مسجد هو الأشهر بحى السيدة نفيسة أو درب السباع، فهو جزء من مقبرة تاريخية أكبر تسمى القرافة بالقاهرة، ويعد المشهد النفيسى هو المحطة الثانية فى الطريق بعد مشهد الإمام على زين العابدين وتم بناء المسجد لإحياء ذكرى السيدة نفيسة، العالمة الإسلامية ومن سيدات آل البيت، ويوجد ضريحها داخل المسجد.

بوابات المسجد لا تخلو من الزوار

البوابة الرئيسية للمسجد الخاصة بالرجال لا تخلو من الزوار، بينما تدخل السيدات من بوابتين، الأولى خاصة بالصلاة، والثانية تصل بك إلى مقام السيدة نفيسة، بعد عبور طرقة طويلة ضيقة، للوصول إلى صالة كبيرة لها بوابتان تم طلاؤهما باللون البنى اللامع.

حديث داخلى لا ينقطع، ودعوات وأمنيات تتبادر لذهنك وينطلق بها لسانك بمجرد الاقتراب من مقام السيدة نفيسة، المزين بأسوار حديدية مطلية باللونين الذهبى والفضى، وبها فتحات يمرر خلالها الزوار زهوراً، احتفالاً بتطوير المسجد وافتتاحه، بينما تستقر فى السقف «نجفة» تضىء المكان باللون الأصفر.

حكايات وكواليس رواها أهالى منطقة السيدة نفيسة لـ«الوطن» عن أعمال تطوير المسجد، وطلاء واجهات العقارات المجاورة له، وزيادة المساحات الخضراء، ورصف وتجميل الأرضيات والأرصفة ورفع كفاءة الإضاءة المحيطة بميدان المسجد، وغيرها من الإجراءات التى تركت أثراً طيباً فى نفوسهم، وزادت من ارتباطهم وتعلقهم بالمكان.

«المصرى»: ماكنتش متخيل أن يكون بالشكل والجمال ده

«لما المسجد اتطور مصدقناش نفسنا، كنا مش متخيلين أن يكون بالشكل والجمال ده، خاصة المقام»، بحسب ما ذكره محمود المصرى، أحد سكان حى السيدة نفيسة، وصاحب مقهى معروف بجوار المسجد، معتزاً بقيامه بمساعدة العمال أثناء عمليات تطوير المسجد: «أنا وبعض سكان المنطقة كنا بندخل نساعد العمال، وبنكون مبسوطين جداً لانتمائنا وتقديرنا للمكان»، مشيراً إلى أن الفرحة والسعادة سيطرتا على جميع الأهالى والزوار بعد افتتاح المسجد: «الناس هنا فضلت تزغرد لما شافت التطوير، وحست إن الحياة رجعت من تانى للمكان».

التقطت زوجة «محمود» طرف الحديث، وعبرت عن شعورها بافتتاح مسجد السيدة نفيسة، الأقرب لقلبها منذ الصغر، فلم تختف الابتسامة عن وجهها منذ افتتاحه من فرط الفرحة والسعادة: «كل شوية أدخل أشوف المسجد والمقام، وأفضل أبص وأقول الله على الجمال ومن إمبارح مانمتش ولا عينى غمضت من كتر الفرحة».

أعمال التطوير أعادت منطقة السيدة نفيسة لمكانتها الحقيقية فى رأى الزوجة، كونها زاخرة بالمواقع الأثرية العريقة: «الناس مابقتش تعرف عن السيدة نفيسة والسيدة عائشة غير إنها مدافن وبس، والجيل الجديد محتاج يعرف تاريخ الأماكن دى، وقيمة العيش والوجود بها».

يرجع «محمود»، صاحب الـ34 عاماً، بالزمن للوراء، متذكراً حالة المسجد قبل الترميم والتطوير، فكانت لا تليق بمكانته وقيمته فى نفوس المسلمين فى كل مكان، وتحتاج للتدخل والتحرك الفورى، مشبهاً استقبال الزوار له بعد التطوير كعودة مواطن من الغربة بعد سنوات عدة: «لما المسجد اتطور حسينا كأنه زى الشخص اللى بيكون مسافر سنين طويلة فى الغربة ورجع لأمه وهياخدها بالأحضان».

شملت أعمال تطوير منطقة السيدة نفيسة والطرق المؤدية لها، زيادة المساحات الخضراء ورفع كفاءة الحدائق وتقليم المزروعات بصورة مستمرة مع رفع نواتج التقليم وزراعة الجزر الوسطى، لإضفاء المظهر الجمالى على المنطقة، بجانب تطوير الأرصفة وأعمال الدهانات وأعمدة الإنارة، وغيرها من الإجراءات التى أسعدت «محمود» وجيرانه: «الناس كانت فاكرة إن السيدة نفيسة عبارة عن مدافن بس، ولكن بعد التطوير الدنيا اتحسنت وهيكون فيه زوار كتير الفترة الجاية».

«هبة»: «أول ما دخلت المسجد وشُفت المقام فضلت أبكى وأزغرد من الفرحة»

بالدموع استقبلت هبة محمد، 35 عاماً، تطوير وافتتاح مسجد السيدة نفيسة، وعبرت ابنة المنطقة العريقة عن مدى فرحتها وسعادتها بالحدث بكلمات مؤثرة: «أول ما دخلت المسجد وشفت المقام فضلت أبكى من الفرحة وأزغرد فى نفس الوقت، وحسيت إنى زرت المسجد النبوى الشريف»، وزاد من فرحتها توافد الزوار على المسجد منذ افتتاحه: «الناس من إمبارح وهى بتيجى تزور المسجد والمقام، والحياة رجعت لينا من تانى، وحلقات ذكر بتتعمل بالليل».

تقيم «هبة» بحى السيدة نفيسة منذ ولادتها، كما أنها تزوجت بنفس الحى: «إحنا ما نقدرش نعيش بره السيدة نفيسة، لو خرجنا منها نحس إننا هنموت»، موجهة رسالة شكر لرئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى وكافة المسئولين عن هذا التطوير الذى شهده المسجد: «بنشكر الريس وكل المسئولين علشان أعادوا للمنطقة الروح من تانى، ومكناش متوقعين أن التطوير يكون بالشكل الجميل ده».

 «مصطفى»: تطوير المساجد والأضرحة الأثرية يعيد إليها مظهرها الحضارى وقيمتها التاريخية لتجذب أنظار العالم

واتفق معها مصطفى محمد، من سكان السيدة نفيسة، الذى انتظر وجميع أهالى المنطقة افتتاح المسجد وانتهاء أعمال التطوير بفارغ الصبر.

تطوير المساجد والأضرحة الأثرية خطوة فى غاية الأهمية، بحسب «مصطفى»، لاستعادة مظهرها الحضارى وقيمتها التاريخية، واصفاً الفترة الحالية بالعصر الذهبى الذى سيصل بمساجد مصر إلى أبهى صورة تجذب أنظار العالم، محتفياً بأعمال التطوير، التى بدأت منذ فترة، ولم تقتصر على حى السيدة نفيسة فقط، بل امتدت لغيره من الشوارع والمناطق المجاورة لتشمل مسار آل البيت بالكامل.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مسجد السيدة نفيسة السيدة نفيسة القاهرة التاريخية السیدة نفیسة

إقرأ أيضاً:

الأوقاف تخصص 5143 مسجدًا للاعتكاف و9376 لصلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان

أعلنت وزارة الأوقاف تخصيص 5143 مسجدًا على مستوى الجمهورية لاستقبال المعتكفين، و9376 مسجدًا لإقامة صلاة التهجد خلال العشر الأواخر من رمضان، وذلك ضمن خطة الوزارة الهادفة إلى تهيئة المساجد لإقامة الشعائر الدينية، وتوفير الأجواء المناسبة للمصلين، مع الالتزام بالضوابط الشرعية والتنظيمية التي تضمن الحفاظ على قدسية المساجد وتحقق مقاصد العبادات.

وجهزت الوزارة جميع المساجد المخصصة للاعتكاف بما يضمن راحة المعتكفين وسلامتهم، مع توفير إشراف مباشر من الأئمة لضمان توفير بيئة روحانية مناسبة تعين على التفرغ للعبادة والطاعة، وحددت الوزارة المساجد المخصصة لصلاة التهجد بعناية، لضمان إقامتها في أجواء تملؤها الخشوع والسكينة، بما يتيح للمصلين أداء هذه الشعيرة العظيمة بكل طمأنينة.

وشددت الوزارة على مجموعة من الضوابط المنظمة للاعتكاف، وألزمت المعتكفين بالحفاظ على نظافة المسجد وحرمة المكان، والالتزام بالسلوك الإسلامي القويم، وحظرت الوزارة إلقاء الدروس أو الخواطر الدعوية إلا من خلال إمام المسجد أو من تكلفه الوزارة بخطاب رسمي، ومنعت توزيع أي كتب أو منشورات داخل المسجد، مع الاكتفاء بالاطلاع على مكتبة المسجد الرسمية عند توفرها.

وأكدت الوزارة على حظر تصوير المعتكفين أو بث صورهم، حفاظًا على خصوصيتهم واحترامًا لروحانية الاعتكاف، ونبهت إلى عدم استخدام الهواتف المحمولة إلا في حالات الضرورة القصوى، لتجنب خروج الاعتكاف عن مقصده الشرعي في التفرغ التام لعبادة الله.

وخصصت الوزارة 9376 مسجدًا لإقامة صلاة التهجد خلال العشر الأواخر من رمضان، ووفرت جميع التسهيلات لضمان إقامتها في أجواء روحانية هادئة، بما يساعد المصلين على أداء الصلاة براحة وخشوع، وذلك بالتنسيق مع المديريات الإقليمية لضمان حسن التنظيم وعدم التسبب في أي ازدحام يعوق المصلين عن التدبر والخشوع.

اقرأ أيضاًوكيل وزارة الأوقاف بالغربية يلقي محاضرة بكلية الآداب جامعة طنطا بعنوان «الإسلام دين الرحمة والتسامح»

مسئول بوزارة الأوقاف يشارك في أعمال المجالس العلمية الهاشمية بحضور ولي العهد الأردني

وزارة الأوقاف تنفي صلتها بروابط مزيفة تزعم تقديم "دعم رمضاني"

مقالات مشابهة

  • أجمل ناس يدخل الفرحة على قلوب عمال نظافة مسجد الحصري.. تفاصيل
  • الأوقاف تخصص 5143 مسجدًا للاعتكاف و9376 لصلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان
  • روح رمضان تتجسد في ساحة مسجد السيدة نفسية.. رمز الكرم والعطاء
  • مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية يجدد مسجد بني حرام بالمدينة المنورة
  • مصر تتصدر إفريقيا في المنشآت الدينية وتحتضن أكبر مسجد في القارة السمراء
  • مصر تتصدر أفريقيا في المنشآت الدينية وتحتضن أكبر مسجد في القارة السمراء
  • مسجد الفتح في المدينة المنورة.. معلم تاريخي يجتذب الزوار
  • تجديد مسجد العباسة في جازان ضمن المساجد التاريخية
  • مواطن يبني مسجدًا تكريمًا لمحاسبه المصري بعد 26 عامًا من الخدمة .. فيديو
  • مشروع السعودية لتطوير المساجد التاريخية يرمّم مسجد السعيدان بالجوف