خبير: إحياء مسار آل البيت وتطوير القاهرة التاريخية يعزز السياحة
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
خطة متقنة تسير بها عمليات تطوير القاهرة الإسلامية كمنطقة تراث عالمى استثنائى، وذلك فى ثلاثة نطاقات، الأول يشمل منطقة القلعة وابن طولون والجمالية، والثانى المنطقة من باب الفتوح إلى جامع الحسين، أما الثالث فيشمل منطقة الفسطاط والمقابر والمنطقة القبطية والمعبد اليهودى، وفقاً لحدود واشتراطات منطقة القاهرة الإسلامية، التى حددها المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية، طبقاً للقانون رقم 119 لسنة 2008 ولائحته التنفيذية 2011.
الدكتور عبدالرحيم ريحان، خبير الآثار الإسلامية وعضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، أوضح لـ«الوطن» الجهود التى تقوم بها الدولة بوزاراتها المعنية، للنهوض بالآثار الإسلامية، بالتعاون مع المحليات، وطبقاً لتوجيهات القيادة السياسية العليا، مشيراً إلى ما تم إنجازه فى هذا الصدد، ومنه مشروع ترميم وإعادة توظيف قصر السلطان حسين كامل، الشهير بقصر السلطانة ملك بحى مصر الجديدة، لإعادة توظيف القصر، ليكون مركزاً لتنمية الإبداع وريادة أعمال الشباب، بالإضافة إلى كونه جزءاً من بانوراما قصر البارون إمبان المواجه له، ومشروعاً مهماً لإظهار المعالم الحضارية لمنطقة مصر الجديدة الأصلية.
ترميم قصر البارون إمبان أشاد به «ريحان» أيضاً، بتكلفة 100 مليون جنيه ساهمت فيها الحكومة البلجيكية بمنحة تبلغ 15 مليوناً، وهو قصر تم بناؤه على طراز العمارة الهندية، وأسسه المليونير البلجيكى البارون إدوارد إمبان، ويقع فى شارع العروبة بمنطقة مصر الجديدة فى القاهرة.
وشملت عمليات التطوير رفع كفاءة إضاءة شارع المعز لدين الله الفاطمى بحى الجمالية، وذلك فى إطار خطة الوزارة لتطوير ورفع كفاءة عدد من المناطق الأثرية فى مختلف أنحاء جمهورية مصر العربية.
وتابع «ريحان» أن الإدارة العامة للقاهرة التاريخية بوزارة السياحة والآثار، قامت بالتعاون مع منطقة آثار الإمام الشافعى بإضاءة قباب مقابر الأسرة العلوية الأثرية الموجودة بالمنطقة، وتعرف هذه المقابر باسم حوش الباشا بمنطقة الإمام الشافعى، وقام ببنائها محمد على كمدفن له ولعائلته فى عام 1816م، ولكنه لم يدفن بها ودفن بمسجده بالقلعة.
وتم ترميم جامع الفتح الملكى بحى عابدين بالقاهرة بتكلفة 16 مليون جنيه، وشمل ترميم الأرضيات الرخامية بصحن المسجد، وترميم وتنظيف التجاليد الرخامية للحوائط، وأعمال تنظيف وترميم المنبر والمحراب وكافة الأعمدة الرخامية والجرانيتية بالمسجد، والقباب والقباوات من الداخل وإنهاء الأعمال الزخرفية.
وأضاف خبير الآثار الإسلامية أنه لأول مرة وبخطوة جريئة من الدولة يتم اختراق منطقة المدابغ وإعادة صياغتها، لتكون منطقة تراثية ومنفذاً للتنزه لكل المصريين ومقصداً للأجانب، لزيارة موقع فريد أجمل فى رأيه من حدائق «جويل» ببرشلونة المسجلة كتراث عالمى، وهذا يأتى فى إطار جهود الدولة التى تجرى بشكل غير مسبوق لإحياء المسارات الروحية فى مصر، ومنها مسار نبى الله موسى بمشروع التجلى الأعظم ومسار العائلة المقدسة ومسار آل البيت.
«يحيى مشروع التجلى الأعظم موقعاً تجلى فيه سبحانه وتعالى مرتين، تجلى نوراً من وراء العليقة المقدسة، وتجلى خشوعاً للجبل فدك الجبل ومن آثاره شجرة العليقة الملتهبة داخل الدير وجبل التجلى ذات الطبيعة الركامية من تأثير دك الجبل، وناجى نبى الله موسى فيه ربه مرتين، مرة عند شجرة العليقة المقدسة حين خلع نعليه وحدثت معجزة العصى واليد، ومرة حين ناجى ربه أثناء تلقى ألواح الشريع»، بحسب «ريحان».
وأضاف الخبير الأثرى أن مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة وحده يستهدف 2.3 مليار مسيحى فى العالم، علاوة على عدد كبير من المسلمين، «لو حصلت مصر على نسبة 2% فقط، فهذا يعنى دخول 46 مليون حاج مسيحى سنوياً، حيث إن أعلى نسبة إقبال سياحى وصلت إليها مصر قبل عام 2011 كانت 14 مليون سائح بكل ما تملكه مصر من مقومات، ومن الممكن أن تصل هذه المشروعات بمصر إلى 60 مليون سائح على أقل تقدير بعد اكتمال المشاريع القومية الثلاثة، بشرط توافر طاقة فندقية تستوعب هذا العدد».
وأشار «ريحان» إلى توجيه الرئيس السيسى منذ عام 2021 بضرورة تطوير وإحياء مسار آل البيت فى مصر، بما يتوافق مع الطابع التاريخى والروحانى للأضرحة والمقامات، وذلك جنباً إلى جنب مع تطوير كل الطرق والميادين والمرافق المحيطة والمؤدية لتلك المواقع لما لهذه الأضرحة من مكانة روحية لدى كل المصريين، باعتبارها مصدراً للسلام النفسى والطمأنينة، مضيفاً أن إحياء مسار آل البيت وتطوير القاهرة التاريخية سيسهم فى تعزيز السياحة الداخلية والإقليمية من الدول العربية والإسلامية علاوة على السياحة العالمية.
وأكد الدكتور «ريحان» أن إحياء السياحة الروحية فى مصر سيكون له مردود كبير على تنشيط وتنمية السياحة الداخلية، وتشجيع الشباب على زيارة هذه المواقع والكتابة عنها عبر وسائل التواصل الاجتماعى، ما يعزز قيمة الانتماء والاعتزاز بالحضارة المصرية عبر عصورها التاريخية، كما يسهم فى تشجيع السياحة من الدول العربية والإسلامية، ويخلق نوعاً جديداً من السياحة الإقليمية لزيارة المسارات الدينية المتفردة فى مصر.
وعلى المستوى الدولى، أوضح الخبير الأثرى أن السياحة الروحية تحظى بنسبة عالية من الزيارات لكل الأديان، لما فيها من ترويح عن النفس وعلاج لكل الأمراض الاجتماعية، وتحقيق السلام النفسى الذى ينشده العالم، وكل هذا يأتى ضمن مخطط أكبر تبناه الرئيس عبدالفتاح السيسى للوصول بالسياحة المصرية إلى 30 مليون سائح مرحلياً، بما يتوافق مع الإمكانيات والمقومات السياحية المتعددة التى تنفرد بها مصر.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مسجد السيدة نفيسة السيدة نفيسة القاهرة التاريخية مسار آل البیت فى مصر
إقرأ أيضاً:
روسيا ترسم مسارًا طويل الأمد للأزمة الأوكرانية.. رفض خطط ترامب وتفكيك كييف كشرط للسلام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تفاصيل وثيقة سرية أعدها مركز أبحاث مقرب من جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، تُظهر موقف موسكو الصارم تجاه تسوية النزاع في أوكرانيا، ورفضها لخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الهادفة لتحقيق اتفاق سلام خلال 100 يوم، معتبرةً أن هذا الهدف "غير قابل للتحقيق".
ووفقاً للوثيقة التي أعدت في فبراير، ترى موسكو أن الحل السلمي للأزمة الأوكرانية قد لا يتحقق قبل عام 2026.
وتوصي الوثيقة بتقويض الموقف التفاوضي للولايات المتحدة من خلال إثارة الخلافات بين واشنطن وقوى أخرى مثل الصين والاتحاد الأوروبي.
كما ترفض الوثيقة بشدة نشر قوات حفظ السلام في أوكرانيا بحجة أنها ستكون "تحت تأثير غربي كبير"، وتؤكد ضرورة منع الولايات المتحدة من الاستمرار في تسليح أوكرانيا، مع الإصرار على خفض حجم الجيش الأوكراني البالغ مليون جندي.
من ناحية أخرى، تقترح الوثيقة تقسيم أوكرانيا بشكل أكبر عبر إنشاء منطقة عازلة في شمال شرق البلاد المتاخمة للأراضي الروسية، بالإضافة إلى منطقة منزوعة السلاح بالقرب من شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في عام 2014، مما سيؤثر على منطقة أوديسا الحيوية.
وفي سياق الحلول السياسية، توصي الوثيقة بتفكيك الحكومة الأوكرانية الحالية بشكل كامل، معتبرةً أن أي تنازلات سياسية مثل رفض عضوية كييف في حلف الناتو أو السماح للأحزاب الموالية لروسيا بالمشاركة في الانتخابات، لن تكون كافية لتحقيق الاستقرار.
تتضمن الوثيقة أيضاً مقترحات لتطبيع العلاقات بين واشنطن وموسكو، من خلال استعادة التوظيف الدبلوماسي الكامل بين البلدين وتعيين ألكسندر دارشيف سفيراً لروسيا في الولايات المتحدة. كما تقترح اتفاقاً متبادلاً لعدم نشر الصواريخ الباليستية متوسطة المدى على الحدود المتاخمة للدولتين.
وترفض الوثيقة بوضوح عروضاً برفع جزئي للعقوبات المفروضة على روسيا، معتبرةً أن هذه العقوبات "مبالغ في تأثيرها" على موسكو.
يأتي تسريب هذه الوثيقة في وقت تحاول فيه موسكو تعزيز موقفها التفاوضي وتحقيق مكاسب استراتيجية على حساب الدعم الأمريكي لأوكرانيا، فيما تزداد الجهود الدولية للوصول إلى اتفاق سلام شامل.