دكتور مصطفى ثابت يكتب: صفقات استثمارية كبرى تؤكد صحة رؤية الرئيس في التجديد مصطفى مدبولي رئيسا للوزراء
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
في السنوات الأخيرة، استطاعت مصر بناء بنية تحتية متكاملة، ما جعلها وجهة رئيسية للاستثمارات الدولية. وجاءت هذه النجاحات بفضل التخطيط الاستراتيجي، الذي قاده الرئيس عبدالفتاح السيسي، والذي جدد ثقته في الدكتور مصطفى مدبولي كرئيس للوزراء. وقد أثبتت رؤية الرئيس صحتها، مع النجاحات المتتالية التي حققها مدبولي في جذب الاستثمارات وتعزيز الشراكات الدولية.
كان آخر هذه النجاحات مشاركة مدبولي في منتدى التعاون الصيني-الأفريقي في بكين، حيث شهد توقيع عقود ومذكرات تفاهم تزيد قيمتها على مليار دولار مع شركات صينية كبرى. تركز هذه الاستثمارات على الصناعات الكيماوية والغذائية والطاقة المتجددة، مما يعزز من خطط مصر لتوسيع الصناعة المحلية وزيادة صادراتها. وتؤكد هذه الإنجازات قدرة مصر على الاستفادة من بنيتها التحتية المتطورة لجذب استثمارات كبيرة.
هذه الصفقات الجديدة هي نتيجة لرؤية طويلة الأمد تبنتها القيادة المصرية، حيث أولت الدولة اهتمامًا كبيرًا بتطوير بنيتها التحتية، مما جعلها مستعدة لاستقبال الاستثمارات الضخمة. ومنذ تولي الدكتور مصطفى مدبولي منصبه، لعب دورًا محوريًا في تعزيز هذه الجهود، حيث قاد تطوير مشاريع عملاقة تشمل شبكات الطرق، الموانئ، الطاقة، والاتصالات، ما أسهم في تحسين البيئة الاستثمارية داخل البلاد.
قبل نجاح زيارة الصين، كان مدبولي قد أشرف على صفقة رأس الحكمة، التي أثبتت أيضًا مدى جاذبية مصر للاستثمارات في مجالات العقارات والسياحة. تلك الصفقة ساهمت في تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للاستثمارات، خاصة مع تطوير مناطق جديدة على البحر المتوسط. وكل هذا جاء بفضل اكتمال البنية التحتية، التي كانت من بين أولويات الحكومة في السنوات الأخيرة.
ما يميز هذه الفترة من إنجازات رئيس الوزراء هو الربط الفعلي بين ما تم إنجازه على مستوى البنية التحتية وبين قدرة الدولة على جذب الاستثمارات الضخمة. فمع اكتمال هذه المراحل، أصبحت مصر في وضع قوي لاستقطاب المزيد من الشراكات الاقتصادية، وهذا ما تجلى بوضوح في الصفقات التي أبرمت مؤخرًا في الصين.
إن تجديد الثقة في الدكتور مصطفى مدبولي من قِبل الرئيس عبدالفتاح السيسي جاء استنادًا إلى نجاحه في تحقيق الأهداف الوطنية، وها هي هذه النجاحات تتواصل بشكل ملحوظ. توقيع هذه الصفقات ليس مجرد إنجاز اقتصادي، بل هو إثبات على أن البنية التحتية القوية التي تم بناؤها خلال الأعوام الماضية كانت خطوة أساسية لجعل مصر وجهة استثمارية متميزة.
يبرز النجاح الكبير الذي حققه الدكتور مصطفى مدبولي في إبرام الصفقات الاستثمارية الهائلة، خصوصًا بعد اكتمال البنية التحتية، كدليل على رؤية القيادة المصرية الصائبة. مصر اليوم مستعدة لمستقبل اقتصادي واعد، بفضل الاستراتيجية الناجحة التي تبنتها الدولة وتفاني قيادتها في تعزيز مكانة البلاد على الساحة العالمية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مصطفى ثابت الدكتور مصطفى ثابت مصطفي مدبولي رئيس الوزراء صفقات استثمارية اﻻستثمار صفقات اقتصاد اقتصاد مصر الدکتور مصطفى مدبولی البنیة التحتیة
إقرأ أيضاً:
فى وداع العالم الدكتور محمد المرتضى مصطفى
نقل لى الصديق العزيز الأستاذ سيف الدين عبد الحميد النبأ الحزين جدا عن إنتقال الدكتور محمد المرتضى مصطفى إلى جوار ربه اليوم الأربعاء بمدينة سان ريمون بولاية كاليفورنيا .
رحم الله الأستاذ الدكتور الفاضل ، محمد المرتضى مصطفى وانزله منازل المصطفين المكرمين وجعل البركة فى أبنائه وأحفاده وزوجته الراحلة السيدة منى عز الدين فى برزخها العامر البهى والتى سبقته إلى دار البقاء قبل أربعة أعوام ،وكل أسرته الكبيرة وكل عارفى فضله واحسن عزائهم فيه والزمهم الصبر الجميل ..
الدكتور محمد المرتضى من علماء البلد الأفذاذ والتكنقراط النادرين جدا.. وهو واحد من قلة من السودانيين من ذلك الجيل تلقوا دراساتهم العليا بجامعة هارفارد الأمريكية المرموقة .
شغل منصب وكيل أول وزارة العمل لسنوات إبان حكم الرئيس نميرى وبعض من فترة حكومة الصادق المهدى الذى اقاله بعد أن اختلفا فى التصورات على خطط إصلاحات الخدمة المدنية وقد رأى فيه رئيس الوزراء وقتها نموذجا للتكنقراطي المحترف صعب القياد .
بعد يومين من إقالته تلقى إتصالا من منظمة العمل الدولية بجنيف تطلب منه الحضور إلى مقرها بسويسرا فورا وقامت بتعيننه خبيرا بها ومديرا لمكتبها بإقليم جنوب إفريقيا مقيما فى هرارى عاصمة زيمبابوي وخلال فترة عمله هناك وضع واشرف على خطة إنتقال الخدمة المدنية ونظام العمل فى جنوب إفريقيا من نظام الفصل العنصرى إلى النظام الديمقراطى .وحينما كان يعمل بهرارى لعب دورا مهما فى إلتحاق الدكتور عبد الله حمدوك بالعمل فى اللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة .
وبعد أن ساءت العلاقة بين نظام الإنقاذ ومصر فى النصف الأول من التسعينيات إثر تورط نظام الإنقاذ فى عملية إغتيال الرئيس المصرى وقتها حسني مبارك ووصلت إلى الحضيض تم نقله من هرارى إلى القاهرة مديرا لمكتب منظمة العمل الدولية لإقليم شمال إفريقيا وليمثل قناة خلفية لتخفيف التوتر فى العلاقة بين البلدين .
ربطتنى بالرجل محبة كبيرة وخالصة لوجه الله منذ أن تعرفت عليه أوائل الألفين فى زياراته لمقر صحيفتنا "الصحافي الدولي" والتى كان تجمعه صداقة برئيس مجلس إدارتها الدكتور محمد محجوب هارون .
كان يفرح جدا بزياراتنا المسائية له معا انا والاخ والزميل العزيز سيف الدين عبد الحميد مترجم الصحيفة او ايا منا بمفرده منذ أن كان بمنزل الأسرة فى الخرطوم (3) ثم بعد إنتقاله إلى منزله الفخيم بحى قاردن سيتى ويكرمنا غاية الكرم .. وكان يهدينى كتبا واشياء اخرى قيمة كلما عاد إلى السودان من اسفاره بالخارج وقبل كل ذلك كان ينفعنا بعلمه الغزير وتجربته وخبرته الثرة الحياتية والعملية فى السودان وخارجه ويصحح بلطف الكثير من المفاهيم والمعلومات الخاطئة عندى حينما يرى جنوحا من أثر فورة وحماس الشباب وقتها ويبقى على جوهرها الإنسانى . كما كان يلهمنى كثير من الأفكار النيرة التى استفدت منها فى اعمالى الصحافية وفى حياتى الخاصة . كان يفعل كل ذلك بتواضع جم ومحبة توصيل الخير إلى الناس .
كان الدكتور مرتضى شاهدا على العصر وعارفا باقدار الرجال فى بلادنا ومحيطها العربى و الافريقى يختزن مئات القصص والحكايات لاشخاص واحداث ومواقف عاصرها او كان جزءا منها او قرأ عنها فى مظان لا تتوفر ببلادنا خاصة تلك التى تكون قد شاعت بسردية معينة ورسخت فهما بعينه فى تاريخنا الحديث او القديم نسبيا وحينما تسمعها منه بوقائعها الدقيقة وحواشيها ومقدماتها تغير لك كل معرفتك عنها .
كان محبا جدا للاستاذ محمود ويرى فيه عالما ومصلحا دينيا كبيرا عاش فى واقع جاهل وحوكم بواسطة قضاة وفقهاء وحكام ليس لديهم من علمه ولا قلامة ظفر .
يدعونى كتيرا عنده حينما يكون عنده ضيوف مهمين عازمهم عشاء او غداء وخاصة فى رمضان ..
التقيت عنده بشخصيات مهمة سودانية وأجنبية خاصة من مصر وإثيوبيا وارتريا ومن ضمن عرفتهم عنده السياسى الارتري حروى تدلا بايرو الذى يقيم فى السويد وكان والده تدلا بايرو من كبار الزعماء السياسيين فى ارتريا .. عرفه دكتور مرتضى بعلاقتى الفكرية بالاستاذ محمود فتحولت جلستنا كلها للحديث عنه حيث أشار لى للعلاقة القوية التى ربطت قادة جبهة التحرير الارترية بالاستاذ محمود وكيف انهم كانوا يتلقون منه الأفكار والنصائح العميقة المضيئة والاكرام حينما كانوا يزورونه بمكتبه فى عمارة إبن عوف بالخرطوم .
وأذكر من ضمن الكتب التى اهدانى اياها د. مرتضى الترجمة العربية لكتاب البروفيسور عبد الله النعيم (نحو تطوير التشريع الاسلامى) الذى ترجمه وقدم له المفكر المصرى الدكتور حسين أحمد أمين وحدثنى مطولا عن المترجم وأسرته فقد كان د. مرتضى عارفا دقيقا بالحياة والثقافة المصرية وتاريخها ونخبها .
من ضمن زملاء د. مرتضى فى مرحلة الدراسة الثانوية بمدرسة خور طقت كان الدكتور فرانسيس دينق وحكى لنا كيف انه ولمكانة والده سلطان دينكا نقوك، دينق مجوك وعلاقته المميزة بناظر المسيرية بابو نمر تم استيعابه بالمدرسة المرموقة بعد أن انتهت فترة القبول وذكر لنا أنه استضافه فى غرفته بداخليات المدرسة لقرابة العام .
عندما يكون الدكتور مرتضى موجودا بالسودان وانقطع منه لأسبوعين يتصل بي ليسأل عن صحتى وأسباب غيابي .
عاش الدكتور مرتضى حياته باستقامة وطنية ومع انه لم يكن منتميا سياسيا لحزب ولكنه كان وطنيا غيورا فحينما كانت تغضبه اقوال وتصريحات مسؤولى نظام الإنقاذ وما أكثرها كان يتصل بى ويطلب منى الحضور إليه ويُملينى مقالا كاملا عالما فى نقد وتصويب مقولات ذلك المسؤول .
وكما كان الرجل متواضعا كان أيضا ضحوكا يطرب للطرفة ويحكى كثيرا من المواقف والأحداث الطريفة ويضحك لها بصوت مجلجل محبب إلى النفس.
استضفناه فى منبر صحيفة "الصحافة" عام 2007 تقريبا فى محاضرة عن جذور فشل الدولة السودانية وقد وجدت الأفكار التى اذاعها أصداء واسعة فى ذلك الوقت ولم ترق المسؤولين فى الدولة وقتها ولا زال يتم تدوير الرصد المنشور فى الصحيفة و الذى قام به الزميل قرشى عوض فى السوشيال ميديا كل حين وآخر وكانما كان الدكتور الراحل يحذرنا ويتنبأ لنا بهذا المآل الحزين الان .
الا رحم الله العالم الدكتور الفاضل ، محمد المرتضى مصطفى برحمة الرحيم وجزاه عنا المقامات العُلى عنده ..
لا حول ولا قوة إلاّ بالله
إنا لله وإنا إليه راجعون
علاء الدين بشير - الشارقة
20 نوفمبر