6 سبتمبر، 2024

بغداد/المسلة: التشرذم السياسي في العراق بات العامل الأساسي الذي يعزز التوغل التركي داخل أراضيه فيما الانقسامات الداخلية وغياب الموقف الموحد، يُستغل من قبل تركيا لتعزيز وجودها العسكري، وصولًا إلى إقامة معسكرات وبنى تحتية تضمن بقاءها الدائم.

وعلى الرغم من خطورة الوضع، تقف الحكومة العراقية والبرلمان عاجزين عن اتخاذ موقف قوي لحماية سيادة البلاد، ما سمح للقوات التركية بالتوغل بنحو 185 كيلومترًا داخل الأراضي العراقية.

وأحد العوامل الرئيسية التي تسهم في هذا الوضع هو مذكرة التفاهم الأمنية بين بغداد وأنقرة التي كان من المفترض أن تنظم العلاقات الأمنية بين البلدين، لكنها تحولت إلى غطاء قانوني للتواجد التركي بسبب الثغرات فيها لصالح أنقرة، وبدلاً من أن تكون وسيلة لحفظ الأمن، باتت تُستغل من قبل تركيا للتوسع وتأسيس مواقع عسكرية على الأراضي العراقية.

الصراع السياسي الداخلي بين القوى العراقية يتيح لتركيا الاستفادة من التناحر، و في ظل هذه التشرذمات، تعجز الحكومة العراقية عن تبني موقف موحد وواضح تجاه التوغل التركي، مما يوفر لأنقرة فرصة لتعزيز وجودها دون معارضة قوية.

ولا يقتصر الأمر على الحكومة العراقية فحسب، بل يمتد إلى الأحزاب الكردية التي تساهم بشكل مباشر في هذا التوغل،  فالصراع المستمر بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني يوفر لتركيا مبررًا للبقاء، حيث تتحدث بعض المصادر عن تنسيق بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وأنقرة ضد خصمه الاتحاد الوطني.

علاوة على ذلك، يتواجد ولاء سياسي لصالح تركيا من بعض الجهات العراقية، سواء في بغداد أو كركوك، حيث هذه الجهات، التي ترتبط بمصالح سياسية واقتصادية مع أنقرة، تساعد في تعطيل أي جهود فعلية تهدف إلى إنهاء التواجد التركي على الأراضي العراقية.

وأدلى عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان، عد القدو، بتصريحات تكشف عن مدى التوغل التركي في العراق، موضحًا أن القوات التركية تنتشر في 80 موقعًا، وتشمل قواعد عسكرية ضخمة، وأسلحة ثقيلة قادرة على تهديد المدن، بالإضافة إلى 14 مطارًا ومراكز استخباراتية.

وفي نينوى، وصلت القوات التركية إلى عمق 28 كيلومترًا، في مشهد يعكس مدى تآكل سيادة العراق على أراضيه.

و أكد محمود خوشناو، عضو الاتحاد الوطني الكردستاني، تناغم بعض الأطراف السياسية مع تركيا قد أضعف أي قرار حاسم يدعو إلى خروج القوات التركية من العراق.

القوى السياسية العراقية بدورها تبدو غير مكترثة بالخطر التركي، حيث تنشغل بالصراعات البرلمانية الداخلية والسعي للسيطرة على مراكز النفوذ. وهذه الانقسامات تصب في مصلحة أنقرة، التي تستخدم قضية حزب العمال الكردستاني كذريعة للبقاء، رغم أنها قد تتجاوز ذلك لتوسيع نطاق نفوذها الإقليمي.

اين تنتشر القوات التركية؟

تنتشر القوات التركية في العراق عبر عدد من المعسكرات والقواعد العسكرية في شمال البلاد. وعلى الرغم من أن الحكومة التركية والعراقية لا تنشر قوائم رسمية دقيقة بأسماء جميع المعسكرات، إلا أن بعض القواعد والمعسكرات المعروفة تشمل:

قاعدة بعشيقة: واحدة من أكبر القواعد التركية وتقع بالقرب من مدينة الموصل في محافظة نينوى.

قاعدة كاني ماسي: تقع في منطقة دهوك بإقليم كردستان، وتعتبر قاعدة استراتيجية مهمة لعمليات تركيا ضد حزب العمال الكردستاني.

قاعدة سيري: تقع في منطقة كردستان العراق وهي جزء من العمليات التركية في مكافحة حزب العمال الكردستاني.

قاعدة العمادية: تقع في محافظة دهوك وهي إحدى القواعد التي تستخدمها القوات التركية في عملياتها ضد حزب العمال.

قاعدة زاخو: تقع قرب الحدود التركية العراقية، وتستخدمها القوات التركية كجزء من حملتها المستمرة في شمال العراق.

إلى جانب هذه القواعد، توجد العديد من المواقع العسكرية الأخرى التي تستخدمها القوات التركية في عملياتها ضد حزب العمال الكردستاني، وتشمل مواقع أصغر ومراكز استخباراتية ومهابط مروحيات منتشرة في مناطق مختلفة من شمال العراق، خاصة في محافظتي دهوك ونينوى.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: حزب العمال الکردستانی القوات الترکیة الترکیة فی

إقرأ أيضاً:

استهدف قاعدة نيفاتيم الإسرائيلية بصاروخ باليستي فرط صوتي

اليمن – أعلنت حركة الحوثيون اليوم الأحد تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت قاعدة نيفاتيم الجوية الإسرائيلية في منطقة النقب جنوبي فلسطين.

وجاء في بيان الحركة: “انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه، ورفضا لجريمة الإبادة الجماعية التي ينفذها العدو الصهيوني بحق إخواننا قطاع غزة، نفذت القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية استهدفت قاعدة نيفاتيم الجوية في منطقة النقب جنوبي فلسطين وذلك بصاروخ باليستي فرط صوتي، وقد حققت العملية هدفها بنجاح”.

 وأضاف البيان: “تؤكد القوات المسلحة اليمنية أنها ستواصل تطوير قدراتها العسكرية بما يلبي تطورات المرحلة ويكسر عنجهية العدوان الأمريكي وغروره، وأنها مستمرة في عملياتها العسكرية المساندة للشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة، وأنّ هذه العمليات لن تتوقف إلا بوقف العدوان على غزة، ورفع الحصار عنها.

من جانبها، أعلنت الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعتراض صاروخ باليستي أطلقته جماعة الحوثيين من اليمن، مستهدفا منطقة وادي عربة وشمال البحر الميت.

وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أنه لم يتم تسجيل أي إصابات أو أضرار نتيجة هذا الهجوم.

تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، حيث تستمر القوات اليمنية في تعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية، فيما تسعى إسرائيل إلى تعزيز إجراءاتها الأمنية لمواجهة مثل هذه التهديدات.

ومنذ منتصف مارس الماضي، تصاعدت وتيرة العمليات العسكرية بين الولايات المتحدة والحوثيين، بعد إعلان “أنصار الله” استئناف حظر عبور السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي “مساندة للفلسطينيين في غزة”.

وشنت القوات الأمريكية منذ حينها، مئات الغارات على اليمن، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 120 مدنيا وإصابة 256 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال.

وجاءت هذه الغارات عقب أوامر أصدرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للجيش بتنفيذ “هجوم كبير” ضد جماعة الحوثي، متوعدا بـ”القضاء عليها تماما”.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • رئيس رابطة المصارف الخاصة العراقية: 63 مليار دولار حجم الاستثمارات العربية والأجنبية في العراق خلال عاميين
  • توقف خط أنابيب العراق-تركيا: أزمة ثقة و متأخرات مالية
  • استهدف قاعدة نيفاتيم الإسرائيلية بصاروخ باليستي فرط صوتي
  • القوات المسلحة اليمنية تجدد استهداف قاعدة نيفاتيم الإسرائيلية
  • سفيرة الأناقة والتراث.. الدار العراقية للأزياء رحلة عبر التاريخ وهوية وطن
  • التجارة: المساعدات العراقية من القمح للسوريين تعكس بداية لعلاقة استراتيجية جديدة
  • مستشار السوداني: العراق أصبح بيئة جذابة للاستثمارات التركية،
  • من ركائزه إقليم كوردستان.. تركيا تتخذ سياسة المسار المزدوج نهجاً في العراق
  •  بقيمة 237 مليار دولار.. العراق الخامس عالمياً في استيراد البضائع التركية
  • احصائيات دقيقة: العراق خامس أكبر دولة مستوردة للسلع من تركيا في 2024