة «إينى» لتسريع الجدول الزمنى من 8 سنوات إلى 28 شهراً فقط، وهو أمر عارٍ من الصحة، لأن الاتفاق الذى نشرناه فى الأعلى جاء فيه حفر نحو 20 بئراً على مدى 3 سنوات، فى حين أن الشركة المشغّلة لم تُكمل بعد الآبار الـ20 المتفق عليها فى 3 سنوات، وآخر بئر جرى إنشاؤها كانت رقم 19 فى أبريل الماضى، رغم نجاحها فى الوصول إلى إنتاج جيد فى زمن يقل 4 - 5 أشهر فقط عن المخطط، وفق بيانات «روسنفت» الروسية و«إينى» الإيطالية و«إيجاس» المصرية.

وخرجت وسائل إعلام يونانية للأسف تقول إن التقديرات التى أعلنتها «إينى» فى 2015 غير صحيحة، وإن الحقيقة أقل من 11 تريليون قدم مكعب، ولم تذكر المنصة مصدراً لهذه المعلومة، بل إنها ألقت بالمعلومة المغلوطة وسط حديث مطول حول الأوضاع فى غزة وانعكاسها على العلاقات المصرية - الإسرائيلية.

لم يكن هذا التشكيك الأول من نوعه من الجانب اليونانى، الذى وقفت فيه مصر بجوار أثينا لدعم موقفها العادل فى الخلاف حول الحدود البحرية مع جيرانها، والذى نشأ قبل خمس سنوات، لكن أثينا وبمنتهى محدودية الأفق، هرولت خلف فكرة إسرائيل «المستحيلة» لإنشاء خط أنابيب لنقل غاز حقولهما إلى أوروبا، بعيداً عن مصر، وهى أمنية «مستحيلة» حاول رئيس الحكومة الإسرائيلية تحقيقها، وهو ما اتضح فشله الذريع بعد أيام من الإعلان عنه فى مثل هذا الوقت من العام الماضى.

«تاج أويل» الكندية توقف فجأة العمل فى خزان أبورواش بعد اكتشاف احتياطياته الضخمة 

ومن إسرائيل وقبرص واليونان إلى كندا، وبعد أن أعلنت الشركة الكندية «تاج أويل» فى نوفمبر 2022 على موقعها الخاص أن الدراسات الحديثة لخزان أبورواش النفطى الواقع فى الصحراء الغربية المصرية يحوى احتياطيات تزيد على نصف مليار برميل نفط، وتحديداً (536.4 مليون برميل)، وقُبيل الإنتاج يحدث فجأة عطل ميكانيكى فى يناير 2024.

هناك أمر مريب، بلا شك، عندما تتنبّأ مراكز الدراسات الأمريكية بأن أزمة الطاقة فى مصر ستتعمّق فى السنوات المقبلة والسبب كما تدّعى هذه المراكز أن لدى مصر نقصاً فى الاستثمار بمصادر الطاقة المتجدّدة، رغم أن كل صحف العالم نشرت كثيراً من الأخبار والتقارير التى أكدت أن مصر وقّعت بالفعل 7 اتفاقيات لمشروعات الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجدّدة بنحو 40 مليار دولار مع شركات لها ثقل كبير حول العالم هى «باش جلوبال»، و«سمارت إنرجى»، وتحالف «جاما كونستركشن وميريديام» وتحالف «إس كى إيكو بلانت - سى سك»، و«التوكل جيلا»، و«إيه إم إم باور»، و«يونايتد إنرجى جروب».

  الإجابة لكاتب أمريكى: من مصلحة الولايات المتحدة ألا تجعل مصر قوية بعيدة عنها

ورغم الصورة السوداء التى ترسمها وسائل الإعلام الغربية والأمريكية على وجه الخصوص، عن مصر، تتجاهل هذه الوسائل وبمنتهى البساطة خبر اتفاق الحكومة المصرية مع شركة «هوج» النرويجية و«إندستريال إنرجى» الأسترالية لنشر وحدة عائمة للتخزين وإعادة التغويز فى العين السخنة بعد أن اتفقت مصر على شراء شحنات إضافية من الغاز المسال طوال الصيف، لمقابلة زيادة الطلب على الكهرباء، وفى الوقت نفسه، أوقفت مصر جميع صادراتها من الغاز الطبيعى المسال، ابتداءً من شهر مايو لضمان حصولها على إمدادات كافية لتلبية الطلب المحلى.

لماذا تفعل الولايات المتحدة ما تفعله؟

الإجابة كانت على لسان سيمون واتكينز، صحفى مالى شهير ومستشار للمخاطر الجيوسياسية، لعدد من صناديق التحوط الكبرى فى دراسة له نُشرت بتاريخ 30 أبريل 2024.

الكلام يكشف بوضوح أن من مصلحة الولايات المتحدة ألا تجعل مصر قوية بعيدة عنها.

يقول «سيمون» إن مصر يجب اختيارها كنقطة انطلاق لإعادة تأكيد قوة الولايات المتحدة الأمريكية فى المنطقة لأنها تحتل تاريخياً موقعاً فريداً فى الشرق الأوسط والعالم العربى، فضلاً عن تمتّعها (ويقصد مصر) بمكانة فريدة أيضاً فى سوق النفط العالمية.

ويرى «سيمون» أن مصر ستصبح النقطة الساخنة الجديدة المحتملة للغاز فى مركز الغاز الضخم المحتمل فى شرق البحر الأبيض المتوسط. فى وقت تؤكد فيه أن تقديرات احتياطيات الغاز الرسمية المتحفظة فى باطن الأرض المصرية تزيد على 1.8 تريليون متر مكعب.

  إصرار غربى على منع التعاون المصرى - الصينى فى منطقة قناة السويس 

كيف نترك دولة تسيطر على نقطة الاختناق الرئيسية للشحن العالمى لقناة السويس، وتعبر من خلالها نحو 10% من النفط والغاز الطبيعى المسال فى العالم وتنافس نفسها بالسيطرة على خط أنابيب (سوميد) السويس - البحر المتوسط الحيوى، الذى يمتد من محطة العين السخنة على البحر الأحمر، إلى ميناء سيدى كرير على البحر الأبيض المتوسط. وهو بديل حاسم لقناة السويس.

واشنطن ترى نقطة أخرى خطيرة فى قناة السويس، وهى أنها أهم نقطة عبور رئيسية لا تسيطر عليها الصين، التى تمتلك بالفعل سيطرة فعّالة على كثير من المضايق ونقاط المرور البحرية العالمية، منها مضيق هرمز ومضيق باب المندب.

الأهم من ذلك، كما يقول «سيمون» إن المفتاح بالنسبة للولايات المتحدة هو إدخال شركات النفط والغاز الكبرى الخاصة بها إلى مصر بسرعة، على أن تتبعها شركات مماثلة من حلفائها الرئيسيين بعد ذلك بوقت قصير.

ما يرمى إليه «سيمون» أن الشركات صاحبة الاكتشافات البترولية والغازية الجديدة والمحتملة فى مصر يجب أن تكون أمريكية، أو على الأقل من حلفاء أمريكا الرئيسيين.

وهذا يعنى أن الولايات المتحدة لديها يقين تام بأن قدرات مصر الغازية والبترولية واعدة للغاية، يجب ألا يكون للصين نصيب فيها.

هذا التقرير يفسّر الضغوط التى مُورست على شركة «إينى»، من قِبل قوى عالمية للدخول بشراكة فى حقل ظهر، أعقبه دخول شركات أمريكية مثل «شيفرون» للسوق المصرية بقوة، وإصرار «إكسون موبيل» على التوسّع فى مصر، رغم التحديات الظاهرة التى تواجه الاقتصاد المصرى.

ويفسّر بطريقة أو بأخرى لماذا هربت «شل» فى توقيت محدّد، ثم عادت بقوة فى توقيت آخر.

ما أريد قوله هنا:

إن حقل ظهر ما زال يملك الكثير من الاحتياطيات، وإن ما سبق الإعلان عنه فى 2015 أقل مما فى خزانه القابع فى أعماق «المتوسط» جنوب جبل إراتوستينس.

وإن حقل النرجس الذى تستثمر فيه «شيفرون» الأمريكية واعد للغاية، بما يزيد على 3.49 تريليون قدم مكعبة، وإنه ينتظر إشارة الانطلاق العام المقبل.

وإن حقول أنول والبروج والطابية والفيروز، لم تقل كلمتها بعد.

وإن خط الغاز القبرصى سيصل إلى مصر لا محالة، حاملاً معه 4.4 تريليون قدم مكعبة خلال عامين على أقصى تقدير.

وإن حقول خزان أبورواش، ستنتج ما يكفى استهلاك مصر من النفط لسنتين على الأقل.

أخيراً..

قد تكون نظرية المؤامرة لها أوجه، ومؤشرات، ودلائل، لكن منذ متى وهذه المؤامرات كانت قد توقفت؟، لذا علينا أن نعلم جيداً أنه ومنذ 30 يونيو لم ولن نتوقف عن مواجهة المؤامرات إلا بمزيد من العمل والجهد والتخطيط الجيد، وهو ما نفعله الآن.

الفارس الذى يخلو جسده من آثار المعارك، لم يعرف للمعارك طريقاً.

 

 

 

ثورة 30 يونيو أعادت مصر من عصر الظلام والإرهاب إلى عصر التنمية «صورة أرشيفية» 

 

 

   

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: 30 يونيو المحاولات الفاشلة جامعة كولومبيا الولایات المتحدة الحکومة المصریة الغاز الطبیعى ملیار دولار الإعلان عن فى منطقة حقل ظهر فى مصر فى حقل بعد أن مصر من

إقرأ أيضاً:

الشيخ كمال الخطيب يكتب .. إلهي، سيدي ومولاي

#سواليف

إلهي، سيدي ومولاي

كتب .. #الشيخ_كمال_الخطيب


✍️لا يساورنا الشك لحظة واحدة أننا إلى #الفرج أقرب وأن المستقبل للإسلام، وأن مآل أمرنا إلى خير، وأن الجولة هي للحق وأهله. إننا لا نشك بذلك مثلما أننا لا نشك بأن الله تعالى واحد لا شريك له، وأن هذا سيتحقق ويكون رغم كيد الأعداء ورغم خيانة وخذلان الأشقاء والزعماء.
✍️ فعلى مستقبل #الإسلام لا نجزع ولا نقلق، وإنما الذي يجب أن يقلقنا ويشغلنا هو عاقبة أمرنا، وكيف ستكون خاتمتنا لما يقبض الله أرواحنا ثم كيف سيكون ورودنا على الله سبحانه. وعليه فإنها رسالة ونصيحة لأصحاب القلوب القاسية فلا تخشع، ومآقي العيون المتحجرة فلا تدمع، والألسن المنعقدة عن ذكر الله فلا تصدع، والأكف المقبوضة عن الدعاء لله فلا تُرفع.
????عمى البصر وعمى البصيرة
✍️ قال رسول الله ﷺ: “يا أيها الناس إنكم تحشرون إلى الله حفاة عراة غرلًا {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} آية 104 سورة الأنبياء. ألا وإن أول الخلائق يُكسى إبراهيم، ألا وإنه سيُجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات اليمين وذات الشمال فأقول: يا رب أصحابي فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح: {وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌإِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} الحكيم آية 117+118 سورة المائدة، فيقال لي: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم”.

مقالات ذات صلة وسم .. هطولات ثلجية على هذه المناطق بدءا من مساء السبت 2025/02/21

???? فأي موقف هذا الموقف وأي خسارة ستكون لما تخسر صحبة رسول الله ﷺ على الحوض وتخسر شفاعته عند العرض؟!

✍️ إن المعرض عن #طاعة_الله تعالى والاقتداء برسوله ﷺ سيجمع #يوم_القيامة بين عمى البصر وعمى البصيرة. وأين سيكون وجهه يوم القيامة من رسول الله ﷺ الذي سبق وحذّره ونصحه لمّا قال: “يحشر الناس يوم القيامة على أصناف ثلاثة: صنف مشاة وصنف ركبان وصنف على وجوههم. قيل: يا رسول الله كيف يمشون على وجوههم؟ قال: إن الذي أمشاهم على أقدامهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم”. ما الذي يجعل هؤلاء يزحفون على وجوههم عميان فلا يبصرون؟ إنه العمى في الدنيا، إنه عمى البصيرة وليس عمى البصر، إنه العمى عن الحق وعن الهدى يجعل هؤلاء يوم القيامة يزحفون على وجوههم. قال الله سبحانه: {وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا} آية 72 سورة الإسراء. {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} آية 46 سورة الحج. {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰقَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًاقَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ} آية 124-126 سورة طه.

✍️إنه العمى عن الحق والعمى عن الهدى، إنه عمى الحيرة والضلال تجعل صاحبه يرى الباطل ويعمى عن الحق، ويرى الشرّ ويعمى عن الخير، ويرى الرذيلة ويعمى عن الفضيلة، ويرى الإنحراف ويعمى عن الاستقامة. ليس لأنه أعمى العينين ولكن لأنه أعمى القلب، إذ لو كان عمى البصر لما كان عيبًا ولكنه عمى البصيرة، وقد قال الشاعر وكان أعمى البصر ولكنه كان منوّر البصيرة: يعيّرني الأعداء والعيب فيهم وليس بعيب أن يقال ضرير إذا أبصر المرء المروءة والوفاء فإن عمى العينين ليس يضير رأيت العمى أجرًا وذخرًا وعصمة وإني إلى تلك الثلاث فقير ????إلهي، سيدي ومولاي

✍️إنه مشهد الإنسان بأنه يقف على خشبة مسرح يوم القيامة يعضّ على يديه ندمًا وحسرة ولوعة وأسًى لأنه كان يصدّ عن ذكر الله، ولأنه كان في الدنيا لم يتخذ مع رسول الله ﷺ سبيلًا ولكنه اتخذ الشيطان خليلًا {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًايَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًالَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا} آية 27-29 سورة الفرقان. إنه يندم ويتحسّر على أمرين اثنين: إنه يندم كيف أنه لم يسير على هدي محمد ﷺ {يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا} آية 27 سورة الفرقان، ويندم ويتحسّر ويأسف لصحبة الأشرار والعصاة {لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي} 28-29 سورة الفرقان. وفي هذه اللحظة الحاسمة التي فيها يسير الذين اهتدوا بهدي محمد رسول الله ﷺ ويمضون إلى حوضه وهم فرحون مستبشرون، بينما ينظر الشيطان إلى أتباعه الذين ساروا على دربه وعصوا رسول ربهم وهم يبكون يذرفون الدموع فيتنصل منهم ويلقي عليهم باللائمة، بينما يظهر هو بمظهر البريء من كل التهم المنسوبة إليه بغوايتهم وإضلالهم {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} آية 22 سورة إبراهيم. ولقد شرح ابن كثير في تفسيره معنى هذه الآية من خلال حديث رسول الله ﷺ: “إذا جمع الله الأولين والآخرين، فقضى بينهم ففرغ من القضاء، قال المؤمنون: قد قضى بيننا ربنا فمن يشفع لنا فيقولون: انطلقوا إلى آدم، وذكر نوحًا وابراهيم وموسى وعيسى، فيقول عيسى: هل أدلكم على النبي الأميّ فيأتوني فيأذن الله لي أن أقوم إليه فتثور من مجلسي من أطيب ريح شمّها أحد قطّ حتى آتي ربي فيشفعني ويجعل لي نورًا من شعر رأسي إلى ظفر قدمي. ثم يقول الكافرون: ها قد وجد المؤمنون من يشفع لهم فمن يشفع لنا؟ ما هو إلا إبليس فهو الذي أضلّنا فيأتون إبليس فيقولون له: وجد المؤمنون من يشفع لهم فقم أنت فاشفع لنا فإنك أنت أضللتنا، فيقوم فيثور من مجلسه أنتن ريح شمّها أحد قط ثم يعظم نحيبهم”.

????️فكن متمثلًا بوصية ذلك الحكيم يقول فيها: جدّد السفينة فإن البحر عميق، وخفف الحمل فإن العقبة كؤود، وأكثر الزاد فإن السفر طويل، وأخلص العمل فإن الناقد بصير. فمن أجل أن تكون بمنجاة من الشيطان ومكره ومكائده، ومن أجل أن لا تكون ممن يقول لهم الشيطان يوم القيامة: {فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم} فتمثل تلك الوصية واعمل بها.

???? وكن وتمثّل بعمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد كان يحاسب نفسه كل ليلة ويقول: “ماذا تقول لربك غدًا يا عمر؟ لقد كنت ضالًا فهداك الله، وكنت ذليلًا وضيعًا فرفعك الله، ليت أمك لم تلدك يا عمر”. ولكأني بصوت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتردّد صداه في آذان المؤمنين وهو يقول لهم: “حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، فإن مما يهون عليكم الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم”، {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ}.

????وكن وتمثّل بعبد الله بن المبارك رضي الله عنه وقد جاء إلى ماء زمزم يريد أن يشرب فقال: “اللهم إن نبيك محمدًا ﷺ قد قال: “ماء زمزم لما شُرب له” اللهم فإني أشرب بنية أن يزيل عني العطش يوم القيامة”.

✍️ ومن أجل أن لا تظلّ ريشة في مهب ريح الشيطان فتكون من النادمين المتحسّرين يوم القيامة، ومن أجل أن تظلّ في حمى الرحمن فقم وناده قائلًا له: سيدي ومولاي، قم في الدجى واضرع إليه وناده يا عالمًا بعباده وخبيرًا إن لم أكن أهلًا لعفوك سيدي فلقد عرفتك ساترًا وغفورا

✍️قم وقل له: إلهي ومولاي إن لم أكن أهلًا لبلوغ رحمتك فإن رحمتك أهل لأن تبلغني. يا مسكين قل له وناده فإنه يحب التوابين ويحب المتطهرين: “اللهم ارحمني فأنا مؤمن وأنت قلت: “وكان بالمؤمنين رحيمًا”، اللهم ارحمني فأنا محسن وأنت قلت: “إن رحمة الله قريب من المحسنين”. اللهم فإن لم أكن مؤمنًا ولا محسنًا فأنا شيء فارحمني وأنت الذي قلت: “ورحمتي وسعت كل شيء”.

????من أي الفريقين أنت؟

✍️إن حال العباد يوم القيامة لا يعدو أن يكون واحدًا من اثنين لا ثالث لهما، إما من أهل الجنة أو من أهل النار، من أصحاب اليمين أو من أصحاب الشمال، فريق في الجنة وفريق في السعير.

✍️وكثيرة هي الآيات التي تفصّل في بيان حال كل شريك من الفريقين. وعليه فإن كل واحد منّا هو من يقرر مع أي الفريقين سيكون يوم القيامة فلا يلومنّ إلا نفسه.

???? لقد وصف الله كلا الفريقين عند قبض الروح، فقال عن أهل الطاعة: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} آية 31 سورة فصلت، بينما قال سبحانه في وصف ما يكون عليه أهل المعصية: {حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ} آية 100سورة المؤمنون.

???? ووصف سبحانه كلا الفريقين وكيف تكون تقاسيم وجوههم في عرصات يوم القيامة فقال عن أهل الطاعة: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ} آية 22 سورة القيامة، {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ} آية 38-39 سورة عبس. بينما قال عن حال وجوه أهل الذنوب والمعاصي: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ} آية 23 سورة القيامة، {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌتَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} آية 39-40 سورة عبس.

???? ووصف سبحانه إشراقات وأنوار وجوه أهل الإيمان يوم القيامة لمّا قال: {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} آية 12 سورة الحديد، بينما قال عن الظلمة والعتمة التي تلفّ أهل الذنوب والمعاصي: {يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا} آية 13 سورة الحديد، {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَوَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} آية 106-107 سورة آل عمران.
???? ووصف سبحانه حال الخلائق عند تطاير الصحف والكتب يوم القيامة ولا أحد يدري أيكون كتابه بيمينه أم يكون بشماله، فقال عن أهل الطاعات: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْإِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ} آية 19-20 سورة الحاقة، بينما قال عن أهل المعاصي: {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْوَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْيَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَمَا أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْهَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ} 25-29 سورة الحاقة. ????ووصف سبحانه حال أهل الجنة لما يجتمعون فيها: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَقَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَفَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِإِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} آية 25-28 سورة الطور، {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} آية 74 سورة الزخرف، بينما وصف سبحانه أهل النار لما يجتمعون فيها ولا يكون منهم إلا التلاوم والتقريع: {فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۚ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ ۖ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ} آية 21 سورة إبراهيم.
✍️وهل مشهد أصعب من ذلك الحوار بين أهل الجنة وأهل النار {وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ۖ قَالُوا نَعَمْ ۚ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} آية 44 سورة الأعراف. فيرد عليهم أهل النار بنداءات استغاثة {وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ۚ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ*الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَٰذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} آية 50-51 سورة الأعراف .
✍️وبينما أهل الطاعات في الجنة تزورهم الملائكة تقول لهم: {سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} آية 24 سورة الرعد، وإذا زار مالك خازن النار أهل النار نادوه مستغيثين {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ} آية 77 سورة الزخرف. وحين يستغيثون بربهم سبحانه قالوا {قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ} آية 106 سورة المؤمنون، فيكون الجواب فيه كل معاني التقريع لهم {قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} آية 108 سورة المؤمنون. أليس الفارق عظيمًا بين أن يقال لهم “سلام عليكم” وبين من يقال لهم {قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} آية 108 سورة المؤمنون.
✍️ وبعد كل هذا الإكرام لأهل الطاعات في روضات الجنات في ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فتكون الجائزة العظمى أنه ليس أقل من لذة النظر إلى وجهه الكريم كما قال سبحانه: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ} آية 26 سورة يونس. والزيادة هي كما قال المفسرون النظر إلى وجه الله تعالى، قال ﷺ: “إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال الله تبارك وتعالى تريدون شيئًا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيّض وجوهنا ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ قال فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى وجه ربهم عزّ وجلّ”.
???? اللهم ارزقنا صحبة حبيبك محمد ﷺ على الحوض وارزقنا لذه النظر إلى وجهك الكريم يوم العرض يا رب العالمين.
نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا.
رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

مقالات مشابهة

  • انفصال 5 عربات من قطار بضاعة بمنطقة جزيرة شندويل فى سوهاج دون إصابات
  • «الشهامة والرجولة».. فيفي عبده توجه رسالة للسيسي لهذا السبب
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: الوعي والتجييش
  • إعلام إسرائيلي: أسبوعان حاسمان لمصير صفقة التبادل وتهديدات بـفتح أبواب جهنم
  • الصحافي يحي العوض يكتب عن الجنيد على عمر (2)
  • محمد مغربي يكتب: تداعيات «DeepSeek».. انقلاب في عالم الذكاء الاصطناعي
  • ناصر عبدالرحمن يكتب: التواطؤ والعشم.. الشخصية المصرية (15)
  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. إلهي، سيدي ومولاي
  • هل يضايقك موضوع من يكتب رسالة ويمسحها؟ ..فيديو
  • خالد الإعيسر يكتب: ‏انها مجرد زوبعة في فنجان!