تفاصيل قتل الاحتلال للمتضامنة الأميركية ايسنور في نابلس
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
نابلس- استشهدت المتضامنة الأميركية عائشة نور ازغي بعد إصابتها برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في بلدة بيتا جنوب نابلس، إثر مشاركتها في فعالية تضامنية سلمية ينظمها أهالي البلدة رفضا للاستيطان على أراضيهم منذ نحو 4 سنوات.
واستشهدت عائشة -أو "ايسنور ازكي" كما ظهر اسمها في وثيقة جواز السفر الأميركي الخاص بها- برصاصة من النوع الحي، اخترقت الجهة اليسرى من ناحية رأسها، ووصفت إصابتها "بالحرجة جدا" وفق ضابط إسعاف بلدة بيتا فايز عبد الجبار.
وأوضح عبد الجبار للجزيرة نت أن المسافة التي أطلق منها جيش الاحتلال الرصاص تجاه المتضامنين الأجانب والمواطنين المتظاهرين قريبة جدا، وتقدر من 200 إلى 250 مترا فقط، مما أدى لإصابة عائشة التي أفضت إلى استشهادها بعد وقت قصير.
ولفت عبد الجبار إلى أنهم عملوا على تقديم الإسعاف للمتضامنة المصابة، ومن ثم نقلوها إلى مستشفى رفيديا الحكومي في نابلس، "وكانت عليها بعض العلامات الحيوية" حسب قوله، لكن حالتها الصحية ساءت بشكل أكبر بفعل ما أحدثته الرصاصة من نزيف دم حاد، أدى لمفارقتها الحياة بعد وقت قصير من وصولها المشفى.
قتل مع سبق الإصراروعن طبيعة ما جرى، قال موسى حمايل الناشط ضد الاستيطان في بيتا وأحد المنظمين الرسميين للفعالية إن جيش الاحتلال انتشر بكثافة في منطقة كرم نمر قرب جبل صبيح جنوب بلدة بيتا قبل تنظيم الفعالية، وتواجد على مسافة قريبة من المتظاهرين.
وأضاف حمايل في اتصال هاتفي بالجزيرة نت "ما إن انتهينا من صلاة الجمعة حتى باشر جيش الاحتلال وكعادته بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقنا، وأتبع ذلك وبشكل مباشر ومقصود بالرصاص الحي، وأطلق رصاصتين إحداهما أصابت المتضامنة الأجنبية عائشة برأسها، بينما أصيب شاب آخر بشظايا الرصاصة الثانية في فخذه".
وأكد أن وجود الاحتلال الكثيف وانتشار جنوده في محيط المنطقة التي تنظم بها فعالية التضامن بشكل أسبوعي دل على تعمدهم استهداف المتظاهرين وخاصة المتضامنين، حيث إن الجنود أصابوا بالرصاص قبل أقل من شهر متضامنا أميركيا أيضا من أصول تايلندية.
"ولم تحصل تلك المواجهات الكبيرة بين المتظاهرين وجيش الاحتلال حتى يستدعي هذا الكم الكبير من العنف والقمع من جنود الاحتلال" حسب حمايل، الذي أضاف أن الاحتلال صار يتعمد قمع المسيرة وإنهاءها بشكل سريع، لا سيما مع وجود متضامنين، والذين بلغ عددهم في فعالية اليوم 12 متضامنا.
المتضامنة عائشة بعد وصولها للمشاركة في المسيرة السلمية في بلدة بيتا جنوب نابلس قبل إصابتها واستشهادها (وكالات)ودانت جهات سياسية وفصائل فلسطينية مختلفة جريمة الاحتلال الإسرائيلي باغتيال المتضامنة الأجنبية، وقال محافظ نابلس غسان دغلس في تصريح صحفي له بعد زيارته مشفى رفيديا حيث يرقد جثمان المتضامنة "أقول للرئيس الأميركي جو بايدن إن الاحتلال قتل المتضامنة الأميركية بالرصاص الأميركي في مسيرة سلمية، كما قتل أطفال شعبنا في غزة وجنين من قبل".
وطالب دغلس بوقف "الحرب المجنونة" على الفلسطينيين، كما حمل حكومة الاحتلال الإسرائيلي ومن وصفه بـ"العالم الظالم" الذي يدعم حكومة الاحتلال المسؤولية عن هذه الجريمة.
و اعتبر الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أن ما يقوم به الاحتلال من قتل الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب وحمايته للمستوطنين بالمقابل "جريمة"، وقال في تصريح صحفي وصل الجزيرة نت "لن تُردع الفاشية الإسرائيلية دون فرض العقوبات والمقاطعة عليها، و نريد أن نرى ما الذي سيفعله الرئيس الأميركي وإدارته إزاء قتل الجيش الإسرائيلي لمواطنة أميركية".
استهداف المتضامنينعائشة نور ايزغي -أو "ايسنور ازكي"- (26 عاما) متضامنة أميركية من أصول تركية، ولدت في مدينة أنطاليا في تركيا ودرست علم النفس في جامعة واشنطن في الولايات المتحدة الأميركية، وعملت في بعض المراكز كمساعدة اجتماعية ومن ثم عملت في شركة سياحية.
ووصلت عائشة إلى فلسطين منذ 3 أيام فقط، كمتطوعة في حركة التضامن العالمي (ISM)، ضمن فريق من المتضامنين الأجانب الذين يأتون للضفة الغربية للتضامن مع الفلسطينيين، خاصة في المناطق التي تتعرض لاعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال بشكل مباشر، وهذه المشاركة الأولى لها في التضامن مع أهالي بيتا.
ومنذ نحو 4 سنوات ينظم أهالي بلدة بيتا تظاهراتهم السلمية رفضا للاستيطان على أراضي بلدتهم في منطقة جبل صبيح، حيث عاد المستوطنون منذ ذلك الحين للحضور بكثافة عالية، وشيدوا مدرسة دينية وبيوتا متنقلة، ورغم أن جيش الاحتلال أخلى المستوطنين لاحقا، فإنه لم يمنع زياراتهم حول المكان.
ومن جهته ندد الناشط في استقطاب المتضامنين الأجانب وائل الفقيه باغتيال الاحتلال للناشطة عائشة، وقال للجزيرة نت إن الاحتلال بات يتعمد استهدافهم بشكل مباشر، وإن الاعتداءات تطالهم من الجيش ومن المستوطنين على حد سواء، "وكأنه يبعث برسائل بأنهم أصبحوا مستهدفين بالنسبة له".
وأوضح الفقيه أنهم ومع اقتراب موسم الزيتون وجهوا دعوات عديدة لاستقطاب متضامنين أجانب لمؤازرة المواطنين ومساعدتهم في قطف زيتونهم، وأكد أن وجودهم مهم جدا "كمتضامنين وموثقين لجرائم الاحتلال".
وبالرغم من تراجع أعداد المتضامنين في السنوات القليلة الماضية بفعل مضايقات الاحتلال لهم واعتقالهم وترحيلهم، فإنهم كثفوا زياراتهم التضامنية مؤخرا وشاركوا في التصدي لاعتداءات المستوطنين الذين هاجموهم في أكثر من مكان، كما وثقوا ذلك في بلدة قصرة جنوب نابلس قبل شهر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات جیش الاحتلال بلدة بیتا
إقرأ أيضاً:
إصابة مواطنين برصاص الاحتلال في مخيم الفوار
استمرارًا لجرائم الكيان الصهيوني المتواصلة على قطاع غزة، فقد أصيب، مساء اليوم الثلاثاء، شابان بالرصاص الحي خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم الفوار، وآخرون بالاختناق خلال مواجهات عقب اقتحام الاحتلال بلدة دورا.
مندوب مصر لدى مجلس الأمن يشيد بالدور التاريخي لـ "أونروا" في غزة رئيس جامعة الأزهر يشيد بجهود الدولة المصرية في دعم غزة
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية"وفا"، فقد أوضحت مصادر أمنية، أن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم الفوار، ودارت مواجهات مع المواطنين أطلقت خلالها الرصاص الحي والقنابل الدخانية، ما أدى إلى إصابة شابين بالرصاص الحي في قدميهما، ونقلا إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج.
وأشارت المصادر إلى إصابة عدد من المواطنين في بلدة دورا بالاختناق، عقب اقتحام الاحتلال البلدة وإطلاق قنابل الغاز السام المسيل للدموع.
وتواصل قوات الاحتلال اقتحامها الاستفزازية لمدينة الخليل وبلداتها ومخيميها، وتشدد من إجراءاتها وإغلاقها لمداخل هذه البلدات، وذلك في سياق تضيق الخناق على المواطنين.
أصيب اثنان بينهما صحفية، اليوم الثلاثاء، برصاص الإسرائيلي في الحي الشرقي لمدينة طولكرم بالضفة العربية.
وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن شابًا أصيب برصاص الاحتلال في الوجه بالحي الشرقي لمدينة طولكرم، وتم نقله إلى المستشفى.
وأشارت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إلى أن قوات الاحتلال دفعت بمزيد من آلياتها وجرافاتها لطولكرم ومخيمها، وسط إطلاقها الأعيرة النارية بكثافة تجاه كل شيء متحرك، في الوقت الذي واصلت فيه أعمال التجريف والتخريب في البنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة.
وفي السياق، أصيبت، اليوم، الصحفية نغم الزايط، بشظايا رصاص الاحتلال، خلال تغطيتها الميدانية لعدوان الاحتلال في الحي الشرقي لطولكرم.
وقال الصحفي صهيب أبو دياك، الذي كان بمرافقتها هو ومجموعة من الصحفيين، إن قوات الاحتلال أطلقت الأعيرة النارية تجاههم بشكل مباشر أثناء وقوفهم عند مفترق الشاهد شرق المدينة، ما أدى إلى إصابة الصحفية نغم بشظايا الرصاص في اليد اليمنى، وتم تقديم العلاج لها في مركز الهلال الأحمر في المدينة.
وكانت قوات الاحتلال قد اعترضت عمل الصحفيين أثناء تغطيتهم العدوان الإسرائيلي على المدينة ومخيمها، وطاردتهم وأطلقت القنابل الصوتية تجاههم، وتحديدا في الحي الغربي ومدخل المخيم الشمالي والحي الشرقي.
وفي السياق، أعلن محافظ طولكرم عبد الله كميل، فتح عدد من مراكز الكرامة والإغاثة الطارئة للعائلات التي أجبرتها قوات الاحتلال على النزوح قسرا من مخيم طولكرم، بناءً على توجيهات مباشرة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وفي جنين، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم، شابا عقب محاصرته منزلا في بلدة عرابة جنوب المدينة.
وذكرت (وفا) أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة عرابة وحاصرت منزلا ودفعت تعزيزات لمحيط المنزل وسط تحليق الطيران في سماء البلدة، واعتقلت معاذ حشاش.
وفي نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة قصرة جنوب المدينة، وسط إطلاق كثيف للرصاص وقنابل الغاز السام، الأمر الذي أدى لاندلاع مواجهات في المنطقة.
وفي وقت سابق، عاد العنف إلى جنوب لبنان، الأحد، حيث أعلنت السلطات أن 22 شخصا قتلوا برصاص القوات الإسرائيلية.
وجاءت هذه الوقائع بعد انتهاء المهلة المحددة لانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.