فن لعالم مضطرب.. معرض في باريس عن السريالية في مئويتها
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
انطلق في باريس هذا الأسبوع معرض عن الحركة الفنية والأدبية السريالية في الذكرى المئوية لولادتها، يضم أعمالا لأبرز وجوهها، كسلفادور دالي ورينيه ماغريت وجورجيو دي كيريكو وماكس إرنست ودورا مار وليونورا كارينغتون ودوروثيا تانينغ.
ويقام المعرض على مساحة 2200 متر مربع في مركز بومبيدو، ويضم نحو 500 عمل، من لوحات ومنحوتات ورسوم ونصوص وأفلام ووثائق، من بينها ما هو مُعار من مؤسسات أخرى.
ويُظهر المعرض الذي يستمر إلى 13 يناير/كانون الثاني المقبل أن هذه الحركة الفنية التي ولدت عام 1924 على يد شعراء من بينهم أندريه بريتون، وانتشرت في مختلف أنحاء العالم، كانت ذات رؤية وتبقى مواكبة للعصر من حيث رغبتها في تغيير العلاقة بين البشر والطبيعة.
وكان العالم إبان نشأة وظهور الفن السريالي يعاني الويلات والنتائج الكارثية للحرب العالمية الأولى، وعلى شفا حرب عالمية ثانية، بينما الآن يدور جدل حول العالم مرتبط بمخاوف من نشوب حروب كبرى جديدة.
انطلقت الحركة السريالية في فرنسا في العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي واحتضنت فنانين من مختلف التخصصات والمذاهب الفنية، بما في ذلك الرسم والنحت والأدب والسينما والموسيقى.
ويهدف الفن السريالي إلى استكشاف العقل الباطن والعوالم الخيالية من خلال إبداع تصاوير غير تقليدية ومتناقضة. يعتمد الفنانون السرياليون على الأفكار والتقنيات التي تحرر العقل من القيود التقليدية، بما في ذلك استخدام الأحلام والتداعيات الحرة، والرموز الغامضة، والمشاهد غير المنطقية، ويعد الفن السريالي نوعا من الانتفاضة الفوضوية ضد العقلانية المضبوطة والقواعد الثابتة المتفق عليها.
ويمكن الزوار الاطلاع على بعض أبرز الأعمال السريالية التي تُعرض عادة في مدريد وسان فرانسيسكو وستوكهولم ونيويورك وسواها، ومن بينها "المستمني العظيم" لسلفادور دالي، و"القيم الشخصية" و"إمبراطورية الأضواء" لرينيه ماغريت و"عقل الطفل" و"غناء الحب" لجورجيو دي كيريكو، و"الغابة الكبرى" لماكس إرنست و"كلب ينبح على القمر" لجوان ميرو.
وسبق أن أقيم هذا المعرض ولكن بمضمون أقل اكتمالا في بروكسل واختُتِم في يوليو/تموز، ويُتوقع أن ينتقل لاحقا إلى مدريد وهامبورغ ثم فيلادلفيا.
وتقوم سينوغرافيا المعرض على الوهم البصري، أحد عناصر أعمال السرياليين، وصُمم مساره على شكل متاهة. ويدخل الزائر قاعة دائرية ضخمة تظهر في وسطها المخطوطة الأصلية لـ "البيان السريالي" لأندريه بريتون، في حين يسلط العرض السمعي البصري الغامر الضوء على نشأته وفلسفته.
وقالت ماري ساريه التي تولت تنسيق المعرض مع نائب مدير المتحف الوطني للفن الحديث ديدييه أوتينجيه لوكالة فرانس برس إن "السريالية ليست عقيدة جمالية (…) بقدر ما هي فلسفة جمعت طوال أكثر من 40 عاما رجالا ونساء يؤمنون بعلاقة أخرى مع العالم".
أما أوتينجيه فأوضح أن الهدف بعد مرور أكثر من 20 عاما على آخر معرض مخصص للسريالية في مركز بومبيدو (2002)، يتمثل في إظهار عدم اقتصار هذه الحركة على "وجهة نظر في شأن مسار التاريخ، ولحظاته الحاسمة (الحروب العالمية، الحرب الإسبانية والاستعمار…) والحركات السياسية التي مزقت أوروبا"، وتبيان تعبيرها أيضا عن "نظرة في شأن علاقة أخرى بين الإنسان والكون".
ويتناول المعرض أيضا "الانتشار العالمي للسريالية منذ ثلاثينيات القرن العشرين ووصولها حتى إلى أستراليا"، في حين "تُرجِمَت النصوص الرئيسية لأراغون وبريتون في الصين"، بحسب أوتينجيه.
وفي المعرض كذلك أعمال لتاتسو إيكيدا (اليابان) وويلهلم فريدي (الدانمارك)، وروفينو تامايو (المكسيك).
ويركّز المعرض على أميركا الجنوبية وعلى "المكانة الكبيرة" للنساء داخل "حركة الفن الحديث"، بحسب ساريه، ومنهن المكسيكية ريميديوس فارو والبريطانية إيثيل كولكوهون والفرنسية التشيكية توايان والفرنسية دورا مار والأميركية دوروثيا تانينغ.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی باریس
إقرأ أيضاً:
اعلان جوائز معرض القاهرة للكتاب فى دورته الـ56
شهدت معرض القاهرة الدُولي للكتاب 56، والذي تُنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين العساسي، حضورًا جماهيريًا كبيرًا، اليوم، الاربعاء الخامس من فبراير 2025م، فى اليوم الأخير لفعاليات المعرض.
وأعلنت اللجنة المنظمة، أسماء الفائزين بجائزة المعرض لعام 2025، فى 16 فرعًا فى كل فروع المعرفة
فاز بجائزة المعرض هذا العام في فرع الرواية مناصفة بين "جزيرة هرموش" للكتاب محمد يونس حسانين، و"شبح عبد الله بن مبارك" لماجد طه علي شيحه، وفرع القصة القصيرة فاز بها المجموعة القصصية "تيريز لا أحد" للكاتب كريم سعيد.
وفى فرع شعر العامة، فاز ديوان "مناب الغايب" للشاعر إبراهيم عبد الفتاح، وشعر الفصحى فاز بها ديوان "مزرعة السلاحف" للشاعر عيد عبد الحليم، وبمجال كتاب الطفل فاز كتاب "ماما وجدتي" للكاتبة نور الهدى عبد الحافظ، وفي مجال العلوم الإنسانية والدراسات الإفريقية فاز كتاب "المجتمع المدني وبناء السلم الافريقي حالتا أنجولا والكنغو الديمقراطية" للكاتب محمد عبد الستار سليمان.
وفاز مجال الكتاب العلمى كتاب "جينات المصريين" للكاتب أحمد حسن بلح، وفي مجال النقدي الأدبي فاز كتاب " شغف الترحال: علم السرد المعرفي مدخلاً إلى أدب الرحلة" للكاتبة دعاء حسن البلكي.
وفى مجال الفنون فرع الموسيقى بالتعاون بين هيئة الكتاب وأكاديمية الفنون فاز كتاب "العزف على آلة الناي" للكاتب عاطف إمام فهمي، وفي مجال تحقيق التراث والتي تمنحها هيئة الكتاب ودار الكتب والوثائق القومية فاز بها كتاب "نزهة النفوس والأفكار في خواص الحيوان والنبات والأحجار – الجزء الثالث" تحقيق الدكتور إكرامي عشري، والدكتور أشرف غنام.
وفى مجال أفضل كتاب مترجم فرع الكتاب العام فاز بها كتاب "اسمها فلسطين.. المذكرات الممنوعة لرحالة إنجليزية في الأرض المقدسة" تأليف آدا جودريتش، وترجمة خميله عبد الحميد، وفي مجال أفضل كتاب مترجم فرع مجال الطفل فاز بها كتاب "المحقق باور: لغز الكلمات النائمة"، تأليف سن روي، وترجمة هاجر محمد فوزي.
وفي مجال أفضل ناشر مصري فازت بها دار منشورات الربيع، وأفضل ناشر عربي مناصفة بين دار نماء للبحوث والدراسات من مصر، ودار منشورات تكوين من الكويت.
جدير بالذكر أن فعاليات الدورة الـ 56 لمعرض القاهرة الدُولي للكتاب، تأتي برعاية كريمة من الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ رئيس الجمهورية؛ تحت شعار: "اقرأ… في البدء كان الكلمة"، وتستمر حتى 5 فبراير المُقبل، وذلك بمركز مصر للمعارض الدولية، بالتجمع الخامس، وتحل عليه "سلطنة عُمان" ضيف شرف هذه الدورة، وتم اختيار اسم الدكتور أحمد مستجير، العالم والأديب المصري، شخصية المعرض، واسم الكاتبة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، ويأتي المعرض بمشاركة 1345 دار نشر من 80 دولة و 6150 عارضًا للإصدرات الأدبية والفكرية.