قلل ضيوف برنامج "من واشنطن" من حظوظ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في العودة إلى البيت الأبيض خلال الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، لافتقاده إجماع الحزب الجمهوري بشأن ترشحه.

ورغم التهم الجنائية التي تلاحقه، فإن ترامب يعود إلى واجهة الأحداث السياسية في الولايات المتحدة، ويستمر في تلقي الدعم من بعض المواطنين الأميركيين، وهذا ما أظهره استطلاع للرأي أجرته وكالة رويترز وموقع إبسوس للإحصائيات.

ويشير الاستطلاع إلى أن 47% من الجمهوريين يدعمون ترامب، وأن 35% منهم سيدعمونه إذا تمت إدانته بجناية، و28% سيدعموه إذا قضى عقوبة بالسجن.

غير أن العضو المعتمد لدى المحكمة الأميركية العليا كمال النعواش لديه قناعة بأن أنصار ترامب لن يوصلوه لمنصب الرئاسة مرة أخرى، مؤكدا أن ترشيحه لمواجهة الرئيس الحالي جو بايدن يحتاج إلى إجماع داخل الحزب الجمهوري، بالإضافة إلى أن التهم الجنائية التي تلاحقه ستعيق التصويت لصالحه.

وقالت جين كارد، وهي معلقة سياسية لشؤون الحزبين في الولايات المتحدة، إن شعبية ترامب تزدادا بين أنصاره كلما وجهت له التهم في القضايا التي تلاحقه، وحذرت من أن سجنه أو اعتقاله قد يؤدي إلى انشقاق في صفوف الأميركيين.

أما بروس فاين، وهو مساعد نائب وزير العدل الأميركي سابقا، فركز -في حديثه لحلقة (2023/8/10) من برنامج "من واشنطن"- على ضرورة أن يحترم الرئيس السابق العملية الانتخابية في الولايات المتحدة، ولا يهم إذا فاز ترامب أو غيره في الانتخابات الرئاسية القادمة، لكنه أشار في سياق كلامه إلى طلب ترامب من نائبه مايك بنس في يناير/كانون الثاني 2020 أن يختاره هو بدلا من الدستور الأميركي.

وفي السياق نفسه، انتقد بروس سلوك ترامب وأنصاره في إعاقة الانتقال السلمي للسلطة، في إشارة منه إلى الهجوم على مبنى الكونغرس في السادس من ينار/كانون الثاني 2021، واعتبر أن هذه القضية هي أخطر ما يواجهه ترامب من اتهامات من الناحيتين السياسية والقانونية، واصفا ما حدث بمحاولة لتدمير النظام الدستوري الأميركي.

في حين رأى كمال النعواش أن أخطر تهمة يواجهها ترامب تتعلق بقضية تعامله مع وثائق مصنفة سرية بعد مغادرته البيت الأبيض.

العفو عن ترامب

وعن احتمال عفو الرئيس جو بايدن عن ترامب لإنهاء قضيته التي تثير الكثير من الجدل، قال النعواش إنه من الضروري منح مثل هذا العفو، ولكن في مقابل أن يتنازل ترامب عن مسألة خوض سباق الانتخابات القادمة.

أما بروس فاين فأكد أن الدستور الأميركي يخول لبايدن العفو، لكن سيكون ذلك بمثابة انتحار سياسي له.

يذكر أن ترامب يواجه تهما تتعلق باقتحام الكونغرس في السادس من يناير/كانون الثاني 2021، ومحاولة قلب نتائج الانتخابات الرئاسية التي أجريت في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 وفاز بها منافسه الديمقراطي بايدن، بالإضافة إلى قضية تعامله مع وثائق سرية عندما غادر البيت الأبيض، وقضية مدفوعات مشبوهة لممثلة أفلام إباحية سابقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: البیت الأبیض

إقرأ أيضاً:

أول 100 يوم له في البيت الأبيض... ترامب يقلب النظام الـجيوسياسي الدولي

واشنطن"أ.ف.ب": فرض دونالد ترامب خلال 100 يوم له في البيت الأبيض سياساته الخاصة، فقوّض التحالفات الأمريكية وهدد بضم أراضٍ وقلب النظام الجيوسياسي الدولي رأسا على عقب.

من فرض رسوم جمركية شاملة على دول صديقة وعدوة، مرورا بتهميش الأوروبيين، وصولا إلى خفض المساعدات الخارجية، يفرض الرئيس الأميركي رؤيته تحت شعار "أمريكا أولا" على العالم.

هي رؤية ليست انعزالية بشكل صريح لكنها أحادية بشكل واضح، وتعتمد حصرا على مبدأ الصفقات، وهو نوع من "الأخذ والعطاء" الدبلوماسي.

اعتبر رئيس المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية مارك ليونارد أن "إدارة ترامب قضت على كل المسلّمات. لم تعد هناك فروق واضحة بين الحرب والسلام، والحلفاء والأعداء، والمصالح الوطنية والخاصة، واليسار واليمين".

وكتب على موقع المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية "مع شنّ ترامب حربا تجارية على سائر أنحاء العالم، ومحاولته إبرام صفقة بشأن استغلال المعادن في أوكرانيا، وتهديد السلامة الإقليمية لكل من جرينلاند وبنما، فإن القواعد القديمة للنظام الدولي لم تعد قابلة للتطبيق".

في الموازاة، يقدم الرئيس الجمهوري البالغ 78 عاما نفسه على أنه "صانع سلام" ويتباهى برؤيته لتحقيق "السلام من خلال القوة".

كما لا يتردد في دخول مفاوضات غير مسبوقة، مثل تلك التي أجراها مع روسيا وإيران.

لكن بعد مرور 100يوم على توليه منصبه، بات من الواضح أن المهمة ليست سهلة كما تصور.

فقد استأنفت إسرائيل هجومها على قطاع غزة وانهار اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس، في حين تشن الولايات المتحدة ضربات على جماعة انصار الله في اليمن مع استمرار الصراع في أوكرانيا.

ويبقى التغيير الأبرز في السياسية الأمريكية منذ تنصيب ترامب في يناير التقارب مع فلاديمير بوتين.

وعبر إعادة التواصل مع الرئيس الروسي، أنهى دونالد ترامب عزلة بوتين الدولية التي فرضتها عليه إدارة الرئيس السابق جو بايدن والدول الغربية منذ تدخلها في أوكرانيا قبل 3 سنوات.

وأجرى الرئيسان مكالمة هاتفية في فبراير، ما أدى إلى بدء تقارب استراتيجي، ولو كان على حساب أوكرانيا.

عقب ذلك، عقد الأمريكيون والروس مفاوضات غير مسبوقة في السعودية بهدف استعادة العلاقات بينهما، إلا أن واشنطن اشترطت إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وقد يلتقي ترامب وبوتين وجها لوجه في وقت قريب في السعودية أيضا.

في الوقت نفسه، شدّدت الولايات المتحدة لهجتها تجاه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وصولاً إلى اللقاء الشهير في البيت الأبيض حين شن الرئيس ونائبه جاي دي فانس هجوما لاذعا على زيلينسكي أمام وسائل الإعلام.

وعقد الأوروبيون الذين همّشوا عن المفاوضات، اجتماعات ثلاثية شارك فيها مسؤولون أمريكيون وأوروبيون وأوكرانيون الأسبوع الماضي في باريس، قبل اجتماع جديد مقرر في لندن اليوم الاربعاء، للبحث في إنهاء الصراع في أوكرانيا.

لكن مع تعثر مفاوضات الهدنة، هدد ترامب بالانسحاب من المناقشات إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بسرعة.

على صعيد آخر، أجرت إدارة ترامب مفاوضات غير مباشرة مع إيران.

وعقدت الولايات المتحدة وإيران جولتين من المحادثات غير المباشرة، في سلطنة عمان روما، بقيادة المفاوض ستيف ويتكوف، صديق ترامب القديم.

وتقول واشنطن التي تنتهج سياسة "الضغوط القصوى" تجاه طهران، إنها تفضل حلا دبلوماسيا مع إيران لكنها تهدد بتدخل عسكري لضمان عدم حصول طهران على السلاح النووي.

وكان الرئيس الأمريكي انسحب أحاديا عام 2018 من الاتفاق النووي التاريخي المبرم عام 2015 مع إيران والذي نص على تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على طهران مقابل كبح برنامجها النووي.

وأكد المسؤولون في إدارة ترامب، بمن فيهم وزير الخارجية ماركو روبيو، مرارا أن الرئيس "يفكر خارج الصندوق" وأنه "الوحيد" القادر على قيادة هذه المفاوضات.

ومن بين القرارات الأخرى التي ميّزت ولاية ترامب منذ 20 يناير، إعلانه انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ ومن منظمة الصحة العالمية.

كذلك، أقر الرئيس الأمريكي تخفيضات هائلة في ميزانية المساعدات الخارجية، بذريعة مكافحة الهدر والبرامج التي تعزز التنوع والمساواة والشمول.

كما نفّذ سياسة ترحيل المهاجرين غير النظاميين من الولايات المتحدة، وأرسل بعضهم إلى سجن شديد الحراسة في السلفادور، وشن حربا ضد عصابات المخدرات المكسيكية التي وصفها بأنها منظمات إرهابية أجنبية.

أما الغائب الأكبر عن النقاش في واشنطن في الوقت الراهن فهو كوريا الشمالية.

وخلال ولايته الأولى (2017-2021)، هدد ترامب بالقضاء على كوريا الشمالية قبل أن يلتقي الزعيم كيم جونغ أون مرات عدة ويعلن أنهما "وقعا في الحب".

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض: ترامب يزور السعودية وقطر والإمارات الشهر المقبل
  • البيت الأبيض: ترمب يزور الخليج منتصف الشهر المقبل
  • البيت الأبيض: ترامب يزور السعودية وقطر والإمارات مايو المقبل
  • عاجل. البيت الأبيض: ترامب يزور السعودية و الإمارات وقطر الشهر المقبل
  • هل يقال وزير الدفاع الأميركي؟ البيت الأبيض يجيب
  • أول 100 يوم له في البيت الأبيض... ترامب يقلب النظام الـجيوسياسي الدولي
  • البيت الأبيض ينفي نية الرئيس ترامب إقالة وزير الدفاع بيت هيجسيث
  • البيت الأبيض: لم نشارك أي معلومات سرية في محادثات سيجنال
  • البيت الأبيض ينعي البابا فرنسيس بعد وفاته عن عمر 88 عامًا
  • البيت الأبيض ينعي بابا الفاتيكان بصورة له مع ترامب وفانس